الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين وحاجتنا اليه ...

سلمان محمد شناوة

2013 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين يواجهه احدنا مشكلة مستعصية على الحل ...
ماذا يفعل
انه يتجه مباشرة إلى اقرب نقطة تساعده على الحل ... فيما يسمى الروحانيات ..
والروحانيات عالم غريب عجيب , هناك من يدعي عمق المعرفة به بما يشبه الخرافات والشعوذة والبعيدة عن العقل والتي نشمئز منها احيانا , لأننا ندعي العقلانية .. ولكن حين يعجز العقل , نضطر إلى اللجوء إلى هذه الحلول ..
هؤلاء يدعون أنهم على علاقة مع العالم الأخر ومع الجن , والجن عالم لم يلتقي به احد , ولكننا نعلم وجوده , ونعلم قدرته الخارقة (( يرونكم من حيث لا ترونهم )) حسب الوصف القرآني لهم ...
مشكلتنا إننا لم نرى أو نسمع أو نلتقي بأحد من هذا العالم الغريب , لذلك نطلق الخيال في تصور هذا العالم , ونتخيل قصص وحكايات يغذيها الخيال المفرط , والجهل المطبق بهذا العالم .. ونجعل من خرافتنا حقيقة , ومن هذا العالم السحري .. عالم واقعي يشعرنا بنوع من الاطمئنان على صحة قوانا العقلية ...
حين نسير في الصحراء ونسمع الأصوات الغريبة ..لابد انه الجن , يمشي معنا ويسير معنا خطوة خطوة .. ونفس نفس وربما سمعنا صوته أو تنفسه هو بقربنا ونحن لا نراه ...
نلجأ ساعتها إلى قدرتنا على الاستنتاج , ونستنتج بعض النتائج حتى يتوقف عقلنا عن التساؤل وتطمئن الروح ..ربما من هذا ولدت أسطورة وادي عبقر ..وادي الجن في الحجاز .والذي قيل انه تسمع بها أصوات ترد على من يناديها .. أو أحيانا يسمع أصوات وهي تنشد الشعر ردا على شعراء انشدوا الشعر في هذا الوادي ...من هنا يكونوا هؤلاء الشعراء ردوا على أنفسهم من حيثُ لا يدرون , وإلا كيف تطابق الشعر مع الشعر والقافية مع القافية والوزن مع الوزن .. أليست هي روحهم الهائجة وفي ساعة ذروة حيث تنشد الشعر , ثم تعيد الشعر نشيداً لنفسها ...
أحيانا يخيل لي إن النبوة هي مزيج من حالة الجنون والتعقل , أو هي منطقة وسط بين الصحو والنعاس ..منطقة لا تسيطر عليها الروح فتكون متيقظة تماما .. أو تكون نائمة فيكون حديثها رؤيا وأحلام ...
أنها المسافة بين الحقيقة والخيال , والحق والبطل ..وهي ما نام في الروح من حقائق وفضيلة المجتمع سنوات ودهور حتى تصحو فجأة في شكل حكمة ينضح على لسان عاقل أو مجنون ...
قال احدهم تحيرني الحكمة التي تجري على لسان المجانين , وهو يقول أنها تشبه النبؤات أحيانا .. وهي تشبه الحقائق والتي يتفق عليها الجميع , ومهما وصلنا إلى العقلانية ونتفوق في فن الحوار , لكن حين يأتينا هذا المجنون ويلقي علينا حكمته , نقف مبهورين ونبتسم ونحن نتفق معه في قولته وكلماته .. محتارين كيف وصل إلى هذه النتيجة , ونحن من نمسك بزمام الحوار والخطابة نجدنا ندرس ونبحث السنوات حتى نصل إلى نفس النتيجة وربما اقل ...
لقد درس البعض الأساطير الخرافية والتي تولدت منها الديانات القديمة .. ووجدها تشبه بصورة أو بأخرى حكمة المجانيين .. إلا أنهم البسوها بلباس من التقوى والتدين وجعلوها أديان وعبادات اقتنعوا بها ومارسوها بقوة ..
فحين يصل احدنا إلى مشكلة مستعصية على الحل ...
يلجأ مضطرا إلى الروحانيات والبعيدة على العقلية المنطقية ..
لماذا حتى تطمئن الروح وتنام قريرة العين ...
ومن هذا قُلت وأكثرت القول , إن المعرفة ملحدة , لكنها تخلق الكثير من الأسئلة الحائرة والتي تولد بدورها المزيد من الأسئلة الحائرة وإجابات تستقر عندها الروح والاطمئنان ...
وان الإيمان غبي , لأنه يعطينا كل الاطمئنان , ولا يعطينا قليل من المعرفة , ومن هذا كان اللجوء منذ فجر التاريخ إلى الدين بحثا عن الاطمئنان , وبحثا عن الاستقرار حتى يستطيع الإنسان إن يستقر ويعيش ...
ولقد سألني احدهم وتسئلت أيضا معه , ما فائدة الدعاء لان الدعاء من ناحية المنطق , هو طلب بشيء سعيد لنا أو إبعاد شيء تعيس عنا ... ونحن حين ندعو لا يستجاب لنا فورا .. وحين يتم الاستجابة أحيانا بعد سنة أو أكثر نكتشف إن هذا الأمر والذي طلبناه بشدة ذات يوم ..لم يعد يهمنا إن تحقق ولن يضرنا إن لم يتحقق .. فيقول صاحبي غريب أمر هذا الدعاء حقا , لأنه من ناحية إما يتوافق مع إرادة الخالق فسواء دعونا أو لم ندعو فهو سوف يتحقق , وان لم يكن يتوافق مع إرادة الخالق فسواء دعونا أو لم ندعو لن يتحقق هذا الأمر , إذا ما فائدته ...
الحقيقة اعتقد إن هذا الدعاء هو فرع من أفرع الإيمان , يعطينا كل الاطمئنان شانه شأن الإيمان ولكن لا يعطينا إي معرفة .. وهو كذلك مثل الإيمان يساعدنا على تجاوز المراحل الصعبة بحياتنا حتى نجتازها ونحن بكامل قوانا العقلية وقدرتنا على التميز , الدعاء هو مثل جرعة الدواء والذي يساعد الروح على تجاوز المراحل الصعبة والقاسية في حياتنا , ...
لذلك كان الدين مهم في حياتنا لأنه يسد كل الثغرات الصعبة , الغير مفهومة , انه يساعد عقلنا على فهم الكوارث الطبيعية , لأننا لا نعرف السبب الحقيقي لحدوثها , ولابد من سبب و لذلك كان الاعتقاد أنها القدرة الإلهية سبب بحدوث هذه الكوارث , ومن هذا كان اعتقادنا إن هذه الكوارث والموت والمرض كان بغضب الهي على أصحاب الخطيئة , ربما حتى تستقر نفوس الضعفاء والفقراء ومن لا حول لهم إن هذا الاستبداد وهذه القوة البشرية المهلكة لا بد إن تكون لها نهاية ليست بقوتنا بل بقوة اله لا يظلم احد عنده ...
الدين كان ولا يزال قوة الفقير إمام الاستبداد .. والدين كان ولا يزال المنطق إمام قوة الطبيعة المجهولة والمرعبة .. الدين كان ولا يزال القوة التي نستند عليها حين تغيب الحقائق ... الدين فوق كل هذاهو الاطمئنان حين لا يستطيع العلم أو العقل إن يعطينا سوى الأسئلة الحائرة ...
وبعد هذا من أين يأتي منبع هذا الدين , أنها السماء ولكني أقول أليست السماء صورة لأنفسنا الغائبة عنا .. الله يشعر بنا , لأنه دائما معنا .. ومن هو الدائم معنا سوى أرواحنا المجهولة لدينا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا