الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن عظمة الإسلام وعن إنحطاطه .

صالح حمّاية

2013 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بمناسبة المهزلة التي يقودها الإسلاميون حاليا لقمع حرية الرأي بإسم الإساءة للإسلام ، سواء كما نرى الآن مع خليدة تومي في الجزائر أو كما رأينا سابقا مع إبراهيم عيسى و ألبير صابر ، باسم يوسف ، عادل إمام نادية الفاني غازي الباجي الخ ... في كل من تونس ومصر، بمناسبة هذه المهزلة وددت أن اطرح السؤال التالي على هؤلاء الذين يدعون نصرة الإسلام بالقصاص من منتقديه ، وعلى من يصدقوهم ....

هل كان الإسلام عظيما إلا بالإساءة له ؟ .

إن عظمة الإسلام و إذا نظرنا للتاريخ لم تكن في أي يوم من الأيام إلا لكونه كان دينا يقبل بوجود بالمختلفين عنه فآيات كـ " لكم دينكم ولي ديني "، و "لا إكراه في الدين" هي ما جعلت الإسلام دينا عظيما ، و نفس الأمر يمكن قوله حول الحضارة الإسلامية ، فهذا الحضارة لم يعلو شأنها زمن بغداد و قرطبة إلا لكونها تسامحت مع المختلفين و المعارضين ، فقد كانت حضارة جامعة ساهم في بناءها مسيحيون ويهود وحتى ملحدون ، ولم يكن هذا سبيلا لقمعهم آو منعهم ، فقد قبلوا واحتضنوا و وظفوا في سيبل الصالح العام ، وهذه هي سمات أي حضارة راقية .

(حتى بالنسبة للإسلاميين الذين يمارسون القمع اليوم فهم أيضا لا ينفكون يكررون هذا الكلام حين يهاجمون المسيحية بداعي أنها هي من عرفت التعصب الديني على عكس الإسلام مع أنها هذا يناقض مع يقومون به من تعصب )

في مقابل لو نظرنا لعصور انحطاط الإسلام وحضارته لوجدنا أنها لم تقترن سوى بأوقات الجنوح نحو الإرهاب والقمع كتكفير الفلاسفة أو حرق الكتب كما حصل مع ابن رشد ، أو صلب المخالفين كما حدث مع الحلاج ، أو اضطهاد المسيحيين كما في مصر اليوم وقبلها في العراق ، وهو ما أنتهي بالإسلام في أسوء لحظاته كما نراها الآن بحيث وفي ما كان يعرف بقرطبة و بغداد حيث الفنون والعلوم والمعرفة ، باتت يعرف اليوم بتورا بورا و قندهار و موقاديشو ..حيث الإرهاب والقمع والخراب .


بالمختصر يمكن القول أن عظمة الإسلام كانت دائما وستظل ما داما الإسلام دينا يقبل بالاختلاف معه ويسامح مع منتقديه ، في المقابل فإن انحطاطه و وضاعته كانت قرينة تعصبه و قمعه ، لهذا فيمكنا القول بكل ثقة أن الإسلام أو بالأحرى المسلمين وفي أي مرحة يفكرون في التخلي عن التسامح مع من يختلفون معهم.. بل وحتى من يسيئون لهم فهم يحكمون على أنفسهم ودينهم بالانحطاط و الوضاعة، وحينها طبعا لن يكون هذا إساءة من الآخرين لهم ، بل هي إساءة المسلمين لأنفسهم ودينهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإسلام فى زمن النت و الفضائيات
Amir_Baky ( 2013 / 4 / 26 - 17:49 )
تجربة جديدة لم يعتاد عليها الإسلام ولا المدافعين عن تعاليمة. فمواجهة ثورة المعلومات نوع جديد من المواجهة الفكرية التى أصابت الذهن الإسلامى بصدمة غير متوقعة. فالحل لديهم هو محاربة الإعلام و غلق المواقع


2 - الإسلام دينا عظيما
عبد الله خلف ( 2013 / 4 / 26 - 18:28 )
الإسلام يتقبل كل الأديان ونحن نؤمن بعيسى بن مريم ابن الله وديانتنا توحيدية مثل اليهودية وهناك الكثير من الديانات التوحيدية وابراهيم كان مسلم وعيسى مسلم وموسى مسلم
اللهم ارفع راية الإسلام
تحية للكاتب


3 - التعدد يغنا روافد عديدة
رائد الحواري ( 2013 / 4 / 26 - 19:51 )
قبل فترة وجيزة قرأت كتيب عن فلسفة البيروني الفيلسوف الغربي، وما ادهشني حديثة عن التباين والاختلاف الذي يعطي الدولة الاعربية الاسلامية القوة، وهو هنا تجاوز كافة المقولات المعاصرة التي تتحدث عن اهمية التعدد والاختلاف المذهبي.
وما يميز هذا الكتيب هو استشهاده بايات من الانجليل بالاضافة الى القرآن الكريم، فكان يمثل حقيقة الحالة الطبيعية للحياة المدنية التي تكون لكافة مواطينيها، بصرف النظر عن مذهبهم او اصولهم،وهذا الفكر كان سمة التقدم والازدهار الحضاري والثقافي الذي عاشه العرب والمسلون.
الكتيب هو -الخوالد من آراء ابي الريحان البيروني- تأليف د. صلاح الدين عبد اللطيف الناهي، دار الفكر عمان ـ الاردن


4 - ياأخ عبدالله
سيد فخرى ( 2013 / 4 / 27 - 07:34 )
كيف تقول : نحن نؤمن بعيسى بن مريم ابن الله ,والفرآن يقول :
يَآأَهۡلَ الۡكِتَابِ لاَ تَغۡلُوا۟ فِى دِينِكُمۡ وَلاَ تَقُولُوا۟ عَلَىٰ اللّهِ إِلاَّ الۡحَقِّ إِنَّمَا الۡمَسِيحُ عِيسَىٰ ابۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلۡقَاهَا إِلَى مَرۡيَمَ وَرُوحٌ مِّنۡهُ فَآمِنُوا۟ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا۟ ثَلاَثَةٌ انتَهُوا۟ خَيۡرًا لَّكُمۡ إِنَّمَا اللّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ سُبۡحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِى السَّمَاوَات وَمَا فِى الأَرۡضِ وَكَفَىٰ بِاللّهِ وَكِيلاً
ويقول أيضا
وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَٰنُ وَلَدًۭا 88 لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْـًٔا إِدًّۭا 89 تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلْأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدًّا 90 أَن دَعَوْا۟ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًۭا 91 وَمَا يَنۢبَغِى لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا 92 إِن كُلُّ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ إِلَّآ ءَاتِى ٱلرَّحْمَٰنِ عَبْدًۭا 93

اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8


.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟




.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع