الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل المصرى.... والمرأة

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2013 / 4 / 28
المجتمع المدني


شهد المجتمع المصرى خلال العقود الاخيرة تغيرات جذريه فى محتواه ...ومن مظاهر التغير الاجتماعى على سبيل المثال لا الحصر ,هو ارتداء الحجاب لفتيات ونساء مصر وما يسمى بظاهرة التحرش والاهم ايضا هو حدوث تغيير تدريجى لشخصية الرجل المصرى ونظرته للمرأه .
فى الستينات والسبعينات كانت نسبة الفتيات والسيدات المصريات الاتى يرتدين الحجاب لا يتجاوز 05% وكانت الفتيات والسيدات ترتدى احدث الموضات مثل الميكروجيب وكان تعامل الرجل مع السيدات فى منتهى الرقى والتحضر .اما الان فالوضع مختلف كليا .
الرجل المصرى الان اصبح ينظر للمرأة كأنه صياد وهى فريسة ويعاملها كما لو انه دون جوان عصره ومطلوب اكبر عدد من النساء يدرون فى فلكه . ويعتبر ان استباحة اكبر عدد ممكن من النساء هو دليل الرجولة ,ويختلف طريقة تنفيذ ذلك من رجل لاخر , فالبعض يرى الوصول للمرأة من خلال اللباقة واللياقة والظهور فى المواقف المساندة ة وبذلك يستطيع الوصول لقلبها او جسدها او الاثنين وهذا النوع هو الافضل للانثى ويرضى غرورها وتدافع عنه باستماتة ..وهذا النوع من الرجال نسبته قليلة جدا فى المجتمع .
النوع الاخر هولا يفهم المرأة جيدا فيظن انه يستطيع الوصول للمراة من خلال كلمات الغزل والتى تنهمر كالفيضان من فمه ومعظمها تكون بايحاءات جنسية وهذا النوع من الغزل تكرهه معظم الاناث وللاسف هو يمثل الغالبيه العظمى من المجتمع الذكورى المصرى حاليا .. وقد تكون نظرات الرجل وهى تستعرض تضاريس جسد المرأة اشد قسوة لديها من كلمات الغزل النابية .
اما النوع الثالث من الرجال الذين ينظرون للمرأة كوعاء جنسى لانجاب الاطفال ليس الا .. وهذا النوع يغلب عليه الاطار المرجعى البييئ والدينى .
لذلك اصبحت المرأة المصرية تعيش الان اتعس عصورها فالانظار تلاحقها اينما ذهبت واينما تحركت وماذا قالت .. وتحاوطها دائما محاولات اختراق عالمها الخاص سواء من ناحية التعرف عليها او العبث بجسمها فى الاماكن المذدحمة وتحس ان حتى انفاسها اصبحت مرصودة من زملاءها واهلها وجيرانها وكل المناطق التى تسير فيها وكادت تختفى خصوصيتها الشخصية من الحصار المجتمعى الاخرق الذى يحاصرها من كل جانب واصبح يخنقها ويمثل ضغط مجتمعى عنيف على شخصيتها , واصبحت المرأة التى تتمتع بحرية نسبية فى الملبس او التحرك او المظهر تعتبر من المناضلات واحيانا اصبح العامة يظنونهن اجنبيات .
ترى ما الذى ادى الى تغير جذرى لشخصية الرجل المصرى حتى تعيش حواء المصرية فى هذا الجو الضاغط ؟
لاشك ان نشاط التيارات الدينية التى بدأ فى عصر السادات كان بداية لهذا التغيير المجتمعى المصرى وما تبعه من سفر ملايين المصريين الى دول البترول وتأثرهم بالثقافة البدوية والتى تم نقلها بامانة تامة للمجتمع المصرى وتم فرضه عليها بأسم الدين .
انه تحول اجتماعى خطير بدأ من حوالى 40 عاما بالتدريج ووببطء ونحن الان نحصد ما تم زرعه فى مجتمعنا فلماذا نستغرب الحصاد ونحن نتفرج منذ 40 عاما وكان د . فرج فودة هو اول من حذر من هذا الطوفان وحاربه الكل ولم يقف بجانبه سوى قليل من الافراد .
ان الثقافة المصرية قد تم اختراقها بالفعل ونحن الان امام مجتمع مهترئ منهار مفكك متناقض لا يخضع لمنطق او عقل او قانون وتعمه الفوضى وغياب القانون والانانية ومن الطبيعى ان تدفع المرأة ثمن ضعف المجتمع لانها الطرف الاضعف .وستظل تدفع طالما ظل المجتمع مفكك وغير سوى ومخترق .
انظروا الى المرأة فى كل قارات العالم ,فى امريكا الشمالية والجنوبية واستراليا وبعض دول اسيا مثل الصين واليابان انها تحكم دول وتقود القطارات والتاكسيات وتجلس فى الحدائق فى الصيف بنصف ملابسها ولا يجرؤ رجل ان يتطلع اليها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية: القوات الإسرائيلية تطلق النيران على النازحين


.. نتنياهو يصف قرار اعتقاله بالفضيحة وتشريع أمريكي يهدد المحكمة




.. الأونروا تغلق مجمع مكاتبها في القدس بعد إضرام إسرائيليين الن


.. نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم




.. الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس.. وتعلن إغل