الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله يصف من يظن إمكان العروج ,بأنه جاهل- المقال الحادي عشر من سلسلة القرآن في مواجه التراث

نبيل هلال هلال

2013 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحادي عشر: مقصدنا الأساسي من المقالات هو استخلاص إسلامنا الحنيف من نفايات التراث الأصفر

الله يقول لنبيه في سورة الأنعام :"وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ ( أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء )فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) الأنعام 35 .....من الجاهلين , وفي ذلك نفي واضح لإمكان عروج النبي , هكذا يخبره الله ! ولو كان النبي قد سبق وعُرج به لما قال الله له هذا الكلام , أو لقال له بأنه قد سبق وعُرج به .
والتعبير(سلما في السماء) هو حرفيا معنى (المعراج), وبالنظر إلى توقيت نزول سورة الأنعام يتأكد لدينا استحالة الوثوق فيما جاء في تراثنا الأصفر , فهذا النفي القرآني جاء في سورة الأنعام (ترتيب نزول 55)التي تلت نزولا سورة الإسراء (ترتيب نزول 50) وبفارق زمني قدره نصف عام تقريبا. وبالنظر إلى الإحداثيات الزمنية للآيات يمكن أن نلخص الأمر كما يلي :
تتابَع زمنيا نزول السور النجم فالإسراء فالأنعام , فترتيب نزولها هو 23,50,55 على التوالي. وكان وقت نزولها من بدء البعثة النبوية على الترتيب( بالسَّنَة ) هو 4 سنوات , ثم 11سنة , ثم 11.5سنة). الأمر الذي يستحيل معه تصديق التراث . وكان - ولا يزال-الأسلوب الأمثل والأعم في محاربة الإسلام - كما أسلفنا - هو دس الباطل فيه ثم الالتفاف ومهاجمة هذا الباطل على أنه جزء من الإسلام . وتفنيد هذا الباطل المدسوس يعني الدفاع عن الإسلام المبرأ. ويزعم الوضاعون أن جبريل إبان رحلة العروج بلغ موضعا كان فيه نهاية ما يستطيع العروج إليه وهو أدنى من المسموح للنبي , لذا تخلف جبريل وطلب من النبي المضي لاستكمال الرحلة وحده , قائلا للنبي : إنك لو مضيت لاخترقت - أي السماوات - وأنا لو مضيت لاحترقت ! في حين أن المهام التي يكلف الله بها جبريل تقتضي عروجه إلى السماء شأنه في ذلك شأن سائر الملائكة :{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَان َمِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}المعارج4. كما يُزعم أن ملائكة السماء كانوا يتساءلون :"أَوَ بُعث محمد؟ في حين أن الله وملائكته يصلون على النبي, أيصلُّون عليه ولم يعلموا ببعثته ؟ وكان حراس السماء يسألون كلما دق عليهم جبريل بابا من أبواب السماء : مَن ؟ فيرد : أنا جبريل , وكأنهم لا يرونه ولا يعرفونه , في حين أنه رسول الله إلى رسله والعروج من السماء وإليها من أخص عمله , مع ما في هذا من تصوير السماء بأبواب مادية يتم الطرق عليها لمن يريد الدخول , ويعاود حارس السماء السؤال لجبريل : مَن معك ؟ فيرد : محمد , وكأن الحارس يرى مَن مع جبريل في حين أنه لم ير جبريل نفسه عندما سأل أول مرة. وليس في سورتي النجم والإسراء أي إشارة مؤكدة مباشرة عن العروج ,وكل ماجاءنا عنه في تراثنا الأصفر محض ظنون وترهات , والعروج فيما لو حدث - هو حدث ضخم واستثنائي وما كان ليحدث دون ذكر , وما كان ليأتي مبهما غامضا على النحو الذي تنتفي معه الغاية من حدوثه. ومهمة المنتصر لقصة الإسراء والعروج على النحو الذي وردت به في تراثنا الأصفر , مهمة شاقة , وبراهينها عزيزة ,جد عزيزة , وتفنيدها بالمنطق يشق على السفيه كما يشق الصعود الوعر على الشيخ الكبير.
ورغبة الوضاعين في تزييف الحقائق وتبرير خرافاتهم , رغبة جامحة قد تبعد بأقوال المزيف وحججه إلى آفاق بينة الضلال والسفه , فيقول بما لا يفهم , ويستدل بما لا يُستدل به أو يصح أن يكون دليلا . واسمع أحدهم وهو يحاول إثبات عروج النبي , فيقول :" وكما يستبعد في العقل صعود الجسم الكثيف من مركز العالم إلى ما فوق العرش , فكذلك يستبعد نزول الجسم اللطيف الروحاني من فوق العرش إلى مركز العالم , فإن كان القول بمعراج محمد (ص) في الليلة الواحدة ممتنعا في العقول , كان القول بنزول جبريل من العرش إلى مكة في اللحظة الواحدة ممتنعا , ولو حكمنا بهذا الامتناع , كان ذلك طعنا في نبوة جميع الأنبياء , والقول بثبوت المعراج فرع على تسليم جواز أصل النبوة فثبت أن القائلين بامتناع حصول حركة سريعة إلى هذا الحد يلزمهم القول بامتناع نزول جبريل في اللحظة من العرش إلى مكة , ولما كان ذلك باطلا كان كل ما ذكروه أيضا باطلا " (المرجع مفاتيح الغيب – المطبعة الأزهرية – صفحتا 378 و379 , حقائق الإسراء والمعراج – أبو المجد حرك – الإسراء والمعراج دراسة موضوعية ). ورد الفعل الطبيعي لدى سماع ذلك القياس الفاسد هو الضحك , أو البكاء: الضحك على مدى تفاهة مثل تلك العقول التي صنعت مثل هذا التراث , والبكاء على هذا الدين العظيم الذي يعبث به العابثون.
وإن المرء ليعجب من تلك الثقة العمياء التي يطرح بها رجال الدين تفاصيل دقيقة لأمور شتى لا يمكن تقديم دليل واحد على صحتها ,أو يصفون غيبيات مجهولة وهي ليست سوى ادعاءات وظنون . ومن ذا الذي يعطيهم الحق في إملاء معتقداتهم على الناس! انتهى المقال الحادي عشر ويليه الثاني عشر بإذن الله تعالى , بتصرف من كتابنا .....بين القرآن والتراث-نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملحق وتصحيح من كاتب المقال
نبيل هلال هلال ( 2013 / 4 / 29 - 15:32 )
ورد خطا طباعي لا يخفى على ذكاء القارئ ,إذ ورد ان :التتابع الزمني لنزول سور النجم فالإسراء فالأنعام هو55-50- 23 والصحيح هو,
55,50,23


2 - عذرا استاذى العزيز1
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 4 / 29 - 16:18 )

الله يقول لنبيه في سورة الأنعام :-وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ ( أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء )فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
*************
استاذ نبيل المحترم
تحياتى
اتابع بشغف مقالاتك عن الاسراء والمعراج ...وانتظر انتهاءك منها حتى ارد عليها مرة واحدة ....
لكن اسمح لى ان اوضح شيئا بخصوص الجزء المقتبس عاليه

الايات تتكلم عن حالة محمد صلوات الله عليه ولهفته ورغبته الشديدة فى ان يصدق قومه على انه يرى ما لا يرون ويسمع ما لا يسمعون وانه يوحى اليه بالفعل .ولكنه ..لهفة قلبى عليه ..لم يكن يملك دليلا ..وكان يتمنى بينه وبين نفسه ان لو استطاع بذاته ..ان ياتى باى دليل ولو اضطره هذا ان يغوص فى اعماق الارض او يجد سلما يصعد به الى السماء لياتى لهم بدليل على نبوته .دليل ماديا خارقا مثل الانبياء الذين سبقوه ..لفعل ....فيوجهه المولى سبحانه الا ان هذا الامر هو لا يملكه بذاته ...ولكن رسالتك يا محمد هى فى عدم وجود خوارق معك ..فلا تكن من الجاهلين بفحوى رسالتك


3 - الى المجترم نبيل رضا عذرا 2
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 4 / 29 - 16:24 )
اما بخصوص الاسراء والمعراج فكان بقدرة الله ..وليست بقدرة محمد ذاته ..لذا تقول الايات ..سبحان الذى اسرى بعبده ...ولم يقل محمد انه سرى بذاته او بقدرته هو ...اسرى به مبتى للمجهول ... اما المعراج .فهو رحلة روحية ..ليس تسهيلا على الله سبحانه ولكن لان الجسد ليس له دور فى هذه الرحلة ..ليست مناما وليست جسدا كما سبق واوضحت لحضرتك ولكن روحا ..والانسان روح الهية فى حقيقته ..وهذه غير روح الحياة او صفة الحياة التى تبقى الجسد ينبض ويتنفس ....هى مرائى كما اخبرنا المولى فى كتابه العزيز ..وما جعلنا الرؤيا التى اريناك الا بالحق ..وايضا لقد راى من ايات ربه الكبرى .وايضا افتمارونه على ما يرى ..وايضا ما كذب الفؤاد ما راى ..اذا رؤية فؤادية وليست عينية ...وهذا يثبت بالدليل القاطع انه رؤى روحية لا منامية .ولا جسدية ...فالمنام يكون بالنفس لا بالروح
وتقبل خالص تحياتى


4 - الله يقول لنبيه...!
د. ضياء العيسى ( 2013 / 4 / 29 - 16:46 )

عندما أسمع أو أقرأ الله قال أو الله يقول ، تنتابني الرغبة للضحك والبكاء في آن واحد!

الله هذا الشيطان في داخل نبيه مرة ينفي ومرة يؤكد!

يا سيدي ، لماذا سمي أبو بكر بالصديق!؟ أليس لأنه صدق محمد في ما رواه عن معراجه ؛ والذي لم يصدقه في حينه أحد غير أبو بكر! هل أنت هنا تكذب نبيك!؟

تحياتي.
....


5 - عذرا استاذ رضا 3
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 4 / 29 - 17:03 )
اما تتابع السور سيد رضا ...فليس دائما مرتبط بزمنية الاحداث لاننا نعلم ان معظم ايات القران نزلت متفرقة ...وان ترتيب النزول غير ترتيب المصحف حاليا وان الرسول كان يامر كتبة الوحى بوضع ايات معينة مكية ضمن ايات مكية والعكس صحيح ...فالترتيب هنا لا يدل على صحة وجهة نظرك .ان ايات المعراج نزلت فى وقت قبل ايات الاسراء
وشكرا لك


6 - عذرا استاذ رضا 3
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 4 / 29 - 17:04 )
اما تتابع السور سيد رضا ...فليس دائما مرتبط بزمنية الاحداث لاننا نعلم ان معظم ايات القران نزلت متفرقة ...وان ترتيب النزول غير ترتيب المصحف حاليا وان الرسول كان يامر كتبة الوحى بوضع ايات معينة مكية ضمن ايات مدنية والعكس صحيح ...فالترتيب هنا لا يدل على صحة وجهة نظرك .ان ايات المعراج نزلت فى وقت قبل ايات الاسراء
وشكرا لك


7 - وشهد شاهد من اهله
مروان سعيد ( 2013 / 4 / 29 - 17:49 )
تحيتي للجميع
ياستاذ الى الان تناضل وتكابر بان الرسول لم يصعد بالجسد ولو كان بالروح لماذا البراق ان الروح تذهب حيثما شاء الله بدون براق او ثياب فضائية مثل مايذهب فكر الانسان
ولكن لايوجد شيئ روحي بالقران لذا يلذمك سؤال اهل الذكر
وكتبت في مقالك بان الله وملائكته يصلون على النبي
لمن يصلون ايوجد الاه اعلى من الاه الذي تقصدونه
ولكن احيلك الى موضوع القران حمال اوجه لتعرف اكثر
والاستاذ شاهر الشرقاوي قال بان
اما تتابع السور سيد رضا ...فليس دائما مرتبط بزمنية الاحداث لاننا نعلم ان معظم ايات القران نزلت متفرقة ...وان ترتيب النزول غير ترتيب المصحف حاليا وان الرسول كان يامر كتبة الوحى بوضع ايات معينة مكية ضمن ايات مدنية والعكس صحيح ...فالترتيب هنا لا يدل على صحة وجهة نظرك .ان ايات المعراج نزلت فى وقت قبل ايات الاسراء
وهذا يدلنا ان القران شيء واللوح المحفوظ شيئ اخر وان قران عثمان هذا يختلف وغير مرتب وان الله غير قادر حفظ كلامه مرتب ومفهوم
واخيرا عرفت لما يختلف المسلمين جميعا فيما بينهم وعرفت ايضا لما حاجة تفسير العلماء له لاان لايعرف تقويله الا الله
وللجميع المودة


8 - الى الزميل مروان سعيد
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 4 / 29 - 19:07 )
لا تتعجل سيد مروان ....لا تتعجل ..ساوضح واجيب على كل تساؤلاتك بالتفصيل والدليل المنطقى باذن الله ..فى مقال او مقالات بخصوص حادثة الاسراء والمعراج بطريقة مختلفة تماما عن كل ما سبق وتحل الاشكاليات المثارة حولها ..ولكن بعد ان ينتهى الاستاذ رضا المحترم من مقالاته
وتقبل تحياتى


9 - ت 10 الغير منشور كان (بدون تعليق أيضا) ، مضحك حقا!
د. ضياء العيسى ( 2013 / 4 / 29 - 23:00 )

لا تعليق لدي سوى بدون تعليق!!!!

!لم أكن أتخيل إن الموقع ينشر في إحدى بلاد عربستان وليس في الدانمارك

تحياتي لمن يحذف هذه التعليقات.
....

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah