الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ألحدت (المقدمة)

معتز أحمد كرم

2013 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة
معتز أحمد كرم / المغرب
1-
ثماني سنوات من أغلى سنيّ عمري، ضيعتها تحت قلنسوة استلاب التراث، و عبودية النص.
كنت في البدء، فتىً محبًّا للمعرفة، شغوفا بالعلم، مجتهدا كأحسن ما يكون الاجتهاد، و بما أنني نشأت في أسرة محافظة فقد كنت متدينا منذ النشأة الأولى؛ فكان الفتى إذّاك يحافظ على الصلاة في مسجد القرية الوحيد، و يقرأ ما تيسر من قرآنٍ أو يستمع إلى أحاديث الشيخ الذي نمت بينه و الفتى صداقة حميمة.
و حدث يوما أنْ لاحظ تدينَ الفتى أصوليٌّ يدعى أبا حمزة، فنفث في روعه لفظا غريبا عن قاموس المسجد و الشيخ والأسرة، "البدعة": لفظ نثَر ما عقدته الأيام في قلب الفتى من تدين بسيط، فراح، بشغفه المعرفي، يسأل و يناقش، و يقبل ويرفض.. حتى أمكن منه تلبيس الأصوليّ، وملاسنته اللجوجة بألفاظ كـ"الدليل" و "شرع الله" و "فهم السلف" وغيرها من الألفاظ البراقة التي يحسن السلفيون التشدق بها، و يثرون عليها لمسة من قداسة إذ ينطقونها بفصاحة العهد الأول!
تعمقت العلاقة بين الفتى و أبي حمزة، و مع مرور الأيام استفحل داء هذا النمط من التدين المغالي بقلب الفتى المراهق، و انتقل رويدا رويدا إلى طقوسه، فلسانه، فلباسه، وعاداته.. حتى استمكن منه، و جعل منه شابا جلدا، يقسو على نفسه فيرهقها فرائضَ و سنناً و عاداتٍ قرأها في كتب أبي حمزة، أو سمعها في أشرطة شيوخ الخليج.
و عاماً فعاماً، نما التشدد في قلب الشاب، و اشتد عوده، ففقد مَن فقد من أصدقاء الطفولة، و حفظ ما حفظ من القرآن و الحديث ومتون الحركة الوهابية، حتى صار من رموز الدعوة السلفية بقريته، و أقنع بدعوته هته عددا من الفتيان و الشباب، لا يزال الكثير منهم رهين محبس السلفية البئيس، حتى لحظة كتابة هته الكلمات!
لكن الفتى الذي راهق العشرين، بدأ يطرح أسئلة لا يجد لها أجوبة، غير الصمت الأبكم، و الصدّ المشكك، ظل مرارا يضطهدها كلما طفتْ، و يدفعها بما استطاع من قوة و عنف، فلما استيقن أنه لا دافع لها، أخذ يراوغها بشتى أنواع المراوغة، وهي تزداد يوما عن يوم قوة وعنفا.
2-
إذا كان الله الرحيم موجودا، فلماذا تنتشر الشرور و الآلام على هذه الأرض ؟
إذا كان الله يعلم أن مِنَّا من سيخالف قانونه، فلماذا يعبث بخلقنا منذ البداية ؟
إذا كان الله يريدنا أن نعبده، فلماذا تكلّف عناء إخفاء نفسه ؟
لماذا تسبب الأديان الكثير من الآلام للبشر الذين يخالفونها ؟
هل كان آدم إنسانا تامّ "الخَلق" أم مجرد إنسان بدائي ؟

ثماني سنوات و تلك الأسئلة و أذيالها تضطرم في داخله، تنام معه، و يستيقظ على نبرة استفهامها، يدرؤها بأشكال من الهوايات الخفيفة على نفسه و الثقيلة، لكنها لا تنفك تراوده يقظةً و حلما، و تلح عليه أكثر ما تلحّ وهو يصلّي، لكنه لم يجرؤ يوما على طرحها أمام الملأ، بل إنه لم يسمح لها حتى بالطفوّ في خلوته مع نفسه. إلا أن الفتى في الوقت نفسه كان يبحث عن أجوبتها بطرق ملتوية؛ فتجده حينا، يفتّش في كتب "الردّ على المخالفين والزنادقة" التي كان يبتلع منها الكثير، و تجده يفتش في كتب الفِرق و النِحل أحيانا، بل و في التراث المعتزلي في مرحلة لاحقة.. لكنه أبدا، لم يجد لها إجابات.
3-
و في أولى سنوات الجامعة شبَّ الفتى عن الطوق، و انفتحت أمامه مكتبتها بضروب من العلوم و المعارف، و الآداب والفنون، والآراء والأفكار التي لم يسبق له أن سمع بمثلها، فأخذ يقرأ و يناقش، يقبل و يرفض، يوافق و يعارض.. حتى استيقن أنه إما عقلٌ و إما دينٌ.. كانت المعادلة أمامه واضحة، لكنها صعبة.. و كان الفكر الاعتزاليّ ملاذه الأوسط، قرأ الأصول الخمسة، و أدمى عينيه الشابتين في مغني القاضي عبد الجبار، حتى كاد يطمئن أنْ ليس بعد الاعتزال حقيقة دينية.
لكن الكتب التي دلته على المعتزلة، دلته على غيرهم ؛ فما انتهى من سنيّ دراسته و ابتدأ سنوات عمله مدرّسا، حتى انفتح أمامه عالم الفلسفة، بمدارسها و أفكارها، فكان أن نمتْ أسئلته الملحّة و تجذّرت، حتى أينعت و نضجت و صارت أكثر منهجية و تبنينا!
لكنه بالرغم من ذلك، لم يحسم المعادلة إلا بعد تردد كبير، إذ كان أول الأمر يبيت عند طرفها الأول و يصبح عند الطرف الآخر، ويبدأ كتابه مؤمنا، لينهيه ملحدا.. و مع مرور الأيام تعمّق في عقله يقين لا مواربة فيه، ملخصه: أنّ احتمال وجود الإله أضعف بمرات من احتمال عدم وجوده، و أن وجوده يقتضي عقليا أن يكون عابثا أو شريرا، و كلاهما ينقض ألوهيته! و حتى لو أقررنا جدلا بوجوده فإن كل الديانات التي تدعي أنها منه، بشرية، شريرة، متوحشة.. إلى غير ذلك من اليقينيات التي وصلها بعد بحث و استقصاء، و التي سأنبئك بتفصيلها في الكتاب.
4-
لست أدري لماذا أقصّ عليك رحلة هذا الفتى الذي كنته ذات يوم، و هل سترضى بما أحدثك من سيرته، أم أنك ستمتعض لذلك كل الامتعاض. لكنني منذ أن حسمت المعادلة، حملني ما حملني أولَ الأمر على السؤال، على مشاركة غيري ما توصلت إليه بعد جهد جهيد، و صبر على معاداة القريب و الصديق، لكنني أطمئنك أنني لن أسرد عليك أزيد مما سردتُ، و أن فصول هذا الكتاب التي سأجيب فيها على الأسئلة التي طرحتُ، ستخلو خلوا تاما من السرد و ما إليه، وأنني سأنهج بك نهجا من نوع آخر من أنواع الكلام و التفكير.
فهذا الكتاب مخصص للأجوبة العقلية و العلمية على الأسئلة التي سبق طرحها، و على أذيالها المتشعبة و المتعددة؛ ففي الباب الأول منه تجد عرضا مفصلا لما تطرحه تلك الأسئلة من أفكار و جدالات و أقيسة و براهين، و تجد مناقشتها والتفصيل فيها بما يضمن الإجابة الصريحة والعقلانية على سؤال وجود الإله. و سأخصص الباب الثاني للبحث في إله المسلمين بالخصوص، لأجيب على سؤال مركزي هو: هل إله المسلمين إله؟ أما في الباب الثالث من هذا الكتاب فستجد تفصيلا و مناقشة جدية للنص الإسلامي من حيث ثبوته ودلالته، و ما يتفرع عن ذلك من مناقشات، فيما سأخصص الباب الرابع للإجابة على سؤال نصه: هل الدين خير أم شر؟ و سأجعل الإسلام مركز نقاشي باعتباره نموذجا للبحث. يتخلل ذلك كله مناقشات علمية، بمنهج عقلاني.
5-
و أنت تعلم أن بحثا هذه أسئلته التي يطرح، و ذاك منهجه الذي ينهج، لن يكون مرحَّبا به، إذ لم يسبق لأحد أن جاء بمثل ما جئت به إلا وقتله قومه، أو زروه من دائرتهم على أقل تقدير، و التراث الإنساني مليء بالأمثلة، فمن سقراظ مزدري آلهة اليونانيين، إلى ميكائيل سرفيتيوس.. في قرون أروبا الوسطى، و من بشار بن برد الشاعر، و ابن المقفع الكاتب، إلى مهدي عامل و حسين مروة في الثقافة العربية.. كان الدين عدوّ الحياة في كل مرة، مثلما كان عدو العقل دائما و أبدا.
ففي التراث الإسلامي أمثلة كثيرة للاضطهاد العنيف للتفكير النقدي للدين، كان من ضحاياه شاعر كبشار بن برد )قتل عام: 784 م(، و أديب من قامة ابن المقفع ) قتل عام: 759 م(، و لم يسلم من براثنه أبو العلاء المعري فيلسوف الشعراء الذي عاش على الهامش، والفيلسوف ابن الريوندي الذي أحرقت كتبه و لم يصل من كلامه إلا ما ذكره خصومه في الرد عليه.
و لم تكن أوروبا في القرون الوسطى بأفضل حال من الإمبراطورية الإسلامية، إذ كانت مسرحا للاضطهاد الفكري الممنهج و"المشرعن"، فبعد تغوّل الكنيسة المسيحية و سيطرتها على السلطة الزمنية إضافة إلى سلطتها الدينية، أخذت تحارب كل أنماط التفكير الذي لا يخدم مصلحتها الطبقية، فلجأت إلى أسلوب محاكم التفتيش التي كانت تجوب أوروبا بحثا عن المهرطقين! فأحرقت من أحرقت، و قتلت من قتلت، و شردت الكثيرين.. حتى لقد أحرقت عظام ميتين تبين أنهم كانوا يدافعون في حياتهم عن مهرطقين!
6-
و إذا كانت فترة محاكم التفتيش و التزمت الديني التي اجتاحت أوروبا في القرون الوسطى قد صارت ذكرى تاريخية، لا يرغب أي أوروبي في تذكرها، فإن عالمنا الإسلامي لا يزال يرزح تحت ظلمة التشدد الديني الذي يأكل من أيامنا، و يجعلنا رهناء عصر فات، و ينصب العداء لكل من سوَّل له عقله طرح السؤال، أو توجيه النقد على أي مستوى كان، و من أي جهة كانت.
فالتشدد الديني أعمى، أي أنه لا يفرق بين موجّه النقد لصلب الدين، و منافح عن الدين بآليات عقلية، كيفما كان موقعهما الفكري، وهو لا يميز بين الروائي و الشاعر و المفكر و كاتب المقال الصحفي.. و أنت تعلم الضجة التي أثارها الإسلاميون - في تلاعب خبيث بمشاعر المسلمين البسطاء - حول رواية الآيات الشيطانية للأديب الإيراني سلمان رشدي، و ما كان مصير فرج فودة الصحفي الذي طالما دافع عن الدين الإسلامي أمام التزمت الإخواني و تشدد الجماعات الإسلامية، وتعلم ما كان مصير المفكر الفذ مهدي عامل.. و كلاهما بحث مسألة الدين في علاقته بالسياسة، ناقدا للتدين السياسي، أو للسياسة الطائفية، و قلّ في التراث العربي المعاصر أن تجد ناقدا للفكر الديني في حد ذاته.
7-
ظلّ الفكر العربي التقدمي يهادن الذهنية الغيبية، و يخشى الاصطدام بها منذ عصر النهضة الفاشلة، إلا في النادر الأقلّ، و ظلّت الكتابات التقدمية تدور حول دائرة المقدس دون أن تخترقه، فنقدت الزج بالدين في السياسة )1(، و عالجت الخطاب الديني )2(، و الأصولية الإسلامية )3(، و الطائفية )4(.. و غيرها من الظواهر الدينية، لكنها لم تقتحم عقبة الفكر الديني نفسه، إلا في حالات نادرة؛ لعلّ من أشهرها:
o صادق جلال العظم: « نقد الفكر الديني »
o كامل النجار: « قراءة نقدية للإسلام »
8-
« نقد الفكر الديني »
كان من أشجع البحوث التي انصب نقدها على الفكر الديني مباشرة، كتاب صادق جلال العظم: نقد الفكر الديني، الذي أثار حين صدوره سنة 1969 عاصفة من الاعتراضات، و أحيل صاحبه و ناشره إلى المحاكمة.
يتضمن هذا الكتاب " النقد العلمي و المناقشة العلمانية و المراجعة العصرية لبعض نواحي الفكر الديني السائد حاليا في صوره المختلفة والمتعددة، في الوطن العربي " )5(
و سأعرض على القارئ مناقشة لأهم ما جاء في هذا الكتاب في فصل خاص.
9-
« قراءة نقدية للإسلام »
من أكثر الكتب تداولا في نقد الفكر الفكر الغيبي الإسلامي خاصة، كتاب كامل النجار الذي قدم فيه قراءة نقدية لعدد من ثوابت الإسلام و مرتكزاته كالنبوة و إعجاز القرآن.
و سأعرض على القارئ مناقشة لأهم ما جاء في هذا الكتاب في فصل خاص أيضا.
10-
إلى كل من يبحث عن الحقيقة الوجودية، إلى الذين ظمئت نفوسهم إلى الخروج من كهف الاستلاب الغيبي، و الخرافية المتخلفة، إلى أبناء الغد الواعد، إلى الذين ننتظر أن يقوموا بدلا عنا بمهمتنا التاريخية: الخروج من العبودية على الحرية، و من التبعية إلى الاستقلال.. إلى كل هؤلاء أوجه هذا الكتاب.









الهوامش:
)1( من أولى أنضج المحاولات الجادة في هذا المضمار كتاب الشيخ علي عبد الرزاق، « الإسلام و أصول الحكم »)1923(، و كتابات: شبلي شميل و لطفي السيد و طه حسين و قسطنطين زريق و غالبية المفكرين القوميين و الماركسيين.
)2( من أهم الكتابات: نصر حامد أبو زيد، « نقد الخطاب الديني »)1990(.
(3) من أهم الكتابات: فؤاد زكريا، « الحقيقة و الوهم في الحركة الإسلامية المعاصرة » و غيره من مؤلفاته.
)4( من أهم الكتابات: مهدي عامل، « مدخل إلى نقض الفكر الطائفي »)1980(.
(5) صادق جلال العظم: نقد الفكر الديني ص: 6.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لكل ملحد قصة
عبد الله اغونان ( 2013 / 4 / 29 - 21:02 )
قصص واعترافات الملحدين مفيدة لأهل العلم والدراسة اذ تبين الأسباب التي دفعتهم الى انكار الخالق عزوجل
هنا نموذج يتكرر
طفل نشأ في أسرة عادية حيث الناس في القرية والمسجد
لكن ظهور من اسماه بالسلفي ومصطلحاته أحدث لديه ارتباكا ولما انتقل الى الجامعة لم يعد الأمر مجرد نصوص /ايات - أحاديث... قران ورياض الصالحين.. بل مصادر مختلفة
وتيارات تنشر الالحاد علنا من منطلق سياسي
فهل اطلع الكاتب على كتب خاصة ردت على صادق جلال العظم
لوقدرنا عمر الكاتب لوجدنا انه من جيل ظهر بعده اتجاه اسلامي عند شباب مكني وقروي بل وممن درسوا في الغرب
يتبع


2 - علم القناعات المقارن
عبد الله اغونان ( 2013 / 4 / 30 - 01:39 )
هل قرأت لملحدين انتهى بهم المطاف الى الايمان
هل قرأت لمصطفى محمود - رحلتي من الشك الى الايمان و -حوار مع صجيقي الملحد
هل قرأت لروجي غارودي اعترافاته المكتوبة
هل قرأت على الأقل مبررات الهولندي صاحب الفيلم المسيئ فتنىة واسلامه واداءه مناسك العمرة؟
القناعات لاترتبط فقط بالقراءات بل بالتفكر في معجزة الخلق خلق هذا العالم البديع صنعه
من أوجده من عدم وكيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا نرى أن أشخاصا ذوي شأن من الضفاف الأخرى يسلمون؟
أه لو دان لنا دعاة يتقنون لغات القوم كم من أقطار ستتحول الى نور الاسلام


3 - الشك
كاترينا ( 2013 / 4 / 30 - 08:33 )
عزيزي الكاتب لا انكر ان راودتني بعض الشكوك وهذا شيء طبيعي ومن لايراوده الشك فايمانه ناقص؟ اي انه لايفكر ولذا هو مؤمن بالوراثة او بالتقليد انا مسيحية لذا لا استطيع ان اتكلم عن الاسلام كدين ليس لعدم معرفتي به انما لااحب المقارنات لاني استذكر مدرسات الدين الاسلامي وكن دائما يعقدن المقارنات بدلا من التركيز على كنه الاسلام نفسه وتعزيز الايمان به من خلاله وليس من خلال المقارنات لذا لا احب ان اكون مثلهن المهم عزيزي تطرح اسئلة عن الاله اذا كان يعرف اننا سنهلك لماذا خلقنا ولماذا ولماذا الى اخره
هذه الاسئلة تصبح محيرة اكثر بعدم الايمان والاصعب منها ماذا يريد منا الاله؟ في حال وجوده وهو موجود بنظري
اذا لم يكن هناك صانع فمن اين اتينا ولا تقل انفجار كبير وما شابه كل هذه الامور يجب ان تكون لها بداية فما هي البداية ؟
المسيحية الحق غير مسؤولة عن جرائم العصور الوسطى لقد دخل الكهنوت اناس لا يهتمون الا بالمال والسياسة وحتى من كان منهم صادقا فانهم كانوا لم يفقهوا رسالة المسيح واختلط عليهم الامر صارت المسيحية اشبه بوثنيه وهي براء منها ولا بد ان اشير انشقاق الكنيسة كان له الاثر في سيادة تعاليم غريبة


4 - الى الاخ عبد الله اغونان ـ حكمة اعجبتني!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 4 / 30 - 09:12 )
-المبشرون برأيي، هم أكثر الناس شكاً وتشكيكاً بما يبشرون به سواء كانوا مؤمنين أو ملحدين.
ومن يضيع معظم وقته في دعوة الآخرين للإيمان أو الإلحاد هو شخص يسعى لتعزيز إيمانه أو إلحاده بإقناع الآخرين به.
وهو من أكثر الناس تعرضاً لتغيير موقفه لأن جزءاً كبيراً من قناعته مستمد من قناعات الآخرين التي يحاول تغييرها لتتوافق مع رأيه وليعزز بذلك إيمانه أو إلحاده...-
الاستناد على آراء الاخرين وما كتبوه لا يستدل به لكونه حجة الا من باب تبادل الافكار فقط..انت تستدل على كتابات مصطفى محمود وهذا رايه ونحترمه الا ان كتابه (حوار مع صيقي الملحد ) ما هو الا حوار مع نفسه وهناك كتاب اسمه (لياليي بشاور لكاتب ايراني) وهو حوار ديني بين معتقدين مختلفين سني وشيعي وهو في الكتاب يحاور نفسه مع ادعائه بانه يحاور ند له في المذهب الثاني.
اما يخص قارودي اتمنى عليك كتاب (الاستلاب والارتداد ـ الاسلام بين روجيه غارودي ونصر حام ابو زيد ) لـعلي حرب وستجد ان اسلام جاروي غير مرحب به من المسلمين لانه اسلام خاص به لانه لا يرى اي تعارض بين المسيحية والماركسية والاسلام وهو عين الكفر.
فعليه يجب ان ترد على اي مقال بما تراه انت من ادلة


5 - المهم مضمون الحوار
عبد الله اغونان ( 2013 / 5 / 3 - 00:56 )
لاأعرف
هل أنت متأكد أن مصطفى محمود تخيل هذا الحوار.؟
فليكن فهو جائز فنيا فحي ابن يقظان متخيلة وقبلناها منهجيا
لكن المحتوى هو المهم أي افتراض مايقع ولو لم يقع لكنه قابل للوقوع
علي حرب
لدينا معروف اذ مرجعيته مناقضة لمعتقداتنا ان كان غارودي محاورا متسامحا أو ذا نزعة صوفية فالاسلام يسعه اقرأ لكاتب قبل أن تقرأ عنه


6 - إلى عبد الله أغونان
معتز أحمد كرم ( 2013 / 5 / 3 - 21:29 )
أشكر لك أسئلتك، و ملاحظاتك التي لا أتفق مع مجملها..لكنني لفت انتباهي أمر دائما ما ألاحظه لكن لم تتح لي الفرصة يوما للتعبير عنه: وهو أن المؤمنين يرون الشخص الملحد كأنه طفل أو غير عاقل أو محجور عليه، لكن الملحد شخص - على الاقل الملحد من أسرة مؤمنة - أعقل من أن يتعب نفسه بالبحث و التدقيق و السؤال و معاودة السؤال .. و السهر و معاداة الأهل و الأحباب و تشفي الأعداء.. ثم يكون بعد ذلك سريع الانجرار الى راي دون نقد و لا قراءة.. لا اريد ان اسرد عليك عدد الكتب التي قرات و لا عدد الليالي التي سهرت و لا الاحباب الذين هجروا و الذين لا ازال اشتاق اليهم ايما اشتياق.. لكنها يا رجل قناعة وصلت اليها .. و راي لم يعد يبدوا فيه شك ..
سلسلة اسئلتك استفزتني لانها تربط الايمان او الالحاد كما علق فهد مشكورا بالاشخاص و الحق كما في الاثر الاسلامي الشهير لا يعرف بالرجال..
لكن الذي استفزني اكثر هو موقفك السريع من علي حرب لدينا معروف اذ مرجعيته مناقضة لمعتقداتنا.. لا ادري لماذا تتعب نفسك بالقراءة لي و التعليق على ما اكتب فانا انطلق من مرجعية مخالفة تماما لما تعتقده .. لكن عموما ستجد في مقالاتي الاجابة يتبع


7 - الى عبد الله اغونان يتبع
معتز أحمد كرم ( 2013 / 5 / 3 - 21:31 )
ستجد الاجابات الشافية على كل الاسئلة التي تتبادر و التي لا تتبادر الى ذهنك.. و شكرا مجددا


8 - الى كاترينا
معتز أحمد كرم ( 2013 / 5 / 3 - 21:56 )
عزيزتي كاترين
أشكرك على مرورك..
.. احترم ايمانك.. نعم ان هذه الاسئلة قد تصبح محيرة اكثر بعدم الايمان
لكن تلك الصعوبة غير ابدية اذ تتلاشى الحيرة حينما تجزم ان الاله الذي يكون منطقيا اما شريرا و اما عابثا غير موجود اليس اريح عدم وجوده من وجوده و هو غابث او شرير .. هذا مثال فقط
فما هي البداية ؟
العلم ليس كالدين العلم متواضع .. العلم يقول انني لا ازال اجهل بداية الكون .. ليس هناك الا نظريات .. لكن الدين لا يدع لك هامشا للبحث الدين يجزم بان الله تدخل و انجب الكون.. لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن الان الن يتدخل الله في كل مرة ليخرق القانون كما فعل اول مرة؟ أتبقى للعالم قابلية للعلميةظ
و لاعطك تشبيها : لو ان مؤمننا و ملحدا تناقشا في العهد الروماني القديم حول ظاهرة الرعد، كان الملحد سقول انها ظاهرة لا نعلم لحد الان تفسيرا لكن المؤمن سيقول في وثوقية مطلقة ان جوبيتير هو من يحدثه.. لكن هل هذا النصر الدونكشوتي ليس ابديا .. اذ يقف على الجهل.. الايمان هنا مبني على الجهل فيما ان الالحاد مبني على العلم و لو ان العلم لم يصل الى اجوبة شافية على
كل شيء يتبع


9 - الى كاترينا يتبع
معتز أحمد كرم ( 2013 / 5 / 3 - 22:06 )
المسيحية الحق غير مسؤولة عن جرائم العصور الوسطى اما قولك هذا، فصدق اذا نظرنا اليه بالعتبار التاريخي.. ان التاويلات المجنونة لرجال الدين للنص المسيحي و الاسلامي على السواء هي التي تسببت في الشرور الكثيرة و الالام التي لا تزال مشتعلا لهيبها حتى اليوم.. لكن دعينا نطرح المشكلةبهذا الشكل:
هذا الاله الذي اراد ان يخلص البشرية بهذه الاديان - على السواء - الم يضع في اعتباره تاويلات هؤلاء المتشددين.. لماذا ينتصر من التدين الاشكال المسببة للشرور فقط؟ لماذا يترك النص الديني دائما هامشا ضخما منه غير واضح وقابل للتاويلات القاتلة ... الم يستطع ان يوضح رسالاته باكثر من نصوص قديمة غير متناسقة و متناقضة داتحليا و خارجيا.. لماذا يتلاشى هامش تدخله كلما تدخل العم؟ ... سوف احاول ان اطرح المسالة بشكل اعمق في مقالاتي التي سانشرها هنا قريبا اتمنى ان تقرئيها .. وشكرا لك.


10 - كلمة حق يراد بها باطل
عبد الله اغونان ( 2013 / 5 / 3 - 23:40 )
قال الامام على كرم الله وجهه
لاتعرف الحق بالرجال,اعرف الحق تعرف أهله
قالها للخوارج عندما خرجوا على طاعته الشرعية زاعمين أن الحكم لله
قلت انني استفزك وهذا محض الحوار فأنت ايضا تستفزني ونحن في حوار أدلي بحجتي وتدلي بحجتك.لقد سرني دونماغرور أني أستفزك. الصخرة لاتتحطم الابملايين الضربات
قلت اني أربط الايمان بالأشخاص نعم أشخاص مشهود لهم بالكفاءة والقدرة على التغيير
فمحمد عليه السلام بشر ورسول وتأثيره مازال منذ أربعة عشر قرنا
الغريب أنك تورد مراجع لأشخاص أثروا فيك في هوامش المقال لاتنس أنك أنت نفسك شخص
غريب كلما ناقشنا كاتبا الا وطالب بعدم التعليق عليه أو الحوار لأنك لاتتفق معه
ماجدوى أن تحاور ملحدا مثلك؟
أهو تهرب وخوف أم عجز؟
أحيانا لايهمني كاتب ما فقد لاأقنعه ولايقنعني
لكن يهمني القارئ هو هدفي
لكن من يدري عندما تخلو الى نفسك تذكر ماأقول
فربما تهتدي كما اهتدى أخرون


11 - كما أهتدى هذا الشخص
نور ساطع ( 2013 / 5 / 4 - 00:26 )

عبد الله اغونان يقول : ( فربما تهتدي كما اهتدى أخرون
===========================================

نور يقول : ) كما أهتدى هذا الشخص في هذا الفديو :-



http://www.youtube.com/watch?v=qv-QLDd7X-Y




12 - إلى عبد الله أغونان مرة أخرى
معتز أحمد كرم ( 2013 / 5 / 4 - 22:33 )
صديقي المشاكس لقد قلت إن ما استفزني اكثر هو موقفك السريع من بقولك: علي حرب لدينا معروف اذ مرجعيته مناقضة لمعتقداتنا لم يستفزني غيرذلك... أما تمنيك لي الهداية فمن باب اللياقة العربية لا يجوز ان اردها في وجهك!! لكنها بالنسبة لي في مهب الريح لأن الاله الذي تتحدث عنه غير موجود اصلا..أنت تظن المسالة مسالة تاثير اشخاص .. كعادة العقل المؤمن دائما يرى الملحد طفلا تابعا...و غيرها من الصفات الا الصفة الأولى في الملحد و التي لولاها لما ألحد: و هي صفة الحرية.


13 - أية حرية؟
عبد الله اغونان ( 2013 / 5 / 5 - 00:36 )
أية حرية؟ هل تملك حرية أن توجد في هذا الكون ؟لأن هناك من يختار اعدام نفسه ان ضاق بالحياة
هل تملك تحديد جنسك وجنسيتك وطبقتك ولونك ومدة حياتك وسلامة بدنك من الأمراض؟
هل تملك اقناع الناس من المؤمنين بوجهة نظرك في انكار الخالق والرسل ورسالة الدين
؟؟؟؟؟
هل تملك القدرة على اقناع الناس ببرنامج سياسي كما يفعل الأسلاميون؟
هل تملك القدرة على مخاطبة الناس كما يتلقون الرسالة الالهية ويتلونها يوميا؟
مامعنى أنك حر؟
وماهي تجليات هذه الحرية؟


14 - عن الحرية أتحدث
معتز أحمد كرم ( 2013 / 5 / 7 - 21:46 )
تلك هي المشكلة .. حينما لا يعرف الانسان الفرق بين كونه حرا و بين العبودية. من الناس ناس اختاروا الحرية و من الناس آخرون آثروا القيد ومهما حاولت ان تقنعهم فلن تستطيع
هل تملك تحديد جنسك وجنسيتك وطبقتك ولونك ومدة حياتك وسلامة بدنك من الأمراض؟
بالرغم من انني لا أملك جميعها .. لكنني قد أملك من ذلك بعضا..
لكنني أملح أن اكون ملحدا أو مؤمنا .. عن طريق تحليل الافكار و النصوص ..
أما قولك: هل تملك تحديد جنسك وجنسيتك وطبقتك ولونك ومدة حياتك وسلامة بدنك من الأمراض؟
هل تملك اقناع الناس من المؤمنين بوجهة نظرك في انكار الخالق والرسل ورسالة الدين
؟؟؟؟؟
هل تملك القدرة على اقناع الناس ببرنامج سياسي كما يفعل الأسلاميون؟
هل تملك القدرة على مخاطبة الناس كما يتلقون الرسالة الالهية ويتلونها يوميا؟
فأنت تخلط هنا بين الحرية و بين القدرة.. لكنني عن الحرية لا القدرة أتحدث.


15 - عن الأمانة أتحدث ًًً!!!
توماس برنابا ( 2013 / 5 / 17 - 22:35 )
عزيزي معتز أحمد كرم....

لقد أطمئنت الى الحادك فمرحبا بك في عالم الحرية.... فالامناء مع أنفسهم فقط وهم فقط من يسألون ويتسألون الاسئلة الوجودية التي أجتاحت عقلك ولا يهدأ الا حينما يجد الاجابات حتى ولو هذا على حساب الدين الذي تربيت فيه عقود من الزمان.... غير الغير أمناء المنافقين الذين يتجنبون هذه الامور ولا يسالون عن أشياء أن تبدى لهم تسوئهم!!!

وهناك الكثيرين من الملحدين يقولون عن أنفسهم أنهم ملحدين دون دراسة بل فقط إتباعاً للموضة... أو أن يكون الانسان ( زمقان ) من الاله أي زعلان معه... كما يفعل الابن مع أب قاسي فيتبرى منه وينكر وجوده!!! فهذا الملحد يعيش في حالة إنكار!! وهؤلاء الناس غالباً ما يرجعون للأيمان بشدة لدرجة الاصولية والسلفية!!!

ولكنك غير ذلك عزيزي معتز فمن مر بما مررت به لا يمكن أبداً ولو للحظة أن يقبل الايمان في قلبه مرة أخرى!!! لقد كنت مثلك عزيزي داخل المنظومة المسيحية لمدة ثمانية وعشرين سنة... تربيت على القيم المسيحية وخدمت في خدمة التربية المسيحية للنشأ المسيحي والشباب وخدمة الوعظ بل تماديت لدراسة اللاهوت في كلية متخصصة وكانت النتيجة بدلاً أن أكون قساً الحدت


16 - توماس برنابا
معتز أحمد كرم ( 2013 / 5 / 26 - 19:40 )
العزيز توماس، ملاحظتك دقيقة إذ الكثيرون يظنون أننا إنما نلحد بحثا عن تلبية رغائبنا، و اجتناء الطابو.. لكنهم يتغاضون عن كون اغلب المؤمنين و خاصة المتطرفين منهم يرتكبون كل الحماقات و زيادة.. لو كنا نلحدلاننا نريد اقتراف اللذائذ فقط ، لما اتعبن انفسنا في النقاشات الفلسفية و الكلامية و العلمية
شكرا لك..

اخر الافلام

.. 121-Al-Baqarah


.. 124-Al-Baqarah




.. 126-Al-Baqarah


.. 129-Al-Baqarah




.. 131-Al-Baqarah