الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ الإنساني حافل بالكثير من قصص العروج :المقال الثاني عشر من سلسلة القرآن فى مواجهة التراث.

نبيل هلال هلال

2013 / 4 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الثاني عشر

والتراث الديني الإنساني حافل بالكثير من الروايات عن عروج الإنسان إلى السماوات العلى , وأشهرها ما جاء في كتاب "أرتاويراف منك" وفيه أن شابا اسمه "أرتاويراف" قد عرج إلى السماوات العُلَى بصحبة الملاك "سروش" الذي أرشده إلى طريقها وكان رُقيِّه فيها بالتدريج إلى سماء فأخرى , حيث شاهد "أرتاويرافُ" الجنةَ والنارَ ووصفهما , وعاين نماذج من ثواب الصالحين وعقاب الطالحين , كما رأى العرش الإلهي . وهذا الكتاب من التراث الزرادشتي ومكتوب باللغة البهلوية(الفارسية القديمة) قبل الهجرة بنحو أربعمئة سنة في زمن أردشير بابكان ملك الفرس , بل إن زرادشت نفسه عرج به قبل أرتاويراف بعدة أجيال بحسب التراث الزرادشتي . ومن المعلوم أن العرب قبل الإسلام قد تأثروا بالتراث الفارسي . وفي التراث الهندي القديم زعم الهنود عروج شخص اسمه "أرجنة" حيث رأى في السماء بستانا سماويا به شجرة تثمر ثمار الخلود .كذلك جاء في كتاب "أخنوخ" كلام عن شجرة سماوية ترويها أربعة أنهار! وفي كتاب رؤية بولس زُعم أيضا أن بولس قد عرج إلى السماوات. كما جاء في كتاب (عهد إبراهيم) ضمن كتب متداولة بين قدامى المسيحيين أن إبراهيم قد عرج به بصحبة رئيس الملائكة ميخائيل . وكذلك جاء في سفر الملوك قصة عن عروج "إيليا" ( المرجع: د.كلير تسدل _ مصادر الإسلام , ص 57- 59 , بتصرف). وإذا كانت حقيقة الأمر على ما أسلفنا من تفنيد رواية المعراج والعروج , فما بال التراث يحتفي بقصة وهمية , الأمر شبيه بمن يريد الإيقاع بغريمه الذي لا يقترف ذنبا يوقعه تحت طائلة القانون , فما كان منه إلا أن يتحايل لدس قطعة من المخدرات في جيب عدوه ثم يشي به للشرطة , فيُحاسَب على ذنب لم يقترفه وإنما مدسوس عليه. والإسلام دين العقل والمنطق , ولمحاربته كان لابد من دس التخاريف والأساطير فيه على نحو ما كان من تحريف الأديان السابقة , ولمَّا كان من المتعذر العبث بالنص القرآني المحفوظ بوعد من الله , كان التراث (التفاسير والسيرة والأحاديث الموضوعة) أحد البدائل والمنافذ التي يمكن عن طريقها النيل من الدين , وبعد اختلاق ودس التخاريف والأساطير , يأتي من يفندها ويرمي تراثنا بالباطل , فينصرف العقلاء عن دين الله إذ يرون المسلمين أنفسهم يروجون هذا التراث الخرافي . والسؤال الآن ما هو أصل المسميات الواردة في تراثنا عن : جنة المأوى , وسدرة المنتهى ,والأنهار : فيشون وجيحون ودجلة والفرات .... ذلك ما سنعرض إليه في مقالنا التالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah