الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعلّموا العربية وعلِّموها للنّاس - ألحلقة الخامسة (5) - تشكيلٌ كاملٌ وموحَّدٌ وعصريٌّ

شوقي إبراهيم قسيس

2013 / 4 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ملاحظات:
1. لقد حوّل الموقعُ علامات "أكبر من" إلى "أصغر من" في موضعين مختلفين في الحلقة الرابعة (السابقة)، ولم تنجح محاولاتي في تصحيح ذلك، فأرجو المعذرة.

2. سأعالج ما طرحه القراء – مشكورين - من آراء وما أبدوه من ملاحظات، وسأجيب على أسئلتهم المختلفة، في حلقة منفصلة عن قريب. أكتفي هنا بالإشارة إلى أنّني عالجت في الحلقة الثانية اعتراض السيدة / الآنسة "ليندا جبريئيل" على ما قلته في الحلقة الأولى عن اللغة السريانية.

3. ألسّرقات الصّهيونيّة: كان بودّي أن أشاركَ القارئ في بعض الخواطر الّتي راودتني وأنا أكتب إحدى هذه الحلقات عن تجربتي كإنسانٍ عربيّ وُلد قبلَ إتمامِ عمليّة السَّطوِ المسَلَّحِ على فلسطين بسنةٍ واحدة، وهي أكبر عملية سطوٍ مُسلَّحٍ حدثت في تاريخِ البشرية الحديث (على الأقلّ حتّى عام 2003)، وعاش معظمَ سنوات حياته تحت حُكم الدّولة الصّهيونية، ودرَس ودرَّس في جامعاتها. وأكرهُ أنْ أعترفَ بأنّني أُتقنُ العبريّة أكثرَ من معظم اليهود. لكنّني لن أدخل فيها إلاّ إذا تبيّن لي رغبة القراء في ذلك. أكتفي هنا بالإشارة إلى أمر واحد قد يكون ذا علاقة باللغة العبرية، وموضوعه "السرقات الصهيونية":
ذكرتُ في حلقة سابقة أنّ حرفَ الفاء العبري (يلفظون اسمه "بِهْ، פה، Peh، لكنْ يكتبونه بحرفَيْ الفاء (مع كسرة) والهاء) يُعبِّرُ عن صوت (P) حين يكون في أوّلِ الكلمة، وأيضاً في حالاتٍ مُعيّنة أخرى. على أنّ كلماتٍ تبدأ بحرف الفاء وأدخلت إلى العبرية من لغات أخرى يلفظها اليهودُ فاءً لا (P)، فيلفظون كلمة "فَلافَل" العربية كما نلفظها بالعربية رغم أنّ الفاء في أوّل الكلمة، ويكتبونها كما نكتبها، ويلفظون كلمة "فول" بالفاء حين يعبِّرون عن طبق "الفول المدمَّس" العربي، لكنْ يلفظونها "بول" حين يتكلَّمون عن نبتة أو حَبّة الفول، كما يلفظون كلمة "فِلفِل" العبرية "بِلْبِلْ، Pelpel"، والكلمتان، فول وفلفل، العبريّتَين هما نفس الكلمتَين العربيتَين وتُكتَبان مثلَهما.
أصبحنا، والحمد لله، نرى في الولايات المتحدة أنّ أطباق الفلافل والفول والحمص العربية هي أكلات شعبيّة إسرائيليّة، وأنّ الزعتر هو أكلة صحيّة إسرائيليّة (Israeli Health Food). وما قصة ذلك المطعم الذي فُتح في أوائل تسعينات القرن الماضي في مدينة بوسطن الأمريكية (في الواقع، في مدينة كامبريدج المجاورة وغير بعيد عن الحرم الجامعيّ لهارفَرد) إلاّ مثالٌ واحد على ذلك. كان اسمُ المطعمٌ "زعتر"، وصاحبه يهودي قدِمَ إلى الولايات المتحدة من الدولة الصهيونية. واليهود لا يطلقون على نبتة الزعتر اسمَ زعتر، بل يستعملون كلمة معبرنة من اللغات اللاتينية. وحين علمنا في منظمة ألـ "أيه دي سي" أنّ المطعم يهودي، وأنّه يشيرُ إلى الأطباق العربية التي يقدِّمُها على أنّها أطباق (إسرائيليّة)، ذهب بعضُ الناشطين السياسيين - وكنت واحداً منهم - إلى المطعم للوقوف على حقيقته، فوجدنا أنّ اسمَه الكامل هو: [زعتر – أكل إسرائيلي صحّي، Zaatar – Israeli Health Food]، وأنّ "مناقيش الزعتر" هي أحد الأطباق (الإسرائيليّة) الّتي يقدمها، ويذكر في "قائمة الأطباق" أنّ الزعتر هو من الأكلات الإسرائيليّة الصحيّة والشّعبية، ويشرح فوائده وطرق تحضيره.
لم يكتَفِ الصّهاينة بالسطو على الوطن ومحو معالمه العربية، وبهدم المجتمع الفلسطيني بالكامل وبتشريد أهله في أكبر عملية تطهير عرقي حدثت في تاريخ البشرية الحديث، وبسرقة الذاكرة الجماعية الفلسطينية؛ بل إنّهم يحاولون سرقة الأكلات العربية والتراث الشعبي الفلسطيني وتحويلها إلى أكلات وتراثٍ شعبيٍّ (إسرائيليّة). وقد حاولوا - دون نجاح يُذكر - سرقة الأزياء الشعبية الفلسطينية الشهيرة وتقديمها للغرب على أنّها أزياءٌ (إسرائيلية).
باختصار، نجحنا، من خلال المحاكم الأمريكية، في إجبار ذلك المطعم على حذف كل ما يشير إلى أنّه مطعم لأطباق (إسرائيلية)، وقد اختصر اسمه ليصبح "زعتر" فقط. وحين عدتُ إلى ذلك المكان في كامبردج منذ ستِّ سنوات تقريباً لم أجدْ، والحد لله، مطعمْ "زعتر". أعتقد أنّ لا أحد من العرب، خارج فلسطينيّي الداخل، يعرف أنّ الصّهيونيين حرَّموا على العربي في الداخل أن يلتقط نباتات الزعتر والعكوب والشّومر وغيرها من الحقول بحجة أنّها نباتات محمية، بينما يلتقطونها هم ويحضِّرون منها الأطباق ليقدموها في مطاعم تل أبيب وباقي مدن العالم على أنّها أطباق (إسرائيلية).
على ذِكرِ مطعم "زعتر" البوسطنيّ، خلال دراستي وسُكناي في تل أبيب كنتُ أرى عدداً من مطاعم الحمص والفول اليهودية في تلك المدينة يضع لافتات على مداخل المطاعم مكتوب عليها بالعبرية: (حمص أبو شكري "أَشْكَرَةْ")، ليُشيدوا بجودة أطباق وساندويتشات الحمص التي يقدمونها (لكنّ اليهود، وحتى يومنا هذا، لا يجيدون تحضير طبق الحمص). وكلمة "أَشْكَرَةْ" سرقوها من لهجتنا المحلية، وحرَّفوا استعمالَها ليعنوا بها "بالضبط" أو "مائة بالمائة". أمّا "أبو شكري" فهو اسم مطعم كان موجوداً أيّامَها داخل السّوق في القدس القديمة اشتهر بجودة أطباق الحمص التي يقدِّمُها، وكنت أسافر من تل أبيب إلى القدس أحياناً لا لسبب إلاّ لكي أتناول طعام فطوري من حمص "أبو شكري" الشهيّ. وما أضحكني هو أنّني دخلت مطعم "أبو شكري" ذات يوم وإذ بلافتة على مدخله تعلن بالخطّ الأحمر الكبير وباللغتَين العبرية والعربية: "نُعلِنُ لزبائننا الكرام أنّه لا يوجد لنا فرعٌ في تل أبيب".

تشكيلٌ كاملٌ وموحّدٌ وعصريٌّ:
لقد لاحظتُ أنّ النّصوصَ المُشَكّلةَ تختلفُ في طُرُقِ تشكيلِها من دارِ نشرٍ إلى أخرى، ومن كتابٍ أدبيٍّ أو مدرسيٍّ إلى آخَر. والأرجحُ أنّ أحد أسباب هذه الاختلافاتِ هو تقليدُ النّصوصِ القديمة أو التقليدية. فهدفي هنا هو إيجادُ صيغة لتشكيلٍ صحيحٍ موّحدٍ وعصريّ، ثُمَّ إيجادُ آليّةً للالتزامِ بها ولتعميمِها على المدارسِ والمؤسّساتِ الثقافية ودورِ النّشرِ وهيئاتِ تحريرِ المجلاّتِ والصّحف. واضحٌ أنّ معظم النّصوص العصريّة، في المجلّاتِ والصُّحف وفي الكثيرِ من كتبِ التَّدريس، هي غير مشَكّلة. لكنْ غالباً ما يقرِّرون تشكيلَ بعضِ الكلمات تشكيلاً جزئيّاً، وعندَها تعمُّ الفوضى وكلٌّ يشكِّلُ على هواه، وكثيراً ما يشكِّلونَ أحرفاً لا لزومَ لتشكيلِها ويُهملون تشكيل أحرفٍ تشكيلُها ضروريٌّ لضبط اللّفظ. لذا، فحين نرى وجوباً للتّشكيل الكامل، أقترحُ أنْ نلتزمَ فيه بما يلي:
كلُّ حرفٍ صوتيٍّ لم يُهمَلْ لفظُه يجبُ أن يُشكّلَ، بما في ذلك أحرفُ العلّة (ألف وواو وياء) عندما تكونُ صوتيةً فقط. ألكلماتُ التّالية تُبيِّنُ ذلك: [تَوَقَّعْتُ. أَلثَّوْرَةُ. وَاسْتَوْفَيْتُ. تَأَخَّرَتْ. لَقَدِ انْتَهَيْنَ. أَلْمُسْتَيْقِظُ. وَالْمُسْتَيْقِظُ. دَعَوْا]. ألمثال الأخير (دَعَوْا) هو فعلٌ ماضٍ معتلّ ألفِيّ ومتصلٌ بواو الجماعة، وقد حُذفتْ ألِفُه وظهرت فتحةٌ قبلَ الحرفِ المحذوف. عندها تُصبحُ واوُ الجماعةِ حرفاً صوتيّاً ساكناً، وعليه فيجبُ تشكيلُها بالسّكون وتشكيلُ العين بالفتحة.
يجبُ ألامتناعُ عن تشكيلِ أيِّ حرفٍ صوتيٍّ حالتَيْن:
ألحالةُ الأولى: إذا ارتبط الصوتيُّ بمدّةٍ طويلة (ا، و، ي)، لأنّ وضع حركة عليه يخلقُ تناقضاً. فإذا كتبتَ مثلاً كلمة (يَعْرِفُونَنِي) مع ضمّة على الفاء وكسرة على النّون الثّانية، فكأنّك تقولُ إنّ كلاّ من الحرفين مرتبطٌ بمَدّةٍ قصيرةٍ بينما هو في الواقع مرتبطٌ بمَدّةٍ طويلة. وأنوِّهُ هنا أنّ التّشكيلَ التقليديَّ أو القديمَ يضعُ دائماً مدّاتٍ قصيرةً على أحرفٍ صوتيةٍ مصحوبة بمدّاتٍ طويلة كما في (يَعْرِفُونَنِي)، وغالبا ما يهمَلُ وضعُ السّكونِ على صوتيٍّ ساكن، وعلينا أن نمتنع عن ذلك في الكتابة العصرية. تشمل هذه الحالة امتناع تشكيل الحرف الصّوتيُّ قبلَ الألِف الخنجريةً إذا لم يتمّ إلغاؤها.
والحالة الثانية: إذا أُهمِلَ لفظُ الحرف الصّوتيّ. لعّلّ المثلَ الوحيد على ذلك هو لام أل التّعريف المقترنةِ باسمٍ يبدأُ بأحدِ الأحرفِ الشّمسيةِ. وذلك لأنّ اللامَ في هذه الحالةِ لا تُلفظ، وهو أمرٌ منتشرٌ في الكتابة، ومُهِمٌّ لقراءةٍ سليمةٍ ولكتابةٍ سليمة، ويستحقُّ وقفةً:
نحن نستعملُ اللّسانَ عندَ إخراجِ صوتِ اللّام. وهناك 14 صوتاً في لغتِنا نستعملُ اللّسانَ لنُخرجَها. ونطقُ صوتين مخرجاهما متقاربان، والأوّلُ فيهما ساكنٌ (كاللّام في أل التّعريف)، هو أمر فيه وعورة لفظيّة. لذلك فنصفُ أحرفِ الأبجديةِ لا ننطقُ اللاّم الساكنةَ في أل التعريف قبلَها، وتسمّى الأحرفَ الشّمسية، فالشّين واحدٌ منها. وذلك مقابل الأحرف القمريّة (كالقاف) الّتي لا صعوبة في نطقِ اللّام السّاكنةِ قبلّها. تجدُ في قائمة 4 لام أل التّعريف غير مشكَّلة بالسّكون في عامودَي الأحرفِ الشّمسيةِ لأنّها لا تُلفَظُ، بينما تظهرُ مع السّكون (مُشكَّلة) في عامودَي الأحرف القمرية لأنّنا نلفظُها. ويظهرُ الحرفُ الأوّلُ بعدَ "أل" في كلماتِ عامودَيْ الأحرفِ الشّمسيةِ كما يُلفّظُ، أيّ مع شدّة.

قائمة 4
ألأحرف الشّمسية والقمرية مع أل التّعريف
قمرية شمسية قمرية شمسية
أَلْأَسَدُ أَلتّوتُ أَلْفيلُ أَلشَّمْسُ
أَلْبَيْتُ أَلثَّوْرةُ أَلْقَمَرُ أَلصَّبْرُ
أَلْجَبْرُ أَلدّارُ أَلْكِتابُ أَلضَّميرُ
أَلْحَليبُ أَلذُّرْوةُ أَلْمِئْذَنةُ أَلطّائِرُ
أَلْخَيْرُ أَلرَّأْسُ أَلْهَدِيّةُ أَلظُّهْرُ
أَلْعيدُ أَلزَّهْرةُ أَلْوَلَدُ أَللَّيْلُ
أَلْغَرْبُ أَلسَّيْرُ أَلْيَوْمُ أَلنِّساءُ

كملاحظةٍ أخيرةٍ، حين تشكِّل تشكيلاً كاملاً لكَ أنْ تُهملَ أو تُبقي الفتحةَ على الحرفِ الأخيرِ قبل التاء المربوطة، لأنّ حركتَه هي دائماً فتحة.

وقد اخترتُ مقاطعَ من قصيدةِ "يومُ الثّلاثاء والْجَوّ صافٍ" لمحمود درويش مشكّلةً تشكيلاً كاملاً وعصرياً (وقد شكّلتُ الحرف الأخير في نهاية كلِّ جملة شعرية بالسّكون. وأعتذر لأنّ الموقع لا يقبل الشكل "لا" إذا اختلفت حركة اللام عن حركة الألِف) :

تَقولُ: لِماذا تَحُكُّ الْغُيومُ أَعالي الشَّجَرْ؟
أَقولُ، لِتَلْتَصِقَ السّاقُ بِالسّاقِ
تَحْتَ رَذاذِ الْمَطَرْ
تَقولُ: لِماذا حَلُمْتُ بِأَنّي رَأَيْتُ سُنونُوَّةً في يَدي؟
أَقولُ: لِأَنّكِ في حاجةٍ لِأَحَدْ
تَقولُ: لِماذا تُذَكِّرُني بِغَدٍ لا أَراهُ مَعَكْ؟
أَقولُ: لأِنّكِ إحْدى صِفاتِ الأَبَدْ.
قَصيدةُ مَنْ لا يُحِبّونَ وَصْفَ الضَّبابِ قَصيدَتُهُ
مِعْطَفُ الْغَيْمِ فَوْقَ الْكَنيسةِ مِعْطَفُهُ
سِرُّ قَلْبَيْنِ يَلْتَجِئانِ إلى بَرَدى سِرُّهُ
نَخْلةُ السّومَرِيّةِ، أُمِّ الأَناشيدِ، نَخْلَتُهُ
وَمَفاتيحُ قَرْطُبةٍ في جُنوبِ الضَّبابِ
مَفاتيحُهُ.

حتّى في النصوص غير المُشَكَّلةِ يجب أحياناً أن نُشكِّلَ بعضَ الأحرف لمنع الإلتباس، وأكتفي بمثالين:

ألأول، في قولِكَ "استقبلنا الرجل" قد لا يُعرَفُ مَن الّذي استقبل مَن إلاّ من سياق النّصّ، لكنْ إذا شكّلتَ اللام في "استقبلنا" بالسكون نعرف أنّنا نحن الذين استقبلْنا الرّجُلَ، وعندها تكون كلمة "الرّجل" منصوبة بالفتحة على المفعولية. أمّا إذا شكَّلتَ لام "استقبلنا" بالفتحة فيكون المعنى أنّ الرجلَ هو الذي استقبلَنا، وكلمة "الرجلُ" فاعل مرفوع بالضمّة. تجدر الإشارة إلى أنّ الـ (نا) الدّالّة على نحن هو الضّمير المتَّصِل الوحيد الّذي يصلح كضمير رفع [اسْتَقْبَلْنا] ونصب [اسْتَقْبَلَنا] وجرّ [كِتابُنا].

خيرُ ما يُعبِّرُ عن المثالُ الثاني هو مطلع قصيدة "مُضْناكَ" لأحمد شوقي:
[مُضْناكَ جَفاهُ مَرْقَدُهُ
وَبَكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ]
واضحٌ أنّ المعنى (واللّفظ الصّحيح) قد يختلط على الكثيرين إن لم تشكِّلَ كلمتَيْ "وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ" تشكيلاً كاملاً، والعُوَّدُ هم الذين يعودون أو يزورون المريض.

في الكلام الفصيح:
واضحٌ أنّه علينا أن نسكِّنَ في كلامِنا الشفهيّ الحرفَ الأخير قبل نقطةِ الوقف، والحرف الأخير في كلِّ آية قرآنيّة: [تَكْثُرُ الضَّوْضاءُ في الْمُدَنْ. إنَّ الشَّيْطانَ لِلْإنْسانِ عَدُوٌّ مُبينْ]، والتّسكين في الحالتَين يكونُ لفظاً لا كتابةً. لكنَّنا قد نختارُ، كحلٍّ وسط، أن نسكِّنَ أواخر معظم الكلمات خلالَ كلامنا الفصيح، وذلك لتليين الألفاظ ولعصرنة التّواصل الشفهيّ. حين تسكِّنُ أواخرَ الكلماتِ المنتهيةِ بالتّاء المربوطةِ فعليك أنّ تلفظَ التاء المُسكَّنةَ هاءً، أمّا عند الإضافة فلا يمكنك أن تلفظَ التّاء المربوطة هاءً، حتّى وإنْ سكَّنتَها، كذلك لا يمكنكَ أنْ تُسكِّنَ كلَّ الكلمات. وهذا مثالٌ مُشكَّلٌ تشكيلاً كاملاً كما نقوله بالضّبط بلا تسكين وبالتّسكين:

بلا تسكين: هذِهِ وَرْدةٌ جميلةٌ زَرَعْتُها في حَديقتي أَمْسِ، وَكُنْتُ قَدِ اشْتَريْتُ ثَلاثَ وَرْداتٍ مُخْتَلِفةً قَبْلَ أَرْبَعةِ أَيّامٍ مِنْ مَزْرعةٍ عَلى جانِبِ الطَّريقِ قُرْبَ بَيْتِكْ.
بالتّسكين: هذِهِ وَرْدهْ جَميلَهْ زَرَعْتُها في حَديقةِ المنْزِلْ أَمْسْ، وكُنْتُ قَدِ اشْتَرَيتُ ثَلاثْ وَرْداتْ مُخْتَلِفَهْ قَبْلَ أَرْبَعةْ أَيّامْ مِنْ مَزْرَعَهْ عَلى جانِبِ الطَّريقْ قُرْبَ بَيْتِكْ.

في ضبط النّص بالفواصل ونُّقط الوقف وغيرها:
واضح أنّه توجد فوضى عارمة في النّصوص الّتي نقرأها في صحف ومجلاّت هذه الأيّام من حيثُ ضبط النّصّ بالفواصل ونقط الوقف وغيرها، فلا نجد نصَّيْن متشابهين في ذلك. أطالب بما يلي: أوّلاً، أنْ تقوم لجنة مختصّة بكتابة قوانين واضحة ومفصّلة لاستعمال العلامات المختلفة لضبط النّصوص (نقطة الوقف، الفاصلة، الفاصلة المنقوطة، ألأقواس، وغيرها)، وأنْ توضَعَ هذه القوانين في مكان معروف، وأنْ يُشارَ دائماً إلى مكان وجودها ليتسنّى للكاتب أن يطّلع عليها. ثانياً، أن يتمَّ التّوصلُ إلى آلية لتعميم هذه القوانين على دور النّشر وهيئات تحرير المجلات والصّحف، ولفرض الالتزام بها على الجميع. أخيراً، أنْ يُرشد المدرِّسون الطّلاّب في مراحل دراسيّة مبكرة إلى أحكام استعمال علامات ضبط النّص.

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة، وموضوعها "أئمّة اللغة والنحو".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظتك حول ضبط النص بالفواصل ونقط الوقف سليمة
ليندا كبرييل ( 2013 / 5 / 1 - 04:45 )
عن الزعتر والفول أتكلم
كان السخفاء من أهل الخليج وما زالوا يعيروننا بأننا آكلو الفول والطعمية،فأجبتهم:نعم ولنا الفخر واللي ما عجبه يشرب مية الخليج كلها وصحة على قلبه
لكن المشكلة أن العربي تكبّر على طعامه ونبذه وصار يتوق للتشبه بهؤلاء الجهال
هنا كان اليهودي الذي(يجلس معنا على نفس الطاولة ويأكل نفس أكلنا وشربنا) كان الأذكى والأشطر
جمع فتات طاولتنا وأعاد تشكيلها أقراصا ونشرها بالعالم تحت اسم فلافل وحمص وفول مدمس
منْ صنع كل هذا إلا هو؟
الطعام لا يعرف عربيا أو يهوديا
نحن أبناء منطقة واحدة وأكلنا كان واحدا
بل إن اليهودي موجود قبل العربي
أتعاطف بصدق مع المشكلة الفلسطينية لكني أرى أن التطهير لحق اليهود أيضا وشرِّدوا في عمليات مماثلة من التاريخ الإسلامي الأول إلى الحديث
العربي يجيد البكاء على باب خيمته على اللبن المسكوب
اليهودي أو الإسرائيلي قادر على تحويل التراب إلى تبر
هم ليسوا أذكى منا لكنهم أشطر(وعينهم فتحة) ولا يتكبرون على القليل
فإن سبقونا قلنا سرقات
والحقيقة أن كل الحضارات تتأثر ببعضها وليس إلا العرب منْ يمنّنون الآخر بفضلهم على العالم ويا ليتهم يعترفون بفضل الآخرين
تفضل الشكر والتحية

اخر الافلام

.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي


.. 4 شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي على منزل بشارع الوحدة وسط




.. بدء ظهور النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الإيرانية.. ما


.. موريتانيون من غير العرب ينتقدون تعريب التعليم في البلاد




.. حذاء ملك الروك إلفيس بريسلي يباع في مزاد علني • فرانس 24