الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنة المأوى وسدرة المنتهى أماكن في مكة وليست في السماوات – المقال الثالث عشر من سلسلة القرآن في مواجه التراث

نبيل هلال هلال

2013 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التعبيران: جنة المأوى وسدرة المنتهى وردا في القرآن في سورة النجم الآيات13-17,كما وردت أسماء الأنهار: دجلة والفرات وسيحون وجيحون في تراثيات قصة الإسراء والعروج , والله تعالى توجه بحديثه في القرآن الكريم إلى المتلقين الأوائل للدعوة , فحدثهم عن أشخاص معاصرين يعرفونهم جيدا بالاسم (زيد ) , أو بالكنية (أبي لهب ) , أو تلميحا بالإشارة ( ابن سلول ) , ( وأبي بكر). وحدثهم عن أماكن يعرفونها (مكة وحنين ..... ), فالقرآن منهج دعوي حركي واقعي تعامل وقتها مع أناس في مكان وزمان محددين , فكان يحدثهم بما يعرفونه , وما كان ليحدِّثهم بأشياء يجهلونها أو تتجاوز معارفهم فينصرفوا عن الأمر كله غير مصدقين . لذا لما ذَكَر لهم جنة المأوى وسدرة المنتهى ,كان يذكر لهم أماكن يعرفونها في واقعهم حق المعرفة .
ومن المقطوع به أن جنة عدن وجنة المأوى هي مسميات لأماكن أرضية لا علاقة لها بالسماء بأي حال , والخلاف هو في تحديد مواقعها الجغرافية : فهناك من يرى أن الجنة أرضية, لكن يخطئ في تحديد مكانها: يقول ويليام ويلكوكس:" أما موقع جنة عدن الساميين الوارد ذكرها في العهد القديم وموقع جنة عدن السومريين التي ورد ذكرها في قصة الخليقة , فهناك مجال واسع لاختلاف الآراء بشأنها , والمرجح أن موقعها هو الملتقى القديم لدجلة والفرات بحسب الرؤية التوراتية " (المرجع : ويليام ويلكوكس - من جنة عدن إلى عبور نهر الأردن – ترجمة الدكتور محمد الهاشمي - ص 57-بتصرف). والحقيقة هي أن جنة المأوى كانت بمنطقة قريبة من حدود مكة , وبها بساتين خصبة أو مجموعة حدائق كبيرة تقع على حافة المنطقة المأهولة ويليها مناطق قفراء قاحلة , وعلى حدود ومنتهى تلك المنطقة كانت شجرة نبق (سدرة):سدرة المنتهى. فهي علامات ومناطق كانت معروفة لمن حدثهم القرآن بشأنها أول مرة , والمناطق الخصبة والمناطق المقفرة والأشجار تُعد علامات ومفردات حاضرة في ذاكرة العربي الذي يسافر دائما في قوافل تجارية تمثل النشاط الأساسي له خاصة وأن هذه المناطق كانت تقع على الخطوط التجارية الهامة التي تنقل البضائع من الجنوب الهندي واليمن إلى الشمال حيث يتم نقلها بعد ذلك إلى أوروبا وغيرها .
"وبلاد عسير الجغرافية (أي عسير وجنوب الحجاز)هي أكثر مناطق شبه الجزيرة العربية تلقيا للأمطار , وهي لا تقع بعيدا إلى الشمال من مدار السرطان , ولذلك فإن السراة منها , بمرتفعاتها الحالية تلتقط أمطار مناخين اثنين: أمطار الرياح الشمالية الغربية في الشتاء , وأمطار الرياح الموسمية الغربية الجنوبية في الصيف , وتتراوح نسبة الأمطار هناك بين 300,500 ملليمتر سنويا , وهو ما يكفي للمحافظة على مستوى المياه الجوفية في المنطقة عموما. وتتدفق المياه في ينابيع السراة , وأحيانا على شكل شلالات , فتسيل الجداول الموسمية أو الدائمة منها في الوديان على جانبيها الداخلي والبحري . وكانت عسير أيام الإسلام هامشية الأهمية , ولكنها في القدم كانت منطقة عظيمة الشأن نظرا لوقوعها عند ملتقى الطرق الرئيسية لتجارة العالم القديم " (المرجع : د. كمال الصليبي –التوراة جاءت من جزيرة العرب– ص78 – بتصرف ) , وذلك ليس بناقض لما ذكرناه من جدب وقحط مكة وقت نزول نبي الله إبراهيم بها قبل انبجاث زمزم فيها (واد غير ذي زرع) ,لأن منطقة مكة كانت خصبة في الأزمان السابقة على هذا التاريخ قبل التغيرات المناخية الهائلة التي غيرت طبيعة هذه المنطقة. انتهى المقال الثالث عشر ويليه الرابع عشر بإذن الله – بتصرف من كتابنا ....القرآن والتراث-نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah