الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهو مصدر الاخلاق؟

بسام البغدادي

2013 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما الذي يحفز الإنسان لفعل الخير وتجنب الشر إذا كان لايعتقد بوجود حياة أبدية خالدة يطمع بها بعد الموت؟ ما الذي يمنع الإنسان من اغتصاب أمهُ أو أختهُ و أبنته إذا كان لايؤمن بأن فعل هذا من المحرمات الدينية التي ستقذفهُ في نار السعير الابدي؟ ما الذي يجعل الإنسان أميناً في عملهُ لايرتشي ولايسرق ولايستغل موقعهُ الوظيفي لمصالحهِ الخاصة؟ اليست هي الاديان من جائت بمبادئ الأخلاق وعلمتنا أن لانزني ولانسرق ولانكذب ولانرتشي؟ اليس الله هو المصدر الاول والاخير للأخلاق والعدل والمساواة؟ ومن دون الله فأن الإنسان يعيش في غابة بلاقانون يأكل كبيرها فيها صغيرها؟

السؤآل الأول الذي يجب أن نجد إجابة عليه هو, ماهي الأخلاق وماهو مصدرها؟ إذا كانت الأخلاق مصدرها الله والأديان, فأن معنى أن علينا إعادة بناء مفهومنا للأخلاق و كل القيم الإنسانية. لكن, هل حقيقة أن الإنسان المؤمن بالله هو ذو خلق رفيع أكثر من الإنسان الذي يؤمن بإله آخر أو لايؤمن بأي إله؟ هل الإنسان المؤمن بدين معين هو إنسان خلوق أكثر من الإنسان في أي دين آخر أو ممن بلادين في أي مكان في العالم؟ نظرة بسيطة للعالم من حولنا تجعلنا ندرك الإجابة الواضحة عن هذا التساؤل. معرفتنا بحجم التدهور الاجتماعي والاقتصادي والاخلاقي في المجتمعات التي تعاني من ظاهرة التدين وحجم التطور الانساني في المجتمعات التي شفيت من هستريا التدين تجعلنا ندرك بوضوح بأن التدين أو عدم التدين لاعلاقة مباشرة لهُ بالأخلاق التي يتحلى بها الإنسان. بل أن التدين قد يؤدي لأنهيار المنظومة الاخلاقية للمجتمعات المتدينة لأنهُ يربطها بحقبة زمنية محددة تجعل من الأخلاق بضاعة فاسدة لاتصلح الا للتظاهر بها فقط.

لكن إذا لم تكن للأخلاق علاقة بالدين أو الله او الكتب المقدسة, فماهو مصدر الأخلاق وماهو تعريفنا للأخلاق أساساً؟ هل أهتمام الغوريلا بطفلها الرضيع يعتبر من الأخلاق (الحيوانية) القويمة وهل دفاع أنثى الطيور عن أعشاشها يعتبر خلقاً رفيعاً كذلك؟ في تجربة فكرية بسيطة نستطيع أن نحصل على الإجابة الصحيحة. لنفترض أن أنثى الطيور لم تهتم بعشها ماذا سيحدث؟ لن تفقس بيوضها أبداً, وبهذه الطريقة سينتهي ويموت هذا النوع من الطيور ولن يبقى سوى تلك الانواع التي تدافع عن أعشاشها بأستماته وكأنها تدافع عن نفسها. الآن لنعيد تطبيق المثال أعلاه على المجتمعات الإنسانية. ماذا سيحدث لو بدأنا بقتل وسرقة وأغتصاب بعضنا البعض؟ هل بالإمكان لمجتمع أن يعيش ويستمر بمثل هذه الفوضى والعنف؟ هل كان لهُ أن يكون مجتمعاً بالاساس؟ اليس المجتمع شكل من أشكال العائلة الصغيرة والتي توسعت بمرور الزمن؟ وهل يمكن أن تقوم أي عائلة إذا كان أفرادها لايمتلكون أي شكل من أشكال النظام الاساسي للتكاتف والذي يحفظ بقائهم وبقاء العائلة والمجتمع الموجودة فيه؟

في الطبيعة كانت ولازالت هناك حالات أدت وقد تؤدي فعلاً لأنقراض أجناس متعددة عندما بدأت هذه الاجناس ولأسباب مختلفة بالتصرف بطريقة تجعلها تقضي على جنسها (أنتحار الحيتان أو صنع الإنسان للقنبلة النووية على سبيل المثال). هذه التصرفات المضرة والتي نستطيع أن نصفها بأنعدام الاخلاق هي نفس الاسباب التي تتسبب في أنهيار مجتمعات كاملة اليوم مثل المجتمعات العربية على سبيل المثال لا الحصر.

في الشرق الاوسط وبعد أن أعتنق المجتمع فكرة أن الجنس هو مقياس الاخلاق, تكثفت هذه الفكرة على مر الاجيال فأزداد مستوى الانحلال الاخلاقي الذي تعاني منهُ المجتمعات على كافة الاصعدة. فاصبح الكذب والسخرية والعنصرية واللامساواة والرشوة والاحتقار للآخرين من السمات الملازمة للمجتمع في الشرق الاوسط. مجرد الابتعاد عن الهدف الاساسي من نشوء الاخلاق وهو الحفاظ على النوع يؤدي الى أنهيار وخراب المجتمع أخلاقياً والذي بدوره يؤدي لأنهياره على كافة المستويات الاخرى , وهذا بالضبط مايحدث في الشرق الاوسط اليوم وهذا هو سر الإبادة التي تعانيها شعوب مثل العراق و سوريا.

يتضح من أعلاه أن منشأ الاخلاق هو منشأ طبيعي بحت هدفهُ الحفاظ على النوع وأستمرار بقاء الفرد وتحقيق فائدة شخصية غير مباشرة من خلال الفائدة العامة المباشرة. أما وجود نصائح أخلاقية في الاديان التي ظهرت على مر العصور من عمر البشرية فهذا لا يعني أن الاديان مصدر الاخلاق. ولايعني بأن البشرية عاشت في فوضى عارمة حتى ظهور الاديان. بل نشوء الأديان جاء في مجتمعات وصلت مرحلة من النظام الداخلي وأحتاجت الى بوصلة تنظم هذه المسيرة الأخلاقية فتم أختراع الدين لتثبيت الاتجاه الاجتماعي فيها بكونهُ أتجاه مقدس.

أخيراً فأن السؤآل الذي يطرح نفسهُ وبشدة هو, ماهو مستوى الإنسان الاخلاقي الذي يحتاج لدين كامل يأتيه من السماء كي يعرف بأن أغتصاب طفلة عمرها تسعة سنين هو تصرف غير أخلاقي؟ إذا كنا نحتاج لكتاب وآلهة وأنبياء كي يشرحوا لنا بأن ممارسة جنس المحارم والسبي نساء البلدان المجاورة وغزوهم واستعبادهم وقتل الإنسان هو شئ خاطئ فنحن بكل بساطة كائنات أي أخلاق, بل ماسوى وحوش بشرية نعتقد أن الدين هو المانع الوحيد الذي يمنعنا من ممارسة رذائلنا التي تراودنا في خيالاتنا. وإذا كان هذا الوحش موجوداً داخل أي إنسان فلن ينفع لا الدين ولا القوانين بالقضاء عليه, والشرق الاوسط خير مثال على ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم ينشر التعليق
بلبل عبد النهد ( 2013 / 5 / 3 - 22:56 )
لم ينشر التعليق لمخالفته القواعد اي قواعد اذا كان التعليق من مصادر موثوقة ومنشورة في الكتب وعلى صفحات الانترنيت


2 - هل حقاً محمد أشرف خلق الله أخلاقياً؟ وبماذا!
نور ساطع ( 2013 / 5 / 3 - 23:49 )



هل حقاً محمد أشرف خلق الله أخلاقياً؟ وبماذا!


3 - كيف نفسر الحالة السيكولوجية ل زبير بن محمد ص
حميد كركوكي ( 2013 / 5 / 4 - 10:12 )
أخلاق محمد ! أخلاق الكتاب”القرآن” جعلت من المشاعية الأولى أكثر معقولية للعقل البشري! هل سأل محمد نفسه”كم ألاما نفسية قاس هذا الأنسان”زبير- من إستلاب حبيبته الجميلة “زينب بنت جحش- و بأمر من الله في سورة الأحزاب؟؟؟ هكذا جائت لنا محمد وإلاه الكعبة (بآلام المساكين) وأبناء الفقراء ليسوا من القريش الأرصطقراطي البرجوازي المنتهك للحرمات!!


4 - أخلاق العرب قبل الإسلام.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 5 / 4 - 16:15 )
تحية لك أيها المناضل في سبيل تحقيق حرية الإنسان من خرافات وعبودية الإسلام ، والدين الإسلامي هو أعتى أنواع العبودية والعنصرية، بحيث جعل أتباعه يقتلون من يريد أن ينقذهم من عبوديتهم، لحجم الهلع والخوف الذي زرعه الإسلام في عقولهم عبر ١٤٠٠ سنة، بحيث تحول الواحد منهم إلى مومياء، لايعرف الصح من الخطأ.

إن أخلاق العرب قبل الإسلام، هي أرقى بكثير من أخلاق الإسلام،

مثال على ذلك،
إن الشعر هو تعبير عن ثقافة ومفاهيم المجتمع في عصر معين،
يقول عنترة بن شداد لحبيبته، قبل مجيء الإسلام؛

(هل سمعتِ يا إبنة َ مالك ٍ بما كنت لم تعرف...
يخبرك من شهد الوغى بأني...
شهدتُ الوقائع َ وكنت ُ أعفّ ُ عند المغنم ِ).

شرح هذا البيت؛
إن عنترة كانت تعف نفسه عن سرقة أموال القتلى، المسماة غنائم،

في حين إن محمدا ً في حديثه (( الشريف )) يقول؛

(نصرت بالرعب مسيرة شهر وإحلت لي الغنائم)

أي إن محمدا ً حلل سرقة القتلى.

إذا ً أخلاق عنترة بن شداد، وبالتالي أخلاق العرب قبل عصر الجاهلية ( العصر الإسلامي، هو عصر الجاهلية الفعلي )، هو أرقى بكثير من أخلاق الإسلام.

تحياتي...

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال