الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمار مع الله!

أحمد القبانجي

2013 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا: لو لم تكن هناك جنة ونار فقد تساوينا في الدنيا، ولو كانت موجودة فقد ربحنا وخسرتم، اي ربحنا الجنة وكان مصيركم الى النار لأنكم لا تعتقدون بها، أما مع عدم وجود آخرة فنحن سواء من حيث التمتع بملذات الدنيا، وكل عاقل يرى باحتمالية وجود سعادة لا متناهية وثواب عظيم على عمل قليل فانه يخاطر بذلك العمل من أجل الحصول على ربح عظيم وان كان محتملا كالزارع الذي يبذر مقدارا معينا من البذور باحتمال ان يجني اضعافها لاحقا وربما تتلف هذه البذور ولكن احتمال الربح العظيم يدفعه الى ذلك.

وهذا الكلام ورد عن باسكال، وكذلك عن الامام الصادق في نقاشه مع ابن ابي الجارود. أقول:

1 - كيف أحرزتم أنكم في الجنة؟ وربما كان الحق مع المذهب الآخر، أو تصدر زلة في آخر العمر بدافع الحرص وحب الدنيا وتحبط أعمالكم وتسوء عاقبتكم وهناك ميزان الاعمال فربما زادت سيئاتكم او كانت اعمالكم الصالحة غير مقبولة لخلل في نياتكم فتكونون من اصحاب النار، وقد يصدر من احدنا عمل مقبول عند الله فيغفر له ويدخله الجنة ونكون متساوين حسب الفرض.

2 - في الدنيا نحن غير متساويين ايضا، فالمتدين يتعب نفسه بالتكاليف الشاقة كالصلاة والصوم والحج والزيارات والخمس وغيرها ويترك الملذات كالغناء والرقص والملاهي والصداقة مع الجنس الآخر، بل الزواج مع اتباع الديانات الاخرى مع وجود حب بين الاثنين، بل قد يطلب منه الدين الجهاد او تفجير نفسه او الكراهية لأتباع المذاهب الأخرى، وليس على الوجدانيين شيء من ذلك.

3 - اذا لم يثبت وجود جنة ونار في عقل الشخص او لم يثبت وجود الله او ثبت له بطلان الديانات فهو قد عمل بعقله وقد جعل الله العقل حجة عليه والله أعدل من ان يعاقبه بعد ذلك بخلاف المؤمن الذي آمن تبعا لوالديه والمحيط الاجتماعي ولم يستعمل عقله في ذلك فهو أجدر بالعقاب الالهي، على فرض وجوده، وعندما خلق الله العقل في الانسان اراد منه استعماله وعدم تجميده فلو جمده والحال هذه واتبع في عقائده الآباء والأجداد فهو قد اذنب ولم يشكر نعمة الله عليه والله أجدر ان يعاقبه على ذلك لا أن يثيبه.

4 - العكس هو الصحيح، فما دام الانسان يسير في حياته الدنيا بوحي وجدانه ويتحلى بالفضائل ويترك الرذائل فهو من اهل الجنة لأن القرآن يقول: الا من اتى الله بقلب سليم. اي سليم من الحقد والحسد والانانية والتكالب على الدنيا وامثال ذلك. ومعلوم ان التدين لا يهتم لنقاء القلب بقدر اهتمامه بالقشور والطقوس فتكون النتيجة أن خسر الدنيا والآخرة ونكون قد ربحنا الدنيا والآخرة (حسب الفرض).

5 - ان هذه الفرضية كلها بمثابة لعب القمار مع الله، لأنها تنزل بمستوى العلاقة مع الله الى الحضيض وتجعل من هذه العلاقة تجارة او قمارا، فالمتدين يصلي ويصوم.. بدافع احتمال وجود جنة ونار لا بدافع الايمان بالله والحب له والشكر لنعمائه، اي لو لم يكن هذا الاحتمال موجودا لا صلى ولا صام ولا ترك الرذائل. أما الوجداني فهو يعمل بالفضائل ويترك الرذائل لذاتها ويرتبط مع الله بدافع الحب له لا بدافع الخوف من النار والطمع في الجنة لأنه لا يؤمن بهما أساسا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أليس هذا أيضاَ قمار مع الله!
نور ساطع ( 2013 / 5 / 5 - 11:08 )

أليس هذا أيضاَ قمار مع الله!

قتل الوزغ مثل القمار

قال محمد ص : - من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة لدون الأولى وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة لدون الثانية وحديث جريرا فيه من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك ) رواه مسلم


http://www.youtube.com/watch?v=LPXTbtFbdX8


حظاً سعيداً GOOD LUCK


2 - مفاهيم في قمة الروعة.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 5 / 5 - 12:33 )
تحية لمفكر العراق، السيد أحمد القبنجي.

إن هذه المفاهيم التي تطرحها، هي جوهر تفكير الشعوب، وهو الإيمان بالله والعمل الصالح.
إن أي عقيدة يعتنقها الإنسان، لاتقاس صلاحياتها للبشريه بعدد ونوع الطقوس الدينية، بل تقاس بنوعية البشر المعتنقين بها ونوعية سلوكياتهم ومدى فائدتم للبشرية.
الإسلام هو أكثر الأيان تشددا ًفي فرض عقيدته على المسلمين وغير المسلمين، فتارك الصلاة يقتل، ومن ترك الإسلام يقتل( من بدل دينه فإقتلوه )، عدا الصلاة ٥ مرات إجبارية في اليوم، عدا زعيق ونعيق الجوامع، بلا خجل أو وجل، والذي يطرش الآذان.
ومع ذلك نجد المسلمين هم الأقل نفعا ً للبشرية، والأكثر خطرا ً على سلامة البشرية.
عدد اليهود في العالم هم ١٥ مليون، الحائزين على جائزة نوبل منهم ٥٦ .
عدد المسلمين في العالم ١،٥ مليار، الحائزين على جائزة نوبل ١٦ فقط، قتل منهم إثنان، والباقي مهددون بالقتل لإتهامهم بالكفر.

تحياتي...


3 - تلاعب بالألفاط
عبد الله اغونان ( 2013 / 5 / 5 - 12:38 )
أولا
نريد ان نحدد بدقة مع من نتحاور
مؤمن مجتهد؟
علماني يلبس عمامة.؟
معتزلي في القرن21؟
ثانيا
الخطاب الديني نفسه قرانا وسنة
يدعو الى الايمان والعمل الصالح يعد المؤمنين بالجنة والكافرين والعصاة بالنار
بل سمى العمل الصالح تجارة
ياأيها الذين أمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تومنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون...الخ
الصف11
يراجع في الموضوع كتاب
حاذي الأرواح الى بلاد الأفراح


4 - السيد اغونان
عبد الحسين طاهر ( 2013 / 5 / 5 - 13:25 )
تتحدث مع مفكر وعقل كبير لايؤمن ...بالخرافة والدجل


5 - عبد الحسين؟ طاهر.أي عقل؟
عبد الله اغونان ( 2013 / 5 / 5 - 15:39 )
هل هناك عقل ستاندار؟
عقلي ليس عقلك وعقلك منذ عشرين سنة ليس عقلك اليوم وقد ينقلب غدا الى 180 درجة
اخبرني ياصاحب العقل لم سموك عبد الحسين؟


6 - نموذج من علماء الإسلام
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 5 / 5 - 17:32 )
ليرى الإخوة القراء هذا النوذج من ما يطلق عليه ( علماء ) الإسلام، وكيف ينشر الخرافات الإسلامية بين هؤلاء المتخلفين أصلا ً، بسبب الإسلام وكتبه الخرافية، وإليكم الحكم.

https://www.youtube.com/watch?v=icPCOr2tVsU&feature=youtube_gdata_player


7 - ما رأيكم!؟
نور ساطع ( 2013 / 5 / 5 - 20:52 )

هذا سطر من أحدى الأسطر لتعليق من تعليقات عبد الله أغونان :-

يشرفنا جدا انا والداعية العلامة سلامة شومان قاهر المشركين ان تكون لنا علامة السجود


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=311958


ما هو رأيكم؟


8 - العمل المفيد للانســــان
كنعان شـــــــــماس ( 2013 / 5 / 5 - 23:26 )
من اجمل مافي الانجيــل ان السيد المسيح في يوم الحساب ( بعد الموت ) لايدين الانسان بحسب صومه او صلاته او الخ من الواجبات والشكليات الدينية وانما يقول : تعالوا يامباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ الازل لاني كنت جائعا فاطعمتموني وعطشانا فسقيتموني وعريانا فكسيتموني وغريبــــا فاويتموني ومريضا وفي السجن فزرتموني _ وعندما يسالون متى رايناك( كذلك ) يارب يجاوبهم بما انكم فعلتم كذلك مع احد اخوتي ( انسان ) فقد فعلتم ذلك معي ايضا . فجوهر الدين هو عملك المفيد لاخوك الانسان المحتاج . اليوم في الحوار المتمدن يشيد الدكتور كامل النجــــار في مقاله بهذا الشيخ الاسلامي الشجاع والنبيل احمد القبانجـــــي فتحية الى كل قلم منير وشـــــجاع ينور فكر الانسان


9 - افكار منطقية
معتز احمد ( 2013 / 5 / 6 - 19:03 )
اسطر بليغة وافكار منطقية
افكار
افكار فقط... هذا كل الموضوع.. من المؤيدين او المعارضين
ان لم تكن كل تلك الامور (بظمنها الاديان) مجرد افكار, فلتحل المعجزات على الارض


10 - حمورابي
سمير فريد ( 2013 / 11 / 6 - 15:51 )
العزيز احمد القبانجي

تحية
والدتي ودعت الحياة عن 93 عام وكانت مدرسة وتتحدث 4 لغات وكانت تقول ان اْديسون و مدام كوري وحمورابي افضل من كل الآنبياء وان اديسون اطال في عمر الانسان لاْختراعه المصباح الكهربائي ومدام كوري لمساهمتها في العلوم التطبيقية وحمورابي لمساهمته في التشريع القانوني وان الانبياء دعوتهم كانت تشرعن القتل والسلب والنهب وهم نتاجات لمجتمعهم ولم تكن تمارس اية شعائر دينية وللمزاح فاْنها عندما كانت تدعو لنا عندما يحيق الخطر بنا دعاء كنا نعتبره القمة في تفهم الحياة ورفضها الواضح للغيبيات وكان دعائها يا حمورابي والهة حمورابي احرس ولدي سمير وبعد ذلك تبتسم ويبدو ان دعائها كان مستجاب
تحياتي ومحبتي للجميع
سمير فريد

اخر الافلام

.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم


.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا




.. 251-Al-Baqarah


.. 252-Al-Baqarah




.. 253-Al-Baqarah