الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


15- أصل حكاية نهري دجلة والفرات اللذين في الجنة- المقال الخامس عشر من سلسلة القرآن في مواجه التراث

نبيل هلال هلال

2013 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وتراثنا هو الذي يروج فكرة أن جنة عدن وأنهارها الأربعة هي جنة سماوية وليست أماكن في أرضنا , خلافا للتراث اليهودي الذي يُقِر أنها جنة وأنهار أرضية . ففي التراث التوراتي أنه "كان ثمة نهر يخرج من عدن ليسقى الجنة , ومن هناك ينقسم أربعة رؤوس" , وكانت هذه الجنة غنَّاء مليئة بالنخيل وأشجار الكروم , وينقسم النهر جنوب جنة عدن إلى أربعة فروع رئيسية , يسمى الأول (فيشون) والنهر الثاني (جيحون) , والنهر الثالث كان يُعرف باسم (حداقل) و(دقل) و(دجلة) ( المرجع : سفر التكوين – الإصحاح الثاني : 10), والنهر الرابع هو نهر(الفرات) ( المرجع: ويليام ويلكوكس – من جنة عدَن إلى عبور نهر الأردن – ترجمة د. محمد الهاشمي – الوراق للنشر – التكوين 2-10,14). وكما مضى القول حول إسقاط جغرافية التاريخ التوراتي على أماكن بديلة ,شمل ذلك أيضا إسقاط مواقع تلك الأنهار على أماكن في أرض العراق , فيرون أن "نهر (فيشون) يقع بين الرمادي وكربلاء , وأن نهر (جيحون) هو نهر الهندية الحالي –وهو نهر (خابور ) الذي دُفن النبي (حزقيال ) في إحدى ضفتيه , ونهرا دجلة والفرات" ( المرجع السابق ). لكن ما القصة الحقيقية للأنهار الأربعة ؟ "لقد كانت جزيرة العرب بمثابة القلب من حزام الخصب أو ما دعي ب (الحزام الحي) عند انتهاء آخر عصر جليدي مرت به الكرة الأرضية في حوالي 14000 قبل الميلاد ,فكانت أخصب بقعة على الأرض وأكثرها ملاءمة لحياة الإنسان والحيوان والنبات ولنشوء الحضارة ,وكان يغطي صحراء الربع الخالي بحر من المياه العذبة ,وكان وادي بيشة الذي يتحد بوادي الرمة وتثليث ورانيا والفرات(الثرات) والدواسر يخترقها من الغرب إلى الشرق " ( المرجع : د. أحمد داوود – العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل – ص223 ) .إن مسميات الأنهار فيشون وجيحون ودجلة والفرات هي أسماء أنهار كانت في أرض شبه الجزيرة العربية منذ القدم وحفظت لنا أسماءها الذاكرة العربية القديمة ووردت في التوراة , وكانت طبيعة أرض الحجاز قديما مختلفة عما هي عليه الآن , فكانت تُروى بالأنهار ,وقد رصد المسح بالتصوير بالأقمار الاصطناعية آثار المجاري القديمة لهذه الأنهار .
"وأسماء هذه الأنهار المعروفة إلى اليوم يرجع تاريخها إلى زمن آدم وحواء ,وآدم وحواء ورد ذكرهما تراثيا في مكة وليس العراق أو القبط(جمهورية مصر العربية) , لذا فمن المتوقع أن نجد أنهار الفرات ودجلة وسيحون وجيحون الأصلية في الجزيرة العربية حيث محضن الإنسان الأول " ( المرجع : د.أحمد داود –العرب الساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود - ص 294 , ص 82 بتصرف). "وينبع نهر الفرات (أو الثرات) وهو غير فرات العراق , من مغاور في جبل غامد(بأرض الحجاز) ويتجه شرقا عبر برية العرب, ......, وكلمة (النهر) أو(النهر الكبير) التي ترد كثيرا في أسفار التوراة ليس المقصود بها نهر الأردن بل نهر الثرات (الفرات) ,وهذا ما أكده شراح الكتاب المقدس الصادر عن دار المشرق ,حيث ورد في الشروحات الملحقة بنبوءة آرميا حرفيا ما يلي : والنهر بالإطلاق أو موصوفا بالكبير يراد به دائما في الأسفار المقدسة نهر الفرات ....وقد كتبت الثاء فاء لأن التوراة التي بين أيدينا اليوم وضعت لأول مرة بالكتابة اليونانية القديمة التي لم تكن قد أضافت إلى أبجديتها حرف الثاء بعد ,كما أن الإبدال كان وما زال شائعا بين الفاء والثاء في العربية القديمة والحديثة" (د.أحمد داود –العرب الساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود –ص 294 , ص 82 بتصرف ) . ويقول الدكتور كمال الصليبي "إن نهر الفرات الذي أُخذ تقليديا على أنه الفرات العراقي, لعله ما يُعرف اليوم بوادي خارف الذي ينبع من مرتفعات السراة بجوار تنومة شمال أبها ,وهذا الوادي هو من أهم روافد المسار الرئيسي لوادي بيشة (بالحجاز)" (د.كمال الصليبي – التوراة جاءت من جزيرة العرب – ص 276 ).
دجلة:
"هو نهر حِدّاَقل الذي أُخذ تقليديا على أنه نهر دجلة في العراق , واسمه كما ورد في سفر التكوين هو (حدقل) بالحاء , وليس هدقل بالهاء , على أساس أن الهاء هي أداة التعريف العبرية ل دقل , أي دجلة . وفي هذه القراءة الأخيرة للاسم عبث بأبسط القواعد الصوتية (أي الفونيتية) للغات السامية ,ناهيك عن خطأ في الجغرافيا يقاس بمئات الكيلومترات" (د.كمال الصليبي – التوراة جاءت من جزيرة العرب – ص 275 ) .
جيحون:
هو" نهر جيحون الذي يتدفق محيطا بأرض (كوش) ,وهذا هو المسرى الرئيسي لوادي بيشة كما يسمى اليوم , وما زال أحد روافده الرئيسية يعرف بوادي جوحان(جحن) ,وهذا الوادي يقع بين خميس مشيط وأبها ,وهناك أيضا قرية في حوض بيشة تحمل اسم آل جحون (ءل جحن) ,وهي اليوم من قرى بني واهب ,والاسم الحالي لوادي بيشة يأتي من قرية بيشة قرب ملتقى الروافد الرئيسية لشبكة الوادي .و(كوش) المحاطة أرضها ب(جيحون)هي اليوم قرية الكوثة (كوث)في جوار خميس مشيط التي تجاور عمليا وادي جوحان" (د.كمال الصليبي – التوراة جاءت من جزيرة العرب – ص 274-275 ) .
فيشون:
"نهر(فيشون)المحيط بجميع أرض (الحويلة) ,وهو اليوم (وادي تبالة) أقصى روافد بيشة غربا ,وهذا الوادي يأخذ اسمه الحالي عن واحدة من الواحات الواقعة على امتداد مساره واسمه التوراتي ما زال حيا كاسم لقرية الشوفان (شفن تحوير عن فيشون العبرية),في مرتفعات النماص حيث ينبع عدد من روافد هذا الوادي .والحويلة التي قيل إن (فيشون )يحيط بها هي اليوم قرية حوالة(حوله)في سراة غامد إلى الشمال من النماص .والمسار الرئيسي لوادي بيشة يحيط عمليا بالطرف الشرقي من بلاد غامد بعد التقاء آخر روافده قرب قرية الروشن " (المرجع السابق – ص 273-274 ) .بتصرف من كتابنا ...بين القرآن والتراث-نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دجلة و فرات كوردية!
حميد كركوكي ( 2013 / 5 / 5 - 23:23 )
أخ نبيل هلال هلال !
لو دعينا لكتابكم و مؤرخي الأساطير العربية لسميتم جبال الكورد باالساميةأيضا!
نحن من بقيا ال{هت هايت} الآري والميد،وقد سكنا جبال زاگروز منذ كهوف شاندر100،000سنة. الماء الكوردستاني من فراتها(فره هات)ودجلة(ده چله) وخارپور وسيروان و زي گه ووره الزب الكبير والصغير ،أنها مياه جبالنا سقاكم و روا عطشكم ولحد الآن! هل لكم إحترام لشعورنا؟ قولوا أين تنبع هذه المادة السحرية الأبدية! كوردستان نعم كوردستان موطن الحب والجمال ، إن كل ما أجد في مقالاتك مؤرخي عربان وساميون كارهوا العنصرالكورديالفارسي.! قوموا بتدقيق معلوماتكم بقرأة المستشرقين والأورپيون المحايدوين في هذه التحقيقات{العلمية}! هذا وشكرا

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah