الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد الغرائزي والإختبار الإحتياجي

حسن إسماعيل

2013 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تاريخ حافل من 1993 الى 2013 وأنا أحمل النير الثقيل الهين
المـُسمى حقوق الإنسان المصري المُهدرة مع سبق الإصرار والترصد
وفي هذا الطريق الكرب الشائك قابلت الكثير ممن اختاروا أن يسبحوا عكس أمواج الإجماع
متأسلمين متشددين .. وبهائيين .. وملحدين .. ومُتنصرين .. وشهود يهوه .. وسبتيين و .. و...

ولا أخفي عليكم في البحر العربي الراكد وأمواجه المـُفتعلة وأسماكه التي تحمل بعض من شهيق وزفير ، كل شيء قابل للإلتباس والتقليد والتكرار والاستهلاك والاستنساخ المـُشوه والمسخ المفعم بالحيوية
حتى فصول الوطن العربي تحمل نفس الأسماء ولكن ليست نفس الطقس
وإليكم أكبر مثال ما يطلقون عليه " الربيع العربي " !
وسؤالي .. لو هذا هو الربيع كيف سيكون الجحيم ؟!
عندما يختار السور من المحيط للخليج .. أن يقبع أسيرا في زنزانة الماضي
وأن يحارب الحرية والعلم بكل كبرياء وشموخ الأمة العربية
وأن يظل يستهلك بكل تبجح علم وابداع الآخرين
وفي نفس ذات اللحظة الفاجرة يكفرهم ويكرههم ويحقد عليهم ويحسدهم ويقلدهم
وفي بعض أوقات فراغه العربي يفجرهم
يا أمه ضحكت وقتلت من جهلها الأمم

تنتاب الأمه العربية في عصورها الوسطى الآن
تيار إلحادي جارف أسبابه معروفة وأهمها التابوه الصنمي الإستعلائي
الذي يمثله رموز تسقطه وهي تدافع عنه بالضربة القاضية الذاتية
التي لا تحتاج لعدو خارجي
فالعدو ينشغل بأمور أهم
ولأننا نـُعَرب كل شيء .. ونـُمصِر كل شيء
فيتحول الديالكتيك إلى حنجورية
والبحث إلى فهلوة
والنقد الموضوعي إلى سخرية
والحرية إلى إباحية
لتصبح الغاية تبرر الوسيلة
والغاية غرائزية والوسيلة إلحادية

كوميديا الشرق بربيعه المتدين وإلحاده الغرائزي
فكيف يواجة المـُختـَبـَر المتواضع بول الأبل المتكبر
فالنصف السفلي العربي ينسخ دائماً النصف العلوي
والمـُخبر الأمني يتعاهد مع المخبر الضميري لمحاصرة العربي
والنتيجة لا استنارة ولا تقدمية ولا خطوة للأمام
فقط خندق جديد لتستمر الحرب الوهمية
بين أصالة عجيبة ومعاصرة أعجب

وعلى نفس النهج ولكن في منطقة ترتدي قناع الروحي الباطني أو تتمناه
تهرب من العالم الخاطي إلى الكهف لتصير أهله
لتصنع عناية مركزة مليئة بالإحتياج
الإحتياج للسلام الداخلي .. والأمان .. والحب .. والغفران ..
والصحة .. والمال .. والقبول .. والرضا
الجوع للدنيا وللآخرة
وليصبح الإيمان أقصر الطرق للتخمة والسعادة االوقتية والأبدية
- من يتخيل أنه يمكن أن يربح كل شيء .. احتمال كبير أن يخسر كل شيء -
فبالحقيقة نحن أكبر سوق استهلاكي في العالم لكل ما هو مادي ولكل ما هو روحي
لأننا الأكثر جهلاً
والأكثر خرافة
والأكثر فقراً
والأكثر تديناً
والأكثر تحرشاً
والأكثر عنفاً
والأكثر إفيهات
والأكثر إستهلاكاً
فنحن أمة المستهلكون في الأرض
فالإلحاد العربي لم يصنع هنا طفرة فلسفية ولا علمية ولا حقوقية
والإيمان هنا لم يفتن المسكونة ولم يشبع الجوعى ولم يطلق المأسورين أحراراً

شـُبه لنا أمة .. وشـُبه لنا ثورة ..
وشـُبه لنا تدين .. وشـُبه لنا إلحاد
في العصور الوسطى .. شـُبه لنا كل شيء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية