الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن يختفي حين تسود الطائفية ...

سلمان محمد شناوة

2013 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


االوطن يختفي حين تسود الطائفية ...
والطائفية لا وجدود لها في دولة المواطنة والقانون ....
لا تزال النظرة للشيعي انه مختلف مستمرة ...
الحقيقي إن التعامل مع الشيعي انه مختلف , دائما تسبب ردة فعل عنيفة لدى الجانبين , وهذا التميز الطائفي سواء في التعليم أو في المجتمع , أو في العلاقات الاجتماعية أو مؤسسات الدولة , تجعل الشيعي في زاوية صعبة وخطيرة , فأما إن يؤدي ذلك إلى التراجع ويضطر إلى ممارسة فعل التقية تجنب لحالة الاحتكاك مع المجتمع , وهذا بدورة يحضر للحظة الانفجار ...كما الحال في العراق قبل سقوط النظام وفي السعودية والبحرين وسوريا حاليا , أو يؤدي إلى حالة الاحتكاك المباشر , وما يولده ذاك من صراعات يومية ودموية لا تنتهي ...
دائما أقول ...
إن التعايش ...
هو إن تقبل الأخر كما هو , ولا تحاول أبدا إن تغيره إلى صورتك وهيئتك , وان فكر التعامل مع الأخر , انه كافر يجب استأصله , أو انه عاصي يجب توجيهه ..وتبدأ منذ الصغر تعليم أطفاله أسلوب حياتك أنت وتعاليمك أنت ..حتى تحوله إلى إنسان صالح بمفهومك أنت ...محاولات مضرة وخاطئة تسبب دائما لحظات متفجرة بين وقت وأخر ...
فهل نقول ...
إن الذي يحدث اليوم ومحاولات تحويل الشيعي السعودي ,إلى إنسان صالح بمفهوم رجل الدين السلفي السعودي , والذي يحمل تاريخ من الكراهية والحقد للمذهب الشيعي كله , يعطينا مثال لما هي عليه السعودية اليوم ....
إن ما يحدث في سوريا اليوم , من الحرص على تفجير مراقد الشيعة والقضاء على مقدساتهم , نذير بحرب شاملة في المنطقة , والشيعة لن يسكتوا , فمقدساتهم هي أثمن ما في الوجود لهم , والقضاء عليها هي القضاء على الشخصية المميزة للشيعي , وان هذه الحملة المسعورة على كل ما هو شيعي , نذير بخروج المارد الشيعي من قمقمه و ولن يعود حتى يهلك البلاد والعباد ...
إن ما حدث في سوريا من تفجير مرقد الصحابي حجر بن عدي ونبش قبره , يجعل الشيعي يتحفز لتحضير نفسه لهذه الحرب , وان إنشاء لواء أبو الفضل العباس كان بدايته التفكير والتحضير للقضاء على مقدسات الشيعة , وهذا اللواء لم يتشكل بداية للقضاء على السنة ولكنه تشكل بشكل مباشر للدفاع عن مقدسات الشيعة في سوريا , وهو ألان يتحضر للدفاع عن مرقد السيدة زينب ومرقد السيدة رقية , وكلنا يتذكر ما حدث في سنة 2006 حين تم تفجير مرقد الإمام العسكري في سامراء , بحيث أصبح البلد على شفا حروب أهلية تأكل الأخضر واليابس ....
المواطنة هو حالة التعايش بين كل طوائف المجتمع بأسلوب أنساني وعصري ومتحضر , لا إن تفرض عليه رؤيتك للدين أو السياسة ...
أتذكر الذي يحدث في السعودية اليوم , وسوريا هو ما يحدث في الأندلس , حين حاولوا تنصير المسلمين هناك , وتم فرض عليهم قوانين تضمن تحول المسلمين إلى نصارى , فهل نفع ذلك , حتى وبعد إن تحول كثير المسلمين إلى نصارى , ظل المسلم يحافظ على تقاليده الإسلامية في بيته وعائلته بتقاليده ودينه , الذي يجعل الشيعي السعودي والشيعي البحريني غير مستقر ودائما متفجر ,لأنهم لا يعترفون به انه مواطن من الدرجة الأولى ...
يا سادتي , إن المساواة بالحقوق والواجبات هي ما تجعل الإنسان يشعر إن هذا الوطن جدير بالولاء.. وان البحث في بعد المسافات وان ولاء هذا الشخص إلى مرجعيات خارجية به كثير من عدم الإنصاف للشيعي السعودي أو البحريني أو العراقي أو اللبناني .. ...
المشكلة ألان إننا نسير إلى مرحلة ما قبل المواطنة , فالإسلام السياسي لا يعترف بالمواطنة بمفهومها الحديث والمواطنة هي (( تساوي جميع الناس داخل حدود قطر واحد بالحقوق والواجبات , تساوي يمثل التساوي بالفرص والتعليم وتقلد المناصب العامة , والحقيقة إن منذ نشوء الدولة القطرية الحديثة , وبداية تشكل المفهوم العلماني للدولة .. كان هناك تحيز واضح ضد الشيعة أو الأكراد أو حتى المسيحيين والصابئة .. ولكن هذا التحيز لم يصل إلى درجة إلغاء الأخر بصورة كليه , فنحن وجدنا في هذه الدول مصر وسوريا والعراق , إن الأخر كانت له شخصيته المستقلة , صحيح يوجد تحيز بحيث كانت تعطي فرصة اكبر لمكون ضد المكون الأخر ولكنه كما قلنا لم يصل إلى درجة تشويه الصورة العلمانية للدولة , فلقد وصل الكثير من الشخصيات إلى أماكن مهمة في البلد , ولم يكن ينظر إليهم أنهم من طائفة معينة إنما كان ينظر لهم أنهم مواطنون بالدرجة الأولى ....
الإسلام السياسي ينظر إلى الناس على أنهم طبقات , في الدرجة الأولى يأتي المسلم وفي الدرجة الثانية يأتي الذمي وهم أتباع الديانات الأخرى (( المسيحيون واليهود والصابئة )) والصابئة كان موقف المشرع المسلم منهم به كثير من التذبذب فحين كان يعتبرونهم أحيانا أهل كتاب وينضمون إلى الذميون في تعاملهم , وأحيانا يعتبرونهم من عبدة الكواكب , وساعتها يتم معاملتهم معاملة قاسية لأنهم كفار , ومن ذلك استباحة أموالهم ونساءهم , بحجة هديتهم ..
المشكلة بالشيعي لدى السنة انه يعتبرونه من كوكب أخر , ويقول قائلهم إن المسيحي واليهودي من الممكن هدايتهم ولكن الشيعي لا يمكن هدايته أبدا , لذلك وجدنا فتأوي التكفير وحتى قتل الشيعي بكثير من الحجج , والتي استنبطها عقلهم الديني , وترعبني دائما فكرة استنباط الحكم الديني هذه , لأنك حين يتولد لديك حكم بقتل وتكفير وإنهاء الأخر تماما , وتقول عنه انه استنباط فكر ديني إن أصاب فله حسنتان وان أخطا له حسنة ..فانك تضيف على نفسك دون إن تدري , هالة إلهية لا يمكن لا احد إن ينتقدك ويقول لك أنهم مواطنون , يحق لهم المواطنة , وأنت أخطئت , ولا افهم كيف يكون في الخطأ حسنة وإصابة .. ...
المشكلة في الساحة , إن الإسلام المعتدل يكاد يتراجع بشكل كبير ويتسيد على الساحة الإسلام السلفي , وهذا الإسلام لا يتفاهم مع الأخر , ويتشدد في كل شيء , وحين يبني دولته سوف يبنيها على شاكلة دولة طالبان في أفغانستان , حيث لا حرية تماما , ويتراجع كل شيء خلف الجامع والكتاتيب ...
السني الشافعي والمالكي والحنفي المعتدلون يتراجعون بشدة أمام السلفي المتشدد , والسيطرة تكون دوما للسلفي المتشدد , وأصبح السلفي المتشدد في مركز القيادة منذ زمن طويل , حيث هو الوحيد الذي يقود المواجهة منذ زمن مع كل ما يمثل الكفر والردة في عقلية السني المتشدد .. ....
وبالنهاية القادم سيكون أسوء من الماضي , وبظل الرغبة في تشكيل دولة الحرية المواطنة كما نادى بها الربيع العربي , سوف تتشكل دول الاستبداد وإقصاء الأخر , ويكون كل ما فعلناه إننا استبدلنا الاستبداد العلماني بالاستبداد الديني , ولا يختلف احدهما عن الأخر وجهان لعملة واحدة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي