الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشتت المعارضة السورية المسلحة

محمد رشو

2013 / 5 / 8
القضية الكردية


يبدو أن النظام السوري قد نجح وبإمتياز في حرف مسار الثورة، فاستطاع في وقت مبكر أن يجعل منها ثورة مسلحة بدلاً من السلمية التي أسقطت العديد من الأنطمة، كما انه تمكّن من خلق الفتن فيما بين الكتائب المقاتلة، والتي استقرّت حالياً على ثلاث تيارات أساسية هي:
التيار السلفي الجهادي: و المعروف بارتباطاته القوية مع القاعدة، لدرجة أنهم قبل فترة أعلنوا بيعتهم للظواهري أميراً عليهم، ويمثّلهم في سورية جبهة النُصرة، وهؤلاء كانوا ومازالوا لعبة بيد المخابرات العالمية، حتى أن النظام السوري نفسه -الذي يقاتلونه الآن- كان قد استعملهم سابقاً في العراق ولبنان.
هذا التيار السلفي لا يهمّه وجود بشار من عدمه، وإنما غايته الأساسية إنشاء إمارته الاسلامية ولو على جثث باقي مكونات الشعب السوري من غير السنة، ومنظّري وقيادييّ هذا التنظيم لديهم من الفتاوى ما يكفي لتكفير كل من يخالفهم الرأي.
يتميز السلفيون في سوريا بقوة دعمهم المالي و شراستهم في القتال وتطور الأسلحة التي بحوزتهم، ويعود الدعم المالي أساساً من الدول العربية التي تخاف من امتداد الربيع العربي إليها، فدفعت بكل طاقاتها لإطالة أمد الأزمة في سوريا عن طريق دعمها المفتوح لهذه الجماعات السلفية.
تلوثت أيدي هذه الجماعات بالعديد من المجازر الطائفية وقصف المناطق المدنية بالهاون، بالاضافة إلى التفجيرات الإنتحارية التي يتميزون بها، كما أن الدعم الكبير لهذه المجموعات أغرى الكثير من الشبان في الإنضمام إليهم.
في الطرف الآخر نجد تيار الجيش الحر: هذا التيار الذي يتميز بالوطنية و بشيء من العلمانية، تناقص دوره بشكل كبير على الساحة العسكرية السورية بالرغم من تشكيل العديد من المجالس العسكريّة في كافة المحافظات والقرى، إلا أن ضعف التمويل والتسليح بالإضافة إلى تشتت القيادة، جعل من الجيش الحر عبارة عن مجموعات مسلحة تفتقر التنسيق فيما بينها، ومخترقة بشكل كبير من قبل النظام والمخابرات الإقليمية و العالمية.
كما أن قيادة الحر والتي إتخذت من تركيا مقرا لها، يبدو أنها تدفع ثمن هذا الاختيار، فقرارها السياسي والعسكري بات مصبوغاً بصبغة تركية لا تخطئها العين.
ولكن هنا لا بد من أن ندرك أمراً وهو أن أغلب العمليات التي يجري تداولها إعلاميا على أنها عمليات للجيش الحر هي في واقع الحال عمليات لحبهة النصرة تحت غطاء الجيش الحر، كونه صاحب الشرعية الدولية والوطنية، وبسبب أن النصرة أُدرجت على قائمة المنظمات الإرهابية، بالتالي استترت بالحر لتحقيق مآربها.
الفصيل الثالث في تركيبة المعارضة المسلحة هو التيار الكوردي بممثله الأقوى وهو حزب الاتحاد الديمقراطي المرتبط بحزب العمال الكوردستاني في تركيا، هذا الفصيل يتعامل مع الكل حسب مصالحه، فتارة تراه يقاتل النصرة ومن ثم يعقد اتفاقا معها في رأس العين، وتارة يقاتل الجيش الحر ثم يعقد الاتفاق معها في عفرين و حلب، وتارة تراه يحمي مصالح النظام ومؤسساته في نفس الوقت الذي يدّعي فيه محاربته له كما الحال في أغلب المناطق الكوردية وبالأخص رميلان.
هذا التيار الكوردي يتأثر بشكل مباشر بمجريات الأحداث في تركيا وبالأخض اتفاق أوجلان-أردوغان للسلام، ومع أخذ دعم الهلال الشيعي الذي بات ضعيفا بعين الاعتبار، نجد أنه من مصلحة حزب الاتحاد الديمقراطي أن يغيّر من تحالفاته وأن يدخل في المحور التركي الأمريكي الذي لطالما حاربه.
كما أن هذا التيار الكوردي معرّض في أي لحظة للوخول في إقتتال داخلي كوردي-كوردي في حال استمرت حالة الإحتقان ما بينه وبين باقي الآحزاب الكوردية التي بدأت بتشكيل كتائبها المسلحة بدعم من قوى إقليمية كوردية.
هذه التيارات العسكرية الثلاث هي الآن الوحيدة الفاعلة على ساحة المعارضة العسكرية في سوريا، يتخلل كفاحها المسلح العديد من الزلّات، ومنها الاقتتال الداخلي فيما بينها من أجل فرض النفوذ على المناطق وبالأخص الاستراتيجية منها، وأيضا الخلافات بسبب حالات السرقة والاغتصاب وانتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها البعض من هذه التيارات، كما أن إختلاف أجندات القوى المحركة لهذه التيارات يعتبر السبب الرئيسي في تشتت المعارضة العسكرية وعدم قدرتها على الحسم حتى الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال العشرات في جامعات أمريكية على خلفية الاحتجاجات المؤيد


.. الخبر فلسطيني | تحقيق أممي يبرئ الأونروا | 2024-05-06




.. مداخلة إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في


.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس




.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على