الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادعوا إدارة الحوار المتمدن إلى تثبيت وعدم التخلي عن مصطلح المغرب العربي

عقبة بن سعد

2013 / 5 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


المصطلحات وسيلة مهمة يستعملها الناس لتسهيل التخاطب و تصنيف الأشياء بغية تدوينها, لكن و للأسف يطلق بعض منها لتزييف الحقائق و تضليل الخلق, كما أن هذا التزييف يكون هدفه في حالات أخرى إبعاد الناس عن مصطلحات هي أصلا صحيحة و ثابتة بالتاريخ و الواقع, كمصطلح المغرب العربي على سبيل المثال.
اعتمد مصطلح المغرب العربي في العصر الحديث و أطلق على بلدان شمال افريقية ما عدا مصر, لكن ظهرت أصوات تنادي بالتخلي عليه بحجة انه مصطلح إقصائي تارة أو انه مصطلح عنصري تارة أخرى فأردت أن أوضح بعض النقاط التي يلعب على وترها بعض من المثقفين الناقمين على هذا المصطلح سواء عن حسن نية أو عن سوءها.

هذا المصطلح كان يستعمل في العصور الإسلامية لكن بشطره الأول فقط (المغرب) و لم يكن يستعمل ببنيته الحرفية الحالية (المغرب العربي), حيث اخذ هذه البنية في العصر الحديث من اجل إحداث التوازن مع مصطلح المشرق العربي, و كذلك من اجل احدات التكامل معه لكي يشكلا معا مصطلح العالم العربي.
وعلى عكس ما يعتقد البعض, لم يكن هذا هو سبب إعطائه التسمية العربية بل أخذها بكامل الاستحقاق لأنه يتكون من بلدان عربية بامتياز, أما القول بأنه مغرب امازيغي فمن الناحية الواقعية ليس لهذا الكلام أي أساس من الصحة إطلاقا, فتركيبته البشرية في غالبها تحتوي على قبائل و بطون عربية استوطنت الشمال الإفريقي و بالأخص بعد انهيار الدولة العبيدية, أجدادنا العرب جاؤوا بأعداد ضخمة لدرجة أنهم استطاعوا إلحاق الهزائم بالدويلات الامازيغية المجهزة بجيوش نظامية, والمعلوم أن في ذلك الزمان لم تكن للقبائل العربية أسلحة متطورة لتجعلهم أقلية تهزم أغلبية, إذن لا شك أن أعدادهم كانت كبيرة, فمن يريد التدقيق في هذه الفترة من التاريخ فليعد إلى كتابات بن خلدون الذي يصف الغزو العربي (بالجراد ) و يفسر تحول لسان الامازيغ من الرطانة إلى البلاغة بطغيان الدماء العربية على الدماء الامازيغية, وكان أشهر هذه القبائل العربية هلال و سليم و هبرة و الاثبج و رياح و زغبة و خشنة وثعلبة ووو.... كما ان أسماء المدن و القرى في ربوع المغرب العربي و التي تحمل أسماء هذه القبائل هي اكبر شاهد على عروبة الشمال الإفريقي.

حتى الذاكرة الجماعية لساكنة المغرب العربي لا تكد تخلوا من قصص الأجداد العربية, مثل قصص جحا و البطل دياب ووو.....فهذه شخصيات عربية و ليست امازيغية, كما أن كل ما يرتبط بالأصالة و الماضي يضاف له كلمة (العرب) مثلا (دواء العرب) و يعبر عن الأدوية التقليدية من أعشاب و غيرها, و(دجاج عرب) و يطلق على طبق لحم الدجاج التقليدي, (رأس العام العرب) و يعبر عن بداية السنة الهجرية و التي كانت معتمدة في الماضي, مما يثبت أن تاريخ هذا المغرب كان عربيا بكل حذافيره و إلى غير ذلك من الشواهد الدالة على عروبة المغرب العربي.

لكن الشمال الإفريقي لم يكن في الأصل عربي بل كان امازيغي, فهو من ناحية التاريخ القديم مغرب امازيغي و من ناحية التاريخ الوسيط و الواقع هو مغرب عربي, لو بحثنا لوجدنا أمثلة كثيرة مشابهة لذلك, فمثلا أمريكا ألاتينية أعطي لها هذا الاسم لأنها استوطنت من طرف أقوام لاتينية حيث أصبحت تشكل مع مرور الزمن أغلبية مع العلم أن سكانها الأصليون هم هنود ورغم ذلك لم يعترض احد على إعطائها اسم أمريكا ألاتينية, إذن ما المشكلة إذا سمي مغربنا بالمغرب العربي!!
هذه الاعتبارات تضاف لها أدلة لا حصر لها تأكد زيف الادعاء القائل بان المغرب العربي هو مصطلح إقصائي أو عنصري, بل بالعكس القراءة الإنسانية للتاريخ ترد هذا الادعاء على أصحابه من المتشدقين المتاجرين بالهوية الامازيغية, و تأكد أنهم هم العنصريون و تجعلهم مطالبين أمام محكمة التاريخ بان يدافعوا عن براءتهم لأنهم يريدون فرض هوية الامازيغ الأقلية على هوية العرب الأكثرية.

فلا يسعني إلا أن ادعوا إدارة الحوار المتمدن إلى تثبيت و عدم التخلي عن مصطلح المغرب العربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة