الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفارقة ما بين العدو الاسرائيلي خطوط تركيا الحمراء

دلو آرام

2013 / 5 / 8
القضية الكردية


لو أعدنا التاريخ الى الوراء قليلاً لرأينا ماذا فعل اجداد أردوغان بالمنطقة العربية من خلال حكمهم الظالم لأكثر من 400 سنة من ضرائب وقتل وتعذيب بالعرب من المحيط الى الخليج .
فعلوا كل شيء تحت راية الاسلام واعلاء كلمة الله، اخذوا خيرة الشباب في حروبهم مع الغرب (سفر برلك) حيث كان العربي والكوردي في الصفوف الامامية من القتال والتركي في الصفوف الخلفية، وفي الطرف المقابل نجد العدو الصهيوني الذي اغتصب فلسطين وشرّد ناسها وأهلها وقتل العديد منهم واحتل الجولان وغيرها.. حيث بات كل زعماء العرب يستمرون في حكمهم على أكذوبة مقاومة إسرائيل بأنه العدو للشعب العربي ويجب مهاجمته ..
بقينا في سوريا طوال 40 عاماً على أكذوبة ممانعة إسرائيل واختلاق العدو الوهمي الذي لم نقاتله ابداً.
وفي الفترة الاخيرة حاول الاتراك اعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية من خلال التقرب من العرب بحجة عداوتها لإسرائيل عام 2010 بعد مسرحية اسطول الحرية، حيث قام الاتراك بالاتفاق مع اسرائيل لاحقاً بعد اعتذارها.
الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان ذاهبا بشكل اساسي من اجل مساعدة غزّة.
وهنا ظهر اردوغان بمنظر الصديق المخلص للعرب لعداوته لإسرائيل بعد عرضه المسرحي في مؤتمر دافوس 2010.
وكان لبشار الاسد دور رئيسي في طرح اردوغان على العرب والترويج له من خلال الاجتماعات
مع الرؤساء ومن خلال دعمه لدبلجة الافلام التركية الى العربية، حيث بات العربي يتعرف
على الثقافة التركية يوماً بعد يوم، واصبح مسلسل وادي الذئاب كالحبوب المخدرة للشعب
العربي، يتابعونه لحظة بلحظة وتترسخ في مخيلتهم العقلية التركي. ويظهر في المسلسل
عداوة الشعب التركيا لإسرائيل وحبه للإسلام، واعطى نظرة سلبية للمقاتيلن الكورد في جبال تركيا..ومن هنا بدأ التعاطف العربي مع الترك.
وفي بداية الثورة السورية ظهر اردوغان بمظهر المهدي المنتظر للثورة السورية من خلال خطاباته الرنانة وخطوطه الحمراء، وفتح باب اللجوء الى تركيا واستقبال الضباط المنشقين والمعارضة ودعمهم مادياً..
أما الشعب العربي في سوريا فنظر الى أردوغان بنظرة القائد الاسلامي الموعود، حتى اننا جميعا رأينا في احد الصور عدة أشخاص يقبلون يد اردوغان .
وباتت شعارات المعارضة ضد أسرائيل عزفا على وتر اروغان وكما فعل البعث وبيت الاسد هذا الشيء لمدة 40 عاماً.
واصبح خوف الإسرائيليين من المتطرفين الاسلاميين الذين أتوا بمباركة اردوغانية.
أما المستفيد الأكبر فهو الحكومة التركية، حيث فاقت ميزانية تركيا في ظل الثورة السورية
اضعاف ما كانت قبل أعوام ..
وكل المعارضين في سوريا يدّعون عداوتهم لإسرائيل لا نها محتلّة للجولان السوري، وتناسوا بأن تركيا هي محتلة لواء اسكندرون السوري، ولو قارنا بين الاثنين لشاهدنا بأن لواء اسكندون اكبر حجماً وأهمية من الجولان ..
ما فعله النظام السوري خلال يوم واحد في بانياس لم يفعله الإسرائيليون في الجولان طول 40 عاماُ..
ما السبب من عداوة إسرائيل في ظل وجود سفارة اسرائيل في أغلب الدول العربية؟!
ان شئنا أم أبينا إسرائيل موجودة وباعتراف دولي.. ولو قلت لأي جولاني إسرائيل أم النظام السوري
لفضل إسرائيل على النظام السوري ..
كفانا شعارات رنانة واقاويل دينية لا تخدم مصلحة الشعب السوري .
ما فعلته أسرائيل منذ يومين خلال 20 ثانية لم تفعله المعارضة لأكثر من 20 شهر، أنا لا أقول أن مصلحة الشعب السوري مع إسرائيل ولكن الظروف الراهنة تتطلب منا أن نستعين بالشيطان من أجل الخلاص من النظام السوري الغاشم.
عندما أسأل اي عربي لماذا تقبلون كل شروط تركيا بدون اي تردد يقول لي بأن الظروف الراهنة هي التي تجعلنا نتقبل كل شيء فقط في سبيل الخلاص من النظام السوري ..
لو تقربت المعارضة السورية من إسرائيل قليلاً لما رأينا سوريا الآن هكذا.
لو سألت أي طفل من بانياس قبل نحره بالسكين أتفضل إسرائيل أم الشعارات القومية والطائفية التي لا تقدم لك أي شيء .. ماذا سيقول لنا بالله عليكم؟؟ ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية