الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقاط الخلاف وعوامل اتفاق الحركة الكوردية السياسية في سوريا

محمد رشو

2013 / 5 / 8
القضية الكردية


فلنسمي الأمور بمسمياتها، شارعنا السياسي الكوردي في سوريا منقسم على نفسه إلى تيارين فكريين مختلفان في التوجه و الاستراتيجية "إن وجدت" ; من جهة هناك خلفاء نهج البارزاني "البرزانيون" بما لديهم من تاريخ سياسي هو الأقدم، والقبول الجماهيري الواسع، والدعم الإقليمي، ومن الجهة الأخرى أتباع فكر القائد أوجلان "الآبوجيين" بما لديهم من قوة تنظيمية و عسكرية وانضباط حزبي.

الوقائع على الارض تثبت بما لا يدع مجال للشك أن لا قدرة لأي طرف من طرفي الحركة الكوردية على كسب التأييد الجماهيري الواسع أو على بسط نفوذه المطلق سياسياً كان أم عسكرياً، فموضوع أن يضع طرفا هذه الحركة أيديهما بأيدي بعض واجب لا محالة بل ربما سيتم فرضه عليهم لاحقا جماهيريا و وداخليا و حتى دوليا، فلم التأخير؟!!
العوامل المسببة لهذا الخلاف و التي يجب تصحيحها أو إلغائها بشكل كامل هي:
- استفراد حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح، بل و استعماله في بعض الحالات ضد إخوانه الكورد، وكذلك التوتر ما بين قوات الـ YPG و بين المجلس العسكري الكوردي و احتمال اندلاع نزاع مسلح بينهما لولا التهدئة من قبل بعض الأطراف.

- التصعيد من قبل الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) و حزب آزادي سياسياً وأحيانا عسكريا ضد الPYD والرد القاسي من قبله عليهم.

- الممارسات الشبه بعثية من ناحية ترخيص الأسلحة و المظاهرات، ومنع الاجتماعات الحزبية، والاعتقالات، والتصفية، وإغلاق مكاتب الأحزاب، واستلام دوائر الدولة من قبل الـPYD وادعائه القيام بذلك باسم الهيئة الكوردية العليا أو إلقاء اللوم على عناصر غير منضبطة، الأمر المتسبَّب عن العامل التالي.

- الأسس الخاطئة في هيكلية وعمل الهيئة الكوردية العليا واللجان المنبثقة عنها، بالتالي يجب إعادة هيكلة لها وتحقيق نسب المشاركات الحزبية و المستقلين فيها، وبالأخص في المجال الأمني المتمثل في تركيبة قوات حماية الشعب YPG والاسايش، و في الجانب المالي في واردات معبر فيشخابور وواردات النفط.

- عدم وضوح الاستراتيجية لدى أطراف الحركة الكوردية، ومنها اختلافهم في مطلبهم الرئيسي، هل هو إدارة ذاتية أم فدرالية أم حكم ذاتي....؟ واقتصار الطروحات على مبادرات شخصية دون دراسة أو استشارة، والتغاضي عن التطور الفكري لدى القاعدة الحزبية وعدم الرجوع إليها.

- عدم القدرة على استبدال القيادات التقليدية، بسبب التراكمات السلبية في الأحزاب الكوردية، واختصار الحزب بشخص ربما يكون غير مؤهل للمهام الملقاة على عاتقه، كما أنه وبسبب "نضاله السياسي" الطويل لديه ما لديه من عداوات وتحالفات ضمن حزبه أو الحركة الكوردية. أي عدم القدرة على إيجاد القيادات الجامعة بالرغم من التطور الكبير في الشارع السياسي الحزبي و المستقل وبالأخص الشبابي.

- عدم قدرة قيادة الحركة الكوردية اتخاذ قرارها بمعزل عن مرجعياتها التي تقع خارج جغرافية غرب كوردستان، والحاجة إلى مرجعية وطنية محلية تقرر مصلحة شعبنا فقط.

- التمييز في المعاملة بين المناطق الكوردستانية السورية، فهناك حرمان واضح للجزء الغربي بمقابل اهتمام سياسي واغاثي بالمناطق الشرقي الأحسن حالاً.


أما التوافق حاليا فيأتي استجابة إلى العوامل التالية:
- عدم قدرة أحد الطرفين على جلب الدعم الدولي له بمعزل عن الطرف الآخر لتكتمل صورة التمثيل الكوردي في المحافل الدولية.

- تشكيل كتلة كوردية فعالة ضمن المعارضة السورية أو خارجها، تمثل فعليا طموحات و تيارات الشعب الكوردي وتكون المتحدث الرسمي المطالب بحقوق الشعب.

- منع الانجرار الى الاقتتال الكوردي-الكوردي الذي بات قاب قوسين أو ربما أصبح واقعا في عدة مناطق بشكل محدود.

- اعادة ثقة الشعب بالحركة السياسية التي تقرر مصيره، بعد أن فقد الكثير من هذا الشعب ثقته بها بسبب ممارساتها الهزيلة، وعدم قدرتها على تحقيق أي مكتسب ماعدا زيادة التفرقة.

- الشعب الكوردي في سوريا كان و مازال واحد، و استمرار الخلاف سيؤدي لا محالة إلى تقسيم الشعب ما بين مؤيد لهذا و مؤيد لذاك، وعند تثبيت هذا التشتت فلن نكون قادرين على العودة إلى الوضع السابق إلا بسفك دماء المتزمتين من الطرفين، و التوافق الآن سيكون صمام الامان لمنع ظهور وتسلط اليمينيين الحزبيين.

- الفرصة التاريخية الآن متاحة للشعب الكوردي في سوريا أن يحصل على حقوقه كاملة في ظل الدعم الدولي للأقليات في الشرق الأوسط، و ضعف الأنظمة الدكتاتورية و انهيارها مع الفكر العروبي القومي الذي لطالما تحكم بها وحرم الأقليات من حقوقهم.

- محاولة كسب الفئة المثقفة التي تشكل إضافة نوعية إلى الحركة الكوردية السياسية، لما لديها من فكر حر مستنير بإمكانه تحسين أداء الأحزاب و ضخ فكر جديد فيها وأساليب جديدة في النضال.

- إكراما لدماء الشهداء الذين يسقطون على أرض كوردستان دفاعاً عن كرامتها وشعبها.

بعد هذا التحليل المختصر لواقع الحركة الكوردية أليس من الجدير فعله حاليا من قبل أحزابنا الكوردية أن تدرس النقاط السابقة بالتفصيل وأن تدعو إلى إقامة مؤتمر سياسي جامع للأحزاب تناقش فيه كل النقاط السابقة على بساط أحمدي، تلبية لطموحات من يدّعون النضال من أجله، ألا و هو الشعب الكوردي؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن


.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م




.. آلاف النازحين يناشدون العالم للتدخل قبل اجتياح إسرائيل مدينة


.. رفح الفلسطينية.. جيش الاحتلال يدعو النازحين إلى إخلائها مرة




.. تعرف على صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية وآليات إصدار مذكرا