الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات مع اصدقائي المتصحرين..

هيناكو ساما

2013 / 5 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سألني احد المتصحرين لماذا تحلد؟؟
قلت له انني الحد لاصل الى الايمان..
قال لي اذا انت تتعمد الالحاد او انك متناقض؟؟
قالت له بل انني انفي كل الالهة التي يعبدها الاخرون لانني تهت بين الكثير من المعابد و الاديان و الالهة الصامتة المتجردة المخيفة و المتجسدة ايضا مما جعل ملامح الاله تتلاشى امامي فصرت بذلك ملحد اي انني لم اتعمد لكن فجأت وجدتني كذلك ..
قال لي بعد ان "فكر" قليلا .. وضح لي كيف وجدت نفسك كذلك؟؟
قلت له انني وضعت كل شيء تحت مجهر الشك.. الشك يعني لي البحث و طرح الاسئلة حتى تتجلى الاشياء امامي خالية من الشوائب و اعتمدت على التجرد عن كل الموروثات الاواعية واضعا كل شيء على المحك حتى تتبث مصداقيته او يسقط ادراج الرياح..
اجابني بسرعة و كانه تذكر شيئا مهما .. الا تعبد شيئا؟؟ قالها و عيناه تلمعانن مثل اعين القطط في الظلام..
قلت له اعبد تلك النار المقدسة التي بداخلي و انا انظر الى تلك العينان التي بدأ بريقهما يخفت و يخفت.. ثم اضفت قائل .. كل ما زاد بحثي الذي هو وقودها و حطبها زادت السنت اللهب و شعشعت و ارغت و ازبدت و انارت لي دربي.. فتساقطت امامي و فوقي من تحثي الاسئلة التي تزيدها اتقادا و تزيذني جنونا و صار كل ما امسكه يصير رمادا.. ثم احكمت قبضتي حينها امام وجهه و كانني اريد ان الكمه بها.. اراد ان يقول انت مجوسي فأجبته بان ناري المقدسة هي المعرفة.. المعرفة هي التي تنير لي دربي و تشعل اللهب المقدس في عقلي و بدونها سوف اضيع في سراديب الظلام..
قال لي حينها و هو يتنهد بعمق.. انت كافر..
قلت له الكافر هو الذي يكفر بما يعلم حقيقته.. اما انا فلا اؤمن بوجود الشيء حتى اكفر به كارها له معتديا و باصقا عليه.. اي انني مؤمن بما هو ضمن علمي فقط و الاله ليس ضمن علمي حاليا حتى اكفر به.. و لا ادري الى متى سوف يصر الكثير من المؤمنين على نظرية الكفر هذه التي تقول ان الملحد يعلم بوجود الله و يكفر به كارها له او متكبرا عليه الى اخره.. و كان الملحد ابليس جديد يصر اصرارا شديدا على نوع من العصيان المدني و الكره الابدي و الجحود و الانكار .. فرضية غريبة جدا تلك التي تقول ان الملحد مؤمن لكنه يجحد و ينكر ما يؤمن به.. هذا خطأ فالملحد هو اصلا كاره لهذه السذاجة و الغباء و الخرافة التي يقتات عليها الكثيرين من انصار السماء على الارض.. اؤلائك الذين يقاتلون بالانياب و المخالب من اجل فرض رأي معين باسم السماء و يمارسون عنصرياتهم باسم السماء في تغييب تام لكل ما يمت للانسانية بصلة.. الملحد يكفر بهذا الوهم الذي يعشعش في عقول الواهمين الغائبين المتصحرين.. اما الله ان تبث وجوده فعلا و توحدت فيه الاخلاقيات و النزاهة و شروط العيش الكريم.. فلن يكفر به احد..
ملاحظة:
كان هذا مختصر من حوارات كثيرة اجريتها مع اصدقائي المتصحرين.. احببت ان اتشاطره معكم هنا حتى تعم الفائدة على الجميع.. طبعا ليس غرضي من الحوارات هو ابراز الذات فالذات آخر ما يفكر فيه من يريد الوصول الى الحقيقة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم


.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا




.. 251-Al-Baqarah


.. 252-Al-Baqarah




.. 253-Al-Baqarah