الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الشيعي السلفي لماذا ؟

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 5 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما قام الإمام موسى الصدر بزيارة الجماهيرية الليبية في العام 1978 م بغرض التشاور مع العقيد القذافي ، وعندما إختلف الصدر مع القذافي في مسائل السلاح وإشعال الحرب في لبنان ، وتعاركا حينها بالأيدي ، وقام الأخير بقتل الصدر ورفاقه لحظياً ، وقامت الدنيا حينها ولم تقعد ، وحُمل القذافي حينها سبب إختفاء الصدر ورفاقه في ظروف غامضة داخل الأراضي الليبية وإنتهت القضية بغبن تاريخي مستمر إلى هذه اللحظة ، والقذافي حينما فعل فعلته تلك لم يكن يمثل ( المسلمين السنة ) ..
وحينما يقوم حزب الله ، بضرب إسرائيل في جنوب لبنان ، ويلقن المحتل الإسرائيلي دروس في ساحة المعركة ، يهتف الجميع علانية ، لحزب الله ، ولكن بعضنهم يتمتم سراً ويقول ، ( لعنهم الله ) ..
عندما يتعلق الأمر بمصالح سياسية ، تقوم الدولة بتوطيد علاقتها مع إيران ، وتفتح لها الأراضي بحراً وبراً ، لدرجة أن تصبح منصة للدفاع عن الثورة الإرانية ، ومقراً لجماعات وظيفتها ، إصطياد وإغتيال قادة المعارضة الإيرانية في كل العالم ، ويهتف الكثيرون إعجاباً بالثورة الإيرانية ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمذهب الديني الذي تعتمده الثورة الإيرانية ، نسمع سراً ( لعنهم الله ) ..

عندما يتعلق الأمر بالطائفة ( الشيعية ) وعلاقتها بالطائفة ( الختمية ) في السودان ، وباقي الطوائف الصوفية ، يغض الكثيرون الطرف عمداً ، على الرغم من وضوح وجه الشبه ، أدباً ، وفكراً ، ومعتقداً ، وأسلوباً ، وحتى ملبساً ، فتجدهم يرتدون ذات الملابس وبذات الكيفية ، ويدعون الإرتباط بآل البيت ، ويقولون أن نسبهم مرتبط بأئمة الشيعة الاثني عشرية ، ويستحقون الإمامة ، الخ .. ولكن عندما يصبح للأمر علاقة بالطائفة الشيعية ، يصبح الأمر عدواناً وإستهدافاً على الرغم من قدوم الجميع من خلف الحدود ..!!

وعلى الرغم من الصراع الواضح والمعلن بين ( السلفية ) و ( الشيعة ) ، بقيادة السعودية و إيران ، والتسابق المحموم بين الطائفتين على غزو العالم والدول بفكرهم ، يصر البعض ، تصوير الصراع على أنه بين ( السنة ) و ( الشيعة ) .. على الرغم من أن السنة ليست طائفة أو جماعة ، وإنما هي سنة الرسول ( ص ) ، ولافرق هنا بين السلفية والشيعة وباقي الطوائف فجميعهم يؤمن بسنة الرسول ( ص ) ، ولكنه الصراع السياسي الذي جعل السلفية تستبق وتتجرأ على الدين الإسلامي والمسلمين وتقول أنهم سنة وما سواهم ليسوا بسنة لدرجة أنهم أسموا أنفسهم في السودان ب ( أنصار السنة ) .. !!

مايجب أن يوضح ، هو أن الصراع الذي تحاول أن تفتعله جماعة أنصار السنة السلفية ، ضد الطائفة الشيعية في السودان ، لا أساس فكري له ، ولاسند تاريخي له ، وهو صراع خفي وإمتداد طبيعي لصراعها ضد الطرق الصوفية في السودان ، والجميع يعرف العداوة التاريخية بين السلفية والصوفية ، فكلاهما يكفر الآخر وكلاهما هنا لا يمثل السودانيين أصالة أو نيابة .. !!

فلا القذافي كان يمثل الإسلام السني عندما قتل الإمام موسى الصدر ، ولا حزب الله يمثل الإسلام السني عندما يحارب إسرائيل ، ولا جماعة أنصار السنة تمثل الإسلام السني ، عندما تتصارع مع الطائفة الشيعية ، فالإسلام هو ( القرآن والسنة ) وجميع المسلمين في العالم يؤمنون بالقرآن ككتاب وسنة محمد (ص ) ، أما بواقي صراعات الجهادية والرافضة وغيرها من الأفكار لا تمثل الإسلام من بعيد أو قريب ، ولا يتعدى كونه صراع طائفي على إمتداد تاريخ الإسلام السياسي ، والخطورة تكمن في تدخل الدولة لحسم الصراع لصالح طائفة معينة ، فهنا سيتعدى الأمر الصراع الطائفي إلى صراع سياسي بين الدول السلفية والدول الشيعية ، ودونكم ماحدث لنظام الخرطوم عندما رست بعض السفن الإيرانية على الشواطىء السودانية ، وهنا يكمن خطر الإسلام السياسي بكل أشكاله ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من يستثمر الطائفية؟
Amir Baky ( 2013 / 5 / 9 - 13:39 )
المخابرات الغربية تستغل هذا الصراع الخفى الآن لأن إسرائيل تريد قصف مفاعلات إيران النووية. فهل لو قصفت الطائرات الإسرائيلية جيش بشار فهل إسرائيل سنية المذهب؟؟ وهل دعم أمريكا للإخوان بـ 1.5مليار دولار يمرر أن أمريكا سنية المذهب. فنظارة الطائفية للأمور جعلت العقل العربى لا يجيد التحليل السياسي و بالتالى أصبح مجرد اداة يحركها الغرب بالريموت كنترول لتنفيذ أهدافة

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية