الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عتبات الوعي الانساني تحدد ملامح فكره عبر الزمن

سامي كاب
(Ss)

2013 / 5 / 10
المجتمع المدني


الانسان عبارة عن حيوان ناطق والدين هو نتاج فكر الانسان قبل تخطيه عتبة الوعي
كلمة انسان مصدرها انس ويأنس وأنس اي انه يميل للعيش في مجتمع من ابناء جنسه وفي هذه الحالة يتشكل الوعي الجمعي وهو يمثل الفكر العام المتكون بتناسق وتوافق وتلاؤم واجتماع واتحاد فكر الافراد اعضاء المجتمع
والفكر العام هو اوسع واشمل واعلى درجة بالوعي من فكر الفرد مهما كان نابغا ومتميزا بتطوره وعلمه ومعرفته وخبرة حياته قياسا لبقية افراد مجتمعه
وهنا يكون الفكر العام حافزا للمنافسة بين الافراد في السباق لوصول اعلى درجة من الوعي وذلك بالبحث والتقصي والتساؤل والاستكشاف والابتكار والابداع والفعل والانتاج والتخمين والمحاولة والتجربة
يعمل الفكر الفردي على رفد الفكر الجمعي بتحصيل جهده وتجربته ومعرفته ووعيه وابداعه فيرتفع مستوى الفكر الجمعي ويتسع مداه افقيا فترتفع درجة المنافسة بين الافراد وتقوى محفزات النمو والتطور والتمدد على مستوى الوعي الفردي وهكذا تكون معادلة التفاعل التبادلي التاثيري اخذ وعطاء وتحفيز وتطور وتمدد وارتفاع في سياق مسار دائري يتسع تدريجيا بموازاة مسار الزمن ومرتفعا بشكل حلزوني ليشكل مجسم مخروط مقلوب راسه في الاسفل وقاعدته في الاعلى
يكون الفكر الانساني متمثلا بهذا المجسم المخروطي غلافه الخارجي يمثل الوعي الجمعي وعناصر مادته الداخلية التكوينية تمثل فكر الافراد
وبالعودة الى راس الهرم في الاسفل نجد انه هلامي رقيق شفاف مرن لان عناصر تكوينه ضعيفة غير صلبة اذ تحتوي افكار مبنية على الوهم والخيال والتوقع والتخمين نظرا لافتقار مادة الفكر المادي الا وهي العلم المأخوذ من تجربة الحياة وممارستها
واذ ان الانسان في بداية تشكل مجتمعه ( الانسان الاول ) يفتقر لخبرة الحياة الكافية التي تمده بالعلم الوافي لايصاله الى درجة الوعي ( فهم المادة الكونية ) فان فكره يتخذ مسارا غيبيا اي يكون غيبي التفكير بمعنى انه يجيب على الاسئلة الواقعية باجابات وهمية تخيلية متخذة من عالم ما وراء المادة ( عالم اللا حقيقة )
واذا ما ارتفعنا في جسم المخروط للاعلى سنجد ان قوام الجسم يصبح صلبا وقويا شيئا فشيئا بتتبع الحقب الزمنية عبر التاريخ البشري منذ نشأة المجتمع الانساني وهذا يتجلى من خلال دراسة الحضارات الانسانية ذات النتاج الفكري بتنوعه وشموليته
وعندما وصل الانسان مرحلة الصناعة واصبحت تشكل مصدر الانتاج الرئيسي له قفز بوعيه قفزة نوعية نحو ادراك المادة واهميتها في حياته وقد تجلت هذه الفترة بالنهضة الصناعية في اوروبا
عندما اكتشف الانسان علم الكيمياء والفيزياء والرياضيات واصبح يشكل المادة لخدمته ويصنعها لرفاهيته تغير مفهومه عن الكون وتغير اسلوب تفكيره وانتقل الى مرحلة جديدة من الفكر تاركا خلفه عالم الوهم والخيال ( عالم ما وراء المادة ) ومنغمسا ومندمجا في عالم المادة ( عالم الوجود والحقيقة والواقع ) حيث انه اصبح يفهم الكون بحواسه وادراكه وتمييزه بناء على معطيات واقعية من عالم المادة الذي يحيط به ويتشكل بكيانه منه
هذه المرحلة من مراحل وعي الانسان سميت بعتبة الوعي الاولى
وبالنظر الى المجسم المخروطي للفكر الانساني نجد ان عتبة الوعي الاولى تفصل ما بين جسد ضيق الافق بالاسفل وجسد واسع الافق بشكل كبير جدا ومفاجئ ( طفرة تحول في الاتساع ) وان المساحات الدائرية الحلزونية ومسارها الراسي المرتفع اخذت تنمو وتتطور بشكل تسارعي متوالي بتتابع طفري وفجائي عكس ما كان سابقا حيث كانت سرعة التطور منتظمة رتيبة بطيئة
وبالسير مع مسار الفكر الانساني الى الوقت المعاصر وتحديدا في بداية اختراع الكمبيوتر ( عصر التكنولوجيا ) نلاحظ ان عتبة وعي ثانية هي اضخم افقا ومنسوبا من سابقتها في عصر النهضة الصناعية لتشكل تحولا طفريا ضخما في جسد الفكر الانساني على مستوى الافق والارتفاع والتسارع
بهذا المفهوم اصبح الدين نتاج فكر بائد يسبق الانسان المعاصر بعتبتين من عتبات الوعي ولذا فانه من السخف ان يتخذ الدين كمنهج حياة او فكر يستحوذ على اهتمام الانسان المعاصر في وقت تتطلب منه المرحلة الارتقاء بوعيه الفردي الى مستوى الوعي الجمعي
لقد كانت عتبة الوعي الصناعية الاولى للانسان مرحلة اكتشاف المادة التي هي اساس الحياة والكون ومنها يتشكل كل موجود وكائن
وكانت عتبة الوعي التكنولوجية الثانية هي مرحلة خلق المادة وتطوير تشكيلاتها الكونية لغاية رفاهية الانسان باعلى درجة ممكنة
اصبح فكر الانسان بعد تخطيه درجتان من الوعي وتوسعه وارتفاع مستواه لحدود وآفاق لا نهائية بل ومتواصلة بتسارع ارعن في التوسع والارتفاع لا يمكن حجزه وتقزيمه وسجنه وقتله في مساحة الفكر الغيبي السخيفة الضيقة الغير مجدية العدمية
اي ان الفكر المعاصر لا يتفق مع الدين بتاتا وبهذا يكون من باب الحكم القطعي بان الدين فكر بائد ذهب مع الانسان الاول وانتهى بتاريخه والعودة اليه والاخذ به يكون جريمة بحق الانسان وتدميرا لحياته
ونقول في هذا الصدد لا اله والحياة مادة والدين فكر بائد لسنا بحاجة له في حياتنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ