الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب جديد عن علاقة الدين بالدولة

أكرم شلغين

2013 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صدر مؤخراً عن "مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" كتاب بعنوان "نحو الدولة المدنية في العالم العربي: دراسة نقدية للنقاش الدائر بين المثقفين العرب حول العلمانية والدين والدولة" وهو للأكاديمي والباحث الدكتور سليم ابراهيم.* والكتاب يتناول مسألة العلاقة بين الدين والدولة من زاوية النقاش الدائر حولها بين المثقفين العرب، من إسلاميين وعلمانيين، على اختلاف نِحَلهم. وهو بداية، يؤسس القاعدة النظرية والمفهومية للموضوع من خلال توضيح الخلفية التاريخية لنشوء مفهوم العَلمانية، وشرح معانيه الدلالية على المستوى النظري، واستعراض الاستخدامات التعريفية الخاطئة لهذا المفهوم في الأدبيات العربية، ليقوم تالياً باستقصاء الخصوصيات والتمايزات بين أهم الدول التي تبنت مبدأ العلمانية في دساتيرها، صراحة أو ضمناً.
وقد ركز البحث على نقاش المقولات والخطابات الإسلامية القديمة والحديثة والمعاصرة حول مسألة علاقة الدين الإسلامي بالدولة، وذلك بداية في ضوء البحث في النص القرآني والسنَّة النبوية عن مؤشرات حول الدعوة إلى أو التنظير لنظام حكم إسلامي، ومن ثم في ضوء مناقشة أهم اجتهادات الفقهاء القدماء في وضع تصورات عن نظام حكم إسلامي والاجتهادات المتعددة للمحدثين الذين لعبوا منذ عصر النهضة العربية دوراً ريادياً في بروز ثلاثة تيارات إسلامية سياسية (الإصلاحي، والأصولي، والجهادي)، والذين حاولوا من طرفهم التنظير لنظام حكم إسلامي. ولقد تابع البحث مناقشة المراجعات التجديدية التي قامت بها أهم حركات الإسلام السياسي مؤخراً، إلى جانب اجتهادات تنويرية لمفكرين إسلاميين معاصرين، والتي تُظهر جميعها التقرُّب الواضح من تصورات نظام حكم ديمقراطي في إطار دولة مدنية.
وتطرَّق البحث إلى تلمُّس الإمكانيات الواقعية لإحياء فكرة «الدولة المدنية» الديمقراطية، التي تتضمن قواسم مشتركة بين الأحزاب الإسلامية التجديدية من جهة والأحزاب القومية واليسارية والليبرالية من جهة أخرى، والتي يمكن من خلالها البدء بحوار بنَّاء للوصول إلى حلول توافقية في مسألة تنظيم العلاقة بين الدين والدولة دستورياً، وخلق أجواء جديدة من التفاعل الحر والإيجابي بين جميع الأطراف؛ من أجل إحداث نقلة نوعية للمجتمعات العربية من حالة التخلف الراهنة إلى آفاق التقدم الحضاري المنشود.
وإذ نوضح إلى أن الكتاب جدير بالقراءة نظراً لأهميته في تسليط الضوء على، وشرح، العديد من القضايا المشار سريعاً إلى بعض منها أعلاه يبقى أن نشير إلى أن الكتاب يناقش ويفند الأمور بنهج أكاديمي يتوخى الدقة في العرض والتقديم وإبداء الرأي، وفيما قد يخطر للمرء من قراءة العنوان "نحو الدولة المدنية في العالم العربي" احتمالية وجود نوع من التناغم مع الطرح الاسلامي حول "مدنية" الدولة إلا أنه في حقيقة الأمر ليس كذلك كما يتوضح من قراءة الكتاب، فهو علماني ويتناول مسألة علاقة الدين بالدولة بشكل ديمقراطي بما لايحتمل الشك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الدكتور سليم ابراهيم سوري المولد ويعيش في المانيا منذ الستينات، حاصل على ماجستير في العلوم الإقتصادية من جامعة ماينتس ودكتوراه في العلوم السياسية والاجتماعية من جامعة ماربوغ منذ النصف الأول من السبعينات وعمل بعدها في عدد من المؤسسات الأكاديمية (ومنها FU Berlin، جامعة طرابلس، وغيرهما..( وقاد عدد من المشاريع البحثية في ألمانيا وعدد من الدول الأخرى، كما ويُنظم حلقات بحثية تعنى بالثقافة عموماً (Culture) والثقافة العربية على وجه الخصوص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran