الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبنجي ... والليبرالية

محمد السباهي
(Mohamed Ali)

2013 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في حوار مع أحد الاخوة الأعزاء حول الليبرالية من حيث المفهوم ومن حيث التوجه العام وطرق بناء وتطبيق الليبرالية. كان الحديث أشبه بمعركة المطارق الباردة؛ فالرجل كان يبحث ويدور حول مفهوم الليبرالية وضرورة الحفاظ على هذا المفهوم وتعميقه دون محاولة نخره والقفز العشوائي فوقه.
حاولت بعد جهدٍ جهيد التواصل معه وفك شيفرة رموزه والوقوع على بيت القصيد أو مربط الفرس، فوجدت الرجل يقول:
لماذا الأفكار التنويرية، ثم يقول: (مع تحفظي على التسمية) تركز هجومها على الدين، وبتخصيص أكثر على الدين الإسلامي دون قراءة ما عند الآخر (يهودية/ نصرانية/ بوذية...) من كتابات ومحاولة تتبعها، ولماذا يكون الهجوم الكبر على القرآن الكريم مع ماله من خصوصية وقداسة عند الناس الذين يشاركونكم هذه البقعة والدين.
قلت له: لماذا لا تفصح اكثر؟
قال: أحمد القبنجي، أنتم تدعمون الرجل و(تطبلون له وتزمرون) دونما فهم لمرامي واغراض هذا الرجل! ثم هل جاء بدين جديد، أم بفكر ومفهومات كانت غائبة عن الجميع وهو قد بعج جرانها وأخرج خبئها؟! كان ما يقوله وما في جرابه هو فكر المستشرقين، وقد سبقه إليه طه حسين وسلامة موسى ونصر حامد أبو زيد، ثم ألا توافقني الرأي أن الرجل لا يملك أسلوبا حضارياً في إيصال الفكرة والمفهوم.
قلت : مثال ؟
قال: يصف الجنة بعبارة لا تنم عن موضوعية أو فكري حضاري إنما تنم عن سوقية في إيصال المفوم، قال: (الجنة عبارة عن طولة مالت زمايل)!، ثم أردف بتهكم واضح، أظن أن أقاربه مازالوا يتنعمون هناك.
قلت له: إن الليبرالية من حيث المفهوم تُعطي الخيار للآخر بتبني الآراء والأفكار التي يريد ضمن رؤية عقلية ومنفعة اجتماعية، ونحن بدفاعنا عن – القبنجي- هو ليس دفاعاً عن الأفكار بقدر ما هو دفاعاً عن حرية التعبير؛ ونحن – وربّما الأغلبية- لا تشاطر القبنجي هذا التوجه والهجوم غير المبرر على الدين والقرآن والمرجعيات طالما أن الليبرالية كأيديولوجية وسعت الخيار وأعطت المجال للآخر في تبني ما يحلو له دون وصاية، فلا يمكن أن تلقي بكل هذه التهم على كاهل الليبرالية والأفكار التنويرية ولا خلف عبارات ووميض برق عينيك عبرات التخوين والوهابية والصهيونية والإلحاد ووو، لكنك لو تمعنت قليلاً في مفهوم الليبرالية لعلمت أن الليبرالية لا تعني (الإلحاد) ولا تعني الكفر والزندقة، الليبرالية توسع مفهوم حرية الاختيار ولا تجعله قاصراً على شيء محدد لو سلمنا بوجدوده! هذه التهم الرخيصة التي يكيلها البعض لمفهوم الليبرالية وإلصاق شخصيات تتبني المفهوم، ومن من قبيل إلصاق الجزء بالكل أو تعميم الجزء على الكل، وبتعبير أقرب للدقة : جعل المصداق الخارجي – المفترض- دليلاً على المفهوم؛ لأن المصداق لا ينطبق انطباقاً كلياً إلا على المصداق ذاته، فهل نختصر الليبرالية بشخص القبنجي وحده؟ أم أن هناك من يسعى جاهداً لترسيخ اسس الليبرالية بمعزل عن الهجوم على معتقد وإيمان ومسلمات الاخرين!.
القبنجي لا يمثل إلا القبنجي وحده، وأفكاره إذا حُوكمت فإنها حكمها لا يسري على الليبرالية كَ فكر، لأن القبنجي ليس هو من أوجد الليبرالية ولا هو المخول بالتنظير لهذا الفكر وغنما هو أحد الأقلام والأصوات الداعية لهذا الفكر، لكن هل ما يفعل القبنجي يخدم الليبرالية؟ بنظري الشخصي – القاصر أو المقصر- إن ما فعله القبنجي أضرّ بهذا الفكر، لأن الليبرالية قُرنت بالهجوم على الإسلام والقرآن والمرجعيات الدينية الشيعية – تحديداً- ولم يعطنا السيد القبنجي مصاديق فهمه لليبرالية – غير السخرية والتهكم بمعتقدات ومسلمات الآخر، وهذا بطبيعة الحال منافٍ لفكر الليبرالية الذي شرطه الأصل = حرية الاختيار، فهل اقنعنا القبنجي بتبني خيار الليبرالية أم هو حيدنا أو جعلنا أقرب للمكان القديم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف يكون الحيوان طليقا بدون فك الرسن؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 5 / 11 - 04:45 )
انتم تقولون بان القبنجي تهجم على الاسلام والقرآن والمراجع الشيعية والسؤال هل ما قاله في هذا الصدد تهجم ام انه كشف حقائق مدفونة وكيف تكون حرا وانت لا تزيل عقبات الحرية. كيف يكون حرا من يعتقد بان المرجع هو نائب الامام الثاني عشر الغائب ولا يجوز الاعتراض عليه؟؟. كيف يكون المرء حرا وهو يسلم ماله طواعية باسم الخمس؟؟. كيف يكون المرء حرا وهو يقضي جل وقته في بكاء ونحيب لا يجدي ؟؟.ما يقوم به القبنجي هو فك هذه الخربشات بالدليل والمنطق بل وبالعلم الذي يؤمنون به وهو علم الرجال وما قالوا في ناقلي الحديث الذي يستندون عليه في اقامة هذه شعائر او تادية الواجبات. اذا كنتم تعتقدون انه تهجم على الاسلام فهذا اعتراف ضمني ان الاسلام الموجود بيننا هو اسلام خال من العيوب وبهذا لا معمى للبرالية لان اللبرالية في مفهوم الاسلام هو خروج على الله ورسوله وهو الكفر. لماذا اخترتم اللبرالية؟؟.لا شك ان اختياركم للبرالية هو ايمانكم ان ما جاءت به الاديان لا يستند الى منطق وهذا ما يقوم بتبيانه القبنجي ليوقض التاس من سباتهم وبعدها يكون لهم الحرية في الاختيار.كل داعية الى فكر جديد فلا بد له الا اان يتهجم على الفكر السائد .


2 - قبانچي ثائر، والثورة ليست عيب!
حميد كركوكي ( 2013 / 5 / 11 - 10:33 )
قبانچي شجاع ثائر وجرئ ، ياليت هنالك ألاف مثله في العالم الشيعي! ليبرلي مش ليبرالي!، ديموقراطي مو ديمقراطي! ديلكتيكي لينيني! شوڤيني فاشي! ولابطيخ و لاترگاعة السودة! نحن نحب من يلعن السنة والشيعة والديانات أجمعين ❊❊آمين ❊❊ و إلى يوم الدين.....كفاكم من التحليلات الپهلوانية.. أهل المعدان والكاكة الكوردي والفلوجي لايفهمكم أنتم في الصومعة الثقافة البرجوازية الفكرية..والناس ماعدهم خبز ولا قندرة تريد يفتهم الليبرالي، دگعد خلي نفهمكم و سايكوأناليتكPsychoanalysiكم!!

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال