الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات عصر التقسيم

خالد علوكة

2013 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


– ميزوبوتاميا -وادي الرافدين – بلاد سومر وبابل وآشور – ارض السواد – وغيرها من الاسماء التاريخية والكبيرة والتي حملت اسم العراق ودخل منها التاريخ و الحضارة وخرج منها (بخَجل ) وبقى - بلا - ولازمًه البلاء والحزن، ولم تنفعه حضارته وتاريخه ليرتوي منها وبقى ضمآنا والكأس بيده ! لا بل ظهرت مدن حديثة عهد وحضارة رائعة العمران والتطور مثل دبي وعادت مدن لامجادها بفضل ابنائها مثل اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق ، وبقيت بابل وآشور وبغداد على مسمياتها القديمة تتعكز بها وعليهاوتلعق جراحها !! . ومناسبه هذه الاوجاع لا تنتهي وما إجراء الانتخابات المحلية الاخيرة لمجالس المحافظات في نصف مساحة العراق في جو لاشمول إنتخابي وديمقراطي فيه ، واذ هذه الديمقراطية مَريضه بطريقة جلبها وتطبيقها وأشخاصها ، واصبح الشعب لها وقوداً بعد ان كان املها بحياة سعيدة . تمت هذه الانتخابات بشكل لايمت لوحدة العراق في شئ ( فقسٌم ) البلد بالانتخابات الديمقراطية حيث انتخابات الجنوب فقط بينما الجزء الاكبر من المنطقة الغربية غير مشمولة اضافة الى خصوصية الاقليم وعليه اننا سائرون الى الفدرالية او اللامركزية ويقود ايضا الى تفتيت العراق تحضيرأ للتقسيم برضى الجميع . واعتقد بانه لايوجد عراقي يفكر اويريد التقسيم لغرض التقسيم انما تلافيا للازمات المتتالية والتى ليس لها حل مع اصحاب العلاقة لغياب لغة التفاهم بين كل مكونات الشعب العراقي ، وعليه اصبح التقسيم للاسف واقع حال على الارض في العراق – شئنا ام أبينا ومن وراء التهجير والتغير الديمغرافي فاصبح كل الحبايب من المذهب الواحد تسكن بجوار بعضها البعض مجبرين لسوء الوضع الامني وامور عدة اخرى . أي عراقي لايرغب في التقسيم ولكن بمرور سوء وضع البلد والحال بدؤا يبحثون عنه !! ولو نظرنا لموقف الاخرين من التقسيم – فالعرب - مع وحدة العراق ، واقليميا – فاكثرالدول المجاورة ترغب بتقسيم العراق وتعمل خلف الاسوار لذلك ولكن امام الرأي العام تدعي حرصها على وحدة العراق- والامتداد المذهبي لكل من ايران وتركيا واضح للعيان . وعالميا - اميركا وعرابها هنري كيسنجر قال منذ سبيعينات القرن الماضي ( إن العراق طائر ذو- 3 - اجنحه – ) قاصدا ًالسنه والشيعة والاكراد – أي لايمكنهما الطيران ، واضاف بعدها تصريحا نراه الان من خلال الاحتقان المذهبي والمحاصصة قائلا ( إن الصراع العالمي سيكون صراع ثقافات وهويات ، وماعدم حل حلف الناتو بسبب وجوده كعوامل جغرافية ثقافية وليس جغرافية سياسية ) وزاد الطين بلٌه في الثمانينات رامسفيلد عندما قال بان ( الكويت سكين في خاصرة العراق ) وحدث ماكسر ظهر البعير في 2 اب 1991م . ومن ذاك الوقت او قبله تعمل الخليه للانشطار والتقسيم . ولو رجعنا لتاريخ العراق والحديث والمعاصر والقديم في كونه لم يشهد ( التقسيم ) وإن وجد فانه يظهر بَطلا يٌوحد البلاد ، وفي نفس الوقت لم يشهد (الديمقراطية) أيضا منذ العهد السومري ولحد الان ناهيك عن احتلاله وغزوه مرات كثيرة ، أي لم نشهد ديمقراطية حقيقية نرغبها لواقع شعبنا فكيف لها العيش والتطبيق ، بعد ان حلت علينا على ظهر دبابة ومستوردة وليست زراعة محلية . و جاؤا الينا بالديمقراطية و يريدون ثمن بضاعتهم وباي طريقة كانت !! وعلى الرغم من نجاح الديمقراطية في مراحل تطورها في اقليم كوردستان العراق منذ انتفاضة عام 1991م وهي تجربة عراقية ناجحة يمكن تعميم الاستفادة منها وتأكيدأ للعالم بان الشعب العراقي حي وفيه العديد من التجارب الناجحة في حال توفر الظروف وفسح المجال للشعب . والمرء يستغرب من وضعنا الحالي من حيث عندما احتل المغول العراق بسقوط الدولة العباسية في خلال مدة – 3 – ايام فقط حققوا الامن والاستقرار وفتحوا الاسواق وضبطوا الحدود كلها !! ونحن في العام العاشر من التغيير و نبحث عن الماضي في الحاضر ونجهل عِبَرالماضي ومايمكن الاستفادة من تجاربه المفيدة لنظلم انفسنا بمستقبل مجهول ؟ وكلنا يعلم بان العراق فيه طوائف وقوميات متعددة وكثيرة نحترمها جميعا وصفها طارق عزيز موخرا عبر التلفاز ب ( اللملوم)- اي لايمكن جمعه - واصفا وضع العراق بالمتعب

وكانت محاورته للمتحدث محرجة وتظهر ما آل اليه وضع العراق سابقا ولاحقا ومبرراً احوال الربيع العربي الحالي . إن تطبيق الديمقراطية على الشريعة صعب ، وحتى العلمانية تتعارض مع الشريعة ، بل هناك من يعتبرها إرتداد .وانه غير مجدي اجراء انتخابات في دولة دينية بالدستور وكيف بنا اذا كان من يعمل على الوتر الطائفي و المذهبي .
ومن الطبيعي ان تكون الانتخابات من إفرازات الديمقراطية لكنُ تًعثر تطبيقها كثيرا ولن تستمر .وهناك اسباب اخرى ابعدتنا عن التطبيق الديمقراطي في عراقنا ألا وهو
, ( الفساد) بل ذبحها على قبلة الدينار والدولار ،. ولو نعرج قليلا لنرى ونتعرف اكثرعن ( الديمقراطية والحرية ) التي اصبحت اغلى من الخبز في منطقة الشرق الاوسط فلا شبعنا من الخبز ولا من الديمقراطية وبقينا نبحث عنها وهي على مرآى عيوننا . وهنا استذكر قول (تشارلز تيللي ) عن الديمقراطية بانها :-
[نهج ديناميكي يبقى دائما ناقصا وعرضه للانقلاب والاطاحه به ] -والديناميكية في التحليل النفسي تعني التفاعل بين القوى والدوافع المختلفة في الانسان او في الجماعة وماينتج عن ذلك من التأثير في السلوك - وقال دستوفسكي ( 1821-1881م) صاحب رواية الجريمة والعقاب والاخوة كازامانوف ، له رأي وتجارب ومحٌن مع الحرية مؤكدا بانها- تقود البشر الى الشر – ومضيفا- بانها المصير الفاجع للانسان وللعالم – واضاف [ الحرية حينما تنحل الى تعسف لاتعرف لشئ ( قداسة) ولاتقبل أي احد ، وإن حرية الروح الانسانية هي حرية شر وليست حرية خير ] ومن طرافة ما قاله – اذا كان الانسان على صورة( قرد) فنحن في العنف واذا كان الانسان على صورة( الله) فكنا متحابين !! . وقبل اكثر من قرن قال المفكر محمد عبدة – [ ليس من الحكمة ان تعطي الرعية مالم تستعد له فذلك بمثابة تمكين القاصرين التصرف بما له قبل بلوغه سن الرشد ] وكما ان محمد عبده كان مُصرا ًعلى الاصلاح التربوي والتعليمي والاجتماعي المتدرج وطويل الامد قبل البنية السياسية وهو افضل(( الحلول )) .


ولو عدنا لموضوعنا في ترديد البعض لقبول عصر التقسيم لانه هناك: -
{ عدة جهات تعمل على نفر او ارغام المقابل بالانفراد والانعزال ومن ثم التقسيم من خلال اجباره وتهميشه ورفضه باحقاد لاتليق بالعراقيين ابدا ، وواضح جدا في معالجة وضع اقليم كوردستان العراق منذ 100 سنه والى الان فعند رفض شخص لابد من ذهابه للغير فكيف برفض شعب كامل !! والنتيجه البحث عن منفذ اخر للخلاص لصعوبة تقبل البعض لبعضنا الاخر وطول مدة الازمات والمشاكل وغياب الحلول } إن مساؤي الديمقراطية كثيرة وابسط مثل انتخاب أي عنصر كان له تاثير مادي ومعنوي في المجتمع وقد يكون غير متعلم فنون الحياة ومن ثم فوزه وجعله رئيس لمجموعة من ذوي الشهادات والكفاءات وبهذا قتل اصحاب الكفاءات وعوق المجتمع . وبينما في الغرب المقياس هوألكفاءة وما تقدمة من خدمة هو ألاساس في انتخابه و ثانيا في الغرب : إن اخطأ فرد يمكن تبديله مثل تبديل قميص الملابس ،او هو يقدم استقالته مشكورا . بينما عندنا في حال تغيير شخص غير مجدي تنقلب الدنيا !! . واخيرا اصبح واضحا إن المحاصصة تقود لخراب البلد وتقسيمه وتزيد الاحتقانات المذهبية ، وكما أن الشعور بالخوف من تجارب الماضي المريرة جعل اهل العراق يبحثون عن مستقبلهم في عدة اتجاهات وتوجهات كانت تعتبر نشازأ او معيارا وخيانه سابقا اما اليوم فلا حرج من ذلك ، مثل الانحياز لدول الجوار وكذلك تفشي الفساد الاداري بملايين الدولارات لمسميات وشخصيات كبار من اصحاب النسب والحسب !! والخلاصة قد تنتعش جزء او بعض مناطق العراق من مايحدث من انتخابات وتغييرات لكن عموم العراق فيه الكثير من الازمات المستفحلة والمستمرة دون حل في الافق وبصيص امل بذلك ، مما يجعل الناس في يأس وتعب وملل من أي أمان اومستقبل افضل واختتم بحكمة مارثن لوثر { علينا ان نتعلم كيف نعيش سوية كالاخوة .. او نهلك معا كالحمقى }.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخوتنا أخوة لكن أكياسنا مستقلة!مثل كوردي
حميد كركوكي ( 2013 / 5 / 11 - 09:39 )
ياكاكه علوكة تحية كوردية كاكوية خالصه، هنالك مثل كوردي قديم جدا آلاف السنين من أرض ميسوپتاميا{{ برامان برايى ،، و كيســـــه مان جداى }} أى لتبقى أخوتنا أبدية في سلام و لامشاجرة لكن تكون دخلنا”الكيسة” منفصلة! منقسمة !
هذا ما نراه نحن الكورد، بحكم هذه المقولة الحقة، أما ❊قدسية ❊ عراق وبابل وسومر آشور لاتساوي (دينار عراقي ) ولا أستبدل دما ميعيديا أو فلوجيا أو بارزانيا لكل مقدسات هذه اللملمة البريطانية الأنگلوساكسونية الباطلة نسبيا { للأكراد على حد تقديري المتشائم! } أما أنتم ياكاكاتي الشيعة والسنة ( آني مايعرف عربي ! حتى يگول منو بالمنو في هل العركة العوجيةالنجفية ) الحالية، والله ظلم نخلي أولاد النغولة السلفية السعودية تحكم ثانية مرقد إمام علي وحسين الشهيد وتحكم المعدان المساكين الأحبة بالنعالات والتفالات،،!، خسة ل عراق بعثي، چفيان الشر للمعالم الصحراوية الهاشمية الخليجية الزفرة، دمتم أخا كريما والرجاء لاتدمع عيناك ل عراق نفاق و مفتوق..

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية