الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفگر فوگ البعير وعضه الچلب!!

خليل البدوي

2013 / 5 / 11
المجتمع المدني



التقيت الضابط في الجيش صديق العالم (سكدر)، الذي يشرف على عمليات الإنقاذ في العاصمة دكا بعد فترة طويلة من لقائي به قبل سنوات وسألته عن سبب انهيار مبنى مشاغل الحياكة (رنا بلازا)؟
أجاب وعلامات الحزن بادية عليه: أنهار هذا المبنى والواقع بالقرب من دكا الشهر الماضي، وكانت الحصيلة قد ارتفعت الجمعة إلى 1041 قتيلاً بعد العثور على عشرات الجثث خلال الليل تحت سلم المبنى الذي كان يضم تسع طبقات.
قلت: ولماذا وجدتم الجثث تحت السلم؟
قال: لقد لجأ إليه العمال على الأرجح للهرب أو الاحتماء.
قلت: ألم يكون بين الجثث من هم على قيج الحياة؟
أجاب: بلغ العديد من الجثث درجة من التحلل ولم يبق معه منها سوى الهيكل العظمي بعد 17 يوما من المأساة، في حين تفوح من المكان رائحة كريهة يضطر معها عمال الإنقاذ إلى ارتداء أقنعة واقعية واستخدام مزيلات الرائحة.
وأضاف: مثلما قلت لك عثرنا على عدد كبير من الجثث في باب السلم وتحت السلالم عندما بدأ المبنى ينهار، فقد أسرع العمال إلى السلام للهرب أو ظنا منهم أنها ستحميهم.
قلت: وهل هذه هي الحصيلة النهائية لعديد الموتى؟
قال: لا....كلما أزحنا طبقة من الاسمنت، وجدنا تحتها كومة من الجثث.
قلت: وكم عدد العمال في المصنع؟
قال: كان في المبنى أكثر من ثلاثة آلاف عامل خلال انهياره والذي حدث في خمس دقائق.
قلت: وما هي الصناعة التي يقومون بها؟
قال: هؤلاء يعملون بأقل من 30 يورو في الشهر في صنع الألبسة لماركات عالمية مثل البريطانية برايمارك والاسبانية مانغو والايطالية بنيتون.
سألته: وكيف تعرفتم على الجثث والتي مضى عليها فترة طويلة وتفسخت؟
أجاب: تم التعرف على بعض الجثث من الهاتف الجوال في جيب صاحبها أو بطاقة العمل حول رقبتهم.
سألته: ألم يكن بينهم أحياء؟
أجاب: تم انتشال 2437 شخصا أحياء من بين الأنقاض ومن بينهم ألف أصيبوا بجروح خطيرة، وبعضهم تم بتر أطرافهم لإخراجهم.
قلت له: آسف على كثرة أسئلتي ولكن بماذا توصل إليه التحقيق في الحادث؟
قال: توصل تحقيق أولي إلى أن ارتجاجات ناجمة عن مولدات كهربائية ضخمة على سطح المبنى أدت إلى انهيار المبنى الذي ظهرت فيه تصدعات قبل يوم من ذلك.
وانضم الينا مهندس المبنى
أقترب منا مهندس مبنى رنا بلازا وقال: أنا صممت المبنى ليضم مكاتب تجارية وليس مصانع وآلات ثقيلة، كما تمت إضافة طبقات إليه، وهي خارج التصميم الذي صممته.
سألت مفتش الشرطة الذي كان يقف بالقرب منا دون أن يتدخل بالحديث: سيدي وما إجراءاتكم التي اتخذتموها حول الموضوع؟
قال: أوقفنا 12 شخصاً بينهم مالك المبنى وأربعة من أصحاب المشاغل لأنهم أرغموا العمال على العمل رغم التصدعات في الجدران التي لوحظت قبل يوم من انهياره.

بقي أن أذكر: لقد سلطت هذه الكارثة الأضواء على "مصانع البؤس" في قطاع النسيج الذي يعد ركيزة الاقتصاد في بنغلادش وحيث يعمل العمال باجر زهيد وفي ظروف بائسة.
وتعد بنغلادش ثاني بلد مصدر للنسيج في العالم بعد الصين. وتمثل هذه الصناعة اكثر من 40% من اليد العاملة في هذا البلد و80% من صادراتها. وتدر هذه الصناعة 20 مليار دولار سنويا على البلاد.
وتكثر حوادث الحرائق في هذه المشاغل التي يبلغ عددها حوالي 4500 في بنغلادش وتقام غالباً في مبان قديمة أو متهالكة وغالباً ما تعاني من ضعف أو انقطاع التيار الكهربائي.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012، شب حريق في مصنع للألبسة أدى إلى مقتل 111 شخصاً. والخميس قتل ثمانية أشخاص في حريق شب في مبنى يضم مشاغل للنسيج. ولم يقتل أي عامل في هذه الحادثة التي وقعت خلال الليل أثناء إقفال المشاغل.
وتقول جمعية "كلين كلوث كامباين" (حملة الملابس النظيفة) التي تدافع عن عمال مشاغل النسيج ومقرها في أمستردام أن أكثر من 700 عامل قتلوا في حرائق في بنغلادش منذ 2006.
وانتقدت الشركات العالمية ظروف تشغيل العمال لكنها واصلت التعامل مع المشاغل مثيرة انتقادات بشان خطابها المزدوج.
ودعت مجموعة خبراء من الأمم المتحدة الشركات العالمية للألبسة إلى عدم الانسحاب من بنغلادش ولكن إلى العمل على تحسين ظروف العمل.
وقال المدير التنفيذي لشركة بنيتون بياجيو تشارولانزا أن شركته لن تنسحب من بنغلادش، مؤكدا على أن مراعاة مصلحة العمال في الدول الفقيرة تكمن في تأمين عمل لهم.
وقال لصحيفة هفنغتون بوست "الانسحاب من بنغلادش ليس حلاً أؤمن بصدق أن بنيتون وغيرها من الشركات العالمية يمكن أن تساعد هذه البلدان في تحسين ظروف العمال".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه العميق بشأن التصعيد


.. موجز أخبار السابعة مساءً - اليونيسيف: سقوط 100 طفل يوميا بين




.. الأمين العام للأمم المتحدة: شعوب العالم لا يمكن أن تتحمل أن


.. ورش عمل لتعليم الطبخ بهدف دمج اللاجئين في لندن




.. مراسل الجزيرة: تردي الوضع الإنساني والصحي بشمال غزة في ظل غي