الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا فشل الإخوان فى الإصلاح؟

نادين عبدالله

2013 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



المتعارف عليه دولياً هو أن أول خطوة لابد أن تتخذ فى المراحل الانتقالية هى الشروع السريع فى إصلاح مؤسسات الدولة، وهو ما لم يتم حتى وصل الإخوان إلى الحكم. وهنا وجدوا أمامهم دولة طويلة عريضة ذات مؤسسات مترهلة أو فاسدة. فبجانب الأجهزة الإدارية للدولة منعدمة الكفاءة، وجدت السلطة الجديدة أمامها على الأقل 3 مؤسسات تحتاج بدرجات متفاوتة إلى إصلاح أو تطوير: الداخلية والقضاء والإعلام. وهى للأسف لم تنجح فى إصلاح أى منها لثلاثة أسباب:

أولاً: غياب الإرادة السياسية: لم نشعر ولو لمرة واحدة بأن السلطة الجديدة تسعى لتغيير قواعد العمل داخل هذه الأجهزة. ما رأيناه هو فقط محاولات لتغيير الولاءات السياسية بطريقة تُبقى على النظام ذاته ولكن مع تغيير الأشخاص. وهل من دليل أكبر من الوضع التعيس الذى باتت عليه وزارة الداخلية؟

ثانياً: غياب التوافق وإعمال المصلحة السياسية الضيقة: لا يمكن أن يتوهم أى فصيل أن بوسعه أن يصلح أى مؤسسة دون أن يحدث توافق سياسى ومجتمعى حول معايير هذا الإصلاح. فلابد أن يكون الهدف من هذه العملية هو المصلحة الوطنية وليس مصلحة النظام الحاكم فحسب. فما المغزى من محاولة إصدار قانون جديد للسلطة القضائية يدعو للتخلص مما يقرب من 3000 قاض بلا سبب مقنع أو مفهوم؟ لماذا لم يتناول القانون، إن أراد فعلاً الإصلاح، المشاكل الحقيقية للقضاء المصرى؟ ونذكر على سبيل المثال لا الحصر غياب معايير واضحة لاختيار القضاة مما يخفض من كفاءتهم وبطء نظام التقاضى ذاته مما يقلل من فاعليته؟ يبدو أن الهدف ليس الإصلاح بل فقط التخلص من وجوه قضائية لا تروق للنظام الجديد.

ثالثاً: الإقصاء ونقص الشرعية: سيذهب الكثيرون بالقول إنه فى جميع الأحوال ليس من الممكن إصلاح مثل هذه المؤسسات لتشابك المصالح بداخلها. وهل سيصمت من تتضرر مصالحه بداخل هذه الأجهزة؟ بالطبع لا. إذن، فلا لوم على السلطة الجديدة لأنها مسيرة غير مخيرة. والحقيقة أن مثل هذا القول يتجاهل قوة الإرادة السياسية حين تدعم بالشرعية والتوافق المجتمعى. صحيح أن أى تغييرات ستثير حروباً عدة، إلا أن الانتصار فيها سيتطلب منك كنظام حاكم أن تستميل القوى المؤيدة لهذه الإصلاحات إلى صفك لا أن تقصيها. وهذا بالضبط ما لم يفعله الإخوان، فاستقطبوا الجميع ضدهم.

وهكذا سندور فى هذه الدائرة المفرغة حتى يعى الحكم أنه لا شرعية لنظام بلا إصلاح!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخوان الشياطين
Amir Baky ( 2013 / 5 / 11 - 20:09 )
الفاسد لا يريد الإصلاح بل يريد امتيازات الفاسد السابق لينهب هو البلد بدلا منه. دستور الاخوان اكد على تاليه الحاكم و ايد دكتاتورية رئيس الجمهورية ووضع سلطات أكثر من التى كانت موجودة. لم نجد فى دستورهم شروط لنائب الشعب ليستمر الجهلاء هم من يرفعون أياديكم لتمرير القوانين التى تضعها السلطة التنفيذية. 5800 موظف حكومى يتقاضون نصف ميزانية مرتبات موظفى الدولة بمتوسط دخل شهرى يقارب المليون جنية مصرى و باقى موظفى الدولة يتقاضون فى المتوسط 1250 جنية فى الشهر و لم يتحرك الاخوان لتحقيق العدالة الاجتماعية. تحدث الاخوان على سرقات موارد الدولة فى مناجم الذهب و إيراد قناة السويس و ينهبون المال بنفس طريقة النظام السابق بل ويرفضون وضع رقابة مالية بمعلومات واضحة للشعب لتحقيق مصالحهم الشخصية. هل تعلمون ان الاحتياطى انهار فى عهد الاخوان و ارتفع قيمة الدولار و ظهرت السوق السوداء و تعاملت شركات الصرافة المعتمدة فى نشاط هذا السوق و نكتشف ان معظم الشركات الموجودة الآن أصحابها هم من الاخوان.

اخر الافلام

.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية