الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق بين الخطيئة والجريمة

احمد مصارع

2005 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجزء الأول .
من الحكمة الشعبية , أن ما تتلقاه آجلا , أكثر نفعا مما تكسبه عاجلا , بل ( اللقمة الموعودة أكثر لذة من التي نلقفها الآن ) ثم تتضاد الحكمة الشعبية مع نفسها قائلة :
( دعني أعيش اليوم وأمتني غدا , بل اليوم خمر وغدا أمر ....) .
الصراع مابين منفعتين , احداهما قريبة والأخرى بعيدة , هو جوهر التذبذب في السلوك الإنساني , لكل المجتمعات المضطربة , والمطلوب بكل هدوء وروية تعلم , كيفيات امكان عيش الأضداد , كما تفعل الحياة ذلك , لضبط هاتين النزعتين المتدافعتين , ولا يكون ذلك دون الاحتكام الى مرجعية واحدة هي من تنوير العقل العلمي , وربما يمكن عربيا دعوتها بالعلمنة .
أما الجريمة فتكمن في بعض تلك الأنظمة الرجعية , وهي تعتقد ببلاهة تامة أنها على العكس من تيار الحياة , بأنها هي التقدمية ولا احد غيرها , من الطهر بحيث يفضح سقوطها بدون شعور بالذنب , فما أوضاعها المتردية , والمزرية للغاية , وبما تقوم به من فساد وخراب , تحت طائلة التصور القروي الفاسد , بأن هذا هو العمران , وحين تتساءل عن الأسس الصحيحة لقيام ذلك , فربما يأتيك شبه جواب , ولكن بعد فوات الأوان , وبعد أن تتراكم الأخطاء , وتتعقد الأوضاع , ويصبح كل إصلاح من حكم المستحيل , لأن من البداهة اعتبار , كل إعادة اعمار أشق بما لا يقاس مع عملية الاعمار نفسها , ويعود السبب في الضياع الأبدي وتكابر فجوة التخلف , لعدة عوامل أهونها :
أولا : إضاعة فرص التنمية المتوازنة , وعدم اعتبار الحياة , مجرد تسابق خيول عربية مهجنة مع الزمن , فلا قيمة أبدا للزمن المحلي البائس , قياسا مع جدية النمو الحاصل في الأزمنة الدولية .
ثانيا :التجاهل المتعمد , وسخافة شبه مطلقة , لمبدأ العمل , وفقا للمقاييس المعمول بها دوليا, والمرجعية هنا للعلم , والعلم وحده , ومن هنا تتداعى بشكل مضحك , كل مقدسات الرائز العلمي المزعوم , وهي من نوع :
( مجلس علم خير من صلاة مليون سنة ) .
أما الخطيئة فتكمن في تجاهل كل ما هو خصوصي محلي , بل وربطه بمتطلبات الحياة الحديثة , ولكون ذلك متعلق بتقديم التنازلات المحلية وذلك لمصلحة دولية تسمح بحركة مرور رأس المال , بحرية وحيوية بالغة , ولا يكون ذلك بغير التضحية ببعض السيادة المحلية الواهية أصلا , وهذا يتطلب بكل روح رياضية مفقودة للغاية , القبول بضرورة تراجع الحق المحلي في حرية اتخاذ ( الغرارات ) وأقصد هنا القرارات بدون جدوى , بل وبدون داع ,بل لمجرد تحد الذات الغير ممكنة الوجود , خارج اعتبارات العصر .
التخلف جريمة لايمكن تبريرها , وتخفق كل أنواع التعبئة المعنوية , القائمة على مجرد الرفض والتحدي , وهو نوع من اللفظية الزائفة , والعقم التام من القدرة على فعل أي شي ملموس , وحين نقف على الخواء مكتفين و بشحذ معنويات الهياكل والخشب المسندة , وجمع الأ صفار وحتى اللانهاية ,وفي عالم الإعلام الحماسي , وهو إعلام لئيم يفتقد لي رصيد علمي , ومن قوة الحضارة , بل مجرد الرصيد المالي الضعيف و الذي يتطلب الحماية من منظومة العلم والسلطة والإمبريالية .
شحذ المعنويات , وعن طريق المغالاة في تصوير الهزائم , بوصفها انتصارات عظيمة , هو نوع من حالات الكذب على النفس , حتى لم نعد نفرق ما بين النصر والهزيمة ؟
الصراع في الشرق الإسلامي دراميا , هو كالصراع بين دافعين , أحدهما مقرب ولآخر مبعد و وهو صراع معقد , فشهوة التغيير قوة دافعة ومسرعة , ومن وحي الخبرة التاريخية في الشرق , فقد يفقد الشر كل بر له وحين يأتي آجلا , لأن الخير المزعوم يكون قد أعد له العدة لتزييف كل حقيقة ممكنة , بل وبالزغردة ( الهنداوية ) على كل واقع تجب تحيته , بما يجب ...
وللمقالة بقية ..
احمد مصارع
الرقه - 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa