الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغربة الكبرى

صباح الرسام

2013 / 5 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الغربة انواع ويمثلونها بالذلة والعذاب والتيهان او الضياع فقالوا فيها حكم كثيرة وتجد بعض الحكم تلغي الغربة بوجود البدائل وتعتبرها وطن واحيانا الغربة تكون في داخل الوطن نفسه فقد قال الامام علي ( ع )الغربة ذلة ولو لليلة واحدة وقال المال في الغربة وطن وقال الفقر في الوطن غربة .
كما تكون الغربة التي يعانيها الانسان احيانا حتى اذا كان بين الاهل والاصدقاء ويملك مقومات العيش الكريم لانه يعاني غربة الفكر اي انه يعيش وحيدا ولا يجد من يفهمه حتى لو كان بين الاهل والاصدقاء ويملك الصحة والمال سيشعر بالوحدة ، وهذه تكررت كثيرا وهي باستمرار فتجد كم من نبي او وصي او فيلسوف لايجد من يفهمه بل منهم من يصبح اضحوكة لعدم فهم الاخرين له فكم من عالم او مثقف يعيش الغربة بين الجهلاء لانه يختلف عنهم فكريا ، انهم ليسوا الناس الذين يتمناهم لانهم يرفضون الطريق السليم الذي ينقذهم من الجهل .
ولابد لاكثرنا عاش حالة تشبه قصدنا وهي حالة بسيطة ( فمثلا ) عندما يعلم احدنا سبب عطل ما ونرى ان الذي يريد اصلاحه لايملك معرفة اصلاح العطل رغم سهولته ولا يسمح للاخر الذي يتمكن من اصلاحه بسهولة بل يعانده مما يجعل العارف باصلاح العطل يشعر بالالم لانه يعرف العلة ولا يسمح له الجاهل باصلاحه ومعاندته ايضا ، فكيف بالذي يعانده الاقربون له الذين يقفون في وجه من ينقذهم او يرشدهم الى طريق الصواب فكيف يكون حاله ، نحن في هذا المثال البسيط نغضب ونتألم واحيانا لا نعرف الجاهل باصلاح عطل بسيط فكيف بالانبياء والاوصياء والفلاسفة والعلماء عندما يريدون نشر النهج الصحيح ويجدون المعارضة من قبل الجهلاء بل يجدون الحرب .
هذه الغربة مستمرة الى ما لانهاية وهي الصراع المستمر بين العلم والجهل وبين الخير والشر فتجد ان الذي يمتلك العلم او الثقافة لايؤخذ برأيه مما يجعله يشعر بالغربة ومهما دقق بالاراء سيجدها خاطئة وتخالف الحقيقة وتدقيقه بعيدا عن التعصب لانه عندما يفكر في الاراء وطبيعية تفكيره تكون بعيدة عن التعصب والعاطفة والانانية ، حتى لو حاول ان يقترب من الاراء او الافكار التي تختلف او تخالف آرائه سيجدها خاطئة ورأيه صائبا ، فهو دائما يطبق فرض الاحتمال بالرأي حسب مقولة ابو حنيفة ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) على اعتبار اخذ رأي الاخرين بعين الاعتبار واحتمال صوابه ويحلله ويعتبر رأيه خطأ ويحلله او يعتبر نفسه طرفا محايدا سيرى الرأيين بوضوح ، وتكون نتيجة التحليل والاحتمال ان الاخرين على خطأ وهذا يجعله يندب حظه العاثر لان آرآئه او افكار تختلف عن الذين يحيطون به بمعنى ان في عالم لا يتطابق مع آرآئه اوافكاره فيجد نفسه غريبا في المكان او البيئة وسيشعر بانه يعيش في عالم ليس عالمه لانه يعيش مع الافكار والآراء التي لاتتطابق مع افكاره وارائه مما يجعله يشعر بانه يعيش الغربة وهي الغربة الكبرى لانه سيكون في عالم يريده ان يكون شخصا اخر غير شخصه مما يجعله ان يدخل المعركة الاكبر في الحياة التي تريده ان يكون شخصا آخر غير شخصه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين