الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسلمة الثقافة على حساب جسد المرأة

منى حسين

2013 / 5 / 13
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


جسد المرأة يزرع الرعب في نفوس مرتادي سياسة الأسلمة، جسد المرأة يصنع الهلع لمروجي سياسة الأسلمة، عرض مسرحي في مهرجان بغداد الثقافي للممثلة الألمانية مينوكا سيكي، في مشهد من العرض لم تتعرىفيه لكنها أرتدت زي يرمز الى ملامح جسد المرأة، كجزء من عرضها الفني والذي اسمته هيئة بشرية وقالت عنه: (هنا يصبح الجسد البشري ليس أكثر من دمية. من خلال إبراز أن الجسد البشري ليس سوى هيئة أو شكل، أحاول أن اصل إلى مساحة غائمة بين الواقع الطبيعي والواقع المصطنع. من يتحكم في هذه الحالة في الجسد - الدمية؟)، هنا ثارت ثائرة الأسلأمويين وساستهم، وزير الأسلام السياسي للثقافة يصدر بيان بأسم الثقافة يعتبر العرض المسرحي خرق المنظمومة الأخلاقية، خطباء الجمعة لعلعوا وولولوا صدر الدين القبنجي القيادي في المجلس الأعلى الأسلامي في العراق، طالب بمحاسبة وزير الثقافة وبقية المسؤولين معتبرا تعري احدى ممثلات العرض المسرحي تنكيل بالثقافة الاسلامية، وسمى المهرجان الثقافي بصرف الأموال على الفواحش.
لم تكتف حكومة الأسلام السياسي في العراق بتخريب مؤسسات الدولة كافة.. لم تكتف بتدمير الخدمات.. لم تتوقف عند حد انهيار التعليم والتربية، بعد والصحة والنقل والاقتصاد وبقية المجالات، جاءت هذه المرة على الثقافة والفن وعبر جسد المرأة، لتعزف في مسمار الفن والثقافة المقطوعة الناشزة المعروفة.. مقطوعة الملالي والسنة والتوحيد.. عادت تحاول اسلمة النصوص الثقافية واسلمة المسرح والسينما وصوت الفن والابداع الادبي، حكومة الأسلام السياسي في العراق فشلت في ترويج مسرحياتها وفنونها الطائفية المقيتة.. مسرحيات التطهير الطائفي الذي حصد لازالت تحصد الأبرياء من الجماهير.. مسرحيات الأحتراب الطائفي.. ومسرحيات الزيارات والمناسك الدينية المتعددة.. مسرحيات عزل الجماهير في قاعات اللطم والولولة على الماضي.. وفي قاعات العنعنة التي لاتنتهي.. مسرحيات لاتسمع سوى صوت واحد.. صوت الخوف والعقاب.. صوت الحرام والحلال.. صوت الموت والغيبيات.. تلك الأصوات التي باتت تعذب ايامنا وتحرق أحلامنا..
حاولت وتحاول حكومة دولة القانون وهذه المرة تريد الألتفاف على الفن والأدب تحت ذريعة جسد المرأة، دولة القانون تحاول ترحيل وتهجير الدولة المدنية ونفيها الى البعيد.. تريد تصفية كل اشكال التعدد الثقافي لتقف في النهاية على المستنقعات والخرائب.. لاتريد سوى لثقافة العورة أن تسود.. ثقافة لايمكن لها أن تضع مولودها سوى بملاحقة التمدن والتحضر.. ثقافة ليس لها أدب سوى حجر المرأة وتغليفها.. ليس لها مسرح سوى فرض الحجاب على الصغيرات وتزويجهن قاصرات.. ليس لها سينما سوى زيجات الدعر الشرعية بتلاوينها العديدة.. ثقافة أساسها على نكاح الجثة.. وعمودها نكاح الجهاد.
حكومة الأسلام السياسي في العراق باتت تخبز على نار تحاول لها أن تكون هادئة لتسييس الجماهير بأتجاه الأسلمة.. أي فضيحة تاريخية تلحق بالثقافة والفن.. أي اهانة خطتها دولة القانون.. أي ضجيج يعبث بصمتنا.. أي همجية تريد جرنا الى الوراء.. تريد لنا حياة البداوة والصحراء.. قبل اعتراضكم على رسالة المسرح.. عالجوا اولا فسادكم الاداري والمالي الذي جرنا الى دمار محتم.. عالجوا فساد عقولكم الذي يريد جرنا الى عار الطائفية.. يا مهدري المال العام يا سكنة المناطق المسورة بالجريمة والفساد.. لن تحولو اقلامنا الى لعبة كلمات متقاطعة. ولن تقدرو على تحويل مسرحنا نحو صراعاتكم السياسية البلهاء.. حروفنا ليست سراب.. وادوارنا المسرحية ليست خراب.. لن تفلحوا في لفنا بالعمائم والتراب..
**************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي قلم التحرر والمساواة منى حسين المحترمة
ليندا كبرييل ( 2013 / 5 / 13 - 05:14 )
اسمحي لي أن أوجه كلمة للسيد أكرم الخولاني المحترم من الفيس بوك
أخانا الكريم
المرأة عند الإغريقيين والرومان والصينيين وأية حضارة أخرى تريد أن تقدمها مثالاً لرأيك أرد عليه أن المرأة هناك لم تهَن باسم الدين
ما قالوا إن الله أمر بكذا وكذا أو الرسول أو الصحابة أو ....
قالوا إننا نحن الرجال نريد للمرأة هذا الوضع وهذه الدرجة المتدنية ولم يأتوا بسيرة الله
وأود أن أقول أيضاً
حتى الاتهامات الموجّهة للمسيحية واليهودية أنها احتقرت المرأة قد باءت بالخذلان
لأن أهل المسيحية واليهودية أشبعوا دينهم نقداً، ومن تراه من المتطرفين في هذين الدينين لا يمثلون إلا أنفسهم والبيئة التي يعيشون فيها ، لكنهم على المستوى القانوني( في دولهم) يحتكمون إلى القانون الوضعي المدني لا الديني ولا الشريعة
ويوم أبعدوا الدين واعتمدوا على القانون المدني الذي ( يتساوى) فيه الجميع بدأت أوروبا ترفع رأسها وتتطلع نحو الشمس
كل منظومة دينية أياً كانت تبخس من حق الإنسان رجلاً كان أو امرأة لا بد من نقدها

تحياتي للأستاذة منى حسين وإلى الأمام



2 - الكاتبة منى حسين المحترمة
مريم نجمه ( 2013 / 5 / 13 - 20:25 )
سلمت يداك صديقتي العزيزة منى على المقال الأنيق الواقعي الصريح القوي والهادئ .
وإلى المزيد يا قلم التحرر والمساواة
لو كل المثقفين والمثقفات في منطقتنا الواسعة قاموا برسالتهم الوطنية ودورهم الطليعي في تغيير المجتمعات نحو الأرقى بإخلاص وتضحية لتغيّر وجه أوطاننا منذ زمن بعيد ..
قدرنا أن نكون في هذا العصر المتقدم , الشهود على هذا الإنحدار في وضع المرأة والرجوع للخلف مئات السنين , والمدافعات والمحاميات والكاتبات للنهوض بشعوبنا ونسائنا وقضايانا المصيرية -
النقد والنقد ثم النقد بجرأة وبوثائق ووقائع
تحية للزميلة ليندا على ردها للسيد الخولاني
لنا لقاء على صفحات الحوار المتمدن معاً لخدمة شعوبنا وأوطاننا لبناء عالم الإنسانية والمساواة
تحياتي واعتزازي


3 - تحياتي لك ليندا
منى حسين ( 2013 / 5 / 13 - 23:16 )
اود ان اشكرك على مداخلاتك القيمة كالمعتاد
واود ان اعلمك اني نسخت ردك ونشرته على الفيس بوك ليطلع عليه الزميل اكرم الخولاني ويسعدني جدا جدا ان تكون مقالاتي هي مقالاتك وتستطيعين الرد والتعليق والمداخلات كما لو كنت انا
اقصد ان الزميلة الاستاذه ليندا لا تحتاج الاذن من منى حسين لتدخل في اي حوار انا افتخر بك دائما وابدا
عزيزتي الرائعه ليندا كبرييل


4 - العزيزة ليندا للاطلاع من فضلك
منى حسين ( 2013 / 5 / 13 - 23:18 )
الفاضلات سمرا وليندا وفؤاده يبدو ان السيد اكرم الخولاني
رفع الرايه البيضاء وفر هاربا الى البعيد لاني لم اتلقى رد منه على اي واحده منكن احسنتن التصدي نساء رائعات
تقديري واحترامي لكن


5 - عزيزتي الأستاذة منى حسين المحترمة
ليندا كبرييل ( 2013 / 5 / 14 - 08:06 )
أبدأ بالتحية للحضور الكريم
عزيزتي منى ، عندما نسمع صوتاً لا يتوافق مع المنطق والضمير لا بد أن يجنّد الإنسان قواه للتصدي له . على الفيس بوك ، بإمكانك أن تصادفي الكثير من هذه الأصوات ، أما أن نسمع هنا في الحوار المتمدن ما يفارق الموضوعية ، فهذا غريب ، وهذه الأصوات موجودة فعلاً وإن كانت قليلة .
منى عزيزتي ، إذا كنتِ اعتبرت أني فكرت بكلام السيد الخولاني فوصفتني بالمفكرة فأنا كذلك ،
لأني أفكر بكل كلمة تقال ولا أتركها تمر مرور الكرام على عيني ،
لكني لست أكثر من هذا ، ويسعدني أن أشارككم أنت وفؤادة وأختي مريم بمقالاتكن وأدعم آراءكن التقدمية . أحيي هنا أختنا سمرا وإن كنت لا أعرفها وأول مرة أقرأ لها
لكن جميعاً الاحترام والتقدير وإلى الأمام


6 - جسد المرأة
كاترينا ( 2013 / 5 / 14 - 09:07 )
في عنوان مقالتك اسم محظور تدواله بالظاهر هو جسد المرأة
اعجبني المقال جدا
ولست اريد القول سوى الدنيا تقوم وتقعد من اجل عرض مسرحي ايا كان اما البلاوي اللي منشوفها كل يوم فليست على بال احد طالما انهم هم متنعمون في قصورهم؟


7 - الدعوة لترسيخ التخلف
حكيم فارس ( 2013 / 5 / 14 - 20:32 )
الست الرائعة منى حسين المحترمة
الاسلام السياسي يريد فرض التخلف على المجتمع وهو السبيل الوحيد لاستمرار القبنجي وامثاله في قيادة الدولة وتحقيق مصالحهم
هم يريدون عزل المجتمع ومنعه من الاحتكاك بثقافات اخرى ومحاربة الفن بكل اشكاله والتقافة المتنورة والاعلام القوي والهادف
تحية لكل من يمسك مطرقة ويسهم في هدم جدران الخرافات الدينية التي احاطوا بها الشعب وانت ياست منى وباقي المتنورات من رواد حملة المطارق
دمت اشعاعا لفكر المساواة والتحرر والتقدم
تقبلي اجمل التحيات واحلى الامنيات


8 - العزيزة الكاتبة مريم نجمة
منى حسين ( 2013 / 5 / 14 - 20:39 )
كلماتك الرائعة تزدني قوة وتدفعني الى الأمام
معك قضيتنا المصيرية تحتاج الى كل جهودنا سويا لأنتزاع تحررنا ومساوتنا من براثن الحكومات الرجعية المتخلفة من الحكومات الذكورية. قضيتنا تحتاج الى جميع النساء وفي كل بقعة من العالم لأسترجاع أنسانيتنا التي صادرتها المناهج والأيدلوجيات العفنة.
وستكون لنا لقاءات ولقاءات معا على صفحات الحوار المتمدن
مودتي وأعتزازي


9 - الصديقة العزيزة كاترينا
منى حسين ( 2013 / 5 / 14 - 20:45 )
تعليقك رائع
معك الحق هناك من البلاوي التي لا تخفيها حصونهم المنيعة. من فساد ووحشية وقذارات ويعلقون ذلك بدانئتهم حول النساء، وصل الأمر الى محاربة الفن والثقافة بأسم الأخلاق الدينية وعلى حساب جسد المرأة.
أنا سعيدة جدا بتواصلك معي
مودتي وأعتزازي


10 - صوت الثقافة وقدسية المسرح
منى حسين ( 2013 / 5 / 15 - 12:04 )
الزميل العزيز حكيم فارس
الاسلام السياسي وباء حل على مجتمعاتنا وعلينا بالمضادات الفكرية الجوهرية التي ستبعث الروح في العوق الذي يحاولون تشوية مجتمعاتنا به وصل الامر الى صوت الثقافة وقدسية المسرح اقاموا الدنيا ولم يقعدوها على مشهد في عرض مسرحي غاياتهم المريضة تحاول النيل من اصواتنا وارادتنا وستبقى مطارقنا مطارق النور والمساواة والعدل تلاحقهم لتهزم الخرافة علينا صديقي العزيز ان نتحول الى جيوش فكرية تحفر لهم خنادق اللاعوده من اجل ان تصحو مجتمعتنا من الغيبوبة التي اجبروهم عليها وانت وكل التحررين معنا احلى صوت واقوى وهج للتحرر والتقدم والمساواة
مجبتي القلبية واحترامي العالي رفيقي العزيز

اخر الافلام

.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه


.. اغنية بيروت




.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-


.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال




.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا