الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملابسات مثيرة في هزائم الصحابة

الناصر لعماري

2013 / 5 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقدم لنا الاثر التاريخي الاسلامي صورة نادرة عن العديد من الامور في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة الى جانبه، وهي في احيان كثيرة صورة تختلف تماما عن ماتعودنا ان يقدم الينا في إطار من التقديس. التاريخ يقدم لنا صورة محمد الانسان في لحظات حياته المختلفة بين القوة والضعف، النصر والانكسار. غزواته تقدم صورة مكثفة لحياته ومشاعره، وهنا سنستعرض مواقف قلما تثار في حياتنا العادية. صورته في غزوة أحد مذهلة، حيث كاد ان يقتل شر قتلة بعد ان هرب كبار الصحابة وتركوه مع سبعة من الانصار .. ، الى درجة انه وصل الامر به ان يصيح فيهم محمد لكي ينقذوه من محاربي قريش .. قائلاً :
" من يردهم عنا وله الجنة " ! وهذا الامر بحد ذاته يفتح الباب على مصاريعه للكثير من المعاني ليس اقلها ان المبشرين بالجنة اكثر من عشرة بكثير

صحيح مسلم - الجهاد والسير - غزوة أحد

و حدثنا ‏ ‏هداب بن خالد الأزدي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏علي بن زيد ‏ ‏وثابت البناني ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏
أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أفرد يوم ‏ ‏أحد ‏ ‏في سبعة من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏ورجلين من ‏ ‏قريش ‏ ‏فلما ‏ ‏رهقوه ‏ ‏قال ‏ ‏من يردهم عنا وله الجنة ‏ ‏أو هو رفيقي في الجنة ‏ ‏فتقدم رجل من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فقاتل حتى قتل ثم ‏ ‏رهقوه ‏ ‏أيضا فقال من يردهم عنا وله الجنة ‏ ‏أو هو رفيقي في الجنة ‏ ‏فتقدم رجل من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا ‏

هل هرب الصحابة وتركوا النبي يحاصره اعداءه .. فيصرخ مستنجداً بسبعة انصار : " من يردهم عنا وله الجنة " ! لتصبح الجنة موضوع مقايضة ودافع لحث الناس على القتال وعدم الهروب وابقاءه وحدا؟

هل قاتل الناس من اجل الحوريات ومكاسب الجنة؟ وها اقتنع الرسول (ص) بأن لاشئ يستحق القتال بدون مقايضة وان الجنة لابد منها لحث الناس على التضحية والقتال والا فالهروب الجماعي والهزيمة امر لامفر منه؟

لا بل ذكرت السيرة النبوية انه دعا صراحة اي رجل ان يفديه بنفسه !

لنقرأ :

" قال ابن إسحاق : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غشيه القوم من رجل يشري لنا نفسه ؟ كما حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ ، عن محمود بن عمرو ، قال فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من الأنصار - وبعض الناس يقول إنما هو عمارة بن يزيد بن السكن - فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ثم رجلا ، يقتلون دونه حتى كان آخرهم زياد أو عمارة فقاتل حتى أثبتته الجراحة ثم فاءت فئة من المسلمين فأجهضوهم عنه " .

( سيرة ابن هشام - غزوة أحد - شأن عاصم بن ثابت )

ولماذا يطلب اي رجل ليشري نفسه عنه، هل خاف الموت ام نسي ان يدعو الله فدعى البشر، خصوصا وانه وصل الامر الى الحاجة الى النساء للدفاع عنه. !!

لنواصل مع ذات المصدر : ابن هشام :

" قال ابن هشام : وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد . فذكر سعيد بن أبي زيد الأنصاري : أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول دخلت على أم عمارة فقلت لها : يا خالة أخبريني خبرك ; فقالت خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين . فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إلي . قالت فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور ، فقلت : من أصابك بهذا ؟ قالت ابن قمئة أقمأه الله لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول دلوني على محمد ، فلا نجوت إن نجا ، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير ، وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني هذه الضربة ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان "

( ذات المصدر )

وفي الوقت الذي كانت المرأة تزيد عنه كان هو يناول سعد بن ابي وقاص السهام قائلاً له بتوسل : " ارم فداك ابي وامي " ! فهل كان الرسول لايجيد الرمي؟

" أبو دجانة وابن أبي وقاص يدفعان عن الرسول
قال ابن إسحاق : وترس دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو دجانة بنفسه يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل . ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول الله . قال سعد فلقد رأيته يناولني النبل وهو يقول ارم فداك أبي وأمي ، حتى إنه ليناولني السهم ما له نصل فيقول ارم به ".

( ذات المصدر )

ومن الواضح ان الشدة لم تكن لتسمح بإختيار السهم الذي يملك النصل او ان السهام لم تعد كافية، كما لاادري ماذا يقصد النبي بتعبير " فداك ابي وامي" ونحن نعلم ان كلاهما غير مسلمين. هل كان محمد يتوسل؟

" فداك ابي وأمي"

استخدمها النبي (ص) بالتوسل لمن طلب منهم ان يفدوه ويحاموا عنه وينقذوه من ايدي اعداءه، الم يكن من الاولى ان يتوسل بالله الذي سيرسل بالتأكيد جيش لانراه كل منهم بعشرة الاف من المقاتلين؟

لنقارن الامر بما جرى في معركة بدر، حيث الله قد أمد رسوله بألف من الملائكة ! ليقاتلوا الى جنب المسلمين في بدر الكبرى ( بدر الثانية - 2 هجرية )

{ اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين }

وهذا في الوقت الذي تشير فيه الاثار الاسلامية ان نتائج المعركة كانت مجرد سبعين قتيلاً من قريش !
وقيل خمسين، فهل يعقل ان الفين من الملائكة لايتمكنوا من قتل الا 70 شخصا بالرغم من ان القرآن يشير الى ان الواحد بعشرة؟ !

" قال ابن هشام : فجميع من أحصي لنا من قتلى قريش يوم بدر خمسون رجلا .
قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة عن أبي عمرو : أن قتلى بدر من المشركين كانوا سبعين رجلا ، والأسرى كذلك وهو قول ابن عباس ، وسعيد بن المسيب . "

( الروض الانف - السهيلي - الجزء الثالث )

وماذا عن الصحابة والمسلمين الذين كانوا مجندين بالسيوف والرماح المتمرسين على القتل و { ضرب الرقاب } ..! تركوا الرسول في ساحة المعركة لا يلوون على شئ مما ادى الى تعرض الرسول لاذى كبير فالاعداء ضربوه بحجر فشجوا وجهه وكسروا رباعية اسنانه، ليصبح فاقد لاسنانه الامامية الى الابد، مما ادى الى الاساءة الى طلعته وحتى لنطقه للاحرف؟

الم " يخذل " صحابة النبي له في غزوة احد بعد ان اطلق الصحابة "رضي الله عنهم" سيقانهم للريح .. وولوا ادبارهم لاهل قريش ..

خصوصاً يثير سلوك الصحابي الجليل عمر بن الخطاب الكثير من الحيرة وهو الذي كان من هواة قطع الرقاب ، إذ انه صاحب العبارة المشهورة : "ااضرب عنقه يا رسول الله "!!

وفي مرة اخرى قال :
" لئن امرتني بضرب عنق حفصة لضربت عنقها " !! ومع ذلك نسي شجاعته على النساء والاسرى فترك الساحة وكان من بين الفارين مهرولا الى الجبل، والخليفة عمر بن الخطاب يعترف بنفسه بهروبه واختبائه..

القرآن يعلمنا ان الصحابة والمسلمين ولوا الادبار مرة اخرى، وذلك في يوم حنين. إذ ذكر القرآن في هذا الصدد في سورة التوبة :25

لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ

تفسير الطبري لال عمران

قَالَ : ثنا أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش , قَالَ : ثنا عَاصِم بْن كُلَيْب , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : خَطَبَ عُمَر يَوْم الْجُمُعَة , فَقَرَأَ آل عِمْرَان , وَكَانَ يُعْجِبهُ إِذَا خَطَبَ أَنْ يَقْرَأهَا , فَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَى قَوْله : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْم اِلْتَقَى الْجَمْعَانِ } قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْم أُحُد هَزَمْنَاهُمْ , فَفَرَرْت حَتَّى صَعِدْت الْجَبَل , فَلَقَدْ رَأَيْتنِي أَنْزُو كَأَنَّنِي أَرْوَى

اين اختبأ هذا البطل المقدام الذي كان يحمل السيف والدرة ضارباً الناس يمنة ويسرة

تفسير القرطبي :

وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ

أَيْ مِنْ الْخَوْف , كَمَا قَالَ : كَأَنَّ بِلَاد اللَّه وَهِيَ عَرِيضَة عَلَى الْخَائِف الْمَطْلُوب كِفَّة حَابِل وَالرُّحْب - بِضَمِّ الرَّاء - السَّعَة . تَقُول مِنْهُ : فُلَان رُحْب الصَّدْر . وَالرَّحْب - بِالْفَتْحِ - : الْوَاسِع . تَقُول مِنْهُ : بَلَد رَحْب , وَأَرْض رَحْبَة . وَقَدْ رَحُبَتْ تَرْحُب رُحْبًا وَرَحَابَة . وَقِيلَ : الْبَاء بِمَعْنَى مَعَ أَيْ مَعَ رَحْبهَا . وَقِيلَ : بِمَعْنَى عَلَى , أَيْ عَلَى رَحْبهَا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى بِرَحْبِهَا , ف " مَا " مَصْدَرِيَّة ."

" اي من الخوف " !!!!

وعمر " الصنديد " الذي " أعز الاسلام به " ! كان أول الهاربين في غزوة حنين !

الحديث :

صحيح البخاري - المغازي - قول الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم

‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏عمر بن كثير بن أفلح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي محمد ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏قال ‏
‏ خرجنا مع النبي ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏‏ عام ‏‏ حنين ‏‏ فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين فضربته من ورائه على حبل عاتقه بالسيف فقطعت الدرع وأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت ‏ عمر بن الخطاب ‏ ‏فقلت ما بال الناس قال أمر الله عز وجل ثم رجعوا وجلس النبي ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه فقلت من يشهد لي ثم جلست قال ثم قال النبي ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مثله فقمت فقلت من يشهد لي ثم جلست قال ثم قال النبي ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مثله فقمت فقال ما لك يا ‏ ‏أبا قتادة ‏ ‏فأخبرته فقال رجل صدق وسلبه عندي فأرضه مني فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيعطيك ‏ ‏سلبه ‏ ‏فقال النبي ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صدق فأعطه فأعطانيه فابتعت به ‏ ‏مخرفا ‏ ‏في ‏ ‏بني سلمة ‏ ‏فإنه لأول مال ‏ ‏تأثلته ‏ ‏في الإسلام ‏
‏وقال ‏ ‏الليث ‏ ‏حدثني ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏عمر بن كثير بن أفلح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي محمد ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏أن ‏ ‏أبا قتادة ‏ ‏قال ‏‏ لما كان يوم ‏‏ حنين ‏ ‏نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين وآخر من المشركين ‏ ‏يختله ‏ ‏من ورائه ليقتله فأسرعت إلى الذي ‏ ‏يختله ‏ ‏فرفع يده ليضربني وأضرب يده فقطعتها ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت ثم ترك ‏ ‏فتحلل ‏ ‏ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا ‏ ‏بعمر بن الخطاب ‏ ‏في الناس فقلت له ما شأن الناس قال أمر الله ثم تراجع الناس إلى رسول الله ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال رسول الله ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من أقام بينة على قتيل قتله فله سلبه فقمت لألتمس بينة على قتيلي فلم أر أحدا يشهد لي فجلست ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال رجل من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي فأرضه منه فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏كلا لا يعطه ‏ ‏أصيبغ ‏ ‏من ‏ ‏قريش ‏ ‏ويدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال فقام رسول الله ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأداه إلي فاشتريت منه ‏ ‏خرافا ‏ ‏فكان أول مال ‏ ‏تأثلته ‏ ‏في الإسلام ".

والمثير ..
ان عمر بن الخطاب يذكر بأنهم بايعوا محمد على ان لا يفـروا ومع ذلك فروا

صحيح مسلم
استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان الإمارة

‏" ‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ليث بن سعد ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏محمد بن رمح ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزبير ‏ ‏عن ‏ ‏جابر ‏ ‏قال ‏ ‏كنا يوم ‏ ‏الحديبية ‏ ‏ألفا وأربع مائة ‏ ‏فبايعناه ‏ ‏وعمر ‏ ‏آخذ بيده تحت الشجرة وهي ‏ ‏سمرة ‏ ‏وقال ‏ ‏بايعناه ‏ ‏على أن لا نفر ولم ‏ ‏نبايعه ‏ ‏على الموت ‏".


ومن الصور الاخرى الطريفة في غزوة احد وفرار الصحابة، انه عندما فر عمر واطلق ساقيه للريح ، كان الى الخلف منه احد الاعداء الذي رفض ان يستغل خوف عمر بل جعل يطمئنه.

سيرة ابن هشام > الجزء الأول
[ ضِرَارٌ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ ]

قَالَ الرّاوِي : قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَكَانَ ضِرَارٌ لَحِقَ عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ يَوْمَ أُحُدٍ . فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِعَرْضِ الرّمْحِ وَيَقُولُ اُنْجُ يَا ابْنَ الْخَطّابِ لَا أَقْتُلُك فَكَانَ عُمَرُ يَعْرِفُهَا لَهُ بَعْدَ إسْلَامِهِ . ".

المقارنة بين نموذج محمد ونموذج قطز:

ما حدث في غزوة أحد، يعتبر صحيحا في أغلبه، وذلك لأن المؤرخين المسلمين لو أرادوا أن يزورو وقائع التاريخ ويكذبوا فيها لما وصلتنا هذه القصص عن فرار كبار الصحابة وتخليهم عن نبينا الكريم وعن اضطرار النبي لطلب النجدة، ولكانوا جملوا الوضع المهتز للشخصيات المشاركة، ولذلك فالاحداث كانت متطابقة مع الواقع بجملتها.

في معظم المعارك ، يتمترس قائد الجيش خلف رجاله في مكان آمن لإدارة المعركة، ولكن المنظر الذي تصفه كتب التاريخ والتراص الاسلامي، يحوي الكثير من المظاهر التي خرجت عن حسن القيادة والشجاعة. نحن نعلم أن النبي محمد أثناء الإستعداد للمعركة، لبس درعين، وهذا يعني أنه قد خرج لقتال قد يكلفه حياته وهو امر ليس خافيا عن محمد وليس له فيه من الله ضمان بأن لايحدث وإلا لماكانت له بالدروع حاجة. لذلك من الطبيعي ان نتصور وقوع محمد في حاجة ليستل سيفه ويقاتل بنفسه دفاعا عن نفسه وهو المعروف بإمتلاكه للعديد من السيوف. والتاريخ يذكر الكثير من القادة الذين قاتلوا بأنفسهم وبيدهم في المعارك، ومنها الشجاعة النادرة التي ضربها لنا الملك المملوكي المظفر سيف الدين قطز.

عندما انكشفت ميسرة الجيش المصري أما ضغط المغول، وعندما رأى أن كل توجيهاته وأوامره فشلت في صد هذا الهجوم، خلع خوذته غضبا وألقى بها إلى الأرض وهجم على فرسان المغول ، وقاتل حتى قتل حصانه من تحته، ثم قاتل راجلا بين الخيل إلى أن زوده جنده بحصان جديد ، ثم تابع القتال حتى هزم المغول هزيمة منكرة. لقد كانت مخاطر مقتل قطز عظيمة، أولها هزيمة الجيش المصري في المعركة، وانتهاء بذبح كل سكان القاهرة، ولكن فلتته الشجاعة التي أظهرها حسمت الموقف لصالح جيشه.

مقارنة بموقف محمد نرى رجلا اهتز في مواجهة الحرب، وهو الذي قال في يوم ما: والذي نفسُ محمّدَ بيدهِ وَددتُ أن أغزو في سبيلِ الله فأُقـتـَل ثم أغـزو فأُقتـَل ثـم أغزو فـأُقـتـَل. وعندما سنحت له الفرص للشهادة ، تراجع ولم يقبلها وفضل حث الاخرين على الشهادة مكانه.

قطز ومن خلفه مصر يدخل المعركة بذراعه حاسر الرأس، وليس معه وعد من الله أن يعلي كلمته، ومحمد، تحف به الملائكة ، ومدرع بدرعين، ومؤيد بوعد من الله نفسه بنصرته وجيوش من الملائكة، ثم يتقاعس.! بالفعل أمر يدعو للشك في شجاعته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الف كلمة جبان..ولا كلمة اللة يرحمة
سلام صادق ( 2013 / 5 / 13 - 17:56 )
الصحابة فروا مذعورين هذه النقطة معروفة...ولكن الذي لم اعرفة.... اين الملائكة التي كانت تحارب الى جانب الرسول هل هربت هي الاخرى؟


2 - جهاد
حمورابي سعيد ( 2013 / 5 / 13 - 19:42 )
اخي سلام صادق...الملائكة لم تهرب ولكنها كانت مشغولة بنوع اخر من الجهاد .


3 - الاستنجاد بالبشر ! من قبل نبي !!
نصير ( 2013 / 5 / 13 - 20:01 )
..يكفي استنجاده بالبشر بدل ( الملائكة ) !! لنعرف انه ليس بدين سماوي


4 - غريب
بلبل عبد النهد ( 2013 / 5 / 14 - 08:25 )
الغريب في الامر ان المسلمين لا يصدقون هذه الامور رغم واقعيتها ووجودها في كتبهم


5 - يلون عنق الحقيقه
سلوم السعدي ( 2013 / 5 / 14 - 14:56 )
ان المسلمين يعرفون هذه الحقائق لكنهم يحرفون تأويلها ويلوون عنق الحقيقه
تحيه للجميع


6 - تعليق
شاكر شكور ( 2013 / 5 / 14 - 18:03 )
شكرا اخ الناصر على دقة هذا الوصف والتحليل المنطقي المحايد لما جرى في معركة أحد ، هذه المعركة كشفت بأن محمد والصحابة كانوا يقاتلون ويديرون المعارك بطريقتين ، الطريقة الأولى عندما كانوا هم من يفرض ويقرر الغزو وموقع المعركة بطمع الغنائم والسبايا ، وفي هذه الحالة كان بأس الجيش المحمدي على اشده بقصد جني ثمارالمعركة والأغتناء من اموال السلب والنهب لذا فأن جيش محمد قد انتصر في معظم هذا النوع من المعارك ، أما الطريقة الثانية هو النوع الذي كانت المعارك تفرض عليهم من قبل اعدائهم ، فبهذه الطريقة لم يكن هناك حافز مادي لكي يقاتل الجيش المحمدي لأجله كما لم يكن لهذا الجيش اي حافز ايماني لأن محمد كان مبدئه هو عبارة (قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) ، من جانب آخر ان اهل قريش لم يكونوا بتلك القسوة والمكر لكي يبيدوا جيش محمد بل كانت نيتهم دفع البلى والشرالمحمدي عنهم فقط لتأمين طرق قوافلهم لذلك لم يكملوا المعركه للحاق بفلول المهزومين في معركة أحد ، ويبقى السؤال كيف كان محمد يلفظ حرف الثاء وأسنانه قد كسرت في المعركة ؟ أكيد إنه كان يعرف الكتابة وكذب بأدعائه الأمية ، تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر