الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاخوان بين السندان الامريكى والمطرقة السلفية
هشام حتاته
2013 / 5 / 15العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بحكم الضرورة استطيع ان اقول :
ربما اتوافق من حيث المبدأ من جماعة الاخوان المسلمين على محاولة الجمع بين الاصالة والمعاصرة ، بمعنى دولة مدنية بمرجعية اسلامية ، وان كنت لا اتوافق معهم اطلاقا فى المراوغة والتلون الحربائى واستئثارهم بالسطلة واعتبار مصر غنيمة لهم .
وان كنت لا اتوافق ابدا مع السلفيين فى مفهوم تطبيق الشريعة والعودة الى مايطلقون عليه العصر الذهبى ، فالماضى لايعود ابدا الا اذا توافرت نفس شروط انتاجه ، وهذا طبعا من المستحيل ، وان كنت احترم فيهم الثبات على المبدأ
وان كنت فى النهاية لا اقبل هذا ولاذاك ولكنى اتحدث عن حكم الضرورة ..!!
بدا الان واضحا على الساحة تعهدات الاخوان لامريكا من اجل المساعدة فى وصولهم الى السلطة فى مصر :
دولة مدنية بمرجعية اسلامية تحترم اولا اتفاقيات السلام مع اسرائيل وثانيا المساعدة فى كبح جماح حركة حماس واشراكها فى العملية السلمية وحل مشكلة القطاع ولو على حساب التنازل عن جزء من سيناء مقابل جزء من صحراء النقب الاسرائيلية ( وقد رأينا الدستور المصرى ينص على حق رئيس الجمهورية فى تعديل حدود مصر الدولية ، ثم راينا منذ اسبوع تعديل المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل باضافة بند يسمح بتبادل الاراضى بين اليهود والاسرائيليين والذى رحبت به الاسرائيليون لانه فى الاصل مشروع اسرائيلى قديم ، ليس لغزه فقط ولكنه يضمن بقاء المستوطنات الاسرائلية فى الضفة مقابل اراضى بديلا فى صحراء النقب ايضا ) . بالاضافة الى اقامه توزان مقبول فى حقوق الانسان والديمقراطية وتداول السلطة ، وقبول الاقليات الدينية والعرقية وعلى راسها اقباط مصر ضمن نسيج المجتمع المصرى واخيرا كبح جماع الجماعات السلفية الجهادية فى مصر حيث صور الاخوان هذه الجماعات لامريكا بانها لاتملك خبرة سياسية وتعيش فى الماضى ومن السهل الضحك عليهم واحتوائهم .
وكان السلفيين اكثر صدقا فى المشروع الاسلامى فقاموا بمؤازة وتأييد الاخوان فى كل الانتخابات بداية من استفتاء ( غزوة الصناديق ) وحتى انتخابات رئاسة الجمهورية الاخيرة ..... وبعدها ياساده ياكرام ينفرد الاخوان بالسطه ويقصوا شريكهم فى المشروع الاسلامى من كل المواقع والتى كان آخرها اقصاء الدكتور خالد علم الدين القيادى فى حزب النور السلفى من منصبه كماعد لرئيس الجمهورية بعد همس دار حول اتهامه باستغلال منصبه فى ملفات مهمه خاصة بالبيئة .
بكاء الدكتور خالد علم الدين على الفضائيات لم يكن من اجل المنصب ولكنى اعتقد ان الدموع والاستقالة كانت تلخيصا للبراءة السلفية امام لانتهازية الاخوانية عندما استولى الاخوان على كل الكعكه ولم يتركوا لشريكهم السلفى قطعه صغيرة منها ، ليصدق عليهم المثل الشعبى القائل ( آخر خدمة الغز علقة ) .
عرف السلفيين انهم كانوا ضحايا سذاجتهم وخداع جماعة الاخوان ، وفهمو اللعبه متاخرا ، فوجدناهم يطرحوا مبادرة يؤيدون فيها وجهة نظر جبهة الانقاذ ، وينتقدون الاخوان علنا ويعرفوا ان الطريق الى قصر الرئاسة لن ياتى الا عبر البيت الابيض الامريكى .
ولكنى لم اكن اتصور ابدا رغبتهم فى الارتماء فى الحضن الامريكى ، فاذا كان الاخوان اقرب الى تفهم متطلبات العصر والظروف الدولية على الساحة العالمية والتعاون معهم ( بانتهازية ) ،الا انى كنت احترم الثبات السلفى على المبدأ ، ولكن يبدو ان احلام الوصول الى كرسى الحكم كانت اكبر لديهم من الثبات على المبدأ ، لنقرأ فى جريدة الوطن المصرية يوم امس :
( كشف الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، أن وفدامن الدعوة السلفية التى يتزعمها الدكتور ياسر برهامى، التقاه قبل سفره للولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضى، وحمّله رسالة فحواها أنهم ينوون الاستقلال عن الإخوان ويريدون خلق قناة للتواصل مع أمريكا والغرب، وتقديمهم كبديل لهم.
وقال إبراهيم لـ«الوطن»: فوجئت قبل سفرى بيوم واحد بزيارة شخصين من الدعوة، وبسؤالهما عن أسباب الانقلاب على الإخوان، قالا إن السلفيين أكثر عدداً من الإخوان، وإن تخبطهم فى السياسة يرجع إلى أنهم ظلوا مدة طويلة يعتقدون أن الخروج على الحاكم «رجس من الشيطان»، وأن السياسة «دنس»، وأنهم تركوا الإخوان يقودونهم، وأنجحوهم فى البرلمان والرئاسة، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم لم يأخذوا منهم إلا الفتات) انتهى الخبر ويمكن مراجعته على الرابط : http://www.elwatannews.com/news/details/181045
ورغم نفى المهندس جلال مره امين عام حزب النور الا ان زيارة نادر بكار المتحدث باسم حزب النور الى عدة دول اوروبية خلال الاسابيع الماضية والزيارة المرتقبه بعد عدة أيام والتى اعلنت عنها وسائل الاعلام بسفر عدد من قادة حركات وأحزاب سياسية سلفية وعلى رأسها الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية لامريكا فى أول زيارة من نوعها تصب فى هذا الاتجاه .
اعتقد ان وراء تغيير موقف الجماعات السلفية وعلى راسها حزب النور بالاضافة الى خداع الاخوان لهم كانت تكليفات صادرة من مرجعيتهم الوهابية ( السعودية ) والتى رات ان الاخوان يشكلون بتحالفهم مع قطر وتركيا محورا ضدها .
وبعد ان ادت جماعة الاخوان طقوس الحج للبيت الابيض ، يسارع السلفيين لينافسوا الاخوان ليطوفون بالبيت ويؤدون مناسك الحج ايضا .
ولايفوتنى هنا ان اكرر ماذكرته فى كتابى الاول ( الاسلام – بين التشدد البدوى والتسامح الزراعى ) والصادر فى مايو 2007 عن دار شعاع للنشر ص 253 كتبت حرفيا : ( اذا استمر الحال على ماهو عليه فسوف تقوم فى مصر خلال خمسة اعوام من الآن .. واعتبروها نبوءة – ليست نبوءة عراف ولكنها قراءة لنتائج موجودة مقدماتها- ، هذا التيار الديني سيصل إلي السلطة ، وعندما يصل بالديمقراطية سيلغيها لأنها في منهجه وتأصيله هي حكم الشعوب لصالح الشعوب ولكنهم يدعون أن الحكم لله .................. وسيزايد علي الإخوان إخوان أكثر تشددا ، ولكن في النهاية سيعرف المخدوعين والمخدرين أن مصر بلد التعدد منذ بداية التاريخ . قلبي علي ما سيحدث ... !!! ) انتهى
وهاهم السلفيين يزايدون على الاخوان ،وستشهد الايام القادمة مزيدا من الضغوط الامريكية على جماعة الاخوان المسلمين بورقة السلفيين ، ليجدوا انفسهم اخيرا بين مطرقة امريكا وسندان السلفيين
فالى لقاء
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. #شاهد بعد تدمير الاحتلال مساجد غزة.. طفل يرفع الأذان من شرفة
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تفاجئ الاحتلال بعمل
.. لبنان: نازحون مسيحيون من القرى الجنوبية يأملون بالعودة سريعا
.. 124-Al-Aanaam
.. المقاومة الإسلامية في العراق: إطلاق طيران مسير باتجاه شمال ا