الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلوة فكرة وحرية مطلقة

صباح الرسام

2013 / 5 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما يكون الانسان وحيدا تجده يفكر في المجال الذي يهمه ولا يجد افضل من خلوته مع نفسه ليختلي في عالمه ، فتجد الانسان عندما يكون في الليل وحده على فراشه سيكون له عالمه الخاص فيكون تفكيره اكثر من أي مكان اخر وهناك حكمة تقول الناس عالم واحد وفي الليل كل انسان له عالمه الذي يعيش فيه مع نفسه لانه سيكون في هدوء وسكون ولايشغله سوى افكاره ، فان كان مديونا يفكر في خلاصه من الدين او كان عاشق يفكر في عشقه وان كان غريبا يفكر بالعودة ولقاء احبته وان كان سجينا سيفكر ويتمنى الفرج وان كان عالما او مثقفا سيفكر في موضوع ما وان كان في شدة يفكر بالخروج منها وهكذا .
كما ان الخلوة التي يختلي فيها الانسان لقضاء حاجته تجعله يندمج مع افكاره فاحيانا يحل المسائل العالقة التي لايستطيع ان يحلها في مكان اخر فتعتبر الخلوة وحسب وصف العلماء بانها بيت الفكرة لانها لا تأتي في مكان آخر بل لمن يبتعد عن الاخرين فيختلي مع نفسه وافكاره لهذا سمي ببيت الفكرة ولذا تجد البعض يبقى طويلا في هذه الخلوة ساكن يتفكر ، ونعتقد تركيز الانسان في الخلوة بسبب توازن واستقرار الجسم يساعد على التفكير ، فمن يبحث عن كلمة في باله وعلى طرف لسانه لكنه لايستطيع ان يذكرها لتشوش الافكار عنده وهناك من ينسى كثيرا وعندما يختلي بمجرد خلوته يتذكر ما غاب عنه لانه سيكون وحيدا بدون أي مؤثرات تشوش على افكاره .
الحمام ايضا خلوه لكنها تختلف فتجد الانسان يكون متحررا نفسيا فاكثر الناس عندما يدخل للاستحمام تجده يختلف جذريا لانه يجد الحرية الكاملة في هذا المكان فلا غرابة اذا سمعنا ان احدا في الحمام تتغير اطباعه او اوضاعه لانه سوف يتحرر تحررا كاملا بل لاتصدق ان الذي في الحمام ذلك الانسان الرزن او الكتوم او الكئيب لانه بدون شعور سوف يبدأ بالغناء واغلبية مجتمعنا مشهور باغاني الابوذية ذات الطابع الحزين فاكثر الناس يغنون الاغاني الحزينة ، ويذكر الدكتور علي الوردي انه ذات مرة ذهب لاحد اصدقائه في احدى الدول الغربية وعندما سأل صاحبة المكان الذي يسكن فيه صاحبه فسألها عن حاله فقالت له انه انسان ظريف وطيب وخلوق وطبيعي لكنه كلما يدخل الحمام للاستحمام يبدأ بالبكاء فاستغرب الدكتور علي الوردي من كلامها فعندما التقى بصديقه قال له ان السيدة تقول انك تبكي في الحمام فضحك وقال انا لا ابكي بل اغني .
وهناك من يغني الاغاني السريعة فكل يغني الاغنية التي تخلد في قلبه ويرددها في الحمام ، كما ان هناك من يردد في الحمام الاناشيد الوطنية والموشحات الاسلامية فالكل يردد ما يخطر في باله او ما يحب سماعه ، حتى الخجول الذي لا تسمع له صوتا تجده ينطلق ويردد ما يحلو له من كلمات غنائية او غيرها فهو المكان الذي يجد فيه الانسان حريته المطلقة لانه في لحظات راحة البال ، ولا ننسى هذه الخلوة البعض مثيرة ومحررة عند المراهقين .
نعم ان الجميع يجد حريته المطلقة في الحمام لانه يكون في خلوة تامة ويشعر ان متحرر من جميع القيود فهو على صورته الحقيقية ربي كما خلقتني فيطلق صوته الذي يشوقه اليه صداه بل يجمله والخلوة والماء عاملان مساعدان لاطلاق مايكتمه امام الاخرين لانه سيكون براحة وحرية تامة .
الخلوة في دورة المياة يكون الهدوء التام فيتحرر العقل كليا لذا تجده ينطلق نحو التفكير لانه سيعمل بانتظام وسيرتقي لدرجات لم يصل اليها في مكان اخر ، واما الاستحمام فتحرر الانسان من حالته بسبب الخلوة والماء الذي يشرح النفس وصدى الصوت يجعل الكثير يميلون الى اطلاق حناجرهم لانهم في مكان عاري من جميع القيود بما فيها الملابس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| سقوط مظلة حاملة للمساعدات على خيمة نازحين في خان يونس


.. هاليفي: نحقق إنجازات كبرى في القتال في رفح لإغلاق المتنفس ال




.. السيارة -الخنفساء- تواصل رحلة حياتها في المكسيك حيث تحظى بشع


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل فلسطينيين في بلدة بير هد




.. وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أنهوا اجتماعهم الشهري دون الات