الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل والتسطيح العقلي

ابو الفضل علي

2013 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان من اهم القضايا التي يدور حولها الفكر في الوقت الراهن هو دور الفكر العقلي والتحجرالاجتماعي في الفكر الديني
ولابد لنا بداية من الوقوف على حديث جامع مانع يمكن ان ندخل منه كتوطئة في المجال الفكري للانسان
وخير مايمكن تقديمه بهذا الخصوص هو حديث الامام الحسين – ع – لما للحسين من مقدمة حياتية جسدها من خلال مسيرته الجهادية في طلب الاصلاح بعد ان استشرى الفساد في الامة بما في ذلك التسطيح العقلي في فهم الشريعة الحقة حيث ان الامام الحسين عليه السلام ترعرع في بيت كان الانسان فيه يمثل البشرية جمعاء
((مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً))المائدة الاية 32
ولذلك فمفهوم العقلانية هو الوجه الرئيسي
لسمة الانسان حيث يقول عليه السلام (انقاذ عقيدة مظلوم اهم من انقاذ حياته)
واذا ما تدبرنا الحديث فاننا نجد انه تناول انقاذ الانسان من التسطيح العقلي وتوجيهه توجيها عقائديا صحيحا كون ان التوجيه يضمن للانسان المساهمة في الحركة الفكرية للامة التي تعاني من الافكار السطحية مبتعدتا عن لب الشريعة الحقة تاركتا خلفها الكثير من الفراغات الفكرية
فالثقافة الانسانية الحقة ترى حياة الانسان مرتبطة بروحه لذلك نرى ان الامام اكد على التربية الروحية للانسان بصورة عامة والعناية باليتيم بصورة خاصة وعدم الاكتفاء بالشبع الجسدي

كون بناء الفكر العقائدي مقدم على البناء الجسدي المحض
فالطريق الاول يصل الانسان الى كمالاته الانسانية
والطريق الثاني لايمثل الا ضرورة غرائزية نتشارك بها مع المخلوقات الاخرى
فاذا ما اردنا ان نسير وفق مفهوم الانسان العاقل مبتعدين عن التسطيح الفكري فعلينا ان نكون واثقين من خطواتنا وان نعي انفسنا تجاه المتغيرات من خلال معرفة انفسنا اولا معرفة صحيحة لكي نتمكن من فهم الشريعة والوصول الى الكمال النسبي للانسان العاقل
ولعل تقسيمات النفس التي اشار اليها القرأن الكريم
{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }القيامة2
(يا أيتها النفس المطمئنة) الفجر 27
(إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ )يوسف الاية53
هي صورة حقة يمكن اعتمادها كمرجع علمي ونفسي في بحوثنا اذا ماتناولنا التربية الروحية
وموضوعة النفس قد تناولها الفلاسفة الماديين ايضا ومنهم سيغمويند فرويد في كتابه الانا والهو حينما عرف النفس على انها متكونة من الهو التي عبر بها عن الغرائز والانا الوسطى والانا العليا التي عبر بها عن الوجدان
فمعرفة النفس له الآثر البالغ في مدى تقبل هذه النفس للشريعة الحقة وهذا واضح في حديث الامام

ان هذا الصراع نراه يتجلى بوضوح بين فكر التعقل هبة الانبياء وبين ادعياء الفكر والتنوير الذين يروجون للتسطيح والتحجر العقلي في كتاباتهم المعاصرة رغم تغليفها بالنصوص القرأنية ليسهل تمريرها على بسطاء وفقراء العقيدة الحقة
فعلينا ان نتخذ خطوات فكرية ثابتة لنتمكن من الوقوف بعيدا عن التوهم والشك وكي نستطيع مراقبته والاحاطة به من خلال النقد والتحليل وعرضه على مرجعية الشريعة التي بدورها تكون ميزان الافكار

ومثلما تترك الافكار السطحية الكثير من الفراغات نجد ان الشريعة الحقة تمارس دور الراعي للانسان وتملء الفراغات الفكرية له ليتمكن من المساهمة في بناء الامة بناءا عقائديا صحيحا تكون الغاية منه الانسان
واذا ماتدبرنا قضية الامام الحسين عليه السلام وتجسيده للشريعة نراه قد قدم صورة حية لحديثه الذي ذكرنا حينما قدم النفس قربانا للفكر هبة الانبياء وهو يريد ان يقول ان الفكر الحق للانسان اهم من الحياة وان الافكار السطحية التي تروج ان الحياة اهم من البناء العقائدي هي افكار متدنية تخلق انسان فاشل يساهم في ارساء ثقافة التعويق لبناء الامة
وهذه اهم غاية اراد الامام الحسين عليه السلام ايصالها للانسان عبر فهمه للشريعة الحقة
اذن من هنا تبدا فكرة تشكيل الهوية للانسان وهي
اما هوية هبة الانبياء
او هوية الاجتهاد التوهمي

واذا ما اردنا ان نجد نصا مقدسا يمكن من خلالها ان نتدير هوية الانسان سنجد الاية الكريمة{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162
وحينما نتدبر الاية الكريمة نجد ان الله سبحانه وتعالي قدم الصلاة والنسك على الحياة والممات وبهذا نجد ان الامام الحسين عليه السلام وقضيته كان مصداقا للاية الكريمة وان الاصلاح الذي خرج له انما كان اصلاحا عقائديا وفق الشريعة الحقة وان الامة لابد لها من قائد وامام تم بناءه وفق الشريعة الحقة ليتمتع الانسان الفرد بحقوقه المنصوص عليها بالشريعة فتتم الامة الكاملة من خلال الانسان الكامل الواحد ونتيجة للفكر المتعقل حصلنا على ان الفرد يبنى من خلال الشريعة الحقة والتى وجدت من اجل تكريم الانسان لنصل الى الامة الواحدة التي ترى ان الشريعة توجب وجود الرب الواحد للشريعة فليس في الدار الا ديار واحد وهو الله سبحانه وتعالى
اذا لابد للامة من هاضم للشريعة الحقة يكون قادر على الوقوف فكريا وعقائديا بوجه القاضم للشريعة ونرى هذا الامر هو الذي اثر في ثقافة السلطة والثروة
فكما تكون الشريعة الحقة راعية نجد ان القاضم للشريعة يساهم في تسطيح الفكر العقلي
والا فمن اين جاءت فكرة التسلط على مقدرات المسلمين وجعلها بيد عائلة وهي من يجب توزيعها بموجب الشريعة لا بموجب مايراه القاضم
ونرى العقل السطحي حينما يطلب احد ادعياء الفكر التنويري معاقبة مخرج الفيلم المسيء للرسول ولايطلب اعادة الفكر السطحي الموجود في تراث المسلمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟