الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية و الحدود في الإسلام

سيف علي مرتضى

2013 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد ما سمي بـ " الربيع العربي " و إعتلاء القوى الدينية السلطة في دول " الربيع العربي " لتطبيق الإسلام كنظرية سياسية و إعتبار كل من يقف بوجه ذلك هو كافر فبالتأكيد قريبا سنصل الى نقطة دعوته بالمرتد و تطبيق حد الردة عليه و لكن برزت قوى سياسية متعارضة مع قيام الدولة الدينية ذات شعبية واسعة منها علمانية و منها يسارية و بالطبع تم تكفيرهما بوصفهما يتعارضان مع إقامة ( الخلافة الإسلامية ) لكن هل الدولة العلمانية هي فعلا ضد الدين ؟؟
بالحقيقة الدولة العلمانية لا تدعو ابدا لإقصاء الدين عن البشر بل لإقصاء الدين عن السياسية وفي ذلك حماية للدين من التشويه بإعتبار أن السياسة يجوز فيها كل شئ اما الدين فهو شئ روحاني ثابت لا تتغير مفاهيمه بتغير الزمان او المكان و حماية للأقليات في الدول التي تحتويها مثل العراق الذي يحتوى على شيعة و سنة و صابئة و يزيدين و مسيحيين , فلا يمكن لدولة أن توزع الحقوق بحسب الدين و المذهب و تكون دولة عادلة في نفس الوقت و مع ذلك يقال في اوساط الاحزاب الدينية أن الدين عادل !! فالعدل في هذه الحالة يكون من منطلق ما تعتقده السلطة أنه الدين الحق او المذهب الحق و بهذه الحالة فإن كل الأديان و الطوائف على حق فقط لأنها تقول انها على حق برغم من تعارضها !! .
نظرية الإسلام السياسي و العلمانية تتضادان في بعض الامور منها إقامة الحدود فالعلمانية ترفض رفضا قاطعا إقامة الحد على أي إنسان بل ولا تعاقب على بعض التصرفات التي تقام عليها الحدود في الإسلام كحد الزنا و حد الردة الذي هو ليس موجودا في القرآن بل تم الإستناد على إنهاء حياة شخص بسبب افكاره و معتقداته على بضع أحاديث و تصرفات ما بعد وفاة الرسول مع انها تتعارض و بصراحة مع الآية القرآنية ( لا إكراه في الدين ) !! فهل حقا نريد تشريع قانون يقضى بقطع رأس إنسان لأنه غير معتقده !!
و حتى إن اردنا ان نقف موقف إيجابي من الأحزاب الإسلامية مثل حزب الإخوان المسلمين في مصر نجد أن التعاملات العسكرية و المادية مع الولايات المتحدة الأمريكية و معاهدة السلام مع " الكيان الصهيوني " ما زالت موجودة مع ان ذلك يتعارض بشكل صريح مع الآية القرآنية ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ) و الفرق بينها و بين الدولة العلمانية في التعامل مع الولايات المتحدة و غيرها هو الغطاء الديني فقط .
إن التحول من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج امر في بالغ الصعوبة لكن بالتأكيد اول خطواته هو تجاوز المشاجرات التي اعيد إحيائها و التي بدأت منذ 1400 سنة وليس قتل الناس بسبب الأفكار و قطع الأيادي بسبب أخطاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 154-Al-Baqarah


.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م




.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي


.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه




.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد