الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل الى ابناء لم يولدوا بعد من أيام الرسائل الورقية

يوسف ابو شريف

2013 / 5 / 18
التربية والتعليم والبحث العلمي


أحبائي :
اليوم بلغت الثامنة عشرة من عمري، أطفأت شموعي ووقفت أمام المحتفلين بمولدي وفي حلقي تتزاحم كلمات ملتهبة قادمة من أعمق نقطة في مركز تعبيري، توقفت قبل أن أبث بكلماتي المتحفزة إلى من كانوا يتهيؤون للاستماع إلي وحاولت اعتصار حلقي لأخرج ولو جملة واحدة مما كان يثور في خاطري ولكني عجزت عن ذلك.
و درءا للحرج أمام الناس تناولت على الفور كلمات باهتة استدنتها من ذاكرة المجاملات الاجتماعية العابرة والقيت بها على المحتفلين من حولي ، ثم أنكفأت إلى زاوية من زواية المكان أبحث عن العطل الذي أصاب لساني؛ مترجم أفكاري، و بوابة نفسي إلى العالم الخارجي.فزادت حيرتي وضاق نفسي حين تأكدت بأن الأعطال المعروفة التي عادة ما تصيبه؛ كالخجل والخوف ليست هي سبب عجزه هذه المرة .
انتهت الحفلة، وما زالت ذات الكلمات إلى الآن مصلوبة على مخرج كلامي، ممنوعة من الخروج إلى مسامع أي بشري من حولي أو العودة إلى حافظة الأسرار والأفكار في وجداني، حيث المكان الطبيعي لكل الكلمات المخنوقة المتراكمة عبر السنين في جوفي. وثبتت كلماتي في مكانها هناك تسد مخارج أنفاسي، حتى صرت أحملها ثقيلة على وعيي، بالرغم من أن جمالا لا يضاهيه جمال قد خزّن فيها. ثم احترت في أمرها وهي تتقلب في خاطري كما يتقلب جنين في بطن أمه، تنتظره أن يخرج إلى الوجود بمخاض قد بكر؛ ثقله حب،وخروجه شوق وبقاءه في مكانه قلق.
كلماتي لم تكن صنيعة لحظة شعرت فيها بأني أعبر إلى عالم الكبار عبورا لا رجعة فيه وعلي في تلك اللحظة التاريخية أن أخلد نفسي بمقولة تستقر في تاريخي وتنحت في ذاكرة من هم حولي، بل كانت كلمات جمعت حروفها على مدى فصول حياتي الشابة حرفا حرفا، واصطفت آمالا وأحلاما ومخاوفا وأحزانا. صممها تكويني من أدق تفاصيل مشاعري، وركبتها عضلات قلبي لنوع من الأحبة لم ترهم عيناي من قبل، على الرغم من إحساسي بهم في كل يوم مشرق؛ يتسلقون عظامي، ويركضون في دهاليز دماغي، ويتزحلقون في مجاري دمي.
حروف كلماتي نقشتها نفسي بإزميل الأبدية، واستخدمت فيها لغة سرية لا يمكن أن يفهمها أحد غير اولاء الذين نقشت لأجلهم، فإن دخلت يوما إلى مسامع غير مسامعهم غرقت في بحيرة اللاشيء، أوذابت كما لو أنها ثلج سيبيري زار الربع الخالي في يوم حر. إنها تعابير يحفر القلم طريق جريانها ولا يكتبها، أو رسومات تدب فيها الحياة في أعين أصحابها وتبقى جامدة في أعين غيرهم . فأهلا بكم أحبائي في عالمي؛ عالم أبيكم ، ذلك العالم الذي هرّبته من واقع ليس لي يد في صنعه ، إلى أرض حلمي بكم ؛الحلم الذي صنعنا أنا وأنتم أدق تفاصيله وخططنا لكل حركات الفرح فيه ، فكنتم تناولونني أدواتي وأنا أبنيه أمام ناظركم، وأرفعه فوق رؤوسكم فتفرحون ببنائه ، وتكثرون من أسئلتكم عنه، وأطيل لكم في شرحي وأنا أجيبكم .
فاقرأوا رسائلي التي كتبتها جيناتي، ودققتها حياتي ، وختمتها ابتساماتي . واتركوني اقرأ ردودكم عليها في نبضات قلبي التي تتسارع حين تزوروني وتطيلون زيارتكم إلى خيالي .

2
أي ابنائي :
استيقظت من سبات الطفولة باكرا. أيقظني إزعاج أصوات واقعي التي كانت لا تطيق أن ترى طفلا ينام قريرا في سرير براءته. وصرت أحلم منذ ذلك الحين أن ألملم طفولتي التي تبعثرت بين بؤسي، واستعجال الدنيا على خطفي من عالم بريء أحببته، الملمها وأنتم كيسي الذي أجمع فيه لمامها .
حلمي الذي كان يراودني في سباتي صار يلاحقني في حياتي ، فعبث بروحي عبثا جميلا،ومنعها من أن تكبر كما تكبر الأشياء من حولها ، ثم سيطر عليها حتى جعل من واقعي الذي أعيشه غربة، وما يدور حولي طيف لا أفقه منه شيئا، وحول حياتي إلى قربان على مذبح الأمل بقدومكم، فصرت أعيش أيامي قبلكم وكأني لم أنطق في حياتي سوى لغة الأحلام ـ لغتي ولغتكم ـ. ولم أعش إلاّ في بلادها.
لم يكن ليسرني حتى أن تتحقق أحلامي وأنتم في عالم الغيب بعيدا عني، لأني لم أحلم يوما ولم أتمن أن تتحقق أحلامي إلاّ بمعيتكم.
هناك في عالم الأحلام النظيف ولدتم أنتم ، بشرا يأكلون ويشربون ويلهون ويحييون حياة سحرية معي ، وطال مكوثكم في خاطري، في انتظار أم بشرية تأخذكم إلى رحمها، فتردوا بعد ذلك إلى عيني فامسح برؤيتكم دمعاتي ، وأبصر النور بأطلالة وجوهكم علي .

3
أي ملوك أفكاري :
أكثرت من السؤال عني وعنكم ، كيف ستتقبلونني وأتقبلكم، وهل ساكون لكم قدوة تسعدون بصحبتها صغارا، وتفتخرون بوضع اقدامكم على أثرها كبارا ! أم سأكون عبرة تعتبرون من فشلها وتكرهون سوء معشرها وتخجلون من ذكرها ؟! هل ستسعدكم لحظات نجلس فيها معا لنلعب لعبة أو نقرأ كتابا ،و ستهرعون لاستقبالي بفرحة وأنا عائد إلى البيت مساءا، وتتعلقون على صدري كما يتعلق العقد على صدر حسناء؟
ثم تكبرون وأصاحبكم، فتسرون لي بما في نفوسكم كما لو كنت من أصحابكم أبناء جيلكم ، وأجادلكم فأقنعكم أو تقنعوني ، وأصارعكم فاهزمكم وتهزموني .
لقد أعددت طويلا لأصنع إجابات ترضيكم وتبهج حياتكم على كل ما دار في بالي عنكم من أسئلة ، فكنت أغوص في أعماق نفسي لأنتشل لكم كنوزا غرقت مع حطام حياتي، وأضعها أمامكم تتحلون بها وتزينون بها حياتكم . كنت أراقب الآباء الصالحين وأتابع مسالكهم، ثم أقيم مقاما طيبا في أذهانهم عل شيئا من دفء أبوتهم يصيبني فأحمله لكم. ثم أرصد السيئين منهم لأنفّر نفسي من قسوتهم، وأجاهد نفسي لأحيد عن مسالكهم. أحلم بابتسامة رضى أراها على محياكم تعبرون بها عن سروركم بالمقام في أسرة أنا ربها ، بأمان أراه وأنتم تشقون طريقا معولي يجتث مع معولكم أشواكه .
قرأت لأبحث عن حكمة أقولها لكم إن ضاقت بكم حكمتكم، وكتبت لتجدوا في أوراقي فكرة دارت في خلدي وغابت عن أذهانكم ،بكيت لكي لا يعتاد قلبي على قسوة أحملها إليكم، وضحكت حتى لا تأخذ شفتاي قالبا متحجرا وأعجز عن تقبيلكم في يوم تكون القبلة فيه دواءا يخفف عنكم . حسنت أخلاقي و سلوكي وحاربت ما ساء من طبعي والقيت ما أكرهه من خلقي خارج حياتي . رققت مشاعري وثقفت نفسي وهذبتها، ونظفتها مما قد يعلق بها من جراثيم سوء معيشتي، حتى لا أكون لكم في يوم ما مصباحا بضوء خافت، أو شمعة تحملونها وتخافون في كل لحظة أن تنطفيء وتضلون الطريق حين يغيب ضوؤها .
كل ذلك لأني أراكم دائما بشرا استثنائيين؛ أبطالا خارقين، وعلماء أفذاذ، وأمراء من أمراء الحكايات، يستحقون أن يمنحوا أبا جديرا بأن يكون جذرا لهم .
كنت أخزن ألعابي التي لم أحصل عليها صغيرا في صندوق أحلام وردي، حتى أخرجها لكم واقعاً في يوم ما . فيعجب الناس من صبي حرم وفرح، بدلا من أن يحرم و يبكي ، لأنهم لا يعلمون بأني حين حرمت وضعت ماحرمت منه في صندوقي الجميل لكم . وحين كانت العواصف تهب علي وتخيفني كنت أضعكم في حضني وتضعوني في أحضانكم فاشعر بطمئنينة في دفء أحضانكم وأحس بأن العاصفة لم تنفخ ريحها إلاّ أملا في غد سأراه في وجوهكم أكثر إشراقا من الشمس ذاتها


4

أي عصارة أحلامي
سيأتي يوم ويصل آدم اليكم، سيأخذ خطي وخط أبي كما كان يفعل منذ آلاف السنين ويدق أبوابكم ، وسيتحقق الحلم الذي يسعى اليه بنوا البشر في الأبدية . ويدفعون في سبيله أغلى ما يملكون.... وأفرح حين تولدون كما فرحوا حين ولدنا. ثم أسلمكم الشعلة، وتتنفسون ما بقي لي من أنفاس . لتفرحوا بعد ذلك حين يولودون كما فرحت حين ولدتم.
ولأني لا أختار أبنائي ولا تختارون آباءكم فتعالوا بنا إلى كلمة سواء بيننا ، أن أفني عمري أبحث لكم عن واقع تقبلون أن تعيشوه تحت مظلة أبوتي، على أن تتركوا لي لحظات من عمركم لتروني ماضٍ أحببت أن أعيشه في جنة بنوتكم، فنتبادل الآمال والأحلام حين نعيش واقعنا تحت سقف محبة واحد. فأنا لم أر فيكم يوما تكثيرا لنسلي وفخرا بفحولتي، بل أنتم عندي تطوير لكياني ، وامتداد لإنسانيتي . فليتني أرحل معكم رحلة، فتسبقوني خطوة واحدة إلى الأمام يوم تنتهي مهمتي معكم، و تكلل أبوتي معكم بالنجاح، ونحقق هدف البشرية بمحاولة السمو عن كل مكونات الأرض من أشياء. فذاك سمو لا يأتي إلا بالبحث المضن عن الذات، ودراسة النفس في كل لحظة من اللحظات، لأن معرفة النفس هي خير المعارف تلك هي المفتاح الذي يفتح لكم باب العلوم كلها ، لأنكم إن عرفتم أنفسكم وما فيها صار من السهل عليكم أن تتعاملوا مع الكون من بشر وما فوق البشر وماتحتهم، وسهل عليكم اتخاذ قراراتكم في حياتكم بعلمها وعملها . فهيا بنا أحبابي لتعبروا أنهار السوء فوق جسر محبتي. وتقطفوا طيب الحياة وأنتم تتسلقون كتف أبوتي.

أبوكم المشتاق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أهل هذا معقول
سليم النجفي ( 2013 / 5 / 19 - 13:47 )
النص المكتوب يا عزيزي الكاتب نص عالي اللغة عميق المعاني ...لا اصدق أن شابا في الثامنة عشر من عمره يمكن أن يكون شعوره قد تطور بهذه الطريقة بحيث يستطيع كتابة نص كهذا . مع أني لا انفي قدرة الكثيرين على إبداع نصوص عالية اللغة وهم أصغر من هذا العمر


2 - أحاول استخراج فكرتك
يوسف أبو شريف ( 2013 / 5 / 19 - 14:03 )
عزيزي سليم : بكل صراحة لم أفهم مغزى تعليقك حين قرأته مستخدما أدوات اللغة العادية لكني استدرجت فهمي الفطري قليلا محاولا تحليل ما قد تكون قد رميت اليه في تعليقك فخرجت بالفهم التالي للتعليق :ـ
تقول بأن الموضوع عالي اللغة عميق المعاني
وتقول بأن الكثير من الشباب الصغار لديهم موهبة فذة يستطيعون كتابة نصوص عالية اللغة عميقة المعاني كما هو حال الكاتب
ولكنك لا تصدق بأن يكون شاب صغير مثل الكاتب قد تطور عنده شعور الأبوة أو تطور بشعوره الأبوي بحيث يستطيع ابداعه وصف حالة أبوية دقيقة لا يشعرها سوى الآباء الحقيقيون وكان هذا هو سبب تضاؤل اقتناعك بواقعية النص
إذا كنت قد أصبت عزيزي سليم أرجو أن ترسل لي تعليقا بالموافقة حتى نكمل هذا النقاش الذي اراه غاية في المتعة لأنه مبني على ملاحظة ذكية جدا منك


3 - شكرًا عزيزي الكاتب
سليم النجفي ( 2013 / 5 / 19 - 20:03 )
هذا ما قصدته بالضبط
ولم يغب عن حسك العالي بالأشياء ما أريد قوله
والآن أطالبك بالنقاش الذي وعدتني به والذي هو في غاية المتعة
ولن اقبل بأقل من المتعة


4 - سانضم اليكم
ابونضال ( 2013 / 5 / 19 - 22:24 )
كنت ساثني على النص بملاحضات اقل ذكاءا مما تفضل به السيد سليم. ولكني ساضم صوتي الى صوته بالمطالبة باللنقاش الممتع. وساكتفي حاليا بمتابعته.وساعلق لاحقا كي لا اقطع نقاشكم الممتع.ولكن ارجو ان تدعو لي مساحة للتعليق وان تستخدمو لغة اقل بلاغة حتى لا تفقد كلماتي رونقها امام جمال حواركم. وبلاغة وابداع وجمال المقالة كافي لتتواضع امامها جميع الكلمات.


5 - درس في التربية.. أبدعتَ في الكلمة والتعبير والمشاعر
ليندا كبرييل ( 2013 / 5 / 20 - 03:26 )
أستاذ أبو شريف المحترم
إن ما كتبته درس بليغ في التربية لأبنائنا، تأثرت جداً ومسحت دموعاً وأنا أقرأ العبارة التالية

بكيت لكي لا يعتاد قلبي على قسوة أحملها إليكم، وضحكت حتى لا تأخذ شفتاي قالبا متحجرا وأعجز عن تقبيلكم في يوم تكون القبلة فيه دواءا يخفف عنكم

نص أدبي راق حقاً . أتمنى أن تحقق أحلامك وأنت الآن أب فيكون أولادك تطويراً لكيانك وامتداداً لإنسانيتك كما رغبت ..
وكما يجب أن نرغب
احترامي وتقديري


6 - عزيزي سليم
يوسف أبو شريف ( 2013 / 5 / 20 - 07:21 )
النص المكتوب أمامك كتبه صاحبه لاول مرة وهو في السادسة عشرة من عمره ثم أعاد صياغته وهو في الرابعة والعشرين وأخيرا صار شكل النص كما هو أمامك حين رأى الكاتب أبناءه لحما ودما

من حيث الأفكار لم يغير الكاتب اكثر من 10 بالمئة من النص الأصلي

ومن حيث التعابير وبلاغتها حاول الكاتب نزع الكثير من الانفعالات من النص بعد أن صار رجلا مجربا في الحياة لكنه لم ينجح كثيرا لأن نصا كهذا مبني في الأصل على الخيال والعاطفة يفقد مصداقيته والكثير من جوهره حين تنزع عنه انفعالات الشاب صاحب ال16 عام

صدقني يا عزيزي سليم بأن الأبوة من وجهة نظر صبي تيتم فحرم من الأب أو شاب وهبه الله ابا الهاه حب نفسه عن حب من هو سواه . لها معنا أعمق من اب يعيش ابوته بروتينية ولا يعرف من ابوته سوى انه يجلب المال للبيت ليشتري به سلطة


7 - الصديق العزيز ابونضال
يوسف أبو شريف ( 2013 / 5 / 20 - 07:32 )
كما عرفتك منذ أن بدأت تتحفني بمداخلاتك فإن البلاغة لا تنقصك ولا ينقصك فهمها

ولا ينقصك حتى ان تبدع ما هو أبلغ وافضل مما جاء في النص اعلاه ... وأنا حين كنت أنوي تصويب قوسي ليصطاد حوارا ممتعا فإنا اقصد حوارا بيني وبين الجميع ولا اقصد فقط الاستاذ سليم مع شكرنا الشديد له لأنه هو الذي بدأ ...وهو الذي حدد مستوى الحوار مسبقا باحساسه العالي


8 - الاخت ليندا كبرييل
يوسف أبو شريف ( 2013 / 5 / 20 - 07:53 )
من فضائل الواقع الافتراضي الذي نعيشه اليوم هو انه يترك لنا حرية صناعة الشخصيات بعد أن يهييئ لنا بعضا من ادوات هذه الصناعة
عدة تعليقات في عدة سطور كاتبتها تدعى ليندا كبرييل يقرأها رجل اسمه أبو شريف فتكفيه تلك السطور ليصنع منها شخصية حساسة ذواقة تعمل جاهدة على تطوير روحها تحاول انسنة ما تقرأ بالبحث عن انسانية من تقرأ لهم



أفرح دائما بتعليقاتك...لدرجة انني في الفترة الأخيرة كنت اتخيلك تقفين جانبي حين اكتب
اهلا بك دائما


9 - الأستاذ المحترم أبو شريف، مرة أخرى لو سمحت
ليندا كبرييل ( 2013 / 5 / 20 - 08:51 )
الحقيقة أني كتبت لك تعليقاً قريباً جداً لما سجلته حضرتك في ت 6 ، ثم حذفته متصورة أنه شعوري الخاص وقد أكون مخطئة في تقديري
أنا أيضاً كتبت أشياء كثيرة وأنا صبية صغيرة في الإعدادية ، تاري يا سيد أبو شريف أمي كانت تحتفظ لي بكل تلك الأوراق التي أكتبها من هنا ثم أرميها ، ثم جاء وقت ليس بالبعيد عندما أظهرت لي كل ما يتعلق بي ، فدهشت ، وشعرت أن ما كتبته قابل لأن يكون المادة الخام لمواضيع برؤية جديدة أكثر نضجاً
لا تتصور فرحتي وأنا أقرأ مذكراتي بخط يدي ، أخذت الآن في تعديلها والاعتماد على الكثير منها
يبدو أن لديك ميلاً أدبياً مبكراً وأستغرب أنك تأخرت حتى تعلن عن نفسك كاتباً قديراً
تعرفت إلى قلمك الرفيع قبل ثلاثة أو أربعة مقالات، لم أكن أعرفك من قبل ، فحسناً فعلت أن دخلت بهذه القوة
أشكرك أستاذ على ردك الطيب، لا يمكن للقارئ أن يمر مرور الكرام على مثل هذه المشاعر الصادقة النبيلة
ولماذا أنا بالذات كنت تتخيلني أقف إلى جانبك هاهاها
إن من يحيطون بك في البيت هم الدافع الأعظم لما سجلته باقتدار
تحياتي وسلامي لحضرتك وأرجو أن أقرأ لك دوماً وشكراً


10 - الأستاذة ليندا كبرييل
يوسف أبو شريف ( 2013 / 5 / 20 - 12:57 )
ما حصل لك مع الوالدة كان يحصل لي ولكن مع اعز صديق لي ذلك الذي كان يحتفظ لي بكل قصاصة ورق كنت أكتبها ، بل بدفاتر الإنشاء المدرسية ،ذلك الصديق مازلت أحتفظ بتواصل ممتاز معه على الرغم من ربع قرن من البعد القاري بيننا وما زال إلى اليوم يفاجئني بهدية من تاريخي في كل مرة ألاقيه بها.ـ

صدقيني عزيزتي ليندا ، لو كان الأمر يتعلق بي لما أعلنت عن نفسي أبدا ، لكنها اصوات من هم حولي في عالمي الواقعي والذين كما يقولون بالأردنية (كبروا راسي )ـ حتى رضخت لهم وباشرت بنشر شخابيطي .... لا وباشرت بالبحث عن ناشرين لينشروا لي روايتي الإثنتين
كما ترين أختي الفاضلة فإن المحرك الأعظم لكل ما أكتب هم أسرتي كما ذكرت أنت
ولكني حين ذكرت لك بأني حين أكتب أرى رأيك أمامي ذلك لأن تعليقاتك تجمل كتاباتي ، فأحس بأن ما أكتب قد خرج للتو كما تخرج النساء بعد زيارتهن ل(جويل ) في برنامج انت أجمل .... هل تتابعين البرنامج ؟؟؟؟؟؟

ليتني أقرأ لك قريبا .... فمن يكتبون في هذه المجلة ليسوا بأقدر منك على التعبير أو اختيار الكلمات


11 - وعدت فاوفيت
سليم النجفي ( 2013 / 5 / 20 - 13:22 )
عزيزي الكاتب
اصدق الآن عزيزي أن صبيا قد يطور مشاعره ويسارع من خطى تطورها نحو الحكمة0 تدفعه تدفعه مأساة ما أو حلم ما إلى تلك العجلة

أشكرك عزيزي واشكر الأستاذة ليندا التي ذكرتني بأيام محاولاتي الشعرية الأولى حين كنت اعرضها على أستاذي فيبدي لي إعجابه بها لكنه على العكس من السيد الوالدة كان يمزقها ،ويقول لي هذا التمزيق حتى لا تنظر إلى الوراء
بعد أن قرات قصتك مع الوالدة يا ليندا أقول اليوم سامح الله أستاذي الذي مزق لي 20 قصيدة لو انه احتفظ لي بها لكنت استخدمتها اليوم كأساس لأعمال ناضجة

قد وعدت بالمتعة فاوفيت عزيزي .......الحمد لله أن المتعة التي جاءتنا لا تشبه المتعة الموجودة عندنا في العراق.... فالمتعة يا إخوتي لها هنا في بلادنا معانٍ أخرى ليس لها دخل بالإبداع


12 - الأستاذ سليم النجفي والأستاذ أبو شريف المحترمين
ليندا كبرييل ( 2013 / 5 / 20 - 14:45 )
شكراً يا سيد سليم على التحية وتفضل احترامي وتمنياتي أن تستعيد محاولاتك الشعرية في الوقت الراهن فقد نضجت تجربتك وبإمكانك أن تعبر الآن بشكل أفضل
دخلت متأخرة على ميدان الكتابة ويا ليتني سعيت في وقت مبكر ، الكتابة شيء ممتع حقاً
أستاذ أبو شريف
حسناً فعل أصدقاؤك ، وما تكتبه ليس بشخابيط أبداً . . أرجو أن تعمل على نشر روايتيك ، ويا ليتنا نطلع عليهما هنا في الموقع .
لست أيها الكريم من هواة التلفزيون للأسف ، المعذرة أني لا أعرف البرنامج المذكور لكن الفكرة وصلت . أشكرك وأعتقد أن القراء هم مرآة الكاتب فيهم يرى نفسه .
أخجل عن أعلن عن نفسي ، .. إلا أني نشرت مؤخراً مقالاً جعلته على حلقتين
الرقص خمرة المرأة ونشوتها
شكراً لرأيك بما أكتب وأتمنى أن أكون عند حسن ظن القارئ لأستمر بدوري
مع احترامي وتقديري


13 - مدرسة ادبية
ابونضال ( 2013 / 5 / 20 - 23:52 )
كنت ساثني على جمال النص وقوته وبلاغتة ولكن تعليقات الاعزاء القراء فتحت باب اوسع للنقاش والنقد. فاسلوب الكتابة لم اعهده من قبل ولعل سر هذا الابداع كشفه السيد سليم بسؤاله. حيث كتب النص بزمنيين مختلفين. زمن المشاعر وانفعالات و ثورة الشباب عند الكاتب وزمن النضج الادبي والعاطفي . وزمن الخيال والواقع. والحلم والحقيقة . فولد هذا الابداع من زواج مختلط حاملا بين سطوره اسباب الابداع لكل مرحلة فابداع الكاتب الشاب ياتي من انفعالاته وصاحب التجربة من حكمته ونضوجه . وبرغم اختلاف المشاعر لدى الشاب الحالم والاب الذي يعيش المرحلة والتناقضات بين الشخصيتين الا اننا نجد النص متناسق وكأن الشخصيتين قد عقدا صلحا واتفقا على نقاط التلاقي عندهم ليخرجوا بهذا الابداع.
الحقيقة اسلوب ناضج وبليغ جدا ومشاعر عالية لم المس مثلها بحياتي.


14 - شكر للكاتب
ابوعمرو ( 2013 / 5 / 21 - 07:35 )
كنت سأصدق الكاتب حتى لو زعم ان عمره عند كتابة المقال كان عشر سنوات بل ذلك ادعى لأن ابرر ملامسة كلماته لشغاف قلبي واعذرها في تحرير دمعتين من عيني كما فعلت مع الاخت ليندا ....

برأيي الخاص ان الكاتب عكس شعورا راقيا لطفل يرسم في ارض احلامه صورة على صفحه بيضاء لاباه كما يأمل ان يراه ....

ولم تحن ولادة هذا الاب الا عندما ولد ابناء الكاتب فأستجمع كل مااوتي من الاحلام ليمنع اولاده من رسمه حلما بل واقعا محسوسا ....

ابداع ما بعده ابداع يا استاذ يوسف ابوشريف استمر في اتحافنا مع الشكر

.......................
(((أن أفني عمري أبحث لكم عن واقع تقبلون أن تعيشوه تحت مظلة أبوتي، على أن تتركوا لي لحظات من عمركم لتروني ماضٍ أحببت أن أعيشه في جنة بنوتكم، فنتبادل الآمال والأحلام حين نعيش واقعنا تحت سقف محبة واحد. فأنا لم أر فيكم يوما تكثيرا لنسلي وفخرا بفحولتي، بل أنتم عندي تطوير لكياني ، وامتداد لإنسانيتي . فليتني أرحل معكم رحلة، فتسبقوني خطوة واحدة إلى الأمام يوم تنتهي مهمتي معكم )))

كلمات تكتب بماء الذهب


15 - كلمات اكثر من رائعة
كاترينا ( 2013 / 5 / 21 - 08:48 )
سيدي الكاتب اشارك المعلقين ارائهم فعلا مشاعر رائعة صادقة صيغت بطريقة ادبية رفيعة
فعلا نص مذهل ورائع خصوصا انه تطور مع الزمن؟
مااحلى ان نرجع الى لفافات الورق القديمة ونستخرج منها العبر احيانا افعل هذا افتش على خواطري القديمة لاتذكر سنين حلوة فأجد افكار احتار فيها كيف بزغت في عقلي في تلك الايام البعيدة؟
احيانا نقص المعرفة افضل؟
يعطيك بعضا من التركيز مش زي حالتنا هلا بننسى وين بنحط الاشي
حتى اذا مرت على الفكر خاطرة نطردها لاننا لا نريد ان ندخل انفسنا بمتاهات جديدة ؟
انا ايضا فكرت بماذا ساعلم او اوجه لاولادي هل سيصبحون مثلي
لست معجبة بنفسي لذا لا اريد ان يكونوا مثلي مثلا اريدهم اقوي واقعيين غير خجولين الخ ..
تاري يا استاذ كله بالوراثة؟
اخيرا اشارك الاستاذه الرائعة ليندا احاسيسها عند قراءة العبارة المقتبسة من النص
بكيت لكي لا يعتاد قلبي على قسوة أحملها إليكم
حسنت أخلاقي و سلوكي وحاربت ما ساء من طبعي والقيت ما أكرهه من خلقي خارج حياتي . رققت مشاعري وثقفت نفسي وهذبتها، ونظفتها مما قد يعلق بها من جراثيم سوء معيشتي
تحياتي،،


16 - صديقي ابا نضال
يوسف أبو شريف ( 2013 / 5 / 21 - 08:54 )
أحسنت عزيزي ..وكأن الموضوع كما قلت أنت ::::أبن يكتب وأب يصحح له


17 - أبا عمر
يوسف أبو شريف ( 2013 / 5 / 21 - 09:05 )
فكنت أشكو لابوتي الخيالية ظلم ابوة أبي الحقيقة أو أهرب من حنانه شيئا عبرحدود المستقبل ، عله يصلكم في يوم قاس لاشمس تشرق فيه


هذا التعبير عزيزي هو جزء من هذه الرسائل ......احتفظت بها فإذا بك تقولها بتعبير آخر


18 - كاترينا
يوسف أبو شريف ( 2013 / 5 / 21 - 13:06 )
حق ما تقولين يا كاترينا

أحيانا يخشى المرء أن يقرأ الفكرة الجديدة ليس لمجرد أنها تجلب وساوس وتضع في متاهات بل لأن الكثير من الناس لا يريدون أن يلوثو براءة أفكار صادقة تمركزت في النفس بافكار لا يعرفون اين منبع الخبث في واقعيتها أو منبع الواقع في خبثها


19 - الاستاذ يوسف
ابوعمرو ( 2013 / 5 / 23 - 08:44 )


لعله ينطبق على اوراقك قول (وماخفي كان اعظم) يااستاذي المكرم

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية