الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في اللذة والسعادة

ابو الفضل علي

2013 / 5 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان تهذيب مفردات النفس وتثقيفها باتجاه الكمال النسبي الذي يتوازى مع الحكمة ، هو أهم المحاور التي يجب تبنيها في إحداث التغيير في النفس البشرية. فإذا ما جعلنا النفس في حالة الوسطية بين الذات المخلوق والإله ، فعلينا أن نجعل هذا الوسط ، يسبح في الشفافية والنقاء ؛لتتمكن الذات البشرية من رؤية ما لا يمكن رؤيته عن طرق أخرى حيث يرشدنا الى ذلك أهل العلم والايمان ، فالبخل والجبن والحقد والحسد والنميمة والسقوط في حبائل الشهوات المفرطة كل هذه الأمور تدفع إلى حالة ضبابية تؤثر وتتأثر بها النفس البشرية ؛ الأمر الذي يؤدي إلى انعدام الرؤية بين الذات والإله، وعكس ذلك كلما أراد الإنسان أن يستثمر الواسطة في الوصول إلى اتصال حقيقي مع فيض الله كلما وصل إلى مزيد من المعرفة التي لها خصوصية ولذة تجلب السعادة والاطمئنان للنفس والتي تختلف عن المعارف الحسية الاخر،فانفتاح أفق المعرفة عبر نقاء النفس يولد الفكر المتحرر من افراط الغريزة طلبا لما ستقدم عليه النفس من أمور الحياة واستعدادها الى عالم ما بعد الموت بعد تحررها من الجسد , فحدوث ولادة نتيجة لتحرر نفس معينة مطمئنة في عالم أخر وفق أطر مختلفة هو الخروج من الموت إلى اللاموت ومن الألم إلى السعادة واذا ما أردنا ان نعطي تعريف للسعادة فاننا بلاشك لا يمكن ان نعطي تعريفا يمكن ان يحيط بجميع اشكال السعادات ، ولكن يمكن ان نعرف السعادة تعريفا تقريبيا ، وباعتقادي المتواضع ارى ان السعادة هي تحصيل حاصل اللذة المتأتية من الخير او الالم والتي يمكن ان يعبرعنها بحالة النشوة او الانتصار النفساني ان جاز التعبير حينما يصل الانسان الى غايته ، والسعادة يمكن ان تترك آثارها الحسية من خلال فيض سريرتها على الحواس او الجسد بصورة عامة ، فتكون النفس حينها اكثر ابتهاجا وحرية وتقف على طرف نقيض الضغوط النفسانية ، وهذا ما نقصد به الانتصار النفساني ،وهذا ما تنشده النفس التي أدركت إن الدنيا لا راحة فيها وبالتالي فالانغماس في حب الله يهيئ النفس إلى السعادة الأبدية ، إذن السعادة هي الغاية وما ينبغي للنفس أن تجاهد من اجله ، ونعتقد إن النفس جبلت على الابتعاد عن الألم ومسبباته والتقرب من اللذة بكل طوائفها واجناسها والوصول إلى كمالاتها وجمالها الذي تحاكي به وجودها ، ومن جملة ما تتحقق فيه اللذة والسعادة هو حب الله من خلال تجسيد الإنسان لإنسانيته فالاله حينما يكون حياً في الذهن سنجد عند ذلك الحرية من الرذيلة والموبقات وعندما يموت الاله سنجد عبوديتنا توسعت وكثر اسيادنا وتبعثرت انفسنا فأمتنا الاله والنفس والحرية معاً ،وحينما يشعر الانسان انه اصبح حرا سيجد الفيض الالهي في نفسه سائحا وهذا الشعور لا يختزل بمفردات اللغة ، فاللذة والسعادة التي تنتج من خلال الوصول لحقائق الاشياء هي اكبر من أن تحيط بها اللغة والسرد لإيصال الصورة لمن يبحثون عن طريق السعادة في ظل المعرفة ، ففلسفة المعرفة هي نتاج طبيعي لفلسفة المنطق الصحيح ، العلم تابع للمعلوم ، والإرادة تابعة للعلم ، والقدرة تابعة للإرادة والتأثير والإيجاد تابع للقدرة كما حقّق الشيخ ابن عربي في مواضع من فصوص الحكم . ونحن إذ نرى من الواجب علينا تقديم رؤانا وما جادت به أذهاننا المتواضعة من أفكار ارتدت جلبابا يتمكن من خلاله القارئ الكريم أن يستنبط ما يريد معرفته في مدارات هذا البحث المتواضع والذي بينا فيه بعض الأفكار التي تتناولها أفكارنا وما توحي به انطباعاتنا عن هذه الأفكار التي تدور في فلك فاهمتنا البشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط