الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الاسلام دين شمولي

احمد داؤود

2013 / 5 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ما هو الدين الشمولي : حسب فراس السواح هو في منشه عبادة كغيرها من العبادات .ولكن هذه العباده الجديدة الناشئة لا تقنع بوضعها المحدود ضمن الصورة العامة لدين القوم وانما تأخذ بفرض نفسها علي بقية العبادات في حركة دينية طموحة هدفها احلال نفسها دينا للقوم والاستيلاء علي الحياة الدينية للثقافة التي تنتمي اليها بل والي تعميم تجربتها الروحية علي الثقافات الاخري .

ويشير ذات الكاتب الي ان الدين الشمولي يتميز بعدة مميزات ويجملها في الاتي:

*انها تحمل طابع التجربة الدينية لشخص ما
*يعتقد مؤسسها بانه يمتلك الحقيقة المطلقة .
*ترفض التعايش مع العبادات الاخري وقد يتخذ هذا الرفض شكل الحرب المعلنة .
*تستمد وجودها من التبشير المستمر.

ولكن يبرز السؤال هل ينطبق مثل هذا الامر علي الاسلام ؛اي بمعني اخر هل يمكن وضع الاسلام في قائمة الاديان الشمولية :

كيف نشأ الاسلام :

يعتقد فراس السواح بان اي دين يتكون نتيجة تجربة فردية لشخص محدد ومن ثم يسعي ذاك الفرد الي تعميم تجربته الدينية علي المجتمع الذي يعيش فيه . وحسب ما تخبرنا المصادر الاسلامية فان الاسلام تكون عندما انهي محمد اعتكافه بغار حراء لمدة تقارب الشهر . فبعد عملية الاعتكاف برز محمد لاهالي مكة مدعيا بانه نبي مرسل من اله الكون .وقال ان ذات الله ارسل ملك يدعي جبريل ليكون وسيطا بينهما .واصبح يبشر بدعوته وسط مجتمع كان يعبد الاوثان . وتمكن من اقناع كثير من افراد ذاك المجتمع بصحة ما يذهب اليه .وبمرور الزمن كثر اتباعه . واصبح الاسلام الذي تشكل نتيجة تجربة دينية تعرض لها محمد الي دين رسمي يجمع العديد من اهالي مكة . ورغم انه يؤكد باستمرار بان الاسلام دين منزل وانه نبي مرسل من اله الكون الا ان كثير من الادلة تؤكد خلاف ذلك .بل انها تشير الي انه نتاج تجربة دينية فردية مدعمة باساطير الامم السابقة .
ففي الاسلام مجموعة من التعاليم والافكار يعتقد كثير من المؤرخيين انها مستمدة من تراث تلك شعوب واقوام سبقت المسلمين بمئات السنين.ومن تلك الافكار مثلا "فكرة خلق الانسان من طين " التي وردت في احدي الاساطير السومرية وفكرة الطوفان التي تتناول قصة نوح والتي ذكرت هي الاخري في اسطورة بابلية . كما ان فكرة الشيطان والنار والجحيم استمدتا ايضا من التراث الزرادتشي الذي يعتقد فراس السواح انه اول من خلق الشكل الحالي للشيطان .علاوة علي ذلك هنالك افكار وتعاليم اخري مستمدة من الاديان والمعتقدات الاخري وخاصة المسيحية واليهودية .بل ان بعض المفكرين يذهب للقول بان القران توراتي بسبب وجود نقاط مشتركة بينهما . ولكن ابرز ما يؤكد فكرة ان القران نتاج تجربة دينية لفرد محدد هو احتوائه علي المزيد من الافكار التي اثبت العلم عدم صحتها مثل فكرة ان الارض ممدة ومسطحة وان هنالك نمل يتكلم حسب ما وردت في قصة النبي سليمان وان البحر ينشق الي جزين مثلما ذكرت في قصة النبي موسي والملك فرعون وان الحجر ينطق ويجري وان الحمي تتكلم وان هنالك بغل يطير وان هنالك حمار يتكلم حسب ما تشير بعض كتب السيرة التي تقول ان حمار النبي محمد والذي يعرف بعفير كان يتحدث الي هذا الاخير .وان الله يتصف بصفات تعتبر حكرا علي الانسان من حقد وغل بل ان ذات الله يعلن بانه اكثر مكرا .ويضج الاسلام ايضا بالمزيد من الاخطاء اللغوية والتاريخية والتاقضات الصارخة .فهنالك نصوص قرانية تقول شي بينما هنالك اخريات تعلن الضد حتي يصعب علي المسلم الاجابة علي السؤال ايهما يتبع .ولكن فقهاء الاسلام ابتكروا فكرة الناسخ والمنسوخ من اجل اخفاء مثل هذه التناقضات .كما ان صورة الاله الذي يزعم محمد بانه من قام بارساله تشبه كثيرا صورة الانسان .ويكاد الانسان يعجز في التفريق بينهما .


امتلاك الحقيقة المطلقة :

عندما برز الاسلام للوجود كان يعترف بوجود اديان ومعتقدات اخري .بل ان محمدا الف بعض النصوص التي تعظم اللهة الوثنية مثلما ورد في قصة "الايات الشيطانية" .كما كان يؤكد باستمرار بان كل الاديان من عندالله .وانه لا فرق بين دين واخر . ويرجع ذلك في المقام الاول الي موقف محمد الضعيف ،اي بمعني انه كان عاجزا عن فرض ديانته علي الاخرين . ولكن ما ان اصبح محمد قويا حتي اعلن بان "الدين عندالله الاسلام ،ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلم يقبل منه " في اشرة واضحة منه بان الاسلام فقط يمتلك الحقيقة المطلقة اما الاديان والمعتقدات الاخري فهي بالضرورة خلاف ذلك .لذلك ظل يؤكد بان تلك الاديان تعرضت للتحريف .وانزل بعض النصوص القرانية التي تؤكد صحة ما يذهب اليه .وترتب علي ذلك انه الغي المشروعية عن كافة تلك الاديان .بل واعلن بان الله ختم فكرة النبوة به .وليس امام معتنقي المعتقدات الاخري خيار اخر سوي الايمان به او الموت والجزية .وبحجة انه يمتلك الحقيقة المطلقة اصبح محمد يعتدي علي الاخرين تحت ستار " اخراجهم من الظلمات الي النور" .بل واقسر كثير من الامم والشعوب لتتخلي عن معتقداتها وتؤمن بما جاء به .ومنح كل من يفعل ذلك الكثير من الامتيازات المادية والمعنوية .بينما توعد من يفعل خلاف ذلك بالنار والعذاب الاليم .وسن حد الردة الذي يحرم اي مسلم من تغيير ديانته بينما اباح لاصحاب المعتقدات الاخري فكرة التخلي عن معتقداتهم التي نزع عنها لباس المشروعية الالهية. وباعتبار انه يمتلك الحقيقة المطلقة اصبح يتدخل في الحياة الشخصية لاتباعه .وظل يقسرهم ليفعلوا ما يؤمرهم به حتي لو كان هذا الفعل ضد ارادتهم تحت ستار "عسي ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ".

يرفض التعايش مع العبادات الاخري

رغم ان الاسلام برز في بيئة تتميز بالتعدد الديني الا انه رفض التعايش مع الاديان الاخري بحجة ان الدين عندالله الاسلام .واتخذ هذا الرفض شكل الحرب المعلنة . و هنالك نصوص قرانية تدعو المسلمين لقتال الاخرين طالما انهم لايمنون به . وتقول تلك النصوص " قاتلوا ...حتي يعطو الجزية عن يد وهم صاغرون " " قاتلوهم حتي لاتكون فتنة" "قالتوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم " " وجاهدوا في سبيل الله " " قالتوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة " . كما ان محمد اصبح يرسل جيوشه الي مناطق نائية من اجل اسلمة الاخرين والقضاء علي كافة الاديان والمعتقدات الاخري التي قد تنافس ديانته الجديدة . كما حطم ذات الشخص كل الامكنة المقدسة الخاصة بالذين يختلفون معه في الاعتقاد . وخير الفئة الاخيرة بين الايمان به او الموت او دفع الجزية .وفي خلال عدة اعوام نجح محمد في القضاء علي كل الاديان والمعتقدات الاخري وجعل من الجزيرة العربية اكبر مركز اسلامي في الارض.

ورغم انتشار ثقافة حقوق الانسان في العصر الراهن الا ان رفض الاسلام التعايش مع العبادات الاخري الاخري قدب بلغ ذروته في اجزاء كبيرة من افريقيا واسيا. ففي السودان حارب المسلمين كل من يختلفون معهم في الاعتقاد .بل واعلنوا بان السودان دولة اسلامية رغم ان هذا الاخير قد دخل تلك الدولة في وقت متاخر . كما ان ذات المسلمين اصبح يتسهدفون اصحاب المعتقدات الاخري .بل وقاموا بتحطيم بعض امكنتهم المقدسة .اما في سوريا فقد نجحت الغزوات الاسلامية في القضاء علي اقدم الديانات التي شهدتها البشرية . واتخذ رفض المسلمين للعبادات الاخري عدة اشكال ،منها شكل الحرب المعلنة مثلما حدث في السودان ،والحرب الخفية التي يشعل فتيلها الارهابين والمتطرفين الذين يستهدفون المدنين والمنشآت العامة بحجة الدفاع عن الاسلام . كما تنشط الوسائط الاعلامية الخاصة بالمسلمين في تبخيس وتجريم اديان ومعتقدات الاخرين عملا بتعلميات الاسلام الذي يعلن بان الدين عندالله الاسلام .


التبشير المستمر :
اكثر ما ساعد في وجود الاسلام هو اعتماد اتباعه علي التبشير المستمر ، ويتخذ هذا التبشير شكلين: حربي وسلمي ؛حربي بمعني انه قائم علي الاكراه . وقد برع محمد بصورة كبيرة في مثل هذا النوع ،حيث استغل قوته العسكرية والاقتصادية من اجل اسلمة الاخرين قسرا بحجة اخراجهم من الظلمات الي النور حسب ما اشرت سابقا .اما النوع الثاني فقد تميز به مسلمي هذا العصر الذين استغلوا الحريات التي منحت لهم من اجل استقطاب اصحاب المعتقدات الاخري .وغالبا ما يرفعون شعار الاسلام مقابل الغذاء والكساء،اي معني اخر اذا ما اردت الغذاء والكساء او حتي المال فاعتنق الاسلام .


نعود للسؤال السابق: هل الاسلام دين شمولي :قلنا انه لكي يكون دينا ما شموليا فلابد ان يتميز بعدة سمات منها "انه نتاج تجربة دينية فردية ، انها تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة ،ترفض التعايش مع الاديان والمعتقدات الاخري ،تعتمد علي التبشير المستمر" ومن خلال تأملنا للقران جيدا وجدنا بان ذات السمات تنطبق فيه ،اي بمعني اخر انه تشكل نتيجة تجربة دينية تعرض لها النبي محمد ،كما انها يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة ويرفض في ذات الوقت التعايش مع الاديان والمعتقدات الاخري ،بل ان هذا الرفض قد اتخذ شكل الحرب المعلنة ،علاوة علي ذلك يستمد وجوده من خلال اعتماده علي التبشير المستمر .

اذاً طالما ان ذات السمات انطبقت عليه فهو بالتاكيد سيقع في خانة الاديان الشمولية .وليس في خانة دين القوم
الذي يؤيد فكرة التعايش مع الاديان والمعتقدات الاخري.

الاسلام ما بين الاستمرار والانقراض :

يقول فراس السواح بان اي دين شمولي سيكون امام اثنين :اما انه نجح في استيعاب بقية العبادات الاخري وفرض نفسه دينا للقوم اولا وللاقوام الاخري ثانيا او انه انقرض في نهاية الامر . ولكن رغم ان الاسلام نجح في فرض نفسه بالقوة علي الاخرين الا اني اعتقد بانه سينقرض ويندثر في نهاية الامر. وما يجعلني اتبني مثل هذه الفرضية هو ان الاسلام دين انتشر بالعنف والاكراه وما انتشر بمثل ذلك سيكون مصيره الحتمي الاندثار والانقراض. علاوة علي ذلك فانه عجز عن اشباع حاجات اتباعه للدرجة التي جعل الكثير منهم يفضل فكرة الخروج عليه . كما ان ماجاء به من تعاليم وافكار اثبت العلم عدم صحتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي