الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين هو المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء؟ المسجد الأقصى في فلسطين بناه الأمويون ولم يكن موجودا وقت نزول السورة

نبيل هلال هلال

2013 / 5 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول التراثيون إن الإسراء كان إلى المسجد الأقصى في فلسطين , وذلك هو ما آمن به المسلمون طوال أربعة عشر قرنا من الزمان مع أنه غير حقيقي ,ففي وقت نزول هذه الآية لم يكن في فلسطين كلها مسجد بهذا الاسم ! وما يتوجب علينا إدراكه على الفور هو أن الخطأ مميت , ولا ينبغي بأي حال أن يكون الصمت والاندهاش هو الجواب الوحيد على السؤال : أين كان هذا المسجد الأقصى الذي أشارت إليه الآية الكريمة؟ إن سلّمنا بأنه ذلك المسجد المسمى الآن بهذا الاسم في فلسطين المحتلة نكون قد وقعنا في خطأ تاريخي مخجل , فوق أنه خطأ يطعن في مصداقية كلام الله , في حين أن تصحيح هذا الظن الموروث يثبت لمن لا يعلم أن هذا القرآن هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ولا ريب أن الضلالات التي يقودنا إليها السكوت أخطر من تلك التي يقودنا إليها الجهل . ويظن بعض الناس أن المبنى ذا القبة المذهبة في مدينة القدس هو المسجد الأقصى , وهذا غير صحيح , فذلك المبنى اسمه " قبة الصخرة "إذ يعلو صخرة يعتبرها الناس مقدسة , وليس به حائط للقبلة يوجه المصلين تجاه الكعبة , وليس بمسجد فليس به مساحة كافية لكي يصلي الناس فيه . ويظن المسلمون أن عروج النبي كان من فوق تلك الصخرة , ويظن المسيحيون أيضا "أن عروج"أخنوخ" و"إيليا" إلى السماء كان من فوقها , وأن أثر قدم "أخنوخ" محفور عليها ( المرجع: كارين آرمسترونج – القدس مدينة واحدة وعقائد ثلاث - ص 406 -ترجمة د.فاطمة نصر ,د. محمد عناني ) . وجاء في الموروث اليهودي أن صخرة القبة تحتل موقع المعبد اليهودي الذي كان قد أقيم في المكان الذي قدَّم فيه إبراهيم ابنه أضحية فيه(بحسب زعمهم) .وقد بنى هذه القبة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في سنة 691 ميلادية ."وكان عمر بن الخطاب قد بنى مسجدا خشبيا متواضعا في القدس عُرف باسم مسجد عمر وذلك في موقع المسجد الأقصى الحالي. وفي سنة 709 ميلادية شيد الخليفة الأموي الوليد ابن عبد الملك مسجدا جديدا محل مسجد عمر, وقد تعرض المسجد الذي بناه الوليد للتدمير مرات عديدة وأعيد بناؤه وأُحدثت به بعض التغييرات" ( المرجع : كارين آرمسترونج – القدس مدينة واحدة عقائد ثلاث - ص 407 بتصرف) . ومدينة القدس لم تكن معروفة لدى العرب بهذا الاسم , فكانوا يسمونها "إيلياء" كما عُرفت باسم بيت المقدس لكن الخلط واضح في تراثنا بين بيت المقدس والمسجد الأقصى : انظر الزمخشري إذ يرى أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس وذلك كي يتمكن من التوفيق بين ما جاء في أول آيات سورة الإسراء من إسراء النبي إلى المسجد الأقصى وهو يعلم أنه ليس ثمة مسجد بهذا الاسم وقت نزول الآية , ولم يكن أمامه غير أن يعتبر أن المقصود بالمسجد الأقصى هو بيت المقدس , فهو يقول:" والمسجد الأقصى: بيت المقدس , لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد" (الإمام محمود بن عمر الزمخشري – الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل.- الجزء الثاني – ص 648 ) . غير أنه أصاب جانبا من الحقيقة إذ يرى أن المقصود بالمسجد الأقصى مكان وليس مبنى , وعلل البركة فيه (الذي باركنا حوله) بأنه محفوف بالأنهار والأشجار المثمرة ! ذلك كان التفاف السلف حول حقيقة عدم وجود المسجد الأقصى وقت نزول سورة الإسراء , ولم يعدم الخلف مثل ذلك الالتفاف , "فقد ذكر علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر سنة 1969 أنه يوجد سور في أورشليم يحيط بمسجد الصخرة المعروف الآن , وبعض الأبنية , وأن المسجد الأقصى قديما يطلق على المساحة التي يضمها هذا السور وأن الإسراء وقع في هذه المساحة ......., وحينئذ لم يكن في ذلك المكان بناء معروف بالمسجد الأقصى ,ولا آخر معروف بمسجد الصخرة المشرفة , ولا سائر الأبنية المنتشرة في ساحة المسجد الأقصى , وإنما سمي في الآية بالمسجد ,لأنه مكان للعبادة ", انتهى كلام مجمع البحوث الإسلامية ( المرجع : مجموعة من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف – كتاب بيت المقدس في الإسلام – ص 68-69 , نقلا عن كتاب هيكل سليمان عند المسلمين وأهل الكتاب للدكتور أحمد حجازي السقا – مكتبة النافذة – ص 268 ). والأمرُ على ما سبق , يتطلب توضيح مراد الله , وإذا كان علينا ترغيب العقلاء في ديننا , فلن يكون ذلك بفارس يمتشق سيفه البتار ويمتطي جواده الأبيض ويمضي فاتحا البلاد والأمصار, وإنما يكون بدفع الشبهات عن دين الله , وسبيلنا إلى ذلك هو الحجة والبرهان حتى وإن كان على حساب الموروث من التراث الأصفر . وكتاب الله هو الوحيد الذي لم تمتد إليه يد بتحريف , وإن غابت عنا أحيانا بعض مقاصده فذلك لنقص فيما نعرفه من معلومات , ومع تنامي معارفنا تنكشف لنا أسراره ونعلم أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . انتهى المقال الأول من سلسلة :أين هو المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء؟ ويليه المقال الثاني إن شاء الله -بتصرف من كتابنا ....بين القرآن والتراث- نبيل هلال هلال البنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايه هى المشكلة بالتحديد استاذ رضا
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 5 / 19 - 19:39 )
تحياتى
لا ادرى صراحة ...ما هى الاشكالية التى تواجهك .كمسلم ومؤمن ..فى حادث الاسراء والمعراج؟؟؟
انكرت حضرتك المعراج ..وكتبت بعض المقالات .للرد على مقالاتك بصورة معينة ولم احظى بتعليق واحد عليها ولو بالنقد
ووجهت لحضرتك اسئلة فى اخر مقال ولم احظى ايضا باى رد
وها انت الان تنكر ايضا الاسراء كونه كان الى الاقصى فى فلسطين
طب اين الاقصى فى تصورك او دليلك استاذ رضا؟؟
ايه هى مشكلتك فى كونه فى فلسطين او فى غيرها؟؟
هل انت تسهل المسافة على ربنا ام انك تريد انكار ان للمسلمين حق فى القدس ؟؟
فيه ايه بالضبط؟؟؟
وما راى حضرتك فى تحويل القبلة من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام؟؟؟
ولماذا تعترض على كلمة مسجد وهى تعنى المكان الذى يعبد فيه الله ويسجد له باى دين
وهل المسجد الحرام كان موجود بمعناه الاسلامى فى مكة؟
لماذا اطلقت الاية على الكعبة المسجد الحرام رغم عدم وجود المسجد بمعناه ومبناه الاسلامى وقتها
اليس لان الله بوء لابراهيم مكان البيت كما تقول الايات؟
اذا البيت مكان قبل ان يكون بنيان ..والاثنان فى النهاية رمز ..فالله سبحانه لا يحده زمان ولا يحصره زمان
ارجو توضيح الامر
انا فى حيرة من امرك بصراحة جدا


2 - أخي الكريم شاهر
نبيل هلال هلال ( 2013 / 5 / 19 - 20:24 )
تحية الى الأستاذ شاهر ,يا أخي الكريم ,ليس بينى وبين العروج إشكالية ,إنما هي بين تراث يروج للخرافة ويصادم القرآن صداما مباشرا ,تعتب علىَّ عدم الرد على مقالاتك ,ذلك ليس لتجاهل وإنما لأن الردود جاءت ضمنا في مقالاتي التي لم تقرأها جيدا لفرط تحمسك لأفكارك المعتمدة على التراث ,وكيف تطلب تصديقك بينما كلام الله واضح واضح إذ يقول :{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ (تَرْقَى فِي السَّمَاء) وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }الإسراء 93 ----, (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ (أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ) وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ الأنعام 35


3 - هل تكذب الاحاديث الصحيحة لاجل ابحاث بعض مستشرقين
سلامة شومان ( 2013 / 5 / 19 - 22:08 )
لثابت في الحديث الشريف أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال( المسجد الحرام) قال: قلت ثم أي قال( المسجد الأقصى) قلت كم كان بينهما قال(أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة فصله فان الفضل فيه) (رواه البخاري)ا

عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثا حكما يصادف حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه- فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما اثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة)(صحيح رواه ابن ماجه والنسائي وأحمد)ا

وعندما يقول الله المسجد الاقصى الذى باركنا حوله فلابد ان نفهم انه مسجدا صلى فيه الانبياء والمرسلين من قبل ومن تبعهم من اقوامهم -ثم اين هو المكان الذى بارك الله حوله الا اراضى الانبياء
هل نكذب الاحاديث لاجل ابحاث لاتمت للحقيقة بصلة
فما هى الا محاولات فاشلة من كتبه مستشرقين للتشكيك فى كلام الله واحاديث الرسول والا لكان اهل مكة كذبوا الامر


4 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 5 / 19 - 22:19 )
لعل الكاتب يقصد قبة الصخره؟... قبة الصخره بناها عبد الملك بن مروان الأموي , أما المسجد الأقصى فهو موجود منذ زمن إبراهيم -عليه السلام- , و لا مانع أن يكون المسجد الأقصى زمن رسولنا الكريم أرض فضاء خالي من أي بنايّه , فالبقعه الطاهره هي البقعه الطاهره , سوى بُني فيها أم لم يُبنى .
لا ننسى أن أمنا هاجر (أم نبي الله اسماعيل) طافت دون كعبه , ثم بنا إبراهيم -عليه السلام- الكعبه لاحقاً .


5 - الى المحترم نبيل هلال
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 5 / 20 - 09:28 )
استاذ نبيل
استدلالك بالايات التى اتيت بها فى غير محله
التحديات التى عرضها اهل مكة على محمد ومنها الارتقاء فى السماء اى ارادو ان يروه بذاته يرتقى فى السماء .....والقران والقصة لم تقل هذا .ولكن تقول ان محمد ارتقى به ...ولم يراه احد .....وتقول انه اسرى به ..ولم يراه ايضا احد ....فلا وجه للمقارنة ابدا ولا للاستدلال ...

..اما الاية الاخرى فقد شرحت معناها سابقا وبينت انه لسان حال محمد انه تمنى لو استطاع ان يصعد الى السماء او يخترق الارض لياتى لهم باية مادية على صدقه ..لفعل ..لكنه كبشر لا يملك ذلك ....وقول الله له فلا تكن من الجاهلين .اى لا تكن من الجاهلين بطبيعة رسالتك وهى الاخذ بالاسباب وانك فقط تتبع توجيهات الله ولا تملك من امرك شيئا وان اى حدث اعجازى يطلبونه منك فهو يتم بقدرة الله ومشيئته وليس بقدرتك ...وكذلك اى نبى وكذلك اى حدث اعجازى فى الوجود ....هذا هو مجمل مفهوم الايات

تدبر فى الاسئلة التى وجهتها لحضرتك هنا وفى اخر مقال لى ..واجبنى عليها لو تفضلت..واوضح هل انت تنكر ايضا الاسراء الى القدس ...وما هو مفهومك للاسراء المذكور فى القران وما هو الاقصى من وجهة نظرك
وشكرا لحضرتك


6 - مجدي محروس
مجدي محروس عبدالله ( 2013 / 5 / 20 - 09:54 )
في الحقيقية كمسيحي اعترف ان هذا هو أول سؤال طرأ على ذهني وانا مسيحي يتعلق بالاسلام
كنت اقرأ الاية التي تذكر المسجد الاقصى وكنت اتسائل عن منطق هذه الاية
لأنه من المنطقي انه لم يكن هناك مسجد اقصى في فلسطين عشان مفيش هناك مسلمين
هل هو دار عبادة لليهود مثلا؟ام معبد سليمان؟
بصراحة اعتقد انها احدى نواقص ونواقض القرآن


7 - شرعية هدم الأقصى الحالى
Amir Baky ( 2013 / 5 / 20 - 10:15 )
قبلة اليهود كانت بإتجاه القدس (هيكل سليمان) وعندما خالف النبى قبلة اليهود توجه للكعبة وهذا أكبر دليل أن المسجد الأقصى المزعوم هو هيكل سليمان. فهل يحق لإسرائيل هدم الأقصى الحالى و بناء هيكل سليمان الذى كان قبلة المسلمين فى عهد النبى؟؟؟؟


8 - إلى أخي مجدي
نبيل هلال هلال ( 2013 / 5 / 20 - 10:33 )
اخترت تعليقك لأرد عليه من بين سائر التعليقات التي اتسم أصحابها بالعجلة وعدم التروى ,وأعلم أن اندفاعهم بسبب حسن النية ورغبتهم في مناصرة الاسلام ,ولكن الانتصار الحقيقي للدين -اي دين- يكون بالعقل والمنطق أما الحماسة العمياء فلا قيمة لها ,نقول لمن لا يصدق إن المسجد الأقصى الحالى في فلسطين ليس هو المعني بالآية لأنه مبنى ايام الأمويين وهذه حقيقة أثرية يعرفها اي أثري متوسط الثقافة, لكن كان هناك مسجد ( أقصى )آخر سنبين مكانه لاحقا ,وهو المسجد الذي تقصده الآية وسنحدد مكانه ,والمسألة صعبة غير سهلة وعلى من يطلب الحقيقة مجردة أن ينتظر حتى استكمال المقالات ,وفيها دفاع مخلص عن مصداقية الإسلام وخلو القرآن الكريم من اي تناقض فهو كلام الله ,,وكلامي الى الأستاذ مجدي :لك الحق اخي الكريم في تساؤلك فهو منطقي وهو السؤال الذي لم يجرؤ الملسم المؤمن بالتراث على سؤاله ,وجوابي لك هو ان آلقرآن يخلو من اي تناقض فهو كلام الله الذي يتعارض مع تراثنا الأصفر ,لكنه تراث له عباد يصدقونه ويكذبون القرآن ,وطوبى لمن احترم عقله ,


9 - يحتمل الخطأ
تيسير عثمان ( 2013 / 5 / 20 - 17:20 )
هذه القصه تشبه قصة اصحاب الفيل(وهم نصارى اصحاب كتاب) الذي اهلكهم الله ليس لسبب الا لانهم غزوا اهل مكه الذين كانو يعبدون الاصنام حول مكه اي كانوا مشركين لا ادري لماذا انتصر الله لهم لا ادري لماذا بارك الله المسجد الاقصى قبل ظهور الاسلام ومن اجل من باركه وعدم وجود مسلمين في هذه البقعه او الساحه سمها ما شئت اما المسجد فقد بناه الامويين معلومه تدرس في الصفوف الاولى من السنين الدراسيه والقول غير ذلك هو استخفاف بعقول الناس

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah