الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة فى مواجهة اللافتات الحزبية

علاء فروح

2013 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بينما كان الساسة يتناقشون حول التداعيات السياسية لقرارات الرئيس كان الوعى الجمعى للشعب المصرى لا ينظر الى تلك القرارات إلا باعتبارها كشفا لنوايا الحاكم الجديد كدأب المصرى
على مدار تاريخه الذى اعتاد أن يرقب ويتوخى الحذر ليتمكن من إختيار
اللحظة الحاسمة التى يجب عليه أن ينحنى فيها لكى يمر السيف
من فوقه بسلام .
لكن أنى له أن يتوقع الضربة الآتية فى وجود معارضة تعرف على
سبيل اليقين أن تنظيم الإخوان إستطاع تحويل مسار وطن بأكمله أثناء الفترة الإنتقالية وإبتعد به قسرا عن آمال الثورة وأحلامها ومقاصدها التى تمثلت ببساطة فى الحرية وفى العدالتين الإجتماعية والإنتقالية ليصل الوطن فى النهاية الى نظام يحمل ذات الإنحيازات التى قامت الثورة للقضاء عليها أبتداءً ومع ذلك فإن آداء المعارضة فى كل ذلك كان أشبه بآداء الكومبارس فى المسرحية الهزلية، بحيث يمكننا القول بإطمئنان كامل أنه لولا المعارضة لما بلغ بنا الحال هذا المبلغ من التردى على كل المستويات ..فقد حملتنا على القبول باستفتاء مارس 2011 ثم الإعلان الدستورى الذى تلاه والدخول فى الشرعية الدستورية فيما الثورة لم تكن قد أنجزت مهامها بعد ،ثم إصطففنا خلف قادتنا فى المعارضة على إثر ذلك فى الإنتخابات البرلمانية بدون دستور دائم لمصر أو حتى إتفاق على جمعيته التأسيسية فكنا وكانت مصر كأننا قشة ألقى بها فى مهب الريح التى لم تكن لتأتى بخير وكانوا يعلمون ذلك
وفى الإنتخابات الرئاسية وجدنا بعض هؤلاء القادة يتنافسون فيما بينهم وقد فشلت كل الجهود التى بذلها المخلصون فى توحيدهم ليمنحوا الشرعية فى الأخير لرئيس حنث باليمين عدة مرات دون أن يتمكن أحدهم من المطالبة بإسقاط شرعيته لأنه ببساطة هو من منحه إياها . وفى طريق ذلك المسار القسرى سقط مئات الشهداء وقد أرادوا بدماءهم الطاهرة إنقاذ آلاف من الضحايا سيسقطون بعدهم حتما على فوق المسار وعلى جانبيه
والآن ورغم كل ما سبق تتأهب القوى المدنية المعارضة لخوض انتخابات مجلس النواب (الشعب سابقا ) كخطوة أخيرة على طريق تمكين تنظيم الإخوان من مؤسسات الدولة بعد أن رفض ذلك التنظيم رفضا قاطعا كل الشروط الضامنة لنزاهة الإنتخابات
و لكن ماذا بعد أن ثابت إحزاب المعارضة فى جبهة الإنقاذ إلى ضمير ذلك المصرى الذى يمضى متخبطا فى مستقبل غامض لا يكاد يرى الأرض التى يمشى عليها وقررت مقاطعة تلك الإنتخابات وربأت بنفسها عن خوض غمار سباق لم تشترك فى وضع شروطه وقواعده ،بل ولم تدع الى ذلك .مازالت المعارضة لا تستطيع أن ترهف آذانها لتستمع إلى صوت الشوارع النازفة والجدران الغاضبة حتى صارت فى مواجهة مع روح الثورة .. إن حالة الإضطراب التى أصبحت عنصرا مهيمنا على المشهد السياسى بشكل عام و إنعكست بوضوح على جميع مناحى الحياة ربما كانت أمرا طبيعيا نتيجة آداء مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان ،ولكن الذى لا يليق حقا هو أن تنجر المعارضة أيضا فى تيار الإضطراب الذى صنع بعناية فائقة ليجرف البلاد بأسرها فى سيله العرم ..الذى لايليق هو أن يتحول شباب الثورة الذين آثروا الإنضواء تحت اللافتات الحزبية بعد أكثر من عامين على إنطلاق شرارتها إلى حالة من الإحباط يصعب وصفها نتيجة غياب الرؤية وسوء التنظيم والتخبط الإدارى حتى صارت إجتماعاتهم الحزبية داخل المقرات التى ينفقون عليها ذاتيا لا يسألون الناس إلحافا أمرا يدعو إلى الرثاء ..إن هنالك شعور متزايد وضاغط بعبثية العمل السياسى وعدم جدواه ،وأن الثورة قد حادت عن وجهتها وضاع منها طريق تحقيق أهدافها ،وبعد أن طالب الشعب فى الميادين بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية لم يجد فى الأفق ثمة صدى لمطالبه ..لم يجد سوى إمعانا فى التسلط من قبل حكامه الجدد وتفش لحالة من الإنفلات الأمنى فاقت كل حد ،وإنهيار شبه كامل لإقتصاد البلاد وعملتها الوطنية حتى باتت الثورة كلمة سيئة السمعة ..إن المعارضة المصرية لو إستمعت إلى صوت أحجار الميادين فى مصر لأخبرتها اليقين من أنه لا خروج من المأزق إلا بالإحتشاد خارج المسار الذى أريد بنا دخوله لإستبدال وجه العملة بوجهها الآخر من أجل إجبار خصم لا يفهم إلا لغة القوة على التنازل عن خيار الإستحواذ ،فمصر لكل المصريين ..بهذا فقط يلتئم الصف وتتوقف المعارضة عن تناقضاتها المزرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن