الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شركة SLAWI BEA لمعالجة النفايات ومحاربتها بين سنذان المنافسة ومطرقة التآمر

طارق المنيظر

2013 / 5 / 20
المجتمع المدني


إذا كانت البيئة تمثل القلب النابض والميكانيزم الأساسي الذي يمد كل الكائنات بما ينقصها من أسباب الحياة والاستمرار، فهذا يعني أن المحافظة عليها واجب ملزم تجاه الذات والآخر في نفس الوقت، إلا أننا نسجل انتشار عدة تصرفات تتنافى كليا مع الوسط البيئي وكذا مع مبدأ التنمية المستدامة.
فرغم أننا نجد شركات ومؤسسات تعنى بالمجال البيئي وتهدف إلى معالجة النفايات ومحاربتها، في المقابل وجود عراقيل ومشاكل تعد من الأسباب الرئيسية التي تحول دون قيام هذه المؤسسات بمشاريعها في ظروف تتلاءم ومعاييرها، فعلى سبيل الذكر ومن بين هذه الشركات ارتأينا استحضار شركة SLAWI BEA لمعالجة النفايات ومحاربتها، باعتبارها الشركة الأكثر تضررا في هذا المجال. فهي شركة مغربية الأصل أنشئت في متم شهر فبراير من سنة 2000، ذات المشروع الهادف إلى المعالجة الايكولوجية للنفايات وتدبيرها ومحاربتها بطرق فعالة تتلاءم والوسط البيئي، حيث تساهم في حماية هذا الوسط بشكل فعال عن طريق البحث الدائم والمستمر في المشاكل البيئية المرتبطة بالواقع المغربي أولا، وكذا من خلال تجديد طرق معالجة ومحاربة النفايات دون ترك آثار سلبية على الوسط من قبيل تلويث الهواء وترك السوائل والغازات... وذلك بأقل تكلفة، كما تدعم الشركة القطاع الاقتصادي عن طريق مساهمتها في ترشيد النفقات العمومية، حيث أنها تنضبط لثمن طلب العرض الذي يتناسب وميزانية الدولة. ومع ذلك تواجه الشركة مجموعة من العراقيل تتنافى والأهداف التي تروم تحقيقها، حيث تعاني الشركة من الحيف والظلم على مستوى الصفقات التي تخص معالجة النفايات وخصوصا منها الطبية، فدوما تلقى عروض الشركة الرفض من طرف المستشفيات العمومية، وكذا من طرف إدارات مختلفة، حيث يتم إبعادها بشتى الطرق، سواء بوضع شروط لا تتناسب وطاقة الشركة، محاولة إبعاد المشروع عن ساحة المقاولات أو عن طريق مطالبتها بتقديم رخص هي في غنى عنها مثل رخصة النقل على سبيل الحصر، علما أن من بين امتيازات شركة SLAWI BEA أنها تقوم بمعالجة النفايات في عين المكان، حيث تتوفر على آلة الطحن ذات الفعالية والجودة العالية، مما يعني أنها في غنى عن وسيلة النقل، وللإشارة فان الشركة تقوم بمعالجة النفايات في عين المكان ذلك لاستحالة معالجتها في ظرف وجيز قصد التخلص من مشكل تضخم حجم النفايات التي تطال المستشفيات، وتجنبا لتضاعف حدة المشاكل البيئية الناتجة عن تكاثر البكتيريا والميكروبات والسوائل المميتة للوسط البيئي والحيوي. وللإشارة فإن وزارة الصحة ذاتها قامت باقتناء مجموعة من آلات الطحن وبتكلفة أكثر، لتضعها في مستشفيات عدة، في الحين الذي تقف فيه بالمرصاد في وجه الشركة المعنية مما يدل على تناقض واضح لا يقره منطق ولا يقبله عقل. فضلا عن مشكل الرخص والرفض، يضاف إلى قائمة العراقيل التي تطال شركة SLAWI BEA لمعالجة النفايات ومحاربتها، مشكل تآمر الشركات الثلاث المنافسة، والذي يكمن في الرفع الخيالي للأثمان الخاصة بطلب العرض، وذلك رغبة في قبر هذا المشروع الحي الذي يروم المساهمة الفعالة في الوسط البيئي وتنميته بطرق تتناسب وإمكانية الدولة.
هكذا، ومن خلال التجربة الناجحة للمشروع، وكذا من خلال اعتراف الفضاء والمؤسسات التي تمت بهما المعالجة بفعالية شركة SLAWI BEA لمعالجة النفايات ومحاربتها، تبين أنه ذا جودة مناسبة ومتميزة، ذلك ما أثبتته مجموعة من الأعمال المرتبطة بمستشفيات عدة مثل: مستشفى سيدي افني، وأزيلا، ومولاي يوسف الرباط...، لكن رغم ذلك فتدخل وزارة الصحة لعرقلة هذا المشروع يعد من المحاولات التي تطرح أكثر من علامة استفهام. إذا كان الهدف هو المحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة بطرق فعالة وناجعة كما أثبتت شركة SLAWI BEA فلما يتم عرقلتها من طرف الوزارة المعنية وكذا من طرف جهات عدة، فضلا عن المنافسة الشرسة والتآمر المعنون من طرف باقي الشركات المختصة في ذات المشروع؟ إذا كانوا مدراء المؤسسات التي يتم معالجة النفايات بها يقبلون بعرض الشركة ويعترفون بفعاليته ونجاحه فلما تقف الوزارة كعائق يحول دون رغبتهم في قبول صفقات الشركة ومعاييرها؟ أليست هذه ضغوطا معنونة وخفية في الحين ذاته؟ ألا تتنافى هذه الضغوط ومبدأ المحافظة على الوسط البيئي وتنميته؟
ننوه بأن كل هذه الضغوط والعراقيل الموضوعة قصدا وعنوة بهدف إبعاد هذه الشركة المهتمة بمجال حيوي مهم، تعد خرقا واضحا وانتهاكا لحق شركة تصرف من مالها الخاص وتقوم بمعالجة النفايات بمعايير مناسبة ومحلية، ذات الجودة والامتياز، كما أن هذه الضغوط تقوم بقبر مجموعة من المشاريع الأخرى التي هي في طور الانجاز والولادة، فقد قامت الشركة مؤخرا بفتح موقع خاص بنشر التكنولوجية البيئية عالميا، وكذا عدة اختراعات واعدة تعنى بهذا المجال وتعود بالنفع على العموم يتم ردعها بمثل هذه المشاكل، لذا لا يمكن إلا شجب كل المظاهر التي تحد من أفق مثل هذه المبادرات الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة التي يعد المجتمع في حاجة ماسة إليها.
طارق المنيظر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع