الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال..

حكمت مهدي جبار

2013 / 5 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



جاء الرسل والأنبياء بعد تكليف سماوي بمنظومات فكرية قالوا للبشرية أن الخالق الكبير العظيم قد أتصل بهم عبر رسائل سمعوها (أي الأنبياء) أو شاهدوها عبر رؤية خاصة لهم وحدهم.فجاء (الدين) ليكون أخطر اختراع فكري في تاريخ البشرية.غيرأن جميع الأنبياء والرسل لم يوثقوا ذلك بكتاب..انما سجله من عاصرهم أو من جاء من بعدهم بعد أن حفظوا ماجاؤا به من كلام ونصوص وقصص وروايات بلغة فخمة اعجازية تتفوق على لغة العقل البشري وتتجاوز موهبة الشعر.
فالذين كتبو الزبور والتوراة والأنجيل والقرآن,لم يسمعوا أطلاقا ماكتبوه.انما قاله لهم أنبياءهم ورسلهم.فصار (الدين) منظومة فكرية مقدسة ثابتة لاتتغيرحدودها الحلال والحرام.آمنت الأمم والشعوب عبر عمر البشرية الطويل بتلك الأديان سواء مجبرة أو مقتنعة .منهم من جاءها ذاعنا مؤمنا معتقدا بها.أو من جاءها بقوة السيف.
أن كل الأديان التي جاءت,جاءت تنادي بالخيروالسلام لبني البشر,بينما تركت خلفها انهار وبحار من الدماء والضحايا كنذور لها ستحيا في عالم آخر يدخلون فيه الفردوس ويحيون الى الأبد. وترى رجال الدين متحمسون للأمر وكأنهم هم المسؤولون المخولون عن الأنسان في الأرض.وكأن الله أبن عمهم أو أبن خالهم.فراحوا ينظرون ويتفلسفون ويتفقهون ويحللون ويحرمون يخولون انفسهم في ذبح فلان (الكافر) أو الصفح عن فلان التائب..فسروا الكتب التي كتبها أصحاب الأنبياء بعد تخويل الهي سماوي كما يشاؤون.وبتلك التفسيرات أشعلوا الفتن في كل أرجاء المعمورة.بينما هم ينعمون بالمناصب والأبهة والحياة المترفة..فكره الناس الدين بسببهم.
كان أغلب رجال الدين(المتدينين) ضعفاء جهلاء متخلفون..لكنهم صاروا أقوياء بعد أن أتكأوا على نصوص الكتب التي جاء بها انبيائهم.فغرتهم قوتهم الواهنة,فحاربوا العلماء الذين صنعوا الحياة وحاربوا الفنانين الذين تحملوا مسؤولية نشر جمال الله في الأرض.فمزقوا وجه الأنسانية الحقيقي.ولوثوا حقيقة السماء ونقاءها ونصوعها وجمالها. وأنقلبوا على وصايا أنبيائهم وقالوا:ـ نحن حراس الأيمان والمفتشين في ضمائر الناس ونحن الحكام والقضاة.فويل لمن لايتبعنا.وعندما قتلوا العلماء والشعراء والفنانين ومن اعتبروه ملحدا كافرا بذريعة الحلال والحرام ارتعب الناس وعاشوا الرعب.وعندما عم المرض والفقر والجوع والجهل والموت والدمار بين الشعوب,رفع (المتدينون)شعار..انظروا ..هذا غضب الله عليكم ..لأنكم لم تتبعونا.
هكذا زعم رجال الدين (المتدينون) أن تخلف الناس وفقرهم وجوعهم وغضب الطبيعة عليهم وأمراضهم انما هو بسبب ابتعادهم عن دينهم,ولأنهم (أي المتدينون) يعتبرون انفسهم هم المسؤولون عن الدين في الأرض,مخولون من السماء وهم من سلالة الأنبياء,يجب أن يسجد لهم الناس ويقبلون أيديهم ويهيؤون لهم مالذ وطاب من الطعام والشراب و......متنعمين بما يقبضون من هبات وصدقات وزكاة وشراء الضمائر,بينما يتضور الناس جوعا وأمراضا وفقرا وجهلا .
يارجال الدين (المتدينون):
دعوا الناس وشأنهم.فهم يعرفون كل شيء.لايحتاجون لموعظة ولالنصيحة.فلديهم آباء وأمهات مؤمنين ومؤمنات بالله أيمانا نقيا بلا غايات سوى بناء أنسان حقيقي يكون ظل الله في الأرض. اكثرهم من تعلم ودرس وتخرج وصار معلما وعالما ومهندسا وعارفا لله بأشرف الطرق وأقدسها ..دعوا الناس تتطور وتتقدم وتصنع الحياة.لاتشغلوهم بمواعظكم ساعات وأيام فيتركون أعمالهم ومشاريعهم من أجل الأنسان والتي أوصى بها الله فلا علاقة بما تأتون به بتقدم وتخلف وفقر ومرض.دعوا الأنسان يتصل بربه بنقاءه وصفاء روحه وقلبه السليم.دعوا الناس بطاعتهم النقية لله خالصة طاهرة حتى يكونوا مثلا لله في الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم


.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا




.. 251-Al-Baqarah


.. 252-Al-Baqarah




.. 253-Al-Baqarah