الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمع الحصى مهنة شاقة تمارسها بعض الفتيات والنسوة في أدرار

عاشور سرقمة

2005 / 4 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تلفت نظر الزائر لولاية أدرار وخاصة المار بالطريق الرابط بين مدينة أدرار و مدينة زاوية كنتة والممتد إلى رقان على مسافة 150كلم2 تلك الحشود من النسوة اللاتي يجمعن الحصى وسط جو من الغبار المتناثر هنا وهناك، وكذلك في الطريق الرابط بين مدينة أدرار وقصور بودة ، إنهن مجموعة من النسوة والفتيات اضطرتهن مرارة العيش ليمتهن عمل جمع الحصى الذي يباع فيما بعد لأصحاب سيارات نقل مواد البناء ، عن طريق بيعه لهم بأسعار زهيدة جدا إذا ما قورنت بالمجهود الذي تبذله النسوة أثناء عملية الجمع إضافة إلى خطر الغبار الذي يمكن أن يؤدي بأي واحدة منهن إلى ضيق التنفس أو انسداد رئوي .
وتبدأ رحلة هؤلاء النسوة والفتيات صباح كل يوم يحملن في أيديهن ما يكفيهن من الماء والغذاء ويلبسن ملابس مهترأة ، ويضعن نقابا حتى لا يتضررن من الغبار المتطاير علاوة على أنه لا يتم معرفتهن من طرف الأقارب والأصحاب وغيرها ، عائشة أو عيشة تقول بأنها أم لأربعة أبناء توفي زوجها وليس لها معيل ، وهو ما اضطرها إلى العمل فالزمان لايرحم ، قدورة شابة في الثامنة عشر من عمرها إضطرها بخل والدها وإخوتها للخروج والعمل ، حتى تتمكن من إعداد بعض اللوازم التي تعتبرها سببا لجلب العرسان مثل الذهب واللباس الحسن وغير ذلك من أدوات الزينة والماكياج ، وقد اشترطت على إخوتها أنها لن تخرج للعمل إذا وجدت من يعيلها ويوفر لها ما ترغب فيه ، لكن لا حياة لمن تنادي ، ثم يواصلن عملهن في جمع الحصيات على شكل كثبان صغيرة لتجمع فيما بعد في شاحنة واحدة ويضطررن أحيانا إلى ملء هذه الشاحنة طبعا مع إضافة ثمن زهيد لهن مقابل ذلك .وعلى غرار عيشة وقدورة هناك الكثير من الفتيات والنسوة وكل واحدة منهن تخبيء بين طيات مشاعرها الكثير من الحكايا المليئة بالحسرة والأسى للوضع الذي آلت إليه حياتهن ، ولأن أماكن الحصى بعيدة أحيانا عن القصور والقرى فإن بعض الذئاب البشرية من أصحاب الشاحنات أو الجرارت الناقلة للحصى يستغل تلك الفرسة السانحة ليراود فتاة أو امرأة عن نفسها ، ولطالما تعرضت الكثيرات منهن لذلك .
فالسؤال المطروح أين هم أولياء أمور هؤلاء النسوة ؟ ألا يكفي المرأة في الجنوب الجزائري وخاصة الغربي منه ما تتعرض له من استغلال جسدي على مستوى الأراضي الفلاحية ؟ ألم يع الآباء والإخوة والأعمام خطر ما تقدم عليه الفتيات من أعمال وما تتعرضن له من ابتزاز ومساومة ؟ أين هي السلطات المحلية والولائية التي من شأنها أن تمنع مثل هذه
الأعمال وتعوض هؤلاء النسوة المحتاجات بمنح أو أعمال حتى ولو كانت في إطار الشبكة الاجتماعية أو تشغيل الشباب ؟
إلى أن تجد المرأة الأدرارية أو التواتية مكانتها ، نقول لها كل عام وأنت بألف خير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريهام بالشيخ وهي حرفية في تقطير الزهر والعطرشية والورد


.. رانيا منصور واحدة من نساء محافظة نابل




.. تمثال نهضة مصر


.. بالرغم من مشقته وصعوبته للمرأة الدور الكبير في موسم الحصاد




.. حراك الماء رمز يعكس هوية تاريخية لنساء فكيك