الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام تجربة روحيّة ، و ثقافة

أسعد البصري

2013 / 5 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وجودنا على هذه الأرض ، روحاني ، و جمالي . أنت ، في الحقيقة ، حر ، و أكبر من الزمان . (( لا أطمع في شيء ... لا أخاف من شيء ...أنا حر )) هذا ما كتبه الأديب نيكوس كازانتزاكيس على قبره ، في جزيرة كريت . لقد أخذ ذلك من قصة هندية سحرته . تقول الحكاية إن هندياً كان يقود قاربه مقاوما تيار النهر الجارف ، الذي يدفع بالقارب نحو شلال صخريّ ، بعد أن استنفذ كل طاقته في مقاومة التيار ، ترك مجذافيه و بدأ يغني بصوت عميق (( آه ... فلتكن هذه الأغنية حياتي ...أنا لا أطمع في شيء .... لا أخاف من شيء ... أنا حر )) . اللحظة التي يكف فيها الإنسان عن المقاومة ، والدفاع ، والرغبة ، والطموح هي بالضبط لحظة الحرية . ميشيل فوكو يُعرّف الإنسان بأنه (( مجموعة الأعضاء التي تكافح الموت )) في اللحظة التي تتعب فيها هذه الأعضاء يتدفق الموت . لقد وجدت الحرية دائماً ، على الحدود والهاوية والخطر ، في اللحظة التي نشتبك فيها مع الموت . هذه اللحظة ، هي لحظة روحية ، و دينية أيضا . هل اتخذنا الموقف السليم من الإسلام ؟ .

لا يستقيم الإسلام بوجود رجال دين و عبادة بشر . يظهر الله دائما في واد غير ذي زرع .، عندما يغدر بك كل الناس . التوحيد ، هو معرفة الله خلف جسدك ، و خلف جسد العالم . ظهور إنسان مسلم اليوم ، أصبح صعبا ، لأن اجتماع المسلمين مع بعضهم ، أصبح ضلالة ، و سفك دماء ، و رياء . الثراء الروحي ، المتروك على شرفات الوجود ، بلغة واضحة ما علاقته ، بهؤلاء الذين يركضون خلف رجال الدين ، ويعبدونهم . هل تريد محاكمة هذا على أنه إسلام ؟؟ . إن روح المسلم ليست له ، مهما فعل بها ، هي كالطائر السجين ، لابد في يوم من الأيام ، أن تتذكر الأرض التي جاءت منها . جاذبية الله على المسلم ، أقوى من جاذبية الحياة والعقل . فليغلق كل واحد منا عينيه، وليفكر بأسوأ الأشياء التي حدثت له ، هل جاءت من الإسلام ؟ . ألم نُعجب جميعا بروحانية جبران ، و ميخائيل نعيمة ، و دوستويڤ-;-سكي ، و كازانتزاكي ، وعلاقتهم العميقة الراقية بالمسيح ؟ . الموت يشرق على حافة الحياة ، وكلما تقدمت أكثر ، يعلو الموت في سمائك . لا أعرف كيف تستطيع إخفاء مشاعرك الحقيقية ، في بيت فارغ ، وبعيد عن العالم . لا يكترث البشر لعذابك . لا شمال بعد القطب الشمالي . وإنك لن تخرق الأرض ، ولن تبلغ الجبال طولا . التجربة الروحانية إذا كانت شعرية وإنسانية لا بأس ، وكل الثقافات الحية ، بحاجة إلى إشعاع روحي ، من هذا النوع . الإسلام كثقافة و تجربة ، روحية إنسانية موضع ترحيب ، و حاجة دائمة . لكن ليس كدعاية سياسية ، و إرهاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أوفاق مع توفقيتكم السليسة.
حميد كركوكي ( 2013 / 5 / 21 - 11:16 )
سمعتكم وقرأت دسوڤ-;-سكي وأنا في الثالثة عشرة ! ليس هو بديني أبدا! وأما جبران و ميخائيل نعيمة و ماهم حولهم توفيقون و شعراء الغربة اليتيمة! الله إختراعوالدين إقطاع وليست لها وجه جمالي وإنساني. يا أخ بصري إذا قلت مثقفون توفيقيون أمثالكم أندحرت كعبة والقدس أسرع مما نحن في إنتظارها.. لكن أنتم تسكبون في طاحونتها أكثر من اللازم! ليست هنالك روح ولا روحانية، إنها: تي ،إن ،تي ، تنفجر في تفاعل أوكسجيني جبار تأخذ المجذاف من يد يافع لا خيار له لأنه في الحسينية المنفجرة التي كانت والده أخذته لتصلي ل إلاهك المسلم، الذي جاء من وادي ذي زرع ويلتهم وادي ذو زرع مثل عراقي المكلوم، كفاك توفيقا لا أقول نفاقا لأن كازانتزاكي لم يكن رهبانيا!

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah