الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء مخيف إذا لم نفِق أيها المصريون

مختار عبد العليم

2013 / 5 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصبح واضحاً بجلاء أن جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة لمصر الآن يبذلون كل طاقتهم في تطوير استراتيجية نظام الحكم السابق؛ فقد كان هذا النظام يتبع استراتيجية التغييب عن طريق القمع الأمني لتثبيت الشعب المصري على نمط واحد من الحياة وهي أن يغيب هذا الشعب عن كل ما حوله من أحداث بل ويغيب عن حقوقه الشخصية الحياتية والمعيشية حتى يستتب المناخ العام ويستقر ليتفرغ هذا النظام لخدمة مصالحه الخاصة في نهب البلاد والعباد دون أن تتمرر حلاوة جهوده في هذا المجال، وليبقى الشعب في نوم وثبات عميق حتى لا يتجرأ على أية أسئلة.
أما نظام الإخوان المسلمين فهو يقوم إلى جانب ذلك بتطوير مهم لخدمة مصالحه الشخصية وهو تنفيذ استراتيجية البلبلة بإدخال الشعب إلى دهاليز المتاهات والتشكيك في كل شيء، حتى صار كل شخص يشك حتى في نفسه، وذلك عن طريق التخبطات المتتابعة والمتتالية في القرارات،ووضع دستور ملفق غير قادر على تلبية حاجة المواطن كعقد اجتماعي سياسي ثقافي اقتصادي إنساني، واستصدار قوانين تصب كلها في خدمة هذا النظام الوحشي الفاسد بدلاً من استصدار القوانين الخادمة لهذا الشعب لتمكينه من الوصول لأهداف ثورته التي انتفض من أجلها مضحياً بشبابه ما بين شهيد وجريح، وهي كرامته وحريته والعدالة الاجتماعية وتطوير حياته وأن يحتل مكانته اللائقة على الخريطة الإنسانية ولكي تصبح مصر في موقعها الذي تستحقه وأن يشعر المواطن بكرامته ضمن أصحاب الكرامة بطول الأرض وعرضها، وذلك التخبط متغلغل في كل مفاصل الدولة بدءاً من أي وزير إلى رئيس الجمهورية الذي أفقدته إراقة دم المصريين شرعيته بكل تأكيد بسلاح صندوق الانتخابات الذي حوله هذا النظام الماسوني الفاشي الدكتاتوري المتحجر إلى صندوق دم.
ومن آخر تلك القرارات مشروع محور قناة السويس الذي لم نعد نعلم إذا كان خطراً على أمننا القومي أو هو في خدمة قطر وغيرها من دول داعمة للصهيونية، أو هو لخدمة التنظيم الإرهابي الدولي للأخوان المسلمين.
ومما هو مثير للجدل والاستغراب أن جيشنا يتخبط هو أيضاً في هذا الموضوع المهم، فمرة يتسرب إلينا من خلال الإعلام رفض القوات المسلحة لهذا المشروع المشبوه لنفس سبب الخطر على الأمن القومي، ومرة نجد ممثلاً للجيش في مجلس الشورى المتواضع والوضيع المتواطئ على التجارة بدم ومقدرات الأمة المصرية ولم يخرج من هذا الممثل لهذه المؤسسة الراسخة في إذهان وقلوب الشعب بإنها المؤسسة الوحيدة الباقية كدرع واقٍ ليس لمصر وحدها بل أصبحت هي المؤسسة العسكرية الوحيدة المتامسكة في العالم العربي كله بعد انفراط وهدم كل الجيوش العربية التي كانت قوية في يوم من الأيام كالجيش السوري والعراقي وهكذا، فلم يخرج من هذا الممثل أي تصريح سواء بالقبول أو الرفض، كذلك لم تخرج علينا القوات المسلحة ببيان رسمي يريح شعبها بهذا الخصوص لأن هذا الأمر في منتهى الخطورة والفزع.
كما أن المخابرات العامة المصرية صارت بقدرة قادر جثة هامدة وبالتالي لم تعد تعلم عن مصر شيء لا اختطاف الأربعة من رجال الشرطة منذ سنتين ولا مَن اغتال الجنود السبعة عشرة الذين أصبنا فيهم في عز رمضان وهم يفطرون عند المغرب في عام 2012، ولا مَن يهربون السلاح للجماعات الأرهابية في مصر والذين تدعمهم جماعة الإخوان المسلمين بكل اقتدار،
وآخر مصيبة صدمنا بها الإرهاب هي اختطاف سبعة من جنودنا على الحدود في سيناء ما بين رجال أمن مركزي وجنود شرطة،وبالتالي فسؤالي للمخابرات بخصوص مشروع إقليم القناة يصبح عبثاً.
فلقد أصبح هذا النظام مسعوراً لا يبتغي غير تدمير كل شيء لتصير مصر دولة هشة رخوة ضعيفة بمعنى أشمل وأعم تصبح مصر شبه دولة لكي يتيسر لهذا النظام القميئ السيطرة والتحكم فهم يبذلون قصارى جهدهم في تقويد السلطة القضائية والإعلام وتقييد حرية الرأي وسجن وقتل كل مَن له رأي استناري خاصة من الشباب الذي لم يتلوث سواء من هذا النظام أو من المعارضة العاجزة عن التواصل مع الشارع ومتطلباته، وهم الآن يحاولون الوقيعة بين آخر حصون الدولة حتى تنهار تماماً مثل الأزهر والكنيسة المصرية والجيش.
فهل سنقبل على أنفسنا أن نصبح مواطنين بلا وطن؟!!!
أرجو أن نفيق أيها الشعب العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah