الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعلّموا العربية وعلِّموها للناس - ألحلقة العاشرة (10) - ألمعرب

شوقي إبراهيم قسيس

2013 / 5 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قوانينُ الإعرابِ الأساسيّةِ الخمسة:

1. ألأسماءُ المعربة تأتي في الجملة مرفوعةً أو منصوبةً أو مجرورة، والفعلُ المضارعُ يكونُ مرفوعاً أو منصوباً أو مجزوماً. لا جزم في الأسماء ولا جرّ في الأفعال.

2. ألأساسُ في الكلماتِ المعربة – ألأسماء والفعل المضارع - هو الرفع وعلامتُه الأساسيّة هي الضّمّة على آخر حرف من الكلمة.

3. يُنصَبُ الإسمُ المعربُ، وتكونُ حركةُ آخرِه الأساسيّةُ هي الفتحة، في حالةٍ واحدةٍ فقط، وهي إذا وقعَ عليه فعلُ فعل، أو ارتبطَ بفعلِ فعلٍ ولم يكنْ هذا الاسمُ هو فاعلُ الفعل. ففي العربيةِ لا يَنصِبُ الاسمَ إلاّ فعلُ فعل.
هناك حالةٌ استثنائيةٌ واحدةٌ لهذا القانون، حيثُ نصبْنا الاسمَ في كلامِنا دونَ أنْ يقعَ عليه فعلُ فعلٍ، وذلك حين دخلتْ عليه واحدةٌ من الأدواتِ السّبع التالية: [إنَّ، أنَّ، كأنَّ، لكِنَّ، لَيتَ، لعلَّ، ولا النافية للجنس]، لذا سُميّت هذه الأدواتُ أحرفاً مشبّهةً بالفعل، إذ أنّها، كالفعل، تنصبُ الاسم(1)

4. ألإسمُ المُعربُ يُجرُّ، وتكونُ حركةُ آخرِه الأساسيةُ هي الكسرة، في حالتين: عندَ الإضافةِ (أي حين يكون مضافاً إليه)، وإذا دخلَ عليه أحدُ الأحرفِ الّتي تجرُّ الأسماء.

5. أمّا الفعلُ المضارع فيُنصبُ، وتكونُ حركةُ آخرِه الأساسية هي الفتحة، إذا دخلتْ عليه واحدةٌ من الأدواتِ الّتي تنصبُ الفعلَ المضارع. ويجزَمُ الفعلُ المضارع، وتكونُ حركةُ آخرِه الأساسية هي السّكون، إذا دخلتْ عليه واحدةٌ من أدواتِ جزمِ الفعلِ المضارع، وإذا وقع في جواب الطّلب.

وهذه القوانينُ الخمسة هي في الواقعِ كلُّ ما يحتاجُه الدارسُ كي يضبطَ كلامَه وكتابتَه. أمّا حين تكونُ علاماتُ الإعرابِ مغايرةً للعلاماتِ الأساسيّةِ الأربعة، فمنَ الأفضلِ أنْ يبحثَ المدرِّسُ مع الدّارسين كلَّ حالةٍ حين يأتي مثالٌ عليها في النُّصوص المقررة. ففي لغتنا حالاتٌ قليلةٌ، ولكلِّ حالةٍ أسبابُها، نستبدلُ فيها علاماتِ الإعرابِ والبناءِ الرئيسيّةِ - ضمة أو فتحة أو كسرة أو سكون - على أواخرِ الكلماتِ المعربةِ والمبنيةِ بعلاماتٍ أخرى. وهذا عرضٌ لعلاماتِ الإعرابِ غيرِ الأساسيّةِ في الأسماء وفي الفعل المضارع للرُّجوعِ إليها عندَ الحاجة:

علامات إعراب بديلة في ألأسماء:

في حالةِ الرّفع ينوبُ عن الضّمة: ألواو في جمعِ المذكَّرِ السّالم [هؤلاء مُسلِمون] وفي الأسماءِ الخمسة [جاءَ أَبوكَ]، والألِفُ في المثنّى [جاءَ وَلَدانِ مُجْتَهِدان].

في حالةِ النّصب ينوبُ عن الفتحة: ألياء في جمعِ المذكَّرِ السّالم [هؤُلاء لَيْسوا مُسْلِمين] وفي المثنّى [دّرَّسْتُ وَلَدَيْنِ مُجْتَهِدَيْنِ]، والألفُ في الأسماءِ الخمسة [رَأَيْتُ أَباكَ]، والكسرةُ في جمع المؤنَّثِ السّالم [قَدَّمْتُ لَكَ مُساعداتٍ كَثيرةً].

في حالةِ الجرّ ينوبُ عن الكسرة: ألياءُ في جمعِ المذكَّرِ السّالم [صَلَّيْتُ مَعَ الْمُسْلِمين] والمثنّى [تَحَدَّثْتُ مَعَ وَلَدَيْنِ مُجْتَهِدَيْنِ] والأسماءِ الخمسة [أَصْغَيْتُ إلى أَخيكَ]، والفتحةُ في الممنوعِ من الصّرف [سافَرْتُ إلى مِصْرَ].

ألإسمُ المعربُ المنتهي بالألِف (ويسمّى المقصور): حين يكونُ نكرةً يُرفعُ ويُنصبُ ويُجرُّ بتنوينِ الفتحة [هذا مَقْهىً، زُرْتُ مَقْهىً، دَخَلْتُ إلى مَقْهىً] مع وجوب إهمال لفظ الألف (فتُلفظ الكلماتُ وكأنّ التنوين موجودٌ على الحرف الّذي قبلَ الألِف) ووجوب إبقائها كتابياً.

ألإسمُ المعربُ المنتهي بالياء (ويُسمّى المنقوص): حين يكونُ نكرةً يُرفَعُ ويُجرُّ بتنوينِ الكسرِ مع حذفِ الياء لفظاً وكتابةً [هذا قاضٍ، وَقَفْتُ أَمامَ قاضٍ]، وينصبُ بالفتحةِ الظاهرة (تنوين الفتح) مع ثبوتِ الياء [رَأَيْتُ قاضِياً].

من المفيد لفت الانتباه إلى أمرَيْن:

أوّلاً، في حالتَيْ جمعِ المذكَّرِ السّالم والمثنى: تعذّر وجودُ واحدةٍ أو أكثرَ من علاماتِ الإعراب الرَّئيسيّةِ الثّلاث على آخرِ حرفٍ (ألميم الثانية في "مُسْلِمين" والدال في "وَلَدَيْن")، فكان لا بدَّ من علامةِ إعرابٍ بديلة.

ثانياً، ألأسماءُ الخمسة هي: أَبٌ، أَخٌ، حَمٌ، فو (فَم)، ذو. والثّلاثةُ الأولى هي في الواقع أسماءٌ ثلاثيةٌ حُذفتْ منها الواو (كانت: أبو، أخو، وحَمو). والألفُ والواو والياء كعلاماتِ الإعرابِ الثّلاث تكون فقط في حالةِ الإضافة باستثناءِ الإضافةِ إلى ياء المتكلم، فنقول [أبوهُ، أباهُ، أبيهِ. أبو بكر، أبا بكر، أبي بكر]، لكنّنا نقول [أَبي] في جميع الحالات. واضح أنّه بدون الإضافة تُرفع الأسماء الخمسة وتُنصَبُ وتُجَرُّ بالضمة والفتحة والكسرة [أَلأَبُ، ألأَبَ ألأَبِ]. ومِنَ اللّافتِ للنَّظر أنَّ واوَ "أبو" و"أخو" و"حمو" تُعادُ إلى الكلمةِ في التَّثنية، فنقولُ [أَبَوان / أَبَوَيْن و أَخَوان / أَخَوَيْن]، بينما كلماتٌ مثلُ "دَمٌ" و "يَدٌ" و "فَمٌ"، حيثُ لا وجودَ لحرفٍ ثالثٍ قد حُذف، تُثنّى كما هي، فنقول [يَدان / يَدَيْن]. أمّا كلمةُ "فو" فلا تُثنّى ونستعيضُ عنها في التّثنية بكلمة "فَم" فنقولُ [فَمان / فَمَيْن]، ونجمعُ كلمةَ "فو" بالتّكسير على [أَفْواه]. أما "ذو" فتُثنّى كأيِّ كلمةٍ أخرى [ذَوا / ذَوَيْ] وتجمعُ على المذكَّرِ السّالم [ذَوو / ذَوي] إن أشارتْ إلى جمعِ مذكرٍ، وعلى المؤنَّثِ السّالم [ذَوات] إن أشارتْ إلى جمعِ مؤنث؛ وتُرفعُ بالضّمة وتُنصبُ بالفتحة وتُجرُّ بالكسرة حين تُستعملُ للمفردة المؤنثة [ذاتُ]. وهذه أمثلةٌ على الأسماء الخمسة من أشعار العرب:

قال طرفة بن العبد:
وَظُلْمُ ذَوي الْقُرْبى أَشَدُّ مَضاضةً
عَلى الْمَرْءِ مِنْ وَقْعِ الْحُسامِ الْمُهَنَّدِ
جرَّ "ذَوي" بالياء (جمع مذكّر سالم) على الإضافة.

وقال أبو الطيب المتنبي:
ذو الْعَقْلِ يَشْقى في النَّعيم بِعَقْلِهِ
وَأَخو الْجَهالةِ في الشَّقاوةِ يَنْعُمُ
رفعَ "ذو" و "أخو" بالواو لأنّه لم يحدث ما يوجب النصب أو الجرّ.

وقال أيضاً مخاطباً كافوراً:
أَبا الْمِسْكِ أَرْجو مِنْكَ نَصْراً عَلى الْعِدا
وَآمَلُ عِزّاً يَخْضُبُ الْبيضَ بِالدَّمِ
نصبَ "أبا" بالألف على المفعولية لفعل النداء.

وقال أبو العتاهية (747 – 826):
حَتّى مَتى أَنْتَ في لَهْوٍ وَفي لَعِبٍ
وَالْمَوْتُ نَحْوَكَ يَهْوي فاغِراً فاهُ
نصبَ "فاهُ" بالألف على المفعولية لِلاسم العامل "فاغِراً".


إعراب الفعل المضارع:

كما قيل سابقاً، ألأساس في المضارع هو الرفع، وعلامة الرفع الأساسية هي الضمة.

يُنصبُ المضارعُ إذا دخلت عليه واحدةٌ من أدواتِ النّصب، وهي: أَنْ [أُريدُ أَنْ أَدْرُسَ](2) ، لَنْ [لَنْ أَكْذِبَ]، كَيْ [كَيْ تَكونَ على بَيِّنةٍ من أَمْرِكَ...]، أللام المكسورة للتّعليل [جَلَسْتُ لِأَسْتَريحَ] أو للإنكار أو الجُحود [ما كُنْتُ لِأَخونَ صَديقي](3). وهناك عددٌ آخر من أحرفِ نصبِ المضارع، منها: إذَن، أو، فاء السَّببيّة، واو المعية، وحتّى، لكنّ استعمالَها قليلٌ، والأفضلُ أنْ لا تُلَقَّنَ إلاّ حين تأتي في النّص.

يُجزمُ المضارعُ إذا دخلت عليه إحدى أدواتِ الجزم، وهي:
1)، لَمْ، وبدخولِها على المضارع تنفي الزمنَ الماضي [لَمْ أَذْهَبْ إلى الْعَمَلِ أَمْسِ].
2)، لا الناهية [لا تَقْتُلْ!].
3)، لام الأمر [فَلْيَذْهَبْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُمْ إلى بَيْتِهِ!]، وتكونُ لاماً ساكنةً إلا إذا بدأنا بها الكلمةَ فتكون مع كسرة.
4)، إحدى أدواتِ الشّرط الجازمة والّتي تجزمُ فعلَيْن مضارعَيْن، وهي كثيرةٌ، وأكثرُها استعمالاً: إنْ [إنْ تَدْرُسْ تَنْجَحْ]، مَنْ [مَنْ يَدْرُسْ يَنْجَحْ]، ما [ما تَفْعَلْهُ مِنْ خَيْرٍ يُفِدْكَ]؛ قال أبو الطّيِّب:
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الْهَوانُ عَلَيْهِ
ما لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
فالمضارع "يَهُنْ" جُزِمَ بالسكون، والمضارع الثاني "يَسْهُلِ" جُزِمَ بالسّكون المستُبدَلة بالكسرة منعاً لالتقاء السّاكنَيْن.

أمّا باقي أدواتِ الشّرط الجازمة (مثل: مهما، أيّانَ، أَنّى، وغيرها) فهي قليلةُ الاستعمال، وأقترحُ عدمَ تلقينِها للدّارس إلّا إذا وردتْ إحداها في النُّصوصِ المقررة.
5)، كذلك تقول كتبُ النّحو إنّ المضارعَ الواقعَ جواباً للطَّلب يكون مجزوما، نحو [إقْرَعوا يُفْتَحْ لَكُم]، فقد جزمنا الفعل "يُفْتَحْ" لأنّه جواب طلب الفعل "إقْرَعوا". لكنّك إذا تمعّنت في هذا القول تدركُ أنّ "يُفتحْ" مجزومٌ بتقدير جملة شرطيّة، وكأنّك تقول: [إقرَعوا وَإنْ تَقْرَعوا يُفْتَحْ لَكُمْ](4). ومن أمثلة هذا النّوع من جزم المضارع نذكر المثلَ المشهورَ: [زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً]، وهذا البيت من الشّعر:

أَحْسِنْ إلى النّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلوبَهُمُ
فَرُبَّما اسْتَعْبَدَ الإنْسانَ إحْسانُ

وقد اتّكأ أبو الفتح البستي (ت. 1010) في هذا المعنى على قول أبي الطّيِّب (ت. 965) مخاطباً سيف الدّولة:

وَقَيَّدْتُ نَفْسي في ذَراكَ مَحَبّةً
وَمَنْ وَجَدَ الإحْسانَ قَيْداً تَقَيَّدا

علامات إعراب بديلة للمضارع:
هناك حالتان، ولكُلِّ حالةٍ أسبابُها، تُستبدَلُ فيهما علامةُ الإعراب الأساسية في المضارع بعلامةِ إعرابٍ أخرى، وهما:

ألحالة الأولى: علامةُ الجزمِ في الفعلِ المعتلِّ الآخِر (آخره ألِف أو واو أو ياء) هي حذفُ حرفِ العلّةِ من آخرِه، وتبقى علامتَي الرَّفعِ والنَّصب كما هي، ضّمة وفتحة، لكنّهما تكونان مقدرتَين إلّا الفتحةَ في حالة الياء، فتكونُ ظاهرة. وهذه أمثلة على ذلك:
[يَدْعو، لنْ يَدْعو، لم يَدْعُ. يَنسى، لَن ينْسى، لم يَنْسَ. يَرمي، لن يَرْمِيَ لم يَرْمِ. يَشْتَري، لن يَشْتَرِيَ، لم يَشْتَرِ].

ألحالةُ الثانية: عند اتِّصالِ المضارع بألِف الإثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة يتعذَّرُ، لأسبابٍ واضحة، وجودُ ضمّة أو فتحة أو سكون على آخِر حرف فيه، لذا أضاف أجدادُنا نوناً بعدَ الضّمير جعلوها في كلِّ حالة علامةً بديلةً للإعراب، وقد فعلَ ذلك أجدادُنا الّذين تكلَّموا العربيةَ الفصيحةَ بالسليقة، لا أجدادُنا الّذين وضعوا قوانينَ اللُّغةِ في الكتب، فالقوانينُ المكتوبة للّغة وُضعت استناداً إلى كلامِ العربِ وليس العكس(5). ويكونُ وجودُ هذه النّون أو ثبوتُها بعد الضَّمير هو علامةُ الرَّفعِ، وحذفُها علامة النَّصبِ والجزم.

تجدُ في قائمة 5 أربعة أفعال: صحيح الآخِر (دَرَسَ) للمقارنة، مُعتَلّ أَلفي / واوي (صَحا / يَصْحو)، معتل يائي/ أَلفي (نَسِيَ / يَنْسى)، ومعتلّ ألِفِي / يائي (رَمى / يَرْمي). كذلك تجدُ للمقارنة الزَّمنَ الماضي لهذه الأفعال، وصيغَها حين لم تتّصلْ بضمير (ألغائب المفرد، هو). نرى في القائمة أنّ كلَّ فعلٍ قد اتَّصلَ بأحد ثلاثةِ ضمائر، لكنّ هذه الأفعالَ سُمِّيَت "الأفعال الخمسة" لأنّ ضميرَيْ ألف الإثنين وواو الجماعة يأتيان للغائبِ (يدْرُسان، يَدْرُسون) وللمخاطَب (تَدْرُسانِ، تَدْرُسونَ)، فنتجت خمسُ صيغٍ للمضارع. إنتبِه إلى الفعل "يَصْحو" في حالة الجزم، فهو مع ألف الإثنين "لم يَصْحُوَا" (الولو صوتية، وشكَّلتها بالفتحة لمنع الالتباس بين ألف الإثنين بعدها وبين الألف بعد واو الجماعة)، بينما هو مع واو الجماعة "لم يَصْحوا" (الواو مَدّة طويلة).

قائمة 5
ألأفعال الخمسة المضارعة في حالات الرفع والنصب والجزم
(في كل سطر: ألفعل الماضي للمقارنة، مضارع مرفوع، مضارع منصوب، مضارع مجزوم)

1 ألمفرد الغائب (هو)
دَرَسَ. يَدْرُسُ. لَنْ يَدْرُسَ. لَمْ يَدْرُسْ

2 ألِف الإثنين
دَرَسا. يَدْرُسانِ. لن يَدْرُسا. لَمْ يَدْرُسا

3 واو الجماعة
دَرَسوا. يَدْرُسونَ. لَنْ يَدْرُسوا. لَمْ يَدْرُسوا

4 ياء المخاطبة
دَرَسْتِ. تَدْرُسينَ. لَنْ تَدْرُسي. لَمْ تَدْرُسي

5 ألمفرد الغائب (هو)
صَحا. يَصحو. لَنْ يَصْحو. لَمْ يَصْحُ

6 ألِف الإثنين
صَحَوَا. يَصْحُوان. لَنْ يَصْحُوَا. لَمْ يَصْحُوَا

7 واو الجماعة
صَحَوْا. يَصْحونَ. لَنْ يَصْحوا. لَمْ يَصْحوا

8 ياء المخاطبة
صَحَوْتِ. تَصْحين. لَنْ تَصْحي. لَمْ تَصْحي

9 ألمفرد الغائب (هو)
نَسِيَ. يَنْسى. لَنْ يَنْسى. لَمْ يَنْسَ

10 ألِف الإثنين
نَسِيا. يَنْسَيانِ. لَنْ يَنْسَيا. لَمْ يَنْسَيا

11 واو الجماعة
نَسوْا. يَنْسَوْنَ. لَنْ يَنْسَوْا. لَمْ يَنْسَوْا

12 ياء المخاطبة
نَسيتِ. تَنْسَيْنَ. لَنْ تَنْسَيْ. لَمْ تَنْسَيْ

13 ألمفرد الغائب (هو)
رَمى. يَرْمي. لَنْ يَرمي. لَمْ يَرْمِ

14 ألِف الإثنين
رَمَيا. يَرْمِيانِ. لَنْ يَرْمِيا. لَمْ يَرْمِيا

15 واو الجماعة
رَمَوْا. يَرْمونَ. لَنْ يَرْموا. لَمْ يَرْموا

16 ياء المخاطبة
رَمَيْتِ. تَرْمينَ. لَنْ تَرْمي. لَمْ تَرْمي

أُلخِّصُ معلومات القائمة وأقول:

أوّلاً، إذا اتَّصل الفعلُ المضارع بأحدِ الضّمائر الثّلاثة المذكورة تكونُ علامةُ الرَّفع ثبوتَ النون، وعلامةُ النّصبِ والجزمِ حذفها.

ثانياً، إذا كان المضارعُ معتلَّ الآخِر تكونُ علامتا الرَّفعِ والنَّصبِ الضَّمةَ والفتحة، وتكونان مقدرتَيْن إلّا إذا كان أخِرُ الفعلِ ياءً فتظهرُ الفتحة (لا الضّمّة) عليها. أمّا علامةُ الجزم فتكونُ حذفَ حرفِ العلّة من آخِره.

ثالثاً، إذا اتَّصلَ المضارعُ المعتلُّ الآخِر بأحدِ هذه الضَّمائر يُحذفُ حرفُ العلّة في حالةِ واو الجماعة وياء المخاطبة ويبقى في حالةِ ألِف الإثنين. وفي الحالاتِ الثّلاث يبقى ثبوتُ النّون أو حذفُها علامةً للإعراب كما في الفعل السليم الآخِر.

أخيراً، إذا كانَ حرفُ العلّة المحذوفُ ألِفاً توضعُ فتحةٌ على الحرفِ قبلِ الأخير (ألسين في لَم يَنسَوْا) لتشيرَ إلى الألفِ المحذوفة (قارِنْ مثلاً يَنْسَوْنَ مع يَصْحونَ).

كخاتمةٍ لموضوعِ المبني والمعرب، أرغبُ أنْ أشيرَ إلى أمرٍ قد لا ينتبهُ إليه دارسو قواعد العربيّةِ ومُدرِّسوها:

تقولُ مصادرُ الإعرابِ إنّ المنادى إذا كانَ نكرةً مقصودةً أو عَلَماً مفرداً يكونُ مبنيّاً على الضّمّ (أو على ما يُرفَعُ به) وليس مرفوعاً، كما في قولِكَ (يا رجلُ، يا محمدُ). وتقولُ هذه المصادرُ أيضاً إنّ اسمَ لا النافية للجنس حين يكون مفرداً يكون مبنياً على الفتح (أو على ما يُنصَبُ به) وليس منصوباً، كقولِك (لا رجلَ في الدار). قد يظنّ البعضُ أنّ هذه تفاصيلُ أوجدها أبو الأسود الدؤلي أو غيرُه من علماء النّحو ليُثقلوا بِها كاهلَ الدّارس. على أنّ وجوبَ البناءِ وعدمَ جوازِ الإعرابِ في الحالتين نابعٌ مِن القانون الأساسيّ، وهو أنّ الاسمَ المعربَ يجبُ أنْ يُنوَّنَ إذا لم يُعَرّفْ بأل أو بالإضافة. ولأنّنا نطقْنا تلكَ الأسماءَ في التركيبَيْن أعلاه غيرَ منوّنةٍ، قبلَ أنْ يضعَ أجدادُنا قوانينَ اللغةِ، وجبَ بناؤها ومُنعَ صرفُها أو إعرابُها. وإذا وُجد طالبٌ نبيهٌ في الصفّ، فقد يسأل: لماذا قلنا: مبنيٌّ على الفتح أو مبنيٌّ على الضمّ، لا منصوبٌ بالفتحة أو مرفوعٌ بالضمّة؟ عندها نجيبه: هكذا تكلّمنا قبل أبي الأسود الدؤلي وقبل سيبويه؛ لفظنا اسماً معرباً ونكرةً دون تنوين، وعليه فهو في هذه الحال مبنيٌّ لا معربٌ.

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة، وعنوانها: "في المبتدأ والخبر".

هوامش:

1. أرغبُ أنْ أُشيرَ إلى أنَّنا درسْنا الأحرفَ المشبّهةَ بالفعل من الصفّ الخامس وحتّى الثّامن، ودرسناها على أيدي عددٍ من الأساتذة. ولم يخطرْ على بال أيٍّ منهم أن يشيرَ إلى سبب التّسمية، بل اكتفى جميعُهم بتلقينها بالترتيب وبتلقين عملها (إنّ وأخواتها: تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبُ الأوّل ويسمّى اسمها وترفع الثاني ويسمّى خبرها)، وهذا التلقين البليد هو مثال على ما أشرت إليه مراراً فيهذه الحلقات.

2. قد تأتي "لا" النافية بعدَ "أَنْ"، وعندها غالباً ما نُدغم الحرفَين وتصبح "أَلاّ"، والمضارع بعدها يكون منصوباً، كقولك "أَرَدْتُ أَلاّ تَضيعَ الْفُرصةُ".

3. في الواقع، النّصب في الحالتَين (وفي حالاتٍ قليلة أخرى) هو بتقدير "أَنْ" (جَلَسْتُ لِأَنْ أَستريحَ). وهنا أيضاً قد تأتي "لا" النافية بعدَ "لِأَنْ" فينتج ثلاثة حروف مدغمة ببعضها (لِئَلاّ)، والمضارع بعدها دائماً منصوب.

4. أمّا تعابير من نوع [دَعْني أَقولُ لَكَ...] أو [أُتْرُكْهُ يَفْعَلُ ما يُريدُ] فتلاحظُ أنّها تختلفُ قليلاً في المعنى عن (إقْرَعوا يُفْتَحْ لَكُمْ)، فلك أن تجعلَ المضارع (أَقولُ ويَفْعَلُ) جواباً للطّلب فتجزمه، وكأنّك تقول: [دَعْني وإنْ تَدَعْني أَقُل...]، أو أن تُبقيه مرفوعاً لأنّه لا يشكِّلُ جواباً للطّلب.

5. تجدرُ الملاحظة أنّ عربَ العراق وعربَ شبه الجزيرة حافظوا على هذه النّون في كلامهم المحكيّ أيضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي


.. 4 شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي على منزل بشارع الوحدة وسط




.. بدء ظهور النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الإيرانية.. ما


.. موريتانيون من غير العرب ينتقدون تعريب التعليم في البلاد




.. حذاء ملك الروك إلفيس بريسلي يباع في مزاد علني • فرانس 24