الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في التفكير والفكر

ابو الفضل علي

2013 / 5 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بقلم ابو الفضل علي
-يعتبر التفكير والفكر من أهم القضايا التي تحدد ملامح هوية الانسان وعقيدته وإيمانه بالله حيث ان هكذا أمور تتحدد طبقاً للهوية الفكرية التي يدركها الانسان ويعتقدها وهي بين آمرين أما الإيمان بالحق أو التوهم وحيث ان البدايات الصحيحة تؤدي الى نتائج صحيحة والعكس صحيح كذلك نجد ان البدايات لابد من تعريفها لكي ينهل الانسان معرفته الصحيحة منها وهنا لابد ان نذهب الى اهمية التفكير عند الانسان فهو الذي يميزه عن سائر الخلق فالانسان يحب ان يوضع في خانة الفكر والتفكر ولايحب ان يقال له انك قليل التفكير ، والتفكر غالبا ما يذهب الى ايجاد قراءات منتجة تفيد الموضوع الشاغل للفاهمة البشرية او الموضوع قيد البحث او التدبر الفكري وهو يشمل ايضا الاستدلال والاستقراء
وبالتالي فلا بد من معرفة مصادر العلم في ضوء ماجاءت به الشريعة لتكون لنا بدايات صحيحة، وهي كما يلي.
1. الكتاب
2. السنة النبوية والعترة الطاهرة
3. العقل
4. الإجماع
اذاً فلا جدر بنا ان نعي انفسنا من بدايات صحيحة وهذه العملية هي ما نطلق عليها صفة التفكر والتي تنطلق من خلال معلومة صحيحة لكي نكتشف ما نجهله في عملية تفكير تؤدي بنا الى اعتناق الفكرة وزيادة الايمان بها فالتفكير هو المرحلة التي تسبق عملية الفكر المتبني وقد عرف الفكر العلامة الشيخ المظفر في كتاب المنطق ( المقصود منه اجراء عملية عقلية في المعلومات الحاضرة لاجل الوصول الى المطلوب ) ويعرف على انه ( العلم بالمجهول الغائب ) وهكذا يتبين ان الفكر هو حركة عقلية بين المعلوم والمجهول وهي عملية التفكر التي نرى انها تمثل المحور الحركي الذي تتحرك من خلاله الامة ، فنهل العلم من مصادره الحقيقية يؤدي بنا الى البناء العلمي الصحيح الذي تتهاوى امامه نظريات التوهم العالمية والتي راينا سقوطها وتهاويها بمرور الزمن كاالنظريات المادية وغيرها ممن هي بعيدة عن روح علوم الفيض السماوي ونصوصه وبهذا يمكن ان نميز بين ماهو فكر حقيقي بمقدار قربه من المناهل الحقيقية وهذا ينطبق على كثير من العلوم التي يمكن ان تاخذ اتجاهين متناقضين او رؤى متعددة يمكن ان يكون فيها الحق باتجاه والروى الاخرى في اتجاه اخر ،والفكر بطبيعته لا يفرض على الاخر انما هو تحصيل حاصل حقيقية التفكير والتفكر ، اذا التفكر هو نقطة الانطلاق التي يمكن من خلالها المرور لغاية الصراط القويم للفكرة او الاعوجاج الفكري لا سمح الله ولذلك ، فكل ما كان المنطلق الفكري والذي نقصد به التفكير سالماً من الميل والهوى النفسي والخرافة وتأثيرات الاسطورة منقاداً الى المنطق والعقل غير متعارض مع النص كان الفكر اقرب للمنطق. وعلى سبيل المثال لا الحصر نرى ان هنالك الكثير من النصوص التي تنسب الى احاديث النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) كانت تحتوي على علل ولا تصلح بعلاتها ان تكون منطقية اذا عرضت على النص المقدس اذا لا بد من تنقيح تراث الاسلام وفق اليات علمية حقيقية بعيدة عن القراءات الانحيازية والالفاظ الغامضة التي تمت اضافتها للاحاديث لتكون هي الاخرى قابلة للتاويل بعد القرآن ولتبقى الفراغات الفكرية اهم محور في الجدلية حول اختلاف المفاهيم كركيزة اساسية لثقافة التعويق للامة وبالتالي فأن القراءات المنتجة سوف لن تجد لها منبعا صافيا تنتج منه الا بعد خوض طويل في المباحث التي يجب اخضاعها في اغلب الاحيان الى المنطق
حرية الفكر
كثيرا ما نسمع ونشاهد المناظرات الفكرية حول حرية الفكر والتي غالبا ما تكون ضمن ديالكتية مقيتة وصدام مستمر حول ما اذا كان هنالك فكر حر لا يحد بالعبودية لشي ما, ولكي اكون حراً في فكري لا بد ان اعرف مقدار حريتي ومقدار ما تقع مسؤوليته على افكاري تجاه المجتمع فأنا لست بمفردي كي اسقط حريتي كيفما اشاء ومن ثم اقول اني ضحية الفكرة التي تناولتها ولم يقع ضررها على احد كقول الشاعر ابي العلاء المعري حينما قال(( هذا ما جناه على ابي وما جنيت به على احد)) فاني اشعر ان الحرية تنطلق
من اعماق نفسي ,الا انني لابد لي من معرفة اسقاطات النفس المنبعثة منها وكما يذهب علماء النفس ان هنالك عناوين ووجوه للنفس البشرية ، اذن يجب ان اعرف عن أي نفس نفحت الحرية التي اناشد والمنظوية في حيز التفكر فهي مازالت سجينة في زوايا عقلي بعد ان انبثقت من مشاعر نفحت بها احد عناوين النفس ، وحينما احاول ان اسقط افكاري التي تحركها الحقيقة ويحركها الهوى ورغباتي على الواقع اجد ان هنالك خطوط حمراء كثيرة لا تسمح بان اسقط حريتي كيفما اشاء وعليه فلا بد ان اقف عند حدود حرية الاخرين لكي لا اكون مصادراً لحرياتهم, وان اقف عند المتعارف والمتعاقد عليه من قبل المجتمع لكي لا اكون عبداً لتعصبي وحريتي التي تاخذ بزمام مبادرتي , وان اجادل بالتي هي احسن سلامة لمذهبي العلمي واصوغ الالفاظ المناسبة والتي هي في محصلتها تلخيص حقيقة ما اريد توصيلها ، لذا كان من الواجب ان لا الزم نفسي بعبودية تلزمني بها الحرية ذات النهايات السائبة دون الحقيقة وان خرجت من هكذا عبودية وكي اكون غير متعصب واحترم حرية الاخر سأجد نفسي عبداً لحرية الاخر او عبداً يحافظ على العقد المجتمعي وان تجاوزت بكل ما اوتيت من فكرة الحدود ، ساجد نفسي عبداً لاهوائي التي نفحتها حريتي وهكذا فان المحصلة التي وقفت عليها ،تبدو لي ان لاحرية فكرية مطلقة واني مهما بحثت فان جدلية الافكار تثبت اني عبداً لجهة او عدة جهات ولكي اكون اقل تاثراً بالكدح الفكري كان لا بد لي من البحث عن سيد واحد كي اشعر من خلاله بحرية اكبر وان اجد نفسي بالعنوان الثابت لا المتغير حيث نفحاتها لم تعد تؤثر بي ، فقد وجدت سيدي الذي علمني كيف اجعل لنفسي حدوداً في تفكيري وان اجعل الحقيقة والايمان منطلقي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه