الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية

ريهام عودة

2013 / 5 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنه مشروع الخلافه الإسلاميه الكبرى الذي يُعتبر هدف لأي مجاهد إسلامي متواجد في أي بقعة بالعالم ، و سواء كان هذا المجاهد يعيش بين غابات إفريقيا بمالي أو يختبئ خلف ثلوج جبال القوقاز في الشيشان أو يقطن في كهوف صحراء سيناء القاحلة بمصر أو حتى يحارب مع الثوار في مدن سوريا المشتعلة، فالحلم واحد و الهدف النهائي الذي يسعى اليه معظم أمراء الجهاد بالعالم هو تأسيس الخلافة الإسلامية و رفع راية الإسلام في كافة أنحاء الأرض بعد فتح بلاد الفرنجة و تحرير القدس من اليهود ومن ثم إعلانها عاصمة للخلافة الإسلامية الكبرى.وقد يبدو هذا الهدف لبعض العلمانيين أو الليبراليين كهدف ساذج و غير واقعي لكنه في واقع الحال بالنسبة للمجاهدين هو هدف طويل الأمد و مدروس جيداً و يتبع خطة عسكرية محكمة.

إن ما لا يعلمه البعض ، أن أسس الخلافة الإسلامية المنشودة قد تم تحديدها مسبقاً من قبل التنظيمات الجهادية و قد تم الاتفاق على تحديد مبادئ الحكم إسلامي لتلك الخلافة حيث أعلنت عناصر التنظيمات الجهادية عبر مواقعها الالكترونية أن نظام الحكم في الخلافة الإسلامية التي يأمل بتأسيسها المجاهدون تقوم على أربع قواعد رئيسية هي :
أولاً) السيادة للشرع لا للأُمة.
ثانياً) السلطان للأُمة.
ثالثاً) نصب خليفة واحد فرض على المسلمين.
رابعاً) للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية فهو الذي يسن الدستور وسائر القوانين.

أما مفهوم الخليفة في مشروع الخلافة الإسلامية فيقصد به الشخص الذي ينوب عن الأُمة في الحكم و السلطان، وفي تنفيذ أحكام الشرع و ولايته لا تخضع لمدة زمنية محددة ، فما دام محافظاً على الشرع، مُنفّذاً لأحكامه ، قادراً على القيام بشؤون الدولة، ومسؤوليات الخـلافة، فإنه يبقى خليفة حتى يوم مماته.

ومن الجدير بالذكر أن من أهم عناصر الخلافة الإسلامية المنشودة هو تأسيس جيش إسلامي ضخم يقوده أمراء الجهاد الذين تقع على عاتقهم مسئولية إدارة الدائرة الحربية التي تتولي جميع الشؤون المتعلقة بالقوات المسلحة ، مِن جيش ، ومعدات ، وأسلحة ، و مهمات ، وعتاد ، وبعثات عسكرية ، وكل ما يلزم من الثقافة العامة للجيش.
أما بالنسبة لأهم خصائص الجيش الإسلامي حسب ما تذكره المواقع الالكترونية التابعة للحركات الجهادية ، أنه يجب على المجندون في الجيش أن يكونوا مسلمين و يتمتعوا ببنيان جسدي قوي و مدربين جيداً على كافة أنواع القتال ،بحيث يبقوا دائماً مستعدين للجهاد في أي وقت سواء كان ذلك في أيام الحرب أو السلم ، و يبدأ سن التجنيد بالجيش من سن الخامسة عشر، و ذلك استناداً للحديث الذي أخرجه البخاري من طريق نافع عندما قال: «حدثني ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يُجزني، ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني» فقال نافع: (فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة، فحدَّثته هذا الحديث ، فقال: إن هذا لحدٌّ بين الصغير و الكبير، وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة).

إن ذلك كان بكل بساطه مجرد وصف مختصر لأهم معالم مبادئ مشروع الخلافة الإسلامية و لكن بناءً على الوضع الراهن فإن السؤال الذي يطرح نفسه ألا وهو هل سيسمح الغرب بوجود خلافه إسلامية بالمستقبل قد تهدد وجودهم ومصالحهم بالعالم العربي و الإسلامي؟
و للإجابة على هذا السؤال يمكننا القول بأن الصراع بالسابق كان محصور بين معسكرين ، المعسكر الشيوعي و المعسكر الرأسمالي حيث انتهى هذا الصراع بتفكك الاتحاد السوفيتي ، أما في عصرنا الحالي فقد تغيرت المعادلة الدولية و أصبح المعسكر الإسلامي الجهادي طرفاً رئيسياً في الصراع مع الغرب فقد بات المجاهدون يشكلون خطراً حقيقا لاستقرار الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعرضت لهجمات قاسية في الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001 ، حيث كانت تلك الهجمة من أقوى المبررات الأمنية لدى القادة الأمريكيين من أجل غزو أفغانستان تحت شعار محاربة الإرهاب.

لذا يمكننا القول بأن الغرب لن يسمح بتأسيس خلافة إسلامية كبرى تهدد وجوده و سوف تحاول الدول الغربية العظمى بشتى الطرق إحباط محاولات المجاهدين لتأسيس جيش إسلامي كبير متعدد الألوية و الذي قد يكون من أهم مهامه غزو بلاد الغرب باعتبارها بلاد الكفر حسب اعتقاد المجاهدون.

و لكن بالرغم من محاولات الغرب الحثيثة لإحباط أحلام المجاهدين عبر شن عدة عمليات عسكرية ضدهم في بعض بلدان قارة أسيا و أفريقيا فإن أمراء الجهاد مازالوا متمسكين بحلمهم و مستمرين في تنفيذ خطتهم من أجل تأسيس خلافة إسلامية كبرى ، فهم بكل بساطه ليس لديهم ما يخسروه فشعارهم الدائم إما الشهادة أو النصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلافة نظام سياسي فاشى
Amir Baky ( 2013 / 5 / 22 - 12:43 )
الجهاديون يعلمون أن الخلافة هى وسيلتهم الفاشية لفرض أفكارهم و هيمنتهم السياسية على الشعوب بحجة تطبيق شرع الله. فهؤلاء متاجرين بالله لكى لا يعترض أحد على أفكارهم البشرية النازية التى ينسبونها إلى الله زورا. الجهاديون يطبقون مفهوم أن الإسلام حركة سياسية لا أكثر و يضعون الخلافة فى أهم رتبة دينية فى فكرهم المريض.


2 - هل سيتجقق حلم الخلافة ؟؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 5 / 22 - 16:19 )
كلا ثم كلا ثم كلا. ان حلم الخلافة غير قابل للتحقيق ولقد ورد حديث في هذا الشان للنبي بقوله (بدا الاسلام غريب وسيعود كما بدا فطوبى للغرباء).كيف يتححق حلم الخلافة والمسلمون منقسمون على انفسهم بين سنة وشيعة؟.كيف يتحقق حلم الخلافة والشيعة منقسمون الى اثناعشرية وزيدية واسماعيلية وهناك انقسام في المذهب الواحد؟.كيف يتحقق حلم الخلافة واالسنة منقسمون الى اربعة مذاهب؟؟. كيف يتحقق حلم الخلافة والذين يدافعون عن اقامة الخلافة امة امية مغفلة لا تعرف كوعها من بوعها تنعق مع كل ناعق وتاتمر باوامر البيت الابيض؟؟.ما ذا حدث في دولة افغانستان الاسلامية قبل تفكيكها من قبل الغرب؟.اما ضرب البرجين فكان سببه اتفاق بين القاعدة وامريكا على امر ما وليس نصرة للاسلام والمسلمين؟؟.ان امراء الجهاد وممولهم كـ السعودبة وقطر هم اداة بيد الغرب للدفاع عن مصالحهم باسم الاسلام والا اين هم عن احتلال فلسطين والجزيرة العربية الاولى بيد الصهاينة والثانية بيد عائلة معروفة بخياتها للاسلام نفسه.هل من يشتري سلاحه من اعدءه قادر على ان يحرر نفسه؟؟. كلا ثم كلا. انه ارهاب مادي وليس جهاد اسلامي.نتمى على العالم الحر ان يبيد الفكر الظلامي

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah