الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فراشاتي الثلاثه
حامد حمودي عباس
2013 / 5 / 22الادب والفن
إلى ابنتي أرخوان .
لقد زرعتك في ارض الله البعيدة ، نبتة حملت عني إرث حب الجمال .. وأنا حينما أتطلع اليك عبر بحور الغربة ، أرى في وجهك لمسات فنان يرسم بريشة عملاقة خطوط الخير على لوحة السماء ، وتغيظني كل تلك الفضاءات التي أبعدتني عنك في لحظة إحساس بالحاجة إلى وطن .. عزائي الوحيد ، هو أنك تنعمين الآن في حياة لا تعرف معاني الكره .
والدك الذي يحبك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في جميع مناخات حياتي التي مرت ، وجدتني محتاج لكن أنت وأخواتك ، فراشات تنفث من أجنحتها نسائم الصباح ، لأتنفس منها روحي المحاصرة بإيماءات الموت على هامش صدفة لا أعلم أين ستكون .
في كل حالات استسلامي لأحلام البشر ، كنت أضعكن فوق تلك الأحلام .. فتشهق روحي إلى أعالي جسدي ، تنهال عليها سمات الحب ، والشوق ، والحنين ، والجوع لعلامة من علامات الفرح .
إن كل واحدة منكن ، هي عالم يصدح في ربوعه صوت الخلود ، ويداخلني شك يوما بأن الفناء سيبلغ منكن ما يريد .
من لا يهوى ان تكون له بنات كما انتن عليه من صورة ؟ .. من ذاك الذي أفتى بالمساس في ورقة شجرة أنثى في هذا العالم ؟ .. من أباح عرفا بالتسبب في سيلان دمعة على خد امرأة ؟ .
أبعدوا رذائلكم عن النساء في وطني .. ففيهن ولادة معاني أن تدور الأرض ، وتسطع الشمس ، فيستدل الناس من خلالها على مواعيد صلاتهم ، ونومهم ، ومتى تبدأ عندهم مواعيد العطاء ..
ابتعدوا أيها الأراذل عن نساء وطني .. ففيهن معاني أن نعيش ، وأن نأكل ، وأن نرتدي ستر أجسادنا ، ونبني مجتمعاتنا المعوزة دوما للاستقرار والأمن وكفاية الرزق .. إنهن ملاذ المتعبين ، وكهوف الشعراء ، ومصادر للكلمة الطيبة ، ومن دونهن لن تكون لأحد منكم ذات يميز بها عن حيوانات الله المنتشرة في أدغال الغاب ..
ابتعدوا .. ولا تقتربوا إلى محراب تتعبد عنده النساء ، وهن يمثلن أمام الهة العشق ، وحماية القلوب العطشى لصوت عندليب يحن إلى أنثاه .
في كل يوم تنحني ظهور نساء بلادي وهي تندب إبنا أو أخا أو زوج ، مزقته كوارث الطائفية المقيته ، وعند كل صباح يذوب تراب الارض في بلدي تحت سيلان الدماء الزكية دون واعز من شرف أو ضمير ..
متى ينطق العالم الأخرس ، لينقذ شعب العراق ، وفي مقدمتهم النساء ، من آثار خيوط لعبة حاكتها دوائر الاحتلال الوسخة ، ليعود لسان التاريخ ناطقا بعد أن قطعته سكين الاستبداد ؟ ..
غلت الأيدي التي تحارب النساء في وطني .. ولترتد إلى الوراء جميع الإرادات الذكورية الجبانة ، والتي تنصهر في بوتقة حملة العقول المصابة بالعفن ..
غلت أيديهم .. أولئك الذين يمدون أطرافهم المليئة ببقع الجذام ، ممن تطال ذنائبهم جسد صبية أو طفلة أو عجوز ، فيرسمون آثار الكي الشرسة على صفحات وجه صبوح .
ولتبقى بناتي الثلاثة ، مشاعل تنير لما تبقى من خطواتي القصيرة .. دروب الحياة .
حامد حمودي عباس
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الأستاذ حامد حمودي عباس المحترم
ليندا كبرييل
(
2013 / 5 / 24 - 10:29
)
معزوفة حب رائعة، في معاني الجمال والعطاء
اختلط فيها حب الأب لولده وحبه لوطنه . كلمات فنان في أعلى درجات الصدق عندما يرى الوطن في وجه أبنائه
للوردات الثلاث، أتمنى حياة عامرة بالسعادة أيها الصديق العزيز ، وللعراق المجيد أن يستعيد صباحه المشرق ، وأحييك على هذه المقطوعة الفنية المؤثرة
مع التقدير والاحترام
2 - الوطن
فاتن واصل
(
2013 / 5 / 26 - 19:08
)
كثيرا ما أتساءل لماذا نشعر بالانتماء لوطن لم يصنا أو يحمينا أو يعطينا ، وطن لم يحترم حقوقنا كبشرعامة وكنساء خاصة ، لما نبكيه فى الغربة ونغار عليه من لوم أو تجريح .. الوطن ليس مجرد تراب وانهار وبقاع ، الوطن حياة إما ان تكون كاملة غير منقوصة أو لا تكون حياة بالمرة فلا يؤسف عليه. فراشاتك الجميلات لو أتيحت لهن الفرصة فى بلد من بلدان أوروبا ( مثلا ) فبالتأكيد كن سيصبحن فى حال أفضل بكثير من حالهن فى بلدهن ( الغالي ) .. لا تحزن على وطن لم يعطك انت وفراشاتك سوى القسوة والتفرقة والشعور بالخوف، وطن كان كالسجن .. بل إحزن على فرص أضعتها فداء ً له .. تمنياتي لفراشاتك بالسلامة والسعادة والأمان فى أى مكان يوفرهم فيصبح وطنا لهن .
.. مهرجان مراكش السينمائي يكرم الراحلة نعيمة المشرقي بحضور نجوم
.. 276 حول الحالة الثقافية والعلمية بإلمنيا/ حكايات وذكريات الس
.. أنجلينا جولي تكشف عن رأيها فى تقديم فيلم سيرة ذاتية عن حياته
.. اسم أم كلثوم الحقيقي إيه؟.. لعبة مع أبطال كاستنج
.. تستعيد ذكرياتها.. فردوس عبد الحميد تتا?لق على خشبه المسرح ال