الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعجاز العلمي في الفقه الاسلامي!

حيان الخياط

2013 / 5 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


كثيرة هي هفوات الاساتذة، وقد تعايشنا معها منذ ايام الدراسة الابتدائية وحتى ايام الكلية، وعلى طول الخط تعاملنا (نحن الطلاب) مع هذه الهفوات والأخطاء بحسن نية (مع بعض السخرية اللئيمة) فالأساتذة بشرٌ مثلنا ولابد ان يخطئوا في نقل المعلومات بشكل او بأخر ونحن لن نغمض اعيننا عن الكم الهائل من المعرفة التي نقلوها الينا على طول الخط ونحملق في اخطاء تافهة لا تتعدى اصابع اليد. ولكن!
هنالك حدود يجب ان نقف عندها، ومثالنا هنا ما قام به استاذ مادة الاحوال الشخصية في قسم القانون/كلية دجلة الجامعة، وهو القاضي عبد الله الالوسي.
كان موضوع المحاضرة هو "النسب" وكنا ندرس المادة الحادية والخمسين من قانون الاحوال الشخصية العراقي والتي تنص على: "ينسب ولد كل زوجة الى زوجها بالشرطين التاليين:
1 ـ ان يمضي على عقد الزواج اقل مدة الحمل.
2 ـ ان يكون التلاقي بين الزوجين ممكنا."
ما يهمنا هو عبارة "اقل مدة الحمل" والمتعارف عليه انها ستة اشهر، وهي تعني اقل مدة ممكنة للمرأة لتضع طفلها، وإثناء شرح الاستاذ لهذا الامر، عرج على اقصى مدة الحمل فقال ما معناه: اختلف الفقهاء في تحديد اقصى مدة الحمل، فذهب بعضهم الى القول انها سنة واحدة وذهب اخرون الى القول انها اثنتان وصولا الى بعض الفقهاء الذين قالوا انها ثمانُ سنوات!!! وهذا يعني ان يمكث الطفل في بطن امه ثمان سنوات وبعدها تلد الام بشكل طبيعي. بادئ الامر اعترض الاستاذ وقال بأنه قد شك في امكانية هذا، وانه عندما قرأه اول مرة لم يقتنع به، وبقي حائرا مدة من الزمن في هذا الرأي الغريب، الى ان جاء يوم اطلع فيه على موضوع "علمي" اثبت امكانية ان تلد الام طفلا بعد ثماني سنوات من الحمل.
لابد ان الاستاذ قد قرأ بحثا علميا نشر في احدى الجامعات العلمية المرموقة، او انه شاهد جمعا من الاطباء المعتبرين يقولون ذلك ويؤيدون كلامهم بوقائع ومشاهدات ثابتة. للأسف لم يحصل أيٌ من ذلك، وكل ما في الامر انه شاهد خبرا على شاشة التلفاز ذُكر فيه ان هنالك امرأة هندية وضعت بنتا بعد ثماني سنوات من الحمل، وإنها جاءت كاملة، تملك اسنانا وشعرا كاملين، وإنها ولدت وهي تجيد اللغة الانجليزية والفرنسية اضافة الى لغتها الهندية الام، والسبب في ذلك ان والدتها تجيد هذه اللغات وكانت تتكلم معها طوال الثماني سنوات! وأكثر من ذلك، جاءت الطفلة وهي تجيد العزف على الآلات الموسيقية! وتستطيع السير بدون تعلم او تدريب!!!
بالاعتماد على هذا الخبر لا غير، طبل الاستاذ لفقهائنا العظماء الذين اوجدوا الحل لكل المشاكل التي قد يتعرض لها الانسان سابقا ولاحقا، وقد عد هذا الامر بمثابة "اعجاز علمي".
يبدو ان الاعجاز العلمي في القرآن، السنة النبوية، اقوال الصحابة، احاديث اهل البيت لا تكفي كعبء ثقيل نعاني من وجوده في هذه المرحلة، ولهذا قام الاستاذ بسحب هذا الاعجاز ليشمل اجتهادات الفقهاء.
في الختام احب ان اتساءل، كيف يمكن لقاض مارس مهنته سنين عديدة، وقام بتدريس مئات الطلاب ان يكون على هذا المستوى من عدم المعرفة بالطريق الصحيح للحصول على المعرفة العلمية الرصينة والموثوقة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال