الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستبعاد الاجتماعي 2

نورالدين لشكر
باحث

(Noureddine Lachgar)

2013 / 5 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بين يدي الكتاب
1- الاستبعاد محل خلاف !
انتهج الكتاب أسلوبا متميزا لبسط آراء العلماء والشواهد المستمدة من تجارب ميدانية معاصرة موثقا بعشرات الجداول والأشكال.
وقد حاول أيضا الرد على دعاوى أقطاب الرأسمالية الذين يرون أن نظام السوق أطلق العنان لآليات السوق، وهو صك على بياض ليفعلوا مايشاؤون.
وهو أيضا يبرز أهمية الأسرة في حياة المواطن وقدسية العلاقة الزوجية وأهمية نموالطفل، فالأسرة عامل مهم من عوامل التقدم الإجتماعي للمجتمع بأكمله، وهذا الكلام مسطر بأقلام جماعة من التقدميين المستنيرين.

2 – مستويات الإستبعاد
المستوى الفردي: السن، النوع، العرق، العجز، التفضيلات، المعتقدات، القيم.
المستوى الأسري: الإرتباط بشريك، الأطفال، مستويات الرعاية، السكن.
مستوى المجتمع المحلي: البيئة الإجتماعية والمادية، المدارس الصحة، الخدمة الإجتماعية.
المستوى الإقليمي: سوق العمل، النقل.
المستوى القومي: المؤثرات الثقافية، الضمان الإجتماعي، الإطار التشريعي.
المستوى العالمي: التجارة الدولية، الهجرة، تغير المناخ.

- فصول الكتاب: قراءة سريعة
سنحاول بتركيز تجميع بعض الأفكار التي وردت في الفصول الثلاثة عشر آملين أن نقرب القارئ الكريم منها غير أننا لانفتأ نذكر أن ورقة مقتضبة كهذه لاتغني بحال من الأحوال عن قراءته.
- الفصل الأول هو عبارة عن مقدمة وقد سبق الحديث عن أهم الأفكار الوارة فيها.
- في الفصل2 يحاول د. بربان باري إلقاء الضوء على الإرتباطات المتعددة للإستبعاد بين مستويات أخرى أو العكس وقد يكون ذلك باختيار منه.
- في الفصل3 يطرح ثلاثة مختصين وأساتذة في جامعة لندن آلية قياس الإستبعاد في المستويات الآنفة الذكر محاولين طرح مقاييس دينامية متعددة الأبعاد حددها في أربعة للمشاركة:
1- الإستهلاك
2- الإنتاج
3- العمل السياسي
4- التفاعل الإجتماعي
- وكان التركيز في الفصل الرابع على الفرد والأسرة والمجتمع المحلي، إذ حاول كل من سايمون بيرغن وكارول بروبر وضع مقارنة بين معاناة الأفراد مع الفقر ببريطانيا ودول أخرى في محاولة لبسط التحديات التي تحول دون الوصول لفهم أفضل للعوامل التي تشكل تلك المستويات.
- أما جون هوبكرافت فقد تبنى في الفصل الخامس منظورا آخر أعطاه بعدا زمنيا ممتدا من الطفولة إلى المراهقة وركز على الرأسمال البشري وقد بنى نظرته على دراسة بريطانية تسمى (NCDS) تتبعت فوجا دراسيا تخرج سنة 1958 فخلص إلى وجود روابط بين الظروف العامة في المدرسة كدرجة الإختبارات وكذا الفقر في في مرحلة الطفولة بل ناقش حتى الوراثة الجينية بالنسبة إلى معظم الحالات وتقدم بأمثلة كوسائل إيضاح.
- وفي الفصل السادس قامت كاتلين كيرنان بتدقيق النظر فقط على المستويين 1و2 يعني الفرد والأسرة وبحث أثر "الأحداث الديموغرافية" كالأبوة المبكرة والطلاق وماينتج عنه من الهشاشة الاجتماعية و الإقتصادية.
- أما أبيجيل ماكنايت فقد قامت في الفصل السابع باستجلاء صورة سوق العمل، فالعمالة المنخفضة الأجر مرتبطة بالفقر إلى المستوى الحاد، مستعرضة السياسات الحديثة وتطويرها المؤثر في انخفاض الأجور.
- ويبحث الفصل الثامن أثر الحي السكني في الإستبعاد، فالأحياء السكنية بموقعها وبنيتها وصفاتها المكتسبة كالجريمة وبيئة الحي ثم تركيز الفئات الأشد حرمانا حيث ركز كل من روث لبتون وآن باور على دراسة 12 حي من أشد الأحياء فقرا في انجلترا ويلز.
- ويتوجه "دافيد بياشو" و"هولي ندرلاند " في الفصل التاسع إلى دراسة أثر سياسة الحزب العمالي الحاكم في مجالس الإعانات والضرائب وكذا التغيرات التي شهدتها وكيف أن الأثر لم يكن كما يرجى، ويدعوان إلى خلق المزيد من فرص العمل.
- في الفصل العاشر يؤمن كل من "فل أجولنك" و "ثانيا يورنشارد" بأن كل من يتصور أن سياسة مواجهة الإستبعاد سياسة فاشلة وأن سياسة الوقاية ناجحة هو تصور عقيم لأن العلاقة بينهما تكاملية.
- في الفصل 11 تدرس العلاقة بين التعليم والإستبعاد فتمة شواهد دالة على مايحدث من عواقب نتيجة المستوى التعليمي ومهارات التعامل الإنساني وقد فصل في ذلك كل من "جو سباركس" وهوارد جلزستر".
- وتركزان النظر من زاوية أخرى كل من"ليزر بيتشاردسون" و"كاترين ممفورد" على نوع مختلف آخر وهو الدور الذي يحاول القيام به المجتمع المحلي في تجديد ومعاودة تأهيل الأحياء السكنية ودعم القيم المشتركة من خلال الشبكات الغير الرسمية.
- وفي الفصل الأخير يختم "جون هيللز" بالسؤال التالي: هل يؤدي التركيز على الإستبعاد الإجتماعي إلى التأثير في الإستجابة السياسية؟ ويدعو إلى عدم النظر إلى الإستبعاد كقدر حتمي لامفر منه للطبقة الدنيا ويشير إلى تطور النظرة الحكومية للموضوع، وبداية الحديث صراحة عن الفقر والإستبعاد منذ 1997.

خاتمة:
هذا قليل جدا من كثير جاء في هذه الدراسة القيمة لباحثين مختصين حاولنا إلقاء بعض الضوء على مايثير في القارئ العودة للكتاب مباشرة. فالاستبعاد ليس أمراً شخصياً، ولا راجعاً إلى تدني القدرات الفردية فقط بقدر ما هو حصاد بنية اجتماعية معينة ورؤى محددة ومؤشر على أداء هذه البنية لوظائفها. وهو ليس موقفاً سياسياً فقط، ولا طبقياً... الخ، ولكنه جماع كل ذلك. وهو ليس شأن الفقراء وحدهم، ولا هم الأغنياء وحدهم، وإنما هو مشكلة الجميع، وليس أمامهم سوى تقليل الاستبعاد وتعظيم الاندماج وتحقيق الاستيعاب أي: المواطنة الحقة.
غير أن مقدم هذه الورقة لم ينته من قراءة "الدراسة" إلا وتناسلت العديد من الأسئلة في ذهنه أهمها:
كيف يمكن تنزيل مثل هذه الدراسات في العالم النامي وتبيئتها؟
ألن تلقى مثل هذه الدراسات حول "الاستبعاد" نوعا من الاستبعاد الآخر بمعنى "الاستعداء"من الجهات التي لاتحب ممارسة "الفضح" السوسيولوجي ؟
وماذا بعد إجراء هكذا دراسة في عالمنا الثالث؟ هل يرجى استجابة ما من الهيئات العليا؟ ...
والله ولي التوفيق وهو يهدي السبيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات