الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنين إلى الجاهلية .

صالح حمّاية

2013 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو حاولنا إعطاء تلخيص عام لأسباب السعار الإسلامي ضد الحداثة و الديمقراطية ومظاهر الحضارة ، لأمكننا القول انه يتلخص إجمالا في ما يعرف بـ "الجاهلية الحديثة " ، فبالنسبة للإسلاميين تكمن مشكلة المجتمع المسلم بل والعالم ، في هذه العادات و الأفكار و القيم التي تسود الآن ، والتي تمثل بنظرهم امتدادا للجاهلية القديمة ، لهذا فإن الإسلاميين يعتبرون أنفسهم مكلفين بهدم هذه الجاهلية الحديثة تماما كما فعل النبي محمد مع الجاهلية القديمة .

عموما وعلى هذا الأساس فنحن نسأل : هل حقا كانت الجاهلية القديمة شيء سلبيا حتى تصبح مثيلها الحديثة شيئا يجب تحاشيه ؟ ثم هل حقا أن الجاهلية هذه تمثل خطرا فعليا علينا ؟ .

للإجابة على السؤال و لو جئنا للتاريخ كما يرويه المسلمون أنفسهم لأمكننا القول أن الجاهلية لم تكن في أي يوم من الأيام شيئا سلبيا ، بل على العكس فربما تكون هذه الجاهلية هي منتهى الحضارة التي يسعى العالم الحديث إلى بلوغها ، فعلى سبيل : في الجاهلية كان يمكن للإنسان أن يعتنق الدين الذي يريد بدون أن يشعر بالتهديد (حرية الاعتقاد) ، وقد كانت الكعبة تحوي مئات الإلهة (حرية ممارسة الشعائر الدينية) ، و قد كان هناك يهود ومسيحيون و زاردشت (تسامح ديني) بل إن النبي نفسه وقف في صدر الكعبة و دعا إلى الإسلام ، وشكك في أله قريش بدون أن يطاله القتل كما سيتم لو تكرر الأمر نفسه الآن ( حرية تعبير) ، الشيء الأخر انه في الجاهلية كانت المرأة حرة فالنساء كن يحزن على الاستقلالية و وعلى الاحترام ، فكنا سيدات أعمال (السيدة خديجة ، هند بنت عتبة) وكن معشوقات (عبلة ، عنيزة) ، وفي الجاهلية أيضا كان هناك تقدير للفنون والأدب (المعلقات ، المغنى) ، فالنخبة القرشية كانت نخبة برجوازية راقية رعت الفنون (سوق عكاظ و الشعر غير المساح لأحذية السلاطين )، ومارست التاجرة واهتمت بالعلاقات الخارجية (سياسة اقتصادية وطنية) ، وأيضا كان هناك نوع من الديمقراطية ، حيث كانت تدار الأمور في بيت الندوة بالتشاور والرأي و الرأي الأخر بين أكابر التجار (الاقتصاديين) ورجال السياسة (سادة القبائل) وليس بالحكم الفردي المطلق .

الواقع أن قريش لم تكن جاهلية كما يدّعى بتاتا ، بل كانت حضارة راقية عظيمة ، و حضارتنا الحالية ليست في حقيقتها إلا محاولة للوصول إلا ما كانت عليه قريش قبل قرون .

إننا لو جئنا للأنصاف لأمكننا القول أن الجاهلية الحقيقة لم تكن فترة حكم قريش ، بل كانت ما أسسه الإسلاميون على انقضاها ، فالثورة التي قادوها كانت هي الجاهلية الحقيقة ، لهذا فإن الادعاء من الإسلاميين بالخوف على المسلمين و على العالم من شرور الجاهلية ، ليس في الواقع خوفا على الإنسانية ، بل هو خوفهم على الانقلاب الذي قاموا به من 14 قرن من الاندثار .

إن مشكلة الإسلامي الحقيقية مع حضارتنا الحالية ، ليست جاهليتها كما يدعى ، بل هي في الواقع تحضرها ، فالأسلمة كمشروع إرهابي شمولي ، لا بد أن ترى في كل دعوة نحو الحرية و المساواة و احترام حقوق الإنسان ، أمرا شرير ، لهذا فحين يتحدث الإسلاميون عن حضارتنا الجاهلية التي تحتاج التقويم ، فهم لا يعنون جاهلية بالمعنى الذي نفهمه حيث الظلم و الإرهاب والتخلف الذي يجب أن يزول، بل يعنون جاهلية بمفهوم أي طاغية متعصب ، أي حين تشيع الحريات و حقوق الإنسان ، و تحرر المرأة التي تؤرقهم .

إن هذا المعنى الذي انتهينا إليه يفرض علينا اليوم ضرورة تصحيح المفهوم حول ما هو جاهلي وما هو متحضر، فالجاهلية الحقيقة هي المشروع الإسلامي، أما الحضارة ، فهي ما كانت عليه قريش K وما هي عليه الآن كل دولة العالم المتحضرة ، لهذا فالأحرى حين نقول مستقبلا أننا نرفض الجاهلية الحديثة ، فهذا يعني أننا نعلن رفضا للمشروع الإسلامي و من يحاول فرضه .

وكذلك الأمر حين نقول جاهلية ، فالمشروع الإسلامي هو الجاهلية ، أما العرب قبل الإسلام وما كنت عليه قريش ، فهم الحضارة و الرقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 5 / 25 - 21:44 )
و ماذا تقول عن وأد البنات الصغيرات ؛ الذي حرمه الإسلام؟... هل العمل حضاري؟... هل عبادة قطعة خشب يُعتبر عمل حضاري و عقلي؟... هل الوضع القبلي قبل الإسلام حضاري؟!!! .


2 - f
rami ( 2013 / 5 / 26 - 13:54 )
و أد البنات هذه مجرد خرافة روجها المؤرخون المسلون لتشويه صورة حقيبة ما قبل الاسلام ،

http://www.alarabiya.net/articles/2012/01/09/187339.html

لكن المظحك في الامر ان الاسلام يدعي حماية البنات من الدفن في الرمل ، ليدفهن هو احياء في المنازل ، وفي النقاب ، وفي وصاية المختلين عقليا ، وليفرض عليهم اعتى انواع الاهانة و الذل

قال حرر المراة قال


3 - فعلا .....2
بشارة خليل قــ ( 2013 / 5 / 27 - 09:27 )
نقل لنا التاريخ بعض الاخبار عما سماه الاسلام زورا بالجاهلية...روي ان الخنساء كانت تلقي الشعر في سوق عكاظ وكان محمدا واقفا يصغي لشعرها قاءلا ((ايهي يا خُناس)) أي ازيدينا , وخُناس هو اسم تدليل للخنساء بينما يتم دفن النساء في الاسلام في حبس منزلي من بيت ابيها الى بيت زوجها الى القبر, ثم يقولون بكل وقاحة وصلف ان هذا الدين حرر المرأة (ربما يقصدون حررها من كرامتها وقيمتها الانسانية)) وكذلك خديجة ولية نعمة والتي لم يجرؤ على الاتيان بضرة لها في حياتها, كانت تملك امر اموالها وتجارتها وقوافلها ولم يكن ذلك لا عيبا ولا حراما ولا ممنوع...ويذكرنا التاريخ بدمويته وارهابه بما فعله بعصماء بنت مروان وبام قرفة التي كانت لها مكانتها في بني قومها
كما نقل لنا التاريخ اعتراض الحميراء المنهكة طفولتها على محمد قائلتا: شبهتمونا بالحمير والكلاب. مما يدل على ان هذه المهانة لم تك موجودة قبل الاستسلام
قبل الاسلام لم يكن هنالك ما يمنع من ان يولي قوما امرهم لامرأة فكانت هنالك ملكات مشهورات مثل بلقيس ملكة سبأ جنوبا الى الزباء زنوبيا شمالا


4 - لا
ليليت ( 2013 / 8 / 17 - 00:44 )
الدين هو الدين الواجب فصله عن السياسة و لم يكن هناك دين فكيف سيوصل بالله,على فكرة هل ?تؤمن بالله’